وفقا للقانون الدولي، فإن الهجوم المتعمد على مقبرة يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب، وما تفعله إسرائيل يتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية، حيث يتعمد جيش الاحتلال تجريف مقابر الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدء العملية البرية في القطاع، ونبش القبور لاستخراج الجثامين، ومن ثم سرقة بعض الجثث.

وقد اعترف الجيش الإسرائيلي، أول أمس الجمعة، بتدمير مقبرة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ونبش قبور فيها، بحجة البحث عن جثث محتجزين إسرائيليين.

مقبرة فلسطينية في محيط مجمع ناصر الطبي دمرها القصف الإسرائيلي (الأناضول)

وفي تصريح مكتوب من الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال لمراسل وكالة الأناضول حول الموضوع قال "في إطار معلومات استخباراتية وعملياتية مهمة، ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات إنقاذ جثث رهائن في مواقع حساسة ومحددة، استنادا لمعلومات تشير إلى احتمال العثور على جثث الرهائن فيها".

وأضاف أن الجثث الموجودة في القبور "تبين أنها ليست لأسرى إسرائيليين، ولذا أُعيدت باحترام إلى القبور"، على حد زعمه.

مقبرة في دير البلح للقتلى البريطانيين خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية لم تسلم من التدمير الإسرائيلي (الأناضول)

وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها الجيش الإسرائيلي باستخراج الجثث، وذلك بعد انتشار تقارير عديدة غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر آثار الدمار الذي خلّفته قوات الاحتلال في العديد من المقابر، وسرقتها الجثث وتركها بقايا بشرية مكشوفة.

فتى فلسطيني يتفحص أحد القبور بعدما دمر الاحتلال المقبرة بغارة جوية (رويترز)

والأمثلة على المقابر التي جرفها الاحتلال ودمرها كثيرة للغاية، فقد كشف تراجع الآليات العسكرية الإسرائيلية من محيط مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، عن تدمير الجيش لمقبرة بالمدينة ونبش عدد من القبور فيها.

وكانت المقبرة قد تعرضت سابقا لعمليات قصف عنيف من المدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية؛ ما تسبب بتدمير مئات القبور فيها.

الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير المقابر وسرقة بعض الجثث الموجودة من القبور (رويترز)

وفي حي الشجاعية بمدينة غزة دمرت القوات الإسرائيلية جزءا من المقبرة التونسية لإقامة موقع عسكري مؤقت. كما أنشأ الجيش الإسرائيلي موقعا عسكريا فوق مقبرة في بيت حانون شمالي قطاع غزة -أيضا-، وهي إحدى أقدم المقابر في غزة وتمتد على مساحة 20 مترا مربعا تقريبا.

سرقة 150 جثة

ودمر الاحتلال كذلك مقبرة التفاح شرق غزة، وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع أن جيش الاحتلال نبش 1100 قبر في المقبرة وسرق 150 جثة، وقال إن آليات الاحتلال جرفت مقبرة التفاح وأخرجت جثامين الشهداء والأموات منها، "وداستها وامتهنت كرامتها، دون أي مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر".

الاحتلال يجرف مقبرة الشهداء بحي التفاح في غزة وينبش قبورها (الجزيرة)

وقد أظهرت صور للجزيرة آثار التجريف التي خلّفتها قوات الاحتلال في مقبرة التفاح، وتبيّن الصور تجريف آليات قوات الاحتلال المقبرة ونبش القبور وإخراج الجثث.

وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال جرفت المقبرة، وتركت جثث الشهداء خارجها، بالإضافة إلى أنها داست الجثامين بآلياتها وتركتها خارج القبور.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد تحققت من تدمير الاحتلال لعدد من المقابر الأخرى، ومن بينها مقبرة في الشيخ عجلين أحد أحياء مدينة غزة، ومقبرة بيت لاهيا شمالي القطاع التي تمتد على مساحة تقدر بـ23 مترا مربعا.

كما تحققت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" من مقابر أخرى دمرها جيش الاحتلال، ومنها مقبرة الفالوجا، التي تقع بالقرب من مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، ومقبرة الشجاعية الواقعة شمال قطاع غزة.

وكشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" أن الجيش الإسرائيلي "دنّس ما لا يقل عن 16 مقبرة في هجومه البري على غزة، مما أدى إلى تدمير شواهد القبور، وقلب التربة، وفي بعض الحالات، استُخرجت الجثث".

ووفقا للقانون الدولي، فإن التدمير المتعمد للمواقع الدينية، مثل المقابر، ينتهك القانون الدولي ويمكن أن يرقى إلى جريمة حرب، إلا في ظل ظروف ضيقة تتعلق بأن يصبح هذا الموقع هدفا عسكريا، ووفق ما ذكر خبراء قانونيون لشبكة "سي إن إن" الأميركية؛ فإن أفعال إسرائيل يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قوات الاحتلال قطاع غزة مقبرة فی

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يرتكب 3 مجازر بغزة والمستشفى الأوروبي يخرج عن الخدمة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة -اليوم الأربعاء- ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 37 ألفا و953 شهيدا، و87 ألفا و266 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، في حين خرج المستشفى الأوروبي بجنوب القطاع تماما عن الخدمة.

وأضافت الوزارة -في بيان- أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية، أدت إلى استشهاد 28 فلسطينيا وإصابة 125 آخرين.

بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية إن قوات الاحتلال استهدفت المناطق التي أعلنت أنها آمنة وأجبرت الموجودين فيها على الفرار.

من جهته، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين -بينهم طفلة- بقصف إسرائيلي على شقة سكنية وسط مخيم النصيرات.

وانتشلت الطواقم الطبية والدفاع المدني جثامين 9 فلسطينيين، بعضهم قتلهم الجيش الإسرائيلي بهجمات سابقة شنّها على المناطق الغربية لرفح جنوبي قطاع غزة.

وقالت مصادر طبية إن بعض الجثامين كانت متحللة وذلك يشير إلى مقتلها منذ أيام، بينما تعرض بعضها الآخر للقصف صباح الأربعاء، فأدى ذلك إلى استشهاد أصحابها على الفور.

وأشارت المصادر إلى وجود شهداء وجرحى تحت أنقاض المنازل التي قصفها الجيش في مناطق توغله حيث يتعذر الوصول إليهم لانتشالهم.

وفي 6 مايو/أيار شنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح، متجاهلا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين بالمدينة، وسيطر في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر.

قوات الاحتلال استهدفت المناطق التي أعلنت أنها آمنة وأجبرت الموجودين فيها على الفرار (الفرنسية) "الأوروبي" خارج الخدمة

ومن جانب آخر، قالت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة إن المستشفى الأوروبي خرج عن الخدمة تماما، وسط حالة من الذعر والقلق، بعد تهديد من قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية واسعة النطاق لاجتياح المنطقة.

وأدت هذه التهديدات إلى إخلاء المستشفى من الكادر الطبي والمرضى الذين نُقل بعضهم إلى مستشفى ناصر، بينما لا يعرف آخرون إلى أين يتجهون.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يواجه آلاف المرضى والجرحى في القطاع الموت حيث يحتاجون إلى السفر والعلاج في مستشفيات بالخارج، ولكن إغلاق معبر رفح البري مع مصر وتدميره في 17 يونيو/حزيران الجاري حال دون خروجهم لتلقي العلاج.

ومنذ بدء الحرب، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج أغلب المستشفيات من الخدمة، وقد عرّض ذلك حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

تفاقم المعاناة

وعلى صعيد الوضع المعيشي الكارثي، يعاني سكان مخيم جباليا وأغلب مناطق شمال قطاع غزة من شحّ المواد الغذائية مع استمرار الاحتلال في منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية.

وتتزايد معاناة نازحي حي الشجاعية في مدينة غزة في مراكز إيواء تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة لا سيما المياه الصالحة للشرب.

ومع تدهور الوضع الإنساني في القطاع، قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة -في مقابلة مع الجزيرة- إن 250 ألف شخص يضطرون إلى النزوح من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة رغم غياب أي مكان آمن في غزة.

وأضاف أبو حسنة -في مقابلة مع الجزيرة- أن ما لدى الوكالة لتمويل عملياتها في قطاع غزة لا يكفي إلا لنهاية شهر أغسطس/آب المقبل.

وبشأن توزيع المساعدات الإنسانية للسكان داخل قطاع غزة، قال أبو حسنة إن الأمور تزداد تعقيدا في قطاع غزة بسبب صعوبة الحصول على المواد الغذائية، وأشار إلى أنهم يستطيعون بصعوبة توزيع بعض ما يدخل من المواد الغذائية إلى القطاع في ظل الاحتياجات الكبيرة.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يشن غارتين على جنوب لبنان
  • كيف يحاول الاحتلال إبادة الوجود الفلسطيني من التاريخ؟!
  • الجيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل أحد ضابطه خلال المعارك في شمال قطاع غزة
  • الاحتلال يرتكب 3 مجازر بغزة والمستشفى الأوروبي يخرج عن الخدمة
  • جيش الاحتلال يعلن قصف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان
  • تفاصيل جديدة حول جريمة الكرك المروّعة
  • «القاهرة الإخبارية»: استشهاد 17 فلسطينيا في مجزرة جديدة لـ«الاحتلال الإسرائيلي»
  • بالفيديو: غزة – مجزرة جديدة بقصف سوق في حي الزيتون
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في قطاع غزة
  • نتنياهو: نقترب من القضاء على القدرات العسكرية لحماس وسنواصل تدمير فلولها المسلحة