اعتبارات اقليمية تُقيد ردّ طهران على تل أبيب.. نائب ايراني لـ بغداد اليوم: نُدير المشهد بلباقة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
بغداد اليوم- طهران
كشف عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، فدا حسين ملكي، اليوم الاحد (21 كانون الثاني 2024)، عن أسباب ارتفاع وتيرة الاغتيالات التي طالت المسؤولين والقادة الايرانيين خلال الآونة الأخيرة بعمليات قصف اسرائيلية. مؤكدًا أن الأخيرة تريد جرّ بلاده إلى "الحرب".
وفي رده عن سؤال يتعلق بتزايد حالات الاغتيال والاستهداف للمستشارين والقادة العسكريين الايرانيين في سوريا، قال ملكي في حديث لـ “بغداد اليوم": إن "تصرفات إسرائيل تهدف إلى أنها تريد جر إيران إلى الحرب، وحركة المقاومة حماس هي ذاتها لم تكُ تريد أن تدخل طهران الحرب الدائرة"، على حدّ قوله.
وأوضح "لولا بعض الاعتبارات الإقليمية لكانت إيران قدمت للكيان الصهيوني إجابات ثقيلة جداً، وكوننا ندير المشهد بحيث لا تضطرب المنطقة أكثر، لا يعني صمت إيران"، مضيفاً "النهج الذكي الذي اتبعته ايران في حرب غزة أحبط مؤامرة إسرائيل، ولقد كانوا يبحثون عن جر إيران إلى حرب معقدة".
ويقول أيضًا: "بعد الحرب الدموية التي شنتها إسرائيل على غزة والهجمات الوحشية التي نفذوها وتشويه سمعتهم في الحرب المباشرة التي خاضوها مع مقاتلي حماس، وبدلاً من مواجهة حماس وجهاً لوجه، تحولوا إلى الإرهاب وقاموا بعمليات الاغتيال ضد الأبرياء، حتى أن بعض المسؤولين الأمريكيين أدركوا أن إسرائيل مجرد خدعة"، بحسب وصفه.
وتابع: "بعد هذه الحرب حدثت تطورات جديدة وأصبحت أوضاع المنطقة أكثر تعقيداً، ومن المؤكد أن مثل هذه العمليات تزيد من تعقيد الحرب، ويجب على المنظمات الدولية أن تمنع تصرفات إسرائيل بأي وسيلة".
وأوضح قائلاً "هم – في إشارة إلى اسرائيل- يريدون اشاركنا في هذه الحرب، إيران تدير المشهد بلباقة، ولولا بعض الاعتبارات الإقليمية لكانت طهران قد قدمت إجابات ثقيلة جداً على الصهاينة وسيتم تقديم هذا الجواب المهم في وقته"، بحسب تعبيره.
وبين ملكي أن "إسرائيل تريد الانتقال من الحرب الاستخباراتية إلى الحرب العسكرية بدعم أمريكي، بالتأكيد ليس هذا هو الحال بالنسبة لإسرائيل؛ لو كانت الأوضاع في المنطقة والشرق الأوسط طبيعية، فكان الرد الإيراني سيكون ثقيلاً، وحقيقة أن إيران تدير المشهد بحيث لا تصبح المنطقة أكثر اضطراباً لكن هذا لا يعني صمت إيران".
وكانت إسرائيل قد استهدفت الامس هدفاً تابعاً للحرس الثوري الإيراني في العاصمة السورية دمشق وأسفر عن مقتل خمسة من المستشارين الإيرانيين بينهم رئيس وحدة الاستخبارات في فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تعليقا على مقتل 5 من الحرس الثوري في دمشق: إن "طهران لن تترك الجريمة الإسرائيلية دون رد"، مضيفاً "جريمة الكيان الصهيوني خرق للمقررات الدولية وتمت بدعم قوى الاستكبار ومنها واشنطن".
كما قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف: أن "عقوبة قاسية ستنتظر إسرائيل بعد اغتيالها قادة من الحرس الثوري في سوريا".
وأعلنت إيران، أمس السبت، أنها "تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين" على مقتل عسكرييها "في الهجوم الإسرائيلي" على العاصمة السورية دمشق.
وجاء ذلك في بيان صادر عن الخارجية الإيرانية أورد فيه تصريح المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني، في تعليقه على هجوم إسرائيلي طال إحدى أحياء العاصمة السورية دمشق، وأدى إلى مقتل "4 مستشارين عسكريين" في الحرس الثوري الإيراني.
وأدان كنعاني الهجوم الإسرائيلي في هذا الإطار، وقال إن: "الانتهاك المتكرر لسيادة سوريا ووحدة أراضيها وتصعيد الهجمات العدوانية والاستفزازية على مختلف الأهداف في سوريا من قبل الكيان الصهيوني الإجرامي القاتل للأطفال يظهر عجز هذا الكيان في ساحة المعركة والقتال أمام المقاومة في غزة والضفة الغربية".
وأضاف: "من المناسب أن تقوم الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالرد بشكل علني على الأعمال العدوانية والإرهابية والإجرامية التي يقوم بها الكيان الصهيوني وإدانتها بحزم".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
باريس تتهم سلطات إيران بنهب وتدمير المعهد الفرنسي للأبحاث
في تصاعد جديد للتوترات بين باريس وطهران، اتهمت مصادر دبلوماسية فرنسية السلطات الإيرانية بسرقة وتدمير المجموعة الثمينة من الوثائق والمُقتنيات التاريخية، والمُعدّات التقنية التي كانت موجودة في مباني المعهد الفرنسي للأبحاث (IFRI)، الواقع في قلب العاصمة طهران.
مُقتنيات غنيةالمعهد مؤسسة ثقافية تتبع وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وبالتالي السفارة الفرنسية في طهران، إلا أنّه لم يستفد من الحصانة الدبلوماسية.
وهو يُعتبر أحد سبعة وعشرين مركزاً بحثياً فرنسياً في العالم، مهمته تعزيز الأبحاث في مجالات بحوث الآثار والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وتضم مكتبته الغنية أكثر من 49 ألف مرجع من بينها 28 ألف كتاب، فضلاً عن قواعد بيانات ضخمة.
ويُعتبر المعهد الفرنسي للأبحاث مركزاً مرجعياً للعديد من الباحثين في العالم حيث يُقدّم لهم الدعم في دراساتهم، وقد تمّ إغلاقه في عام 2023 بعد نشر مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة رسوماً كاريكاتوريّة للمُرشد الأعلى علي خامنئي. وتمّ وضعه تحت الإشراف القضائي من قبل السلطات الإيرانية في أغسطس (آب) 2024.
وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أنّ المعهد كان "مكاناً رفيع المستوى للثقافة والتبادلات البحثية"، تأسس في عام 1983 إثر اندماج البعثة الأثرية الفرنسية في إيران، والتي أنشئت في عام 1897 بموجب حصول الفرنسيين على الحقوق الحصرية للتنقيب في إيران لأغراض أثرية، والمعهد الفرنسي لعلم الآثار في طهران الذي أسسه عام 1947 الفيلسوف والمُستشرق الفرنسي هنري كوربين.
#Iran | Le chargé d’affaires de l’ambassade d’Iran a été convoqué au ministère de l’Europe et des Affaires étrangères le 30 août. A cette occasion, la France a dénoncé la pose de scellés sur les portes de l’Institut français de recherche en Iran, alors que la France s’était… pic.twitter.com/btVwr9A5ad
— France Diplomatie ???????????????? (@francediplo) August 31, 2023 تدمير مُوجّه وتقاعس أمنيوفيما لم تُقدّم السلطات الإيرانية أيّ تفسير رسمي لاختفاء وتدمير محتويات المعهد، علمت السفارة الفرنسية في طهران من مصادرها في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2025، وفقاً للمعلومات التي جمعتها صحيفة "لوموند"، أنّ مباني المعهد تعرّضت للغزو المُنظّم في البداية من قبل مُدمنين على المخدرات. ك
ما أظهر المبنى الذي تمّ نهبه بالكامل آثار حريق، في حين تمّ تدمير المُعدّات الإلكترونية وتضرر الأثاث.
ورغم الطلبات المتكررة من السفارة الفرنسية، إلا أنّ الشرطة الإيرانية لم تتدخل للحيلولة دون تفاقم الأضرار والخسائر، وهو ما يُثير العديد من الأسئلة حول وجود دور رسمي، بما في ذلك كيفية كسر الأختام التي تُغلق المعهد. ويُصبح هذا الوضع أكثر إثارة للاهتمام نظراً لأنّ المعهد الفرنسي يقع في منطقة شديدة الحراسة، وتضم العديد من المؤسسات الإدارية والرسمية الإيرانية.
وكان المعهد مركزاً رئيسياً للدراسات حول العلوم الإنسانية والاجتماعية والأبحاث الأثرية حول إيران، والتي تُغطّي الفترة من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحالي. ولم يقتصر مجال بحثه على حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل كان يمتد إلى جميع الثقافات في مُحيطها الإقليمي.
L’Iran ferme un institut français après la publication par « Charlie Hebdo » de caricatures https://t.co/FRRjX32q4S
— Le Monde (@lemondefr) January 5, 2023 مُساومة إيرانيةوكثيراً ما تتهم طهران فرنسا والغرب بالتدخل في شؤونها الداخلية. وقد بقي المقر الرئيسي للمعهد، الذي يقع في وسط طهران، مُغلقاً لسنوات عديدة، إلى أن أعيد افتتاحه في عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني (2013-2021) كإشارة إلى تحسّن العلاقات بين باريس وطهران حينها، قبل أن يتم إغلاقه مُجدّداً منذ نحو سنتين.
يُذكر أنّ أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، وفي إطار دعمها "الإيرانيين الذين يُناضلون من أجل حريتهم"، أطلقت مُسابقة في عام 2023 لاختيار رسوم كاريكاتورية حول الأوضاع الداخلية في إيران، وذلك في أعقاب تصاعد احتجاجات الشعب الإيراني على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة في سبتمبر (أيلول) 2022.
L'Iran menace la France après la publication de caricatures de Khamenei dans "Charlie Hebdo" https://t.co/Cs4rA1veXH
— Marianne (@MarianneleMag) January 5, 2023وعلى إثر ذلك دعت السلطات الإيرانية باريس إلى ما أسمته "مُحاسبة مُرتكبي هذه الكراهية والعنصرية" واصفة تلك الرسوم بـِ "المُهينة".
وأغلقت طهران المعهد الفرنسي للأبحاث كردّ على رفض الحكومة الفرنسية تقديم أيّ تنازلات ضدّ حرية الصحافة والرأي.
وكان من بين مهام المعهد، تنظيم ودعم المؤتمرات الدولية من خلال الرعاية المالية والدعم الاستراتيجي، والتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإيرانية. وشكّلت مكتبته وقواعد بياناته، والخدمات المُتنوّعة التي كان يُقدّمها، مُلتقى نادراً للحياة الفكرية والبحثية للإيرانيين والفرنسيين والأجانب.