«كاسبرسكي» تدعو إلى ذكاء اصطناعي مسؤول
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
دعماً لالتزامها باتباع نهج شفاف ومسؤول خلال تطويرها التقنيات، كشفت شركة «كاسبرسكي» عن ورقة بيضاء توضح قائمة مبادئها الأخلاقية، التي ستلتزم بها خلال تطويرها واستخدامها الأنظمة العاملة بالذكاء الاصطناعي أو تعلّم الآلة. فنظراً لدور خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتنامي في مجال الأمن السيبراني، توضح هذه المبادئ كيفية ضمان «كاسبرسكي» لموثوقية تقنياتها القائمة على هذا الذكاء، وترشد اللاعبين الآخرين في الصناعة، نحو تقليص المخاطر المرتبطة باستخدامهم الخوارزميات وتعلّم الآلة.
لا يخفى على أحد أن «كاسبرسكي» تستخدم خوارزميات تعلّم الآلة (أحد فروع الذكاء الاصطناعي) في حلولها، منذ ما يقرب من 20 عاماً. حيث مكّنتها قوة الذكاء المدعومة بالخبرات البشرية حلول كاسبرسكي من اكتشاف مجموعة متنوعة من التهديدات الجديدة والتصدي لها كل يوم، إذ يلعب تعلم الآلة دوراً مهماً في أتمتة اكتشاف التهديدات، وتحديد مواقع الخلل، وزيادة دقة التعرف إلى البرمجيات الخبيثة. لذلك، صاغت مبادئ أخلاقية لتطوير واستخدام الذكاء وتعلّم الآلة، وشاركتها بشكل مفتوح مع الصناعة، لتحفيز الابتكار وتعزيز الحوار المتعدد لتأكيد استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين العالم للجميع.
وطرحت «كاسبرسكي» ستة مبادئ، يجب أن تؤخذ في الحسبان عند تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، وهي: الشفافية، الأمان؛ التحكم البشري؛ الخصوصية؛ الالتزام بأغراض الأمن السيبراني؛ الانفتاح على الحوار.
ويرمز مبدأ الشفافية إلى إيمان «كاسبرسكي» الراسخ بواجب كل شركة بإبلاغ عملائها عن استخدامها تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة في منتجاتها وخدماتها. وتلتزم بهذا المبدأ من خلال تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي وتعلم آلة مفهومة إلى أقصى حد ممكن، إضافة إلى توفير معلومات إلى أصحاب المصالح تشرح طريقة تنفيذ واستخدام حلول التقنيات.
أمّا مبدأ السلامة، فتلتزم به عن طريق ممارسة مجموعة واسعة من التدابير الصارمة، لضمان جودة أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، ويتضمن ذلك مراجعات أمنية في الأنظمة، وخطوات تقليل الاعتماد على مجموعات البيانات الخارجية في تدريب الحلول العاملة بالذكاء الاصطناعي، وتفضيل تقنيات تعلم الآلة السحابية التي تتمتع بالحماية اللازمة بدلاً من تلك المثبتة على أجهزة العملاء.
ويشير مبدأ التحكم البشري إلى أهمية معايرة الأنظمة، عندما يتعلق الأمر بتحليل التهديدات المعقدة، لا سيما التهديدات المتقدمة المستعصية «آي بي تي»، ولتوفير حماية فعالة ضد التهديدات المتطورة باستمرار، كما تلتزم بالحفاظ على التحكم البشري كعنصر أساسي في جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة لديها.
المبدأ الأخلاقي الأساسي التالي هو ضمان خصوصية الأفراد عند استخدام الأنظمة، ونظراً لاعتماد تدريب مثل هذه الأنظمة بشكل كبير على البيانات الضخمة، يجب على الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة أن تأخذ خصوصية الأفراد في الحسبان في كل خطوة.
من جهتها، تحترم «كاسبرسكي» خصوصية الأفراد وتطبق عدداً من التدابير الفنية والتنظيمية لحماية كل من بيانات الأفراد وأنظمتها، كما تضمن ممارسة مستخدميها لحقهم في الخصوصية.
ويمثل المبدأ الأخلاقي الخامس الالتزام بحصر استخدام الأنظمة في الأغراض الدفاعية فقط. حيث تواصل الشركة جهودها لبناء عالم أكثر أماناً، وتثبت التزامها بحماية مستخدميها وبياناتهم عبر التركيز حصرياً على التقنيات الدفاعية.
أخيراً، يشير المبدأ الأخير إلى تقبُّل الحوار مع جميع أصحاب المصلحة بغرض مشاركة أفضل ممارسات الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.
قال الرئيس التقني في «كاسبرسكي» أنطون إيفانوف: «الذكاء الاصطناعي قادر على إفادة صناعة الأمن السيبراني من عدة نواحٍ، ما يعزز المرونة السيبرانية لمجتمعنا. ولكن، مثل أي تقنية أخرى لا تزال في مرحلة مبكرة من تطورها، لا يخلو الذكاء الاصطناعي من المخاطر. وللتعامل مع المخاوف المحيطة بالذكاء الاصطناعي، أصدرت كاسبرسكي مبادئها الأخلاقية لمشاركة أفضل ممارساتها حول تطبيق الذكاء الاصطناعي، ودَعت إلى إجراء حوار مفتوح على مستوى الصناعة لوضع مبادئ توجيهية واضحة، ما يجعل تطوير الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة سليماً أخلاقياً».
صحيفة الخليج
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
صراع الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا من يفوز؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتم الصراع العالمي في الميدان التكنولوجي، ولا سيما بين الولايات المتحدة الأميركية والصين اللتين تخوضان صراع التفوق التقني، صراع بدا أشبه بحرب باردة، ثم ما لبث أن تحول لمعركة واضحة المعالم.
ففي ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأولى، فرضت واشنطن قيودًا على شركتي الاتصالات "زي تي إي" و"هواوي". حافظ خلفه جو بايدن على العديد من سياسات ترمب تجاه الصين وطرح سياسات جديدة، بما في ذلك بدء ضوابط تصدير واسعة النطاق في أواخر عام 2022 على أشباه الموصلات ومعدات أشباه الموصلات المتقدمة.
ويبدو أن ترمب في ولايته الثانية يمضي قدمًا باتجاه مماثل. ففي تصريحاته التي أعقبت مكالمته الأولى مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أقرّ ترمب أنهما تطرقا إلى حل العديد من القضايا، وفي مقدمتها تحقيق التوازن التجاري ومصير تطبيق "تيك توك" داخل الولايات المتحدة.
ورغم سريان قانون يقضي بأن يبيع المالك الصيني "بايت دانس" التطبيق، وإلا سيتم حظره في الولايات المتحدة استنادًا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، استأنف "تيك توك" خدماته في الولايات المتحدة بعد تأكيدات ترمب بأن الشركة وشركاءها لن يواجهوا غرامات باهظة إذا استمر تشغيل التطبيق.
"ديب سيك" جرس إنذار
لكن الحرب التكنولوجية تتخذ شكلًا أكثر ضراوة في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي تطور مفاجئ قلب سوق الذكاء الاصطناعي رأسًا على عقب، طوّرت شركة "ديب سيك" وهي شركة ناشئة مقرها الصين، نموذج لغة كبير مفتوح المصدر، مدعية أن الأمر استغرق شهرين وكلّف أقل من 6 ملايين دولار.
10 أسباب تدعو للقلق.. هل صُمّم الذكاء الاصطناعي ليبقى عندما نرحل؟
ففي 10 يناير الماضي، أصدرت شركة "ديب سيك"، تطبيقها، وأطلقته على متجر تطبيقات أبل بالولايات المتحدة، لتقدّم تجربة تعتمد على نموذجها المتطور "ديب سيك V3" كبديل مجاني للتطبيقات المماثلة المدفوعة مثل "تشات جي بي تي" الذي طوّرته شركة "أوبن آي أي" الأميركية.
وبعد أيام قليلة أصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابع لشركة "أبل" في الولايات المتحدة، ليحل مكان "تشات جي بي تي". كما تسبّب بخسائر باهظة لسهم شركة "إنفيديا"، الأكبر بالعالم بهذا القطاع التكنولوجي بالولايات المتحدة، بحوالي 560 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وقد اعتبر ترمب، أن نموذج "ديب سيك" هو بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية، داعيًا الصناع إلى "التركيز الحاد على المنافسة للفوز".
استراتيجية الصين لتطوير الذكاء الصناعي
ما تحققه الصين ليس وليد صدفة بل نتاج استراتيجية واضحة. فقد تضمنت خطة تطوير الجيل القادم للذكاء الاصطناعي التي وضعتها في عام 2017 تفاصيل استراتيجية من ثلاث مراحل لتطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الدولة، بحسب ورقة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
أصبح "ديب سيك" التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابع لشركة "أبل" في الولايات المتحدة- غيتي
الحكومة الصينية أصدرت أيضًا مبادئ توجيهية مثل "تسريع ابتكار السيناريوهات لتعزيز التطبيقات عالية المستوى للذكاء الاصطناعي من أجل تنمية اقتصادية عالية الجودة" في عام 2022 والتي تؤكد على تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات لتسهيل نمو الاقتصاد المستدام، بحسب ورقة بحثية لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
كما تم تقديم "المبادئ التوجيهية لبناء نظام توحيد شامل لصناعة الذكاء الاصطناعي الوطنية" في عام 2024. وتهدف هذه المبادئ التوجيهية إلى تعزيز نظام توحيد الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء أكثر من 50 معيارًا وطنيًا وصناعيًا جديدًا، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
صناعة الذكاء الصناعي في الصين
ووفقًا للمنتدى، تضع الصين نفسها كقائد عالمي مجال الذكاء الاصطناعي. وتتجاوز صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين 70 مليار دولار، وقد قامت بتنمية أكثر من 4300 شركة ساهمت في سلسلة مستمرة من الإنجازات.
ومن جانبها، تنظر الشركات إلى الذكاء الاصطناعي على أنه فرصة كبيرة لنمو الإيرادات. فبين عامي 2018 و2021، تضاعفت حصة إيرادات الشركات التي تأثرت بالذكاء الاصطناعي في الصين. وكان من المتوقع أن تزيد هذه الحصة إلى ثلاثة أضعاف أرقام عام 2018 تقريبا في 2024. كما ترى 90% من الشركات الصينية أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ضروري لنموها.
ما تحققه الصين ليس وليد صدفة بل نتاج استراتيجية واضحة، فقد تضمنت خطة تطوير الجيل القادم للذكاء الاصطناعي التي وضعتها في عام 2017 تفاصيل استراتيجية من ثلاث مراحل، بحسب ورقة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي
وتهدف الصين لكي تصبح مركز الابتكار الرئيسي للتكنولوجيا من خلال توسيع صناعة الذكاء الاصطناعي الأساسية إلى أكثر من 140 مليار دولار بحلول عام 2030، وتعزيز قيمة القطاعات ذات الصلة إلى 1.4 تريليون دولار خلال الفترة نفسها.
ويتجسد واقع صناعة الذكاء الصناعي في الصين بالآتي:
اعتبارًا من يونيو/ حزيران 2024 تستحوذ الصين على 26% من إجمالي الحوسبة في العالم؛
يبلع معدل النمو السنوي المركب للبيانان في الصين 26%؛
سجل 188 نموذج أساسي (نماذج ذكاء اصطناعي ضخمة مُدرَّبة على كميات هائلة من البيانات) على المستوى الوطني بحلول أغسطس/ آب 2024؛
بلغت الزيادة السنوية في العدد الإجمالي لمراكز البيانات الخضراء الوطنية في الصين في عام 2023 ما نسبته 22%؛
يتواجد 47% من أفضل باحثي الذكاء الاصطناعي في العالم في الصين.
وقد عكس إعلان شانغهاي، الذي تم تبنيه خلال المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي الذي عقد في شانغهاي في يوليو 2024، التزام الصين بتعزيز الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون وتعزيز التنمية الشاملة.