الكويت تدين مجددا وبشدة العدوان الإسرائيلي على غزة وتحذر من خطورة تداعياته على المنطقة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
أدانت الكويت اليوم السبت مجددا بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم وحذرت من خطورة تداعياته على المنطقة برمتها.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت أمام أعمال القمة ال19 لحركة عدم الانحياز التي ألقاها ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- السفير طارق البناي رئيس وفد الكويت المشارك في أعمال القمة المنعقدة في العاصمة الأوغندية كامبالا.
وحذر السفير البناي في الكلمة من خطورة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة التي تهدف إلى جعله مكانا غير صالح للعيش من خلال تدمير البنى التحتية وهدم المنازل وقصف المستشفيات ودور العبادة واستهداف المدنيين والعاملين في جميع المجالات الإغاثية والطواقم الطبية والصحفيين وموظفي الأمم المتحدة العاملين في القطاع.
وندد كذلك باستمرار الاحتلال الاسرائيلي في تكثيف بناء المستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تعد انتهاكا سافرا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ونبه السفير البناي إلى السياسات الاسرائيلية الممنهجة الساعية إلى تغيير الواقع الديمغرافي وفرض سياسة الأمر الواقع في الأراضي الفلسطينية مشيدا بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدوان وأكد أنهم “صابرون وصامدون وعائدون”.
وقال إن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مازالت مستمرة في قمعها وقصفها وقتلها وتهجيرها للمدنيين الفلسطينيين العزل ووقوفها في طريق نيل الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة.
وسلط السفير البناي الضوء على العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من خلال استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي للمدنيين العزل بغارات جوية متواصلة أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال.
وأضاف أن الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني استهدفت تدمير البنية التحتية في غزة والاستمرار في استهداف الخدمات الأساسية وقطع إمدادات الكهرباء والماء والغذاء والوقود مؤكدا “أن هذا الأمر لا يقبله دين ولا يقره قانون ولا يتفق مع الفطرة الانسانية السوية”.
ودعا السفير البناي دول حركة عدم الانحياز إلى العمل معا نحو حث جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والتي لم تقم حتى الآن بالاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة بالعمل على ذلك والسعي لدعم الأشقاء في فلسطين للحصول على العضوية الكاملة لدى الأمم المتحدة.
وحث على أهمية أن تتكاتف الجهود نحو وضع آلية واضحة المعالم ومحددة “بوقت زمني” للوصول إلى ذلك الأمر مؤكدا أنه “لا طريق للأمام إلا بسلام كامل وشامل من خلال ما تم اقراره والاتفاق عليه وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002 وصولا لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967”.
وقال البناي “على الرغم من اختلافاتنا في الرؤى وتنوّع الأفكار الا أن المبادئ التي أقرّها الآباء المؤسسون لحركة عدم الانحياز المتمثلة بمبادئ مؤتمر (باندونغ) والتي أيدناها ودعمناها جميعا منذ انضمامنا يجب أن تبقى هي الملاذ والمرجع”.
ودعا إلى مواصلة العمل معا لترجمة آمال وتطلعات شعوب دول حركة عدم الانحياز وأن تبقى الحركة منبرا دوليا يدعو ويعمل على تحقيق مبادئ العدل والمساواة ودعم العمل المشترك لعالم يسوده الأمن والتنمية والازدهار.
وقال البناي “لقد عقدت أول قمة لحركة عدم الانحياز قبل 62 عاما بمشاركة 25 دولة عضوا في الحركة واليوم تنعقد القمة ال19 بمشاركة 120 دولة و18 دولة مراقبة و10 منظمات إقليمية ودولية مراقبة”.
وأكد أن هذه المشاركة الواسعة تأتي للثقل والوزن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي تحظى به حركة عدم الانحياز وكذا العمل على الاستفادة من عوامل التأثير التي يمكننا تسخيرها لخدمة دولنا وشعوبنا نحو التقدّم الملموس والازدهار المأمول والتطلّع المنشود.
وقال السفير البناي “علينا أن ندرك أن العالم الذي نعيش فيه اختلف تماما عما كان عليه عندما عقد مؤتمر باندونغ في إبريل عام 1955” مضيفا “لكن تبقى المبادئ العشرة لهذا المؤتمر صامدة في وجه التحديات الجديدة”.
وأوضح أن مبادئ حركة عدم الانحياز رغم أنها وضعت بعيدا عن التجاذبات السياسية فإنها ركزت على المبادئ والمقاصد العادلة والتي تخدم الجميع دون النظر إلى دينهم أو عرقهم أو جنسيتهم.
وسلط الضوء على التحديات الجسام التي تحاصر عالمنا اليوم الأمر الذي يتطلب بأن نستجيب لها كدول أعضاء في هذه الحركة داعيا الى تعزيز التعاون ونقله إلى آفاق أرحب وتأطير آلياته بشكل يتماشى مع الواقع المتغير والمتسارع.
ودعا السفير البناي في الكلمة إلى ضرورة بذل الجهود الدؤوبة نحو تسوية الخلافات من خلال “آليات فعالة من شأنها أن تكون سبيلا في توسيع القواسم المشتركة التي ستنهض بشعوبنا وتسهِم في رفعتها”.
وحث على السعي والعمل باجتهاد نحو المزيد من التنسيق لمواقف دول حركة عدم الانحياز والنهوض بمؤسسية إطار التعاون للاستفادة بالشكل الأمثل نظرا لما تمتلكه الحركة من تجمع كبير متنوع جغرافيا وثقافيا من شأنه أن يكون خير عون في تحقيق أهدافها المرجوة.
ولفت السفير البناي في الكلمة إلى أن حركة عدم الانحياز تملك أكبر تجمع في مجلس الأمن الدولي مبينا أن هناك خمس دول أعضاء في مجلس الأمن من دول الحركة إضافة إلى دولتين تحملان صفة “العضو المراقب” وأضاف “بهذا العدد نضمن أن ما يصدر من مخرجات عن مجلس الأمن يعزز مصالحنا وغاياتنا المشتركة”.
وقال السفير البناي “لا يخفى عليكم بأن حركتنا هذه والتي تمتد جذورها إلى ما يفوق الست عقود من الزمن تأسست إبان انهيار النظام الاستعماري ونضال الكثير من الشعوب من أجل استقلالها وحقها في تقرير مصيرها”.
وأضاف “كان أحد أهم ركائز الحركة هو الاعتراف بالمساواة بين جميع الأعراق وجميع الأُمم وعلى الرغم من ذلك ما زال الشعب الفلسطيني الشقيق يعيش في نطاق إحدى أسوء الكوارث الإنسانية التي شهدها التاريخ”.
وأعرب السفير البناي عن شكره وتقديره لجمهورية أوغندا قيادة وحكومة وشعبا على ما حظي به المشاركون في القمة من صدق مشاعر الترحيب وما ذلك الا انعكاس للتراث العميق والغني لدى شعب هذه الأرض.
كما أعرب عن الشكر والتقدير والاشادة لجمهورية أذربيجان الصديقة لما قامت به من عمل دؤوب وجهد ملحوظ على مر السنوات الأربع الماضية خلال فترة رئاستها لأعمال القمة ال18 على جميع المستويات ومختلف الأصعدة.
وهنأ السفير البناي جمهورية أوغندا الصديقة على تسلّمها رئاسة القمة ال19 لحركة عدم الانحياز يوم أمس مؤكدا إيمان دولة الكويت وثقتها في الرئاسة القادرة لجمهورية أوغندا الصديقة.
وهنأ السفير البناي كذلك جمهورية جنوب السودان لانضمامها أمس الى حركة عدم الانحياز موضحا أن هذا الأمر يعد دلالة واضحة على أن الحركة تحظى باهتمام وتأييد هو الأكبر على مستوى الحركات والمنظمات في جميع أشكالها من بعد مظلتنا الأشمل وهي الأمم المتحدة.
ونقل السفير البناي أطيب تمنيات سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- بالسداد والنجاح لأعمال القمة ال19 لحركة عدم الانحياز.
وأعرب عن التطلع الى الوصول لتطبيق عنوان القمة ال19 وهو “تعميق التعاون من أجل الرخاء العالمي المشترك” موضحا أنه من هذه الرؤية “نستلهم ونسعى لكي يكون التعاون هو الأساس في تحركنا وهو المرجع في اختلافاتنا والركيزة لنجاحنا ووحدتنا”.
ومن المقرر أن يمثل السفير البناي دولة الكويت في أعمال قمة الجنوب الثالثة لمجموعة ال77 والصين التي ستعقد اعمالها يومي 21 و22 يناير الحالي.
ويضم وفد دولة الكويت إلى القمة سفير دولة الكويت لدى جمهورية إثيوبيا وغير المقيم لجمهورية أوغندا نايف العتيبي ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية عبدالعزيز الجار الله وعدد من كبار مسؤولي الوزارة.
المصدر كونا الوسومالأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي فلسطينالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي فلسطين لحرکة عدم الانحیاز حرکة عدم الانحیاز الشعب الفلسطینی السفیر البنای الأمم المتحدة دولة الکویت مجلس الأمن القمة ال19 من خلال
إقرأ أيضاً:
السعودية تدين التصعيد الإسرائيلي واستهداف المدنيين في فلسطين
أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانتها الشديدة للتصعيد الإسرائيلي الأخير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدةً استنكارها بأشد العبارات لاستمرار استهداف المدنيين العزّل ومناطق إيوائهم. وقالت الوزارة في بيان رسمي، إن هذا التصعيد قد أسفر عن قتل عشرات الأشخاص، بمن فيهم أطفال ونساء، وأدى إلى تدمير مستودعات طبية كانت مخصصة لتلبية احتياجات المصابين في قطاع غزة.
وأكدت الوزارة، في بيان لها اليوم، أن من بين أهداف الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، كان استهداف مدرسة "دار الأرقم" التي تؤوي النازحين في غزة، وهي واحدة من العديد من المواقع التي تعرضت للقصف، مما يزيد من معاناة المدنيين في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وأدان البيان كذلك الهجوم الذي تعرض له مستودع المركز السعودي للثقافة والتراث في منطقة موراج شرق رفح، والذي كان يحتوي على مستلزمات طبية حيوية. هذه الإمدادات كانت مخصصة لتلبية احتياجات المرضى والمصابين الفلسطينيين في قطاع غزة، وتدميرها يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان ويعكس التصعيد غير المبرر من قبل قوات الاحتلال.
وجددت المملكة تأكيداتها على أن غياب آليات المحاسبة الدولية للممارسات الإسرائيلية يسمح لها بالاستمرار في انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، من دون أي رادع أو محاسبة. كما أشارت وزارة الخارجية إلى أن استمرار هذا الوضع يزيد من حدة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة، مما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
#بيان | تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها بأشد العبارات للتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار استهداف المدنيين العزّل ومناطق إيوائهم وقتل العشرات pic.twitter.com/Mrk8vlzN5L — وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) April 4, 2025
ومنذ عدة أشهر، تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدًا مستمرًا من قبل القوات الإسرائيلية، حيث استهدفت مدنًا ومناطق مكتظة بالمدنيين العزّل، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية والمرافق الأساسية التي كانت توفر الدعم الإنساني للسكان الفلسطينيين. في ضوء هذه الممارسات، انتقدت المملكة العربية السعودية مرارًا غياب آليات المحاسبة الدولية الفعالة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
وأكدت السعودية أنها تعتبر القضية الفلسطينية في صلب اهتمامها السياسي، وتدعو دومًا إلى تطبيق حل عادل ودائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويؤدي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة وفقًا للقرارات الدولية. وسبق أن طالبت المملكة في مناسبات عدة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية، وفرض تدابير فعّالة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وتؤكد المملكة العربية السعودية من خلال هذا البيان مجددًا موقفها في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعوتها المستمرة للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عملية لوقف التصعيد الإسرائيلي ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي تمارس ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، توسيع عمليته البرية شمال قطاع غزة لتشمل حي الشجاعية، ضمن الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين منذ 18 شهرا.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة "إكس" إن الجيش الإسرائيلي "بدأ العمل في الساعات الماضية في منطقة الشجاعية شمال قطاع غزة"، معلنا توسيع العملية البرية.
وادعى أنه خلال العملية تم تدمير بنى تحتية، قال إن من ضمنها "مجمع قيادة وسيطرة" تستخدمه حركة "حماس" لتخطيط وتوجيه أنشطتها، على حد قوله.
كما زعم البيان أنه تم إخلاء منطقة تنفيذ العمليات شمال القطاع من سكانها "عبر مسارات مخصصة لهذا الغرض"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيستمر في عملياته داخل قطاع غزة.
ومنذ بداية حرب الإبادة ضد قطاع غزة، يجبر الجيش الإسرائيلي سكان المناطق التي يتوغل بها على إخلائها، عبر إرسال إنذارات بالإخلاء يتبعها تنفيذ أحزمة نارية حول المناطق المستهدفة للضغط على سكانها وإجبارهم على النزوح إلى المجهول.
والخميس أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بمناطق وأحياء شرق مدينة غزة بإخلاء منازلهم قبل الهجوم عليها، وهي منطقة الشجاعية وأحياء الجديدة والتركمان والزيتون الشرقي.
ولم يترك الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين في غزة مكانا آمنا، حيث أن عمليات القصف متواصلة في كافة أنحاء القطاع، كان أحدثها تنفيذه، الخميس، مجزرة في مدرسة دار الأرقم، شرق مدينة غزة، رغم أنها تؤوي نازحين.
وتسبب قصف مدرسة الأرقم في مقتل 31 نازحا وإصابة نحو 100 بينهم أطفال ونساء ومسنين، وفق إحصاءات رسمية.
وزعم الجيش أنه هاجم "مجمع قيادة" لحماس بقصفه مدرسة الأرقم، فيما نفت حكومة غزة ذلك، مؤكدة أن الهجوم استهدف نازحين مدنيين.
والأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي التوغل بشكل واسع بمدينة رفح جنوبا ضمن عمليته المتواصلة جنوب القطاع، بعد جلبه الفرقة القتالية 36 إلى المنطقة، وفق إعلام عبري.
يأتي ذلك في ظل استمرار المجاعة جراء مواصلة إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية منذ 2 مارس/ آذار المنصرم، وتوقف عمل المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي منذ الثلاثاء، بسبب نفاد الدقيق.
وسبق وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد الإبادة الجماعية بقطاع غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.