بتاريخ أول أمس ١٩ يناير ٢٠٢٤ نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً مطولاً حول أحداث السودان أعده ديكلان والش أبرز محرريها ومحلليها السياسيين.

جاء في التقرير بكلمات انجليزية مبينة أن الولايات المتحدة تدرك تمام الإدراك حقيقة أن دولة الأمارات العربية هي المحرك والداعم الرئيس لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش وأن هذه القوات متقدمة ميدانياً.

وتصادف ان تسرب تقرير تنويري زودت به وكالة المخابرات الأمريكية الرئيس بايدن، وجد طريقه إلى عدد من القنوات الإعلامية أمس الجمعة، ينبه إلى المخاطر التي يشكلها احتمال تحقيق قوات الدعم السريع لنصر حاسم على أمن الاقليم وعلى رؤى وتصورات الولايات المتحدة لإدارة المنطقة.

غير أن الذي يهمني هنا والذي أجده لافتاً للنظر في تقرير ديكلان والش ما ورد في متنه من أن الأمم المتحدة رصدت ضمن تقرير حديث، لم ينشر بعد، كل خروقات وانتهاكات قوات الدعم السريع وتفصيلات الدعم الأماراتي المالي وعمليات نقل الأسلحة والعتاد عبر الأراضي التشادية، ومعلومات عن نشاط منظمة الهلال الأحمر الذي اتخذته المخابرات الأماراتية واجهة للمجهود العسكري، ومن ذلك إنشاء مستشفيات ميدانية مثل مستشفى أم جرس الذي يستخدم كغطاء لنقل الأسلحة إلى الداخل السوداني. وهو تقرير أعده فريق الخبراء التابع للجنة عقوبات حظر السلاح لدارفور المنشأ بموجب قرار مجلس الأمن رقم ١٥٩١.

من واقع هذه التطورات وعلى خلفية هذا المشهد تنتصب أسئلة كثيرة أولها: ثم ماذا بعد؟!
لقد صمتت قيادة الأمر الواقع في السودان صمت القبور عن الدور المحوري لدولة الأمارات في إشعال وتأجيج الحرب في السودان، وكفّت يد وزارة خارجيتها عن اتخاذ أي موقف يكشف ويعري الدور الأماراتي في مجمل الأحداث. وتحت ضغط التساؤلات المتصاعدة عن أسباب تستر القيادة على الدور الأماراتي، قام أحد أعضاء مجلس السيادة في الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي بطريقة مسرحية بنثر بعض الكلمات عن الدور الأماراتي دون تفصيل، ثم سارع فألحق كلماته بموشح تعظيم وإشادة بوالد رئيس دولة الأمارات الراحل زايد بن سلطان وأغدق عليه من صفات الرفعة والشرف والمجد، وكأنه يعتذر عن التطاول على ابنه الحاكم الحالي ويلتمس تخفيف عبارات الاحتجاج على دوره في ما حل بالسودان من فواجع ومآسي!

يا سيادة القائد العام: هل لنا أن نسأل عن سبب تسترك على الدور الاجرامي لدولة الأمارات ومسؤوليتها عن ما حل بالسودان من دمار وما حاق بشعبه من هوان، فأحجمت واستخزيت حتى عن تفويض وزير خارجيتك وسفرائه لرفع شكوى امام أي من المنظمات الدولية المعنية؟
هذا التستر المريب الذي انتهى بنا إلى مفارقات لا سابق لها في التاريخ السياسي الدولي بحيث أصبحت دول أخرى ومنابر وهيئات عالمية رفيعة تكشف الدور الأماراتي في نكبة السودان وتفضحه وتعريه ثم تتحرج عن إدانته لأن المنكوب نفسه لم يجروء على الإدانة، بل لم يجروء حتى على رفع الصوت بالشكوى أو حتى البكاء!
ما هذا الهوان؟ ما هذا الانكسار؟

✒️مصطفى عبدالعزيز البطل
مصطفى عبد العزيز البطل

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدور الأماراتی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

البرهان: القوات المسلحة في أفضل حالاتها وسنمضي نحو القضاء على ميليشيا الدعم السريع

أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل، عن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، خلال زيارته مقر القيادة العامة بالخرطوم، قوله إن القوات المسلحة في أفضل حالاتها وسنمضي نحو القضاء على ميليشيا الدعم السريع.

وجاءت هذه التصريحات بعدما حقق الجيش تقدماً ملحوظاً في العاصمة خلال الفترة الماضية.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

في حين تتصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

اقرأ أيضاًالبرهان: نرفض التسوية وباب التوبة مفتوح لكن يتطلب شروطًا محددة

البرهان: باسم حكومة وشعب السودان نتضامن مع الشعب الفلسطيني ونحيي صمودهم

البرهان لـ «السيسي»: نشيد بمساندة مصر لجهود التهدئة في السودان

مقالات مشابهة

  • البرهان يزور مقر قيادة الجيش السوداني ويتعهد “بالقضاء” على الدعم السريع
  • البرهان من مقر قيادة الجيش: “الدعم السريع” إلى زوال
  • الرياض تُدين اعتداء الدعم السريع على المستشفى السعودي في الفاشر
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: شعبنا يصطف خلف قواته المسلحة ضد الدعم السريع
  • البرهان: القوات المسلحة في أفضل حالاتها وسنمضي نحو القضاء على ميليشيا الدعم السريع
  • بعد مجزرة المشفى في الفاشر.. الخارجية السودانية: هذه نتيجة التراخي مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن كسر حصار الدعم السريع لمركز قيادته وسط الخرطوم
  • شبكة أطباء السودان: الدعم السريع تختطف وتعذّب أخصائي أشعة يعمل بأحد مشافي الخرطوم 
  • دخان كثيف ملوث فوق الخرطوم.. الأقمار الاصطناعية ترصد السبب
  • السودان: الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بشأن مصير المدنيين في الفاشر