موقع النيلين:
2024-11-23@21:42:50 GMT

رؤية حكومية لأسباب الأزمة الاقتصادية

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT


كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وإلى أين نحن ذاهبون، وهل هناك آمال بالانفراج القريب، وعودة الاستقرار إلى المشهد الاقتصادى، وهل هناك إمكانية للسيطرة على جنون الدولار المنفلت من كل عقال؟

هذه أسئلة يرددها كثير من المصريين، الخبراء والبسطاء، الأغنياء والفقراء، المؤيدين للحكومة والمعارضين لها.


بعض من هذه الأسئلة وجهته قبل أيام إلى مسئول حكومى رفيع المستوى، فقال بوضوح إن المستقبل القريب سوف يشهد انفراجة واضحة، وسوف يلمسها الناس خلال شهور وليس سنوات.
المسئول البارز سرد تفاصيل الأسباب التى قادتنا إلى هذا المشهد، ورأيه الواضح أن العوامل الخارجية كانت هى السبب الرئيسى فى هذه الأزمة، لكنه لا ينكر أيضا وجود أسباب داخلية.

المسئول يقول إن هناك حقائق موضوعية واضحة تؤكد صحة كلامه. فى تقديره أن مصر شهدت اضطرابات كثيرة خصوصا فى الفترة من ٢٠١١ إلى ٢٠١٣، خصوصا الإرهاب وتراجع الاقتصاد بفعل المظاهرات والاحتجاجات الفئوية وتحديات التنمية.مصر بدأت برنامج إصلاح اقتصادى عام ٢٠١٦ لمعالجة كل سلبيات الماضى، خصوصا التشوهات والمشاكل الهيكلية التى كان يعانى منها هذا الاقتصاد. ومنذ بداية برنامج الإصلاح وحتى ظهور فيروس كورونا بآثاره الصعبة كانت كل المؤسسات الدولية تشيد بالاقتصاد المصرى خصوصا أن المحددات الأساسية الثلاثة التى يمكن الحكم بها على أى اقتصاد كانت جيدة وإيجابية وأولها التضخم وكان مستواه حوالى خمسة فى المائة والبطالة أقل من ٨٪ والنمو ٥٪.

وفى اللحظة التى بدأنا نستعد فيها لجنى ثمار الإصلاح جاءت كورونا نهاية ٢٠١٩ وأوائل ٢٠٢٠.
وخلال هذه الفترة قامت أمريكا بطبع ٩ تريليونات دولار وأوروبا طبعت ٤ تريليونات يورو، الأمر الذى قاد إلى التضخم الكبير، لكننا لم نشعر بهذه الآثار بشدة إلا فى النصف الثانى من عام ٢٠٢١ ورغم ذلك ظلت المؤشرات الاقتصادية معقولة.
لكن الضربة الكبرى جاءت مع الحرب الروسية الأوكرانية التى بدأت فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، فخلال ٣ أسابيع من مارس من نفس العام خرجت من مصر ٢٢ مليار دولار من البنك المركزى ويطلق عليها «الأموال الساخنة» لأنه نتيجة للتضخم العالمى ما بعد كورونا وبداية أزمة أوكرانيا وارتفاع أسعار الحبوب والطاقة وتعطل وبطء سلاسل الإمدادات فقد قررت البنوك الأمريكية والأوروبية رفع سعر الفائدة من صفر فى المائة تقريبا إلى ٥٫٥٪، وهى نسبة كبيرة جدا هناك، وبالتالى هربت الأموال الساخنة إليها.
المسئول الحكومى البارز يقول علينا تذكر أننا أنهينا برنامج الإصلاح الاقتصادى الأول مع الصندوق فى ظروف طيبة جدا، لدرجة أننا طلبنا منهم مواصلة العمل معهم من أجل استكمال إصلاح التشوهات فى الاقتصاد، لكن ضربتى كورونا وأوكرانيا «لخطبت كل الأوراق». وصارت هناك فجوة دولارية واضحة بين ما يدخل إلينا من تدفقات دولارية، وما نحتاجه لسد الاحتياجات خصوصا سداد أقساط وفوائد الديون واستيراد السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج الأساسية. وبسبب هذه الفجوة ظهرت مشكلة ارتفاع سعر الصرف للعملات الأجنبية ووجود سعرين للدولار، الأمر الذى تسبب فى مشاكل عديدة.

ما سبق هى الأسباب الخارجية، لكن المسئول يقول إن هناك أسبابا داخلية أيضا أهمها الاعتماد على الأموال الساخنة، وهى غير مضمونة، ولا يمكن التحكم فيها من الداخل، إضافة للإصرار على تثبيت سعر الدولار عند ١٥ جنيها لفترة طويلة، ولو كنا تركناه يتحرك بهدوء وتدرج ما وصلنا إلى هذه المرحلة.هذه هى الصورة التى يطرحها المسئول الحكومى الرفيع وبطبيعة الحال يمكن الاتفاق معها أو معارضتها، وشخصيا أرى أنها تتضمن العديد من النقاط الموضوعية لكن كان يمكن تخفيف آثارها لو كانت السياسات الاقتصادية مدروسة وسليمة.
لكن السؤال المهم، لا يتعلق فقط بالماضى ــ رغم أهميته ــ لكن يتعلق بالمستقبل، وإلى أين نحن ذاهبون وكيف سنخرج من هذه الأزمة بأقل الأضرار إن شاء الله.
فى الأيام المقبلة سوف أسعى جاهدا لمناقشة هذه الأسئلة شديدة الأهمية لكل المصريين.

عماد الدين حسين – الشروق نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

فجوة مثيرة للقلق بين الاحتياجات والموارد.. ما علاقة كورونا؟

أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة توقعاته العالمية لعام 2025، اليوم الجمعة، داعياً إلى توفير 16.9 مليار دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الغذائية العالمية ومعالجة الفجوة المثيرة للقلق بين الاحتياجات والموارد.

اقرأ ايضاًانتحار 6 جنود إسرائيليين على الأقل بغزة ولبنان

وقال البرنامج في بيان صحفي، إن التوقعات العالمية الرئيسية لعام 2025 التي أطلقها برنامج الأغذية العالمي تظهر أن 343 مليون شخص في 74 دولة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 10 بالمئة عن العام الماضي، ويقترب قليلاً من الرقم القياسي الذي بلغه خلال وباء كورونا.

وحسب البيان، أصبحت السياقات القطرية التي يعمل فيها البرنامج أكثر تعقيدا؛ مما يجعل الوصول إلى المحتاجين أكثر صعوبة وتكلفة، مشيرا إلى أن سلسلة من الأزمات العالمية الناجمة عن الصراعات المتصاعدة والمتداخلة، والظواهر المناخية المتطرفة، والصدمات الاقتصادية، أدت إلى ارتفاع مستويات الجوع إلى مستويات قياسية، مما ولّد طلبًا لا هوادة فيه على المساعدة الإنسانية.

ومع ذلك، يقول البرنامج، فإن نقص التمويل في عام 2024 أجبر البرنامج على تقليص أنشطته، مما أدى في كثير من الأحيان إلى ترك بعض الفئات الأكثر ضعفا خلف الركب.

اقرأ ايضاًمخاوف أوروبية من عهد ترمب.. مستعدون لأي توتر

Via SyndiGate.info


� 2022 Petra News Agency, All Rights Reserved

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند فجوة مثيرة للقلق بين الاحتياجات والموارد.. ما علاقة كورونا؟ انتحار 6 جنود إسرائيليين على الأقل بغزة ولبنان مخاوف أوروبية من عهد ترمب.. مستعدون لأي توتر الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر محمد رمضان يحذف اسم ترافيس سكوت ويرد عليه بسبب كوتشيلا 2025 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًرغم قرار منعها..سارة الزكريا تغني في ملهى ليلي بالأردن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • تأسيس شركات إدارة للمناطق الصناعية وطرحها فى البورصة يُعظّم القيمة الاقتصادية
  • جوميز يستبعد لاعب الزمالك المحترف من لقاء المصري لأسباب فنية
  • عواقب كورونا.. باحثون يؤكدون الأصغر سناً أكثر تأثراً بالفيروس
  • ترشيحات مثيرة أخرى يقدمها ترامب: معارض للقاحات كورونا لإدارة الدواء
  • حرب منسية في قلب أفريقيا| الأزمة الصامتة في الكاميرون.. العنف أودى بحياة 6000 شخص وشرّد مليونًا ودمر الاقتصاد المحلي
  • فجوة مثيرة للقلق بين الاحتياجات والموارد.. ما علاقة كورونا؟
  • إخلاء أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوب لندن لأسباب أمنية
  • مصطفى بكري: جيشنا دائما جاهز.. وما يتحمله الرئيس لا يتوقف عند حدود الأزمة الاقتصادية (فيديو)
  • سر استبعاد محمود متولي من قائمة الاتحاد لمواجهة الأهلي «خاص»
  • تامر كروان: هناك الكثير من الأعمال السينمائية التى لا تعتمد على الموسيقى