موقع النيلين:
2025-01-03@17:31:41 GMT

رؤية حكومية لأسباب الأزمة الاقتصادية

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT


كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وإلى أين نحن ذاهبون، وهل هناك آمال بالانفراج القريب، وعودة الاستقرار إلى المشهد الاقتصادى، وهل هناك إمكانية للسيطرة على جنون الدولار المنفلت من كل عقال؟

هذه أسئلة يرددها كثير من المصريين، الخبراء والبسطاء، الأغنياء والفقراء، المؤيدين للحكومة والمعارضين لها.


بعض من هذه الأسئلة وجهته قبل أيام إلى مسئول حكومى رفيع المستوى، فقال بوضوح إن المستقبل القريب سوف يشهد انفراجة واضحة، وسوف يلمسها الناس خلال شهور وليس سنوات.
المسئول البارز سرد تفاصيل الأسباب التى قادتنا إلى هذا المشهد، ورأيه الواضح أن العوامل الخارجية كانت هى السبب الرئيسى فى هذه الأزمة، لكنه لا ينكر أيضا وجود أسباب داخلية.

المسئول يقول إن هناك حقائق موضوعية واضحة تؤكد صحة كلامه. فى تقديره أن مصر شهدت اضطرابات كثيرة خصوصا فى الفترة من ٢٠١١ إلى ٢٠١٣، خصوصا الإرهاب وتراجع الاقتصاد بفعل المظاهرات والاحتجاجات الفئوية وتحديات التنمية.مصر بدأت برنامج إصلاح اقتصادى عام ٢٠١٦ لمعالجة كل سلبيات الماضى، خصوصا التشوهات والمشاكل الهيكلية التى كان يعانى منها هذا الاقتصاد. ومنذ بداية برنامج الإصلاح وحتى ظهور فيروس كورونا بآثاره الصعبة كانت كل المؤسسات الدولية تشيد بالاقتصاد المصرى خصوصا أن المحددات الأساسية الثلاثة التى يمكن الحكم بها على أى اقتصاد كانت جيدة وإيجابية وأولها التضخم وكان مستواه حوالى خمسة فى المائة والبطالة أقل من ٨٪ والنمو ٥٪.

وفى اللحظة التى بدأنا نستعد فيها لجنى ثمار الإصلاح جاءت كورونا نهاية ٢٠١٩ وأوائل ٢٠٢٠.
وخلال هذه الفترة قامت أمريكا بطبع ٩ تريليونات دولار وأوروبا طبعت ٤ تريليونات يورو، الأمر الذى قاد إلى التضخم الكبير، لكننا لم نشعر بهذه الآثار بشدة إلا فى النصف الثانى من عام ٢٠٢١ ورغم ذلك ظلت المؤشرات الاقتصادية معقولة.
لكن الضربة الكبرى جاءت مع الحرب الروسية الأوكرانية التى بدأت فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، فخلال ٣ أسابيع من مارس من نفس العام خرجت من مصر ٢٢ مليار دولار من البنك المركزى ويطلق عليها «الأموال الساخنة» لأنه نتيجة للتضخم العالمى ما بعد كورونا وبداية أزمة أوكرانيا وارتفاع أسعار الحبوب والطاقة وتعطل وبطء سلاسل الإمدادات فقد قررت البنوك الأمريكية والأوروبية رفع سعر الفائدة من صفر فى المائة تقريبا إلى ٥٫٥٪، وهى نسبة كبيرة جدا هناك، وبالتالى هربت الأموال الساخنة إليها.
المسئول الحكومى البارز يقول علينا تذكر أننا أنهينا برنامج الإصلاح الاقتصادى الأول مع الصندوق فى ظروف طيبة جدا، لدرجة أننا طلبنا منهم مواصلة العمل معهم من أجل استكمال إصلاح التشوهات فى الاقتصاد، لكن ضربتى كورونا وأوكرانيا «لخطبت كل الأوراق». وصارت هناك فجوة دولارية واضحة بين ما يدخل إلينا من تدفقات دولارية، وما نحتاجه لسد الاحتياجات خصوصا سداد أقساط وفوائد الديون واستيراد السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج الأساسية. وبسبب هذه الفجوة ظهرت مشكلة ارتفاع سعر الصرف للعملات الأجنبية ووجود سعرين للدولار، الأمر الذى تسبب فى مشاكل عديدة.

ما سبق هى الأسباب الخارجية، لكن المسئول يقول إن هناك أسبابا داخلية أيضا أهمها الاعتماد على الأموال الساخنة، وهى غير مضمونة، ولا يمكن التحكم فيها من الداخل، إضافة للإصرار على تثبيت سعر الدولار عند ١٥ جنيها لفترة طويلة، ولو كنا تركناه يتحرك بهدوء وتدرج ما وصلنا إلى هذه المرحلة.هذه هى الصورة التى يطرحها المسئول الحكومى الرفيع وبطبيعة الحال يمكن الاتفاق معها أو معارضتها، وشخصيا أرى أنها تتضمن العديد من النقاط الموضوعية لكن كان يمكن تخفيف آثارها لو كانت السياسات الاقتصادية مدروسة وسليمة.
لكن السؤال المهم، لا يتعلق فقط بالماضى ــ رغم أهميته ــ لكن يتعلق بالمستقبل، وإلى أين نحن ذاهبون وكيف سنخرج من هذه الأزمة بأقل الأضرار إن شاء الله.
فى الأيام المقبلة سوف أسعى جاهدا لمناقشة هذه الأسئلة شديدة الأهمية لكل المصريين.

عماد الدين حسين – الشروق نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مقارنة بين تأثير كورونا والإنفلونزا على الكليتين

يرتبط مرض كوفيد-19 بتدهور متسارع في وظائف الكلى، وخاصة بعد دخول المستشفى، وفق دراسة حديثة قارنت بين تأثير كورونا والعدوى التنفسية الأخرى.

واستخدم فريق البحث من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بيانات من مشروع قياس الكرياتينين في مستشفيات ستوكهولم بين عامي 2018 و2022، وشملت قاعدة البيانات حوالي 135 ألف شخص.

وتضمنت بيانات الدراسة مرضى أصيبوا بكوفيد-19، وبعضهم تم إدخالهم إلى المستشفى، وآخرين تم تشخيص الالتهاب الرئوي لديهم (حوالي 36 ألف شخص).

ومن خلال الفحوصات الخاصة بوظائف الكلى، مثل الكرياتينين، والترشيح الكبيبي، وجد الباحثون أن تأثير كورونا على الكليتين كان سلبياً أكثر.

ووفق "مديكال إكسبريس"، وجد الباحثون أن الإصابتين (بكورونا والإنفلونزا) أظهرتا انخفاضاً سنوياً متسارعاً في معدل الترشيح الكبيبي، مع وجود انخفاض أكبر بعد الإصابة بكوفيد-19 مقارنة بالالتهاب الرئوي (3.4 و2.3% على التوالي).

وبين الأفراد الذين تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب كوفيد-19، كان الانخفاض أكثر حدة (5.4%).

ولكنه كان مماثلًا بين مرضى الالتهاب الرئوي الذين تم إدخالهم المستشفى أو لم يحتاجوا إلى رعاية داخلها.

واقترح الباحثون أن يتلقى المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب كوفيد-19 مراقبة أوثق لوظائف الكلى لضمان التشخيص السريع والإدارة المثلى لمرض الكلى المزمن لمنع المضاعفات والمزيد من التدهور.

مقالات مشابهة

  • رئيسة المفوضية الأوروبية تُعلق جميع رحلاتها لأسباب صحية
  • الهجرة الدولية: نزوح 22 ألف يمني خلال عام 2024 لأسباب أمنية واقتصادية
  • جلوس القرفصاء
  • وفاق سطيف الجزائري يقبل استقالة مديره الرياضي لأسباب شخصية
  • ناطق الثوري يكشف عن حقيقة الدور الإيراني في اليمن
  • لتحقيق ارباح..حبس المدير المسئول لبيع الريسيفر المعدة لفك شفرات القنوات الفضائية بالجيزة
  • مقارنة بين تأثير كورونا والإنفلونزا على الكليتين
  • كتاب جديد للصحفي على التركي يكشف ملامح الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على الصحافة المصرية
  • لتحقيق ارباح..التحقيق مع المدير المسئول لبيع الريسيفر المعدة لفك شفرات القنوات الفضائية بالجيزة
  • الأب جلوف: أجواء الاحتفالات بالأعياد الميلادية في حلب هذا العام استثنائية