يُعد النقش على الجبس من أقدم الحرف في الأحساء، حيث يستخدمه الإنسان منذ القدم في تزيين واجهات المنازل والمساجد والقصور، وتتميز هذه الحرفة بدقة الأداء وجمال التصميم، مما جعلها من أهم عناصر التراث الأحسائي، ومنها نقوش البيذانة "نواة التمر"، والشجيرة والفرخ الطائر ونقشة السلسلة.
وتحدثت نور محمد، حرفية مختصة في النقش على الجبس، عن هذه الحرفة قائلة: "بدأت هواية النحت على الجبس من أيام المدرسة، وقد تطورت معي هذا الموهبة وتم تنميتها بالممارسة بعد أن أخذت دورات مكثفة في الجبس، وأنا الآن مدرب معتمد لدى هيئة التراث".


أخبار متعلقة الشرقية.. رصد 17 مخالفة بالمنتجعات السياحية في شاطئ نصف القمرانخفاض 30% في أسعار الفاكهة والخضروات بالشرقيةوأضافت: "مادة الجبس حالياً تسمى بـ«الجص» قديماً، وهي مادة تستخدم في تزيين البيوت والمساجد والقصور وبيوت الأمراء سابقاً، والآن تحولت وأصبحت تستخدم كإكسسوارات أو كماليات لتزين بعض البيوت والمجالس، كما استخدمناها للدروع التي تقدم كإهداء لبعض السفراء والأمراء كبصمة مميزة للزخارف الأحسائية".
وتابعت: "حرفة الجص أو الجبس توارثناها من أجدادنا في عدة مهن اعتمدوا عليها لكسب مصدر الرزق، واليوم وإن قلت الأيدي العاملة إلا أن حكومتنا الرشيدة ساهمت في التطوير من خلال التشجيع وإعطاء الدورات لأحياء هذه الحرف، والحمد لله نحن الآن نساهم في إحياء هذا التراث، وبدأنا تقديم دورات رسمية معتمدة لكلا الجنسين، حيث تم تدريب وجاهزية أكثر من 20 حرفي اتقن حرفة الجبس والنحت عليها بجميع فنون".
وقالت: "أول زخرفة معروفة فيها الأحساء هي البيذانة التي حيث جاء مسمى البيذانة من التمر وهو طعام التمر «النواة» حيث تم أخذ النقشة واهالينا قاموا بتطويرها وابدعوا فيها في نقوش الأبواب والنوافذ وهي معروفة كبصمة تراثية أحسائية".
الشجيرة والفرخ الطائر والسلسلة
وأشارت إلى الزخرفة الثانية المشهورة بها الأحساء وهي "الشجيرة"، فالأحساء كواحة معروفة بالشجر والنخيل، حيث تم أخذ هذه النقوش التي استخدمت في النوافذ والمساجد والبيوت وهذه الطريقة مناسبة كتهوية للبيت وكإضاءة للمنزل وطريقة ساترة بعدم كشف البيت وهو من ذكاء الأحسائيين".
وأشارت إلى أنه تم تزيين أول مطار في الأحساء بنقشة تسمى بـ"الفرخ الطائر" ذو الجناحين حيث أن هناك نوع يوجد به جناح واحد وجناحين كما زينت بها بعض قصور الامراء، وأيضا من جماليات الجبس والفن الاحسائي الجميل هي نقشة "السلسلة" والتي زينت بها المساجد والقصور والبيوت فالفنان الاحسائي متذوق جميل في الفن فلا يكتفي بنقشة واحدة ولكن ابدع وابتكر رسومات إلى هذا اليوم نستخدمها في الطراز الحديث فهي لم تندثر بل العكس هي تزدهر يوم عن يوم.
أطفال يتابعون النقش على الجبس زوار يتابعون النقش على الجبس var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وقالت: ”ما يخص طريقة نقل الرسمة على الجبس فلدينا عدة نقاط من خلال استعانة ببعض المساطر التي تحتوي الأشكال الهندسية حيث نقوم بتكوين السلسلة التي نريدها والتي يمكن فيها الاستعانة بصوره بعد طباعتها ومن ثم نقلها بشكل مباشر على قطعة الجبس أو مثلا من خلال خيال وريشة الفنان بالإمساك بالقلم والرسم بشكل مباشر على القطعة واستخرج الفكرة وابدا بالإزميل“.
جولات ميدانية لاقتباس الزخارف
أما طريقة الحصول على الزخارف الأحسائية، فأوضحت أنها تتم من خلال جولات ميدانية لمناطق تراثية وبيوت أجدادنا، حيث يتم استقطاب بعض الزخارف الموجودة في الأبواب والنوافذ وفي الجدران، ثم تطويرها وإصلاحها لاستخدامها في عمل الدروع والمنتجات.
وأضافت: ”نستخدم حالياً أدوات بسيطة كما كان في السابق، ولكن الفنان الحقيقي يبدع بإزميل واحد، وبعد هذا الأزميل تم استخدام بعض الآلات الدقيقة في عمل بعض الرسومات التي نحتاج إبراز جماليتها“.
النقش على الجبس
وأشارت إلى أن هناك طلباً كبيراً على منتجات النقش على الجبس في الأحساء، حيث يتم تقديمها إلى بعض المتاحف والمستشفيات والفنادق، كما تستخدمها بعض المؤسسات التجارية كتذكار للزوار من خارج المملكة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: محمد العويس محمد العويس فن تراثي الأحساء تراث من خلال

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة والآثار: مشروع ترميم معبد إدفو يكشف عن نقوش ملونة لأول مرة بسطح المعبد

نجحت البعثة الأثرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة ڨورتسبورج الألمانية، في الكشف عن الألوان الأصلية لمعبد إدفو وعدد من النقوش التي تظهر لأول مرة وذلك أثناء أعمال مشروع ترميم سطح المعبد المكرس لعبادة الإله حورس، والذي بدأ عام 2021 بتمويل من مؤسسة جيردا هينكل الألمانية.

وأشاد شريف فتحي وزير السياحة والآثار بالدور الذي يقوم به المرممين لاسيما المصريين في الحفاظ على تراث مصر الحضاري، وما يبذلونه من جهد رائع ومحاولتهم الدؤوبة للكشف عن كافة النقوش الموجودة بالمعابد المصرية واستعادة الألوان الأصلية التى كانت تزينها منذ آلاف السنين، واصفاً إياه بالجهد الرائع لإزالة الأثرية التى كانت تغطيها على امتداد سنوات طويلة، والذى يعقبه القيام بمعالجات دقيقة للغاية لإعادة هذه الألوان لما كانت عليه، موجها بضرورة الإسراع فى اتمام الأعمال استعداداً للموسم السياحي الشتوي واستقبال الزائرين المصريين والسائحين من كافة دول العالم.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن مشروع ترميم المعبد يأتي في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار في الحفاظ على تراث مصر الحضاري والثقافي والذي هو إرث للإنسانية جمعاء، ويهدف المشروع إلى تنظيف جدران المعبد وإعادة نشر النصوص والمناظر الخاصة بها وتوثيقها توثيقا رقميًا في إصدارات جديدة تحمل ترجمات ودراسات أكثر دقة من الإصدارات السابقة التي نشرت خلال القرن الماضي، كما يتضمن المشروع أيضا ترميم وتنظيف المقاصير والجدران الداخلية للمعبد، فضلاً عن تثبيت الألوان، وإزالة السناج، وعمل دراسات مفصلة للنصوص والمناظر الموجودة بجدران قدس الأقداس والغرف المجاورة لها.

وأشار الأمين العام إلى أنه خلال ترميم سقف وجدران قدس الأقداس بالمعبد تم الكشف عن بقايا مناظر ملونة وكتابات للكهنة مدونة بالخط الديموطيقي، بالإضافة إلى آثار ألوان ذهبية كانت تُستخدم لتذهيب النقوش البارزة من مجوهرات وشارات ملكية وكذلك أجساد الآلهة.

وأثنى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على الجهود المبذولة في المشروع من أجل إظهار النقوش والألوان، والتي ستعمل بشكل كبير إلى عودة المعبد لما كان عليه عند بنائه، الأمر الذي من شأنه الحفاظ على المعبد ونقوشه، والمساهمة في الوقت ذاته في تحسين التجربة السياحية لزائري المعبد.

ومن جانبه قال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن النصوص الموجودة بالمعبد تشير إلى أن بعض المباني به كان مغطاه بطبقات من رقائق معدنية سميكة مصنوعة من النحاس (المُذهّب) والتي لم يتبق منها إلا مجموعات من الثقوب في الجدران، الأمر الذي ادي إلى ندرة توثيقها في السجلات الأثرية، لافتا إلى أن فريق العمل المصري الألماني نجح في الكشف عن هذا النوع من التذهيب في أماكن عديدة في الأجزاء العلوية من جدران مقصورة القارب المقدس بالمعبد.

فيما أشار أحمد عبد النبي المشرف على المشروع أن فريق العمل قام بإزالة الاتساخات العالقة بالأسطح وفضلات الطيور والأتربة والسناج وكذلك تكلسات الأملاح مما أسفر عن ظهور بقايا الألوان الأصلية التي كانت تغطي النقوش البارزة بأكملها، موضحاً أنه جاري حاليا فحص وتحليل الألوان المستخدمة وترميمها، لعودة المناظر إلى صورتها الأصلية عند تشييد المعبد.

ومن جانبه قال الدكتور مارتن أ. شتادلر، رئيس المشروع ورئيس قسم المصريات بجامعة يوليوس ماكسميليان بڨورتسبورج، أن جودة الألوان بالمعبد تعكس مدى تقدم الفن المصري، لافتا إلى العثور على نص ديموطيقي مرسوم بالحبر كان مختفيًا تمامًا تحت العوالق يتحدث عن دخول الكهنة إلى قدس الأقداس وهو نقش فريد حيث أنه من المعروف أن الكتابات الشخصية تظهر دائمًا في المحيط الخارجي للمعبد أو على المداخل وليس في المقصورة الرئيسية أو قدس الأقداس، حيث يوجد القارب المقدس وتمثال الإله، مؤكداً على إن هذه النصوص المُكتشفة، ستساهم في تشكيل رؤى جديدة حول الممارسات الدينية للكهنة في هذا الوقت.

ومن جانبها قالت ڨكتوريا ألتمان ڨيندلنج مديرة المشروع والباحثة بجامعة يوليوس ماكسميليان بڨورتسبورج، أن الكشف عن الألوان الأصلية للنقوش ساهمت بشكل كبير في معرفة مزيد من تفاصيل المناظر والكتابات الهيروغليفية التي لم تظهر في النقوش البارزة، بالإضافة إلى إضفاء طابع فريد على قدس الأقداس خاصة عند دخول أشعة الشمس له.

ويعد معبد "حورس بحدتي" في إدفو أحد أفضل المعابد المحفوظة في مصر فهو يضم مجموعة من النقوش والرسومات التي تسجل معلومات مهمة عن اللغة المصرية القديمة والأساطير المصرية القديمة والعقائد الدينة وممارسات العبادة.

وهو ثاني أكبر معابد مصر القديمة حجماً.

وقد شُرعّ في بناء المعبد في عهد الملك بطليموس الثالث إيرجيتيس، واكتمل في عهد الملك بطليموس الثاني عشر.

ويعد المبنى نصبًا فريدًا من نوعه للدين والعمارة القديمة، بالإضافة للألوان الزاهية البرَّاقة ذات السحر الخاص.

اقرأ أيضاًغرفة السياحة تكشف أسعار العمرة في الفترة المقبلة «فيديو»

البيت الروسي وتنشيط السياحة بالإسكندرية ينظمان أمسية احتفالًا باليوم العالمي للسياحة

مقالات مشابهة

  • ”مجتمع موهوب“.. حاضنة للإبداع والابتكار للطلبة الموهوبين في الأحساء
  • التوتر يستمرّ جنوباً.. هذه آخر المستجدات الميدانية هناك
  • طلاب الأحساء يقدمون 76 ابتكارًا لحل الاستدامة البيئية والسياحية
  • محافظ الأحساء يوجه بتشكيل فريقٍ علمي لدراسة ضعف إنتاج تمور موسم 2024م
  • الأمير سعود بن طلال يدشّن انطلاقة موسم صرام الأحساء
  • وزير السياحة والآثار: مشروع ترميم معبد إدفو يكشف عن نقوش ملونة لأول مرة بسطح المعبد
  • مشروع ترميم معبد إدفو يكشف عن نقوش ملونة لأول مرة بسطح المعبد
  • لأول مرة نقوش ملونة بسطح معبد إدفو -تفاصيل وصور
  • “الشؤون الإسلامية” تنفّذ 58,470 جولة رقابية بجوامع ومساجد مكة المكرمة
  • الكشف عن تواريخ الجولات الأربع الأولى من الموسم الجديد