تعد الشيخة روحية أكبر محفظة قرآن في كتاتيب الأزهر الشريف، ورغم أنها حرمت نور عينيها إلا أنها رزقت البصيرة وحظيت بمحبة الجميع وفوق هذا كله فإنها تحفظ القرآن بالقراءات العشر وصاحبة أعلى أسانيد كتاب الله، ولدت الشيخة روحية في قرية أتميدة التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية.

صاحبة أعلى أسانيد كتاب الله

والشيخة روحية عبدالمجيد الجداوي صاحبة مكتب تحفيظ تابع للأزهر الشريف من مواليد شهر يونيه عام 1944 م، ويعد سندها القرآني من أقوى الأسانيد في العالم العربي والإسلامي، حيث إنها السند رقم 28 للرسول عليه الصلاة والسلام.

كان والد الشيخة روحية يعمل أونباشي في البوليس واصطحبها لأحد المحفظين الذي تبناها، وأقامت لديه حتى ختمت كتاب الله، وبدأت رحلتها الحفظ في سن 7 سنوات وأتمته في سن الـ 20 بنظام اللوح القديم، وحفظت بعدها القرآن بالقرآت العشر، ونالت إجازة القراءات العشر للقرآن الكريم في سنة 1970.

ورغم أنها ولدت فاقدة للبصر فقد نذرها والديها لحفظ القرآن الكريم، وأرسلها للكتاتيب كي يفي بنذره، لم ييأس والدها أمام صعوبة اندماجها مع الكتاب، فلبى اقتراح والدتها بالبحث عن محفظ يتبنى حالتها، فذهب إلى أفضل المحفظين في ذلك الوقت وهو الشيخ عبدالغني جمعة.

تقول الشيخة روحية: «ذهبت للشيخ، وأنا بنت سبع سنوات وتعلمت القرآن الكريم كاملًا عن طريق الحفظ، وتم ذلك في خلال عامين فقط»، ثم أراد والدها أن تهتم بالقرآن أكثر وأكثر،  وأراد أن تتعلم القراءات، وبالفعل استمرت 5 سنوات أخرى لا تعلم القراءات حتى استطعت إجادتها.

تضيف: «الشيخ عبدالغني كان يعاملني كابنته وجعلني في مرتبة عالية معه، وكنت أعلم الأطفال والأولاد على حده، ثم عودت بعد ذلك إلى مسقط رأسي بقرية أتميدة في سن العشرين، وعشت بين أهلي وأقاربي، وأعيش معهم منذ 70 عام على نفس الحال، وأقوم بتحفيظ القرآن للأجيال المتلاحقة، وإعطاء الإجازات للعديد من طلاب العلم، من جميع الأقطار العربية».

فضل حافظ القرآن الكريم

أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرُ الأمة؛ فقال: «خَيْرُكُمْ -وفي رواية: إِنَّ أَفْضَلَكُمْ- مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.

قال الإمام أبو الحسن بن بطال في "شرح البخاري" (10/ 256، ط. مكتبة الرشد): [حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان مَن تعلم القرآن أو علَّمه أفضلَ الناس وخيرَهم دلَّ ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيريةُ والفضلُ مِن أجل القرآن، وكان له فضلُ التعليم جاريًا ما دام كلُّ مَن علَّمه تاليًا] اهـ.

رابط نتيجة مسابقة الأزهر السنوية في حفظ القرآن ذكراه الـ24.. الشيخ مكاوي السنباطي.. حاصد المراكز الأولى في مسابقات حفظ القرآن وتلاوته

وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن حافظ القرآن وقارئَه مع الملائكة في المنزلة؛ فقال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ» رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

وحافظ القرآن لا تمسه النار؛ فروى الإمام أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ»، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: [«في إهابٍ» يعني: في قلب رجل، هذا يُرْجَى لمَن القرآنُ في قلبه أن لا تمسه النار] اهـ. نقلًا عن "الآداب الشرعية" للعلامة ابن مفلح (2/ 33، ط. عالم الكتب). 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشيخة روحية القراءات العشر حفظ القرآن أهمية حفظ القرآن الكريم فضل حافظ القرآن الكريم رضی الله الله عن

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يكرم حفظة القرآن الكريم من أبناء شهداء الروضة بشمال سيناء

قام الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، اليوم، بتكريم الأطفال والشباب من حفظة القرآن الكريم من أبناء الشهداء في قرية الروضة بشمال سيناء.

تكريم أبناء الشهداء

أكدت مديرية أوقاف شمال سيناء في بيان، أن الدكتور أسامة الأزهري يرافقه مدير أوقاف شمال سيناء الشيخ محمود مرزوق، واللواء خالد مجاور المحافظ شمال سيناء ونائبه اللواء عاصم سعدون، قد كرّم أبناء قرية الروضة من الأطفال والشباب حافظي القرآن الكريم.

وأضافت مديرية أوقاف شمال سيناء، أن عملية التكريم، شملت توزيع مبالغ مالية وجوائز مهداة من الأوقاف، وشهادات تقدير ومصحف كريم من الوزارة.

لقاء شيوخ الوعظ وأبناء الشهداء

وأشارت «أوقاف شمال سيناء»، إلى أن وزير الأوقاف التقى مع شيوخ الوعظ بالمحافظة، وعلماء الدعوة، وأهالي قرية الروضة من أبناء الشهداء، مشيدًا بالدور الكبير الذي تقوم به المديريات كل باسمها في رفع كفاءة وأعمار قرية الروضة ومحو آثار الإرهاب من المكان، والعمل على الوقوف بجانب أهالي الروضة.

الذكرى السابعة لشهداء الروضة

وكان وزير الأوقاف قد أدى صلاة الجمعة اليوم بمسجد الروضة، خلال زيارته الأولى للمكان، إحياء للذكرى السابعة لشهداء قرية الروضة غرب بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، وذلك بحضور عدد من النواب، وشيوخ الدعوة من الأزهر الشريف والأوقاف، ومحافظ شمال سيناء ونائبه والجهات التنفيذية بالمحافظة.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يكرم حفظة القرآن الكريم من أبناء شهداء الروضة بشمال سيناء
  • رئيس جامعة سوهاج يكرم حفظة القرآن الكريم بالصلعا
  • رئيس جامعة سوهاج يكرم ٢٥ من حفظة القرآن كاملًا بمدرسة القرآن الكريم بالصلعا
  • الأمام الصادق المهدي: فالعنقاء أكبر أن تصادا
  • علي جمعة: يجوز قراءة القرآن الكريم في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان
  • «الإفتاء»: تلاوة المرأة للقرآن الكريم بحضرة الرجال الأجانب تجوز مع الكراهة
  • مدير الجامع الأزهر يتفقد سير الدراسة برواق القرآن الكريم بالغربية ويوصي بانتهاج طريقة المصحف المعلم
  • مدير الجامع الأزهر يتفقد سير الدراسة برواق القرآن الكريم بالغربية
  • اليمن يرشح 3 متسابقين لبورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم