ديوكوفيتش: النار لا تزال مشتعلة!
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
ملبورن (أ ف ب)
سحق الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول عالمياً، الفرنسي أدريان مانارينو، وبلغ ربع النهائي بسهولة تامة، في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، أولى البطولات الأربع الكبرى، على غرار البيلاروسية أرينا سابالينكا والأميركية كوكو جوف.
واستعاد «نولي» مستواه الخارق بعد خسارته مجموعة في كل من مباراتيه الافتتاحيتين، ليقصي منافسه 6-0,6-0,6-3 في ساعة و44 دقيقة.
وفيما كان مانارينو «35 عاماً ومصنف 19 عالمياً» الذي يصغر ديوكوفيتش بسنة يمرّ بفترة جيدة في نهاية مسيرته، لقنه الصربي درساً بعدما فاز في أول 13 شوطاً.
بلغ ربع نهائي إحدى البطولات الكبرى للمرة الـ 58 في مسيرته، معادلاً الرقم القياسي للسويسري روجيه فيدرر.
قال حامل اللقب المرشح لإحراز لقبه الحادي عشر في ملبورن، والانفراد بالرقم القياسي في البطولات الكبرى «25»: «لعبت بشكل رائع، من النقطة الأولى إلى الأخيرة».
تابع اللاعب الذي عانى إصابة في معصمه قبل البطولة: «الأمور تتخذ نسقاً إيجابياً، من الناحيتين الصحية والرياضية، لذا أنا ممتن حقاً مما يحصل معي راهناً».
أضاف في مؤتمر صحفي أن «النار لا زالت مشتعلة» في داخله، «ما يسمح لي بالتواجد هنا وتحقيق هذه الإنجازات».
وعن اقترابه من الفوز بنتيجة بيضاء بثلاث مجموعات «تريبل باغل»، قال الصربي: «أردت حقاً أن أخسر ذلك الشوط في المجموعة الثالثة، لأن منسوب التوتر ارتفع في الملعب».
حقق فوزه الـ 32 توالياً في البطولة، منذ سقوطه أمام الكوري الجنوبي تشونج هيوون في 2018، علماً أنه لم يشارك في «نسخة 2022»، بسبب رفضه تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
ويلاقي ديوكوفيتش في ربع النهائي الأميركي تايلور فريتز الذي أقصى اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس المصنف سابعاً 7-6,5-7,6-3,6-3.
وقد تكلف هذه الخسارة تسيتسيباس، وصيف النسخة الماضية، موقعه بين العشرة الأوائل عالمياً.
في المقابل، كان أول فوز لفريتز على لاعب بين العشرة الأوائل في بطولة كبرى، لكن في ثماني مواجهات، لم ينجح الأميركي بالتغلب في أي مرة على ديوكوفيتش.
قال فريتز: «عندما واجهته سابقاً لم أكن في أفضل مستوياتي، ويتعيّن أن أكون كذلك إذا أردت الفوز عليه».
وفيما كان ديوكوفيتش يخوض غالباً المباريات الليلية على ملعب رود ليفر أرينا، لعب الأحد في وقت مبكر قبل الظهر.
يلعب في وقت متأخر المحلي أليكس بوبيرين، المصنف عاشراً والطامح لبلوغ ربع النهائي للمرة الأولى، أمام الروسي أندري روبليف الخامس.
وفي الدور الرابع أيضاً، يلاقي الإيطالي المتألق يانيك سينر المصنف رابعاً الروسي كارن خاتشانوف الذي بلغ نصف النهائي العام الماضي.
ولدى السيدات، قدّمت البيلاروسية أرينا سابالينكا حاملة اللقب مستوى مماثلاً، عندما تلاعبت بالأميركية أماندا أنيسيموفا وأقصتها 6-3,6-2 على ملعب مارجاريت كورت.
قالت سابالينكا: «أشعر بأني أقوى من العام الماضي، آمل في الاستمرار كذلك».
كذلك، قدّمت الأميركية كوكو جوف، المصنفة رائعاً أداءً خارقاً أمام البولندية ماجادالينا فريخ وأقصتها في 63 دقيقة 6-1,6-2 على ملعب رود ليفر أرينا «85 عاماً» الذي شاهد المباراة من المدرجات.
وبحال تتويجها، ستكون جوف أول سيدة تحرز لقب أستراليا، بعد تتويجها في فلاشينج ميدوز، رابعة البطولات الكبرى، منذ اليابانية ناومي أوساكا في 2018-2019.
خاطبت جوف «19 عاماً» التي تخطت الدور الرابع في ملبورن للمرة الأولى بعد أربع محاولات، ليفر قائلة: «شرف لي أن ألعب أمامك، شكراً للقدوم إلى مباراتي».
تابعت الأميركية الشابة التي ستلاقي الأوكرانية مارتا كوستيوك الفائزة على الروسية ماريا تيموفييفا 6-2,6-1 «أوّل ربع نهائي في أستراليا، أنا في غاية السعادة، ومن الجميل تخطي هذا المطبّ».
وفيما أقصيت سبع من العشر الأوليات، بينهن البولندية إيجا شفيونتيك الأولى، ستكون الفرصة متاحة لكل من سابالينكا وجوف بإحراز لقبها الثاني الكبير.
وقعتا في جهة واحدة من القرعة، وبالتالي لن تلتقيا في النهائي، بل في نصف النهائي بحال تقدمهما.
خسرت سابالينكا 11 شوطاً فقط في أربع مباريات، وهي مرشحة لنيل اللقب، لتستمر في صعودها اللافت بدءاً من الموسم الماضي.
بحال تتويج ابنة الخامسة والعشرين، ستكون أول سيدة تحقق هذا الإنجاز منذ مواطنتها فيكتوريا أزارينكا في 2013.
قالت سابالينكا التي أصبحت أول لاعبة تفوز في 11 مباراة توالياً في ملبورن منذ الأسطورة الأميركية سيرينا وليامس بين 2017 و2019: «لم تخض نسخة 2018»، «أصبحت أقوى لأني استمتع بالأجواء وأريد حقاً البقاء هنا أطول مدة حتى اليوم الأخير».
ستلاقي في ربع النهائي الروسية اليافعة ماريا أندرييفا «16 عاماً» أو التشيكية باربورا كرايتشيكوفا التاسعة.
وبحال إبقاء أندرييفا على مغامرتها، ستصبح أصغر لاعبة تبلغ ربع نهائي ملبورن منذ السويسرية مارتينا هينجيز في 1997، وهي لاعبة تمت مقارنتها كثيراً بها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التنس أستراليا بطولة أستراليا المفتوحة للتنس نوفاك ديوكوفيتش
إقرأ أيضاً:
يوم القدس ووفاء جبهات المقاومة بالعهد
يوم القدس كما هو معروف، يوم عالمي دشنته الجمهورية الإسلامية بعد نجاح ثورتها بمدة وجيزة للتضامن مع الحق الفلسطيني، ولبقاء قضية القدس حية في وجدان الأمة، وهو حدث لم ينقطع تزامنًا مع الجمعة الأخيرة في شهر رمضان منذ تدشينه حتى الآن.
ومنذ اندلاع طوفان الأقصى وشن حرب الإبادة على غزة وما سبقها من محاولات مكشوفة لتصفية القضية وابتلاع القدس، فإن جبهات المقاومة أثبتت مصداقيتها في إسناد غزة وتقديم التضحيات، ولا يقتصر هذا الثمن المدفوع على الدفاع عن غزة، بل هو دفاع عن القدس، بدليل وصف الشهيد القائد السيد حسن نصر الله لمحور المقاومة بأنه “محور القدس” قبل اندلاع الطوفان بأكثر من عام وفي إطار خطاب له بمناسبة يوم القدس، وبدليل وسم الشهداء في معركة الإسناد بأنهم “شهداء على طريق القدس”.
وهنا يجب التأمل في فلسفة يوم القدس ودلالاته، وكيف أثبتت جبهات المقاومة وفاءها للعهد، ولا تزال تقدم التضحيات، وستظل حتى زوال الكيان وتحرير القدس.
فلسفة يوم القدس:
وقبل الخوض في فلسفة ودلالات يوم القدس، يجدر ذكر مقطع من دعوة الإمام الخميني (قدس سره) التي أعلن بها تدشين يوم القدس في العام 1979، لأنها تزامنت مع أوضاع عدوان تماثل العدوان الراهن، ولأنها تلخص الكثير من هذه الدلالات.
وقد قال الإمام الخميني نصًا: (أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى تكريس آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يومًا للقدس وإعلان التضامن الدولي للمسلمين، دعمًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المسلم. لقد أبلغت المسلمين لسنوات عديدة بالخطر الذي تشكله “إسرائيل” المغتصبة التي كثفت اليوم هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، تقصف منازل الفلسطينيين باستمرار على أمل سحق النضال الفلسطيني. أدعو جميع مسلمي العالم والحكومات الإسلامية إلى التكاتف لقطع يد هذا المغتصب وداعميه….).
وهنا يمكن استخلاص أهم الدلالات:
1- الدعوة ليوم القدس هي دعوة وحدوية تقوم على وحدة الأمة الإسلامية وبيان واجبها الجماعي تجاه القضية الفلسطينية، وقد اختارت رمزًا محل إجماع لجميع الفرقاء ممن اتخذوا مواقف انفصالية عن القضية بدعوى مصلحة بلدانهم أو أنهم قدموا تضحيات وأدوا ما عليهم وليس بإمكانهم تقديم المزيد، أو ممن اعتنقوا مبدأ التسوية و”خيار السلام”، فكان الشعار شعارًا لا يختلف عليه أحد.
2- اتخاذ القدس عنوانًا لهذا اليوم هو توجه استراتيجي، لأنه يستهدف درة تاج المشروع الصهيوني المتمثلة في ابتلاع القدس، ويأتي يوم القدس في مواجهة “يوم القدس الصهيوني” الذي جعله الكيان عطلة رسمية وأعلنته الحاخامية الكبرى في الكيان عيدًا دينيًا ثانويًا، وتقام به سنويًا مسيرة الأعلام الاستفزازية، وبالتالي فإن إحياء يوم القدس هو إعلان للصمود والإصرار على استعادة الحقوق المشروعة.
3- تعيين القدس عنوانًا لليوم هو إعلان عن حرية فلسطين الكاملة باعتبار القدس عاصمة لفلسطين الحرة من النهر إلى البحر، بلحاظ خطاب الأنظمة الرسمية التي تتحدث عن “القدس الشرقية” وحدود الرابع من حزيران، وبلحاظ الحلول التصفوية للقضية التي تتحدث عن كانتونات مقطعة تحت عنوان “حل الدولتين”.
مصداقية جبهات المقاومة:
ومنذ تدشين يوم القدس إلى الآن، أثبتت جبهات المقاومة وفاءها بالعهد، فهي تحتفي به سنويًا ومعها قلة من الأحرار على امتداد الوطن العربي وفي الغرب، وذلك كإعلان عن الموقف وتجديد العهد وتثبيت الحقوق. ولكن الأهم، أن جبهات المقاومة أثبتت مصداقيتها في الدفاع ومواجهة كل عدوان يستهدف تصفية القضية، ولا تزال حتى اللحظة تدفع ثمن صمودها وموقفها الراسخ، ويمكن تناول أبرز المصاديق لهذه الجبهات تاليًا:
أولاً: فلسطين:
لم يتوقف النضال الفلسطيني يومًا، وإن تعاقبت عليه الحركات، فكلما تسقط حركة في فخاخ السلام المزعوم، تحل محلها حركة مقاومة وبدعم مباشر من إيران وحزب الله وسورية الأسد وباقي جبهات المقاومة.
وتوالت المعارك والتضحيات، وكان أبرزها الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة، في العام 1987، والانتفاضة الثانية أو انتفاضة الأقصى في العام 2000.
ثم مواجهة الاجتياحات وجرائم الحرب في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأبرزها حرب غزة في العام 2008، ثم الحرب الثانية على غزة في العام 2014، ثم ملحمة “سيف القدس” في العام 2021، والتي اتخذت من القدس عنوانًا لتأكيد عدم الفصل بين غزة والقدس، وهي نفس فلسفة يوم القدس.
ثانيًا: لبنان:
دفع لبنان ثمن احتضانه للمقاومة الفلسطينية، وبعد خروج المقاومة، شكل لبنان مقاومته التي قدمت اسمى وأغلى التضحيات، منذ تشكيل أفواج المقاومة، وما تلاه من صراع مباشر في جنوب لبنان حتى التحرير في العام 2000.
ثم مسيرة تثبيت المعادلات واندلاع ملحمة العام 2006، وصولاً إلى طوفان الأقصى وحرب الإسناد البطولية والتي قدمت المقاومة بها أغلى قادتها، الشهيد العظيم السيد نصر الله، ولا تزال صامدة تقدم شهداء على طريق القدس.
ثالثًا: سورية:
دفعت سورية ثمنًا غاليًا في وفائها للمقاومة وللقضية، وشنت عليها حرب كونية أضعفت جيشها واقتصادها ومزقت أوصالها، وكان انحياز سورية الأسد للمقاومة سياسيًا وتسليحيًا ولوجستيًا سببًا مباشرًا في ما وصلت إليه الأمور من انهيار تام للدولة وسقوط النظام.
رابعًا: المقاومة العراقية
وقد رفعت كتائب المقاومة العراقية شعار المقاومة للكيان ولأميركا وقامت بدورها بقدر استطاعتها في معركة الإسناد، لأنها تعلم أن حرب الإبادة هي حرب وجودية تهدف لتصفية القضية وابتلاع القدس، ولا تزال المقاومة العراقية ثابتة رغم كل التهديدات والضغوط التي تمارس عليها.
خامسًا: اليمن
شكلت اليمن المفاجأة الاستراتيجية الكبرى بعد انخراط “أنصار الله” في حرب الإسناد، وقد أعطى الدخول اليمني للمعركة أبعاداً دولية وضغطًا كبيرًا على أميركا والكيان، باعتبار الحصار على غزة هو المهدد للملاحة الدولية وليس الحظر اليمني للسفن المتجهة للكيان، كما أضاف اليمن معادلات جديدة باستهداف العمق الصهيوني مقابل استمرار الحرب والجرائم، ولا تزال اليمن تواجه أميركا رأس العدوان مواجهات مباشرة.
سادسًا: إيران والوعد الصادق
ولم تكن إيران التي دشنت الدعوة ليوم القدس بعيدة يومًا عن المواجهات، فهي مولت ودعمت كل جبهات المقاومة، ودفعت ثمنًا باهظًا من الحصار والعزلة، بل ومن الاستهدافات والاغتيالات لقادتها وعلمائها، وكللت ذلك بالتدخل المباشر في 13 أبريل 2024 عندما قصفت “إسرائيل” بشكل مباشر وللمرة الأولى من الأراضي الإيرانية في عملية الوعد الصادق ردًا على تمادي العدو في انتهاك الخطوط الحمر واستهداف القنصلية الإيرانية.
وربما كانت عملية الوعد الصادق الأولى تحذيرية، ولكن بعد تمادي العدو واغتيال قادة المقاومة شنت عملية الوعد الصادق 2 في الأول من أكتوبر عام 2024 بأكثر من 250 صاروخًا تجاه الكيان، وكانت عملية كبرى، ولم تأبه إيران بتداعياتها.
الوضع الراهن ووفاء الجبهات بالعهد:
ولا تزال الاعتداءات ومحاولات الكيان وبقيادة أمريكية صريحة مستمرة، ولا تزال جبهات المقاومة صامدة، ولم ولن تتخلف جبهة واحدة عن الوفاء بالعهد، فاليوم نرى حماس والجهاد تقصفان الكيان رغم تدمير غزة وارتقاء مئات الآلاف من الشهداء، ولا تزال اليمن تواجه العدوان الأمريكي بشكل مباشر وتقصف عمق الكيان وتدخل المستوطنين الملاجئ بشكل شبه يومي، ولا يزال حزب الله صامدًا وثابتًا على مواقفه وبانتظار أوامر قادته لأي سيناريوهات، وهو ما يثبت أن يوم القدس لم يكن شعارًا فقط وإنما كان نقطة انطلاق وتدشين لمرحلة المواجهة التي لن تنتهي إلا بزوال الكيان وتحرير فلسطين وعاصمتها القدس.