لم يثن التدخل العسكري الأميركي والبريطاني والضربات التي يتعرض لها اليمن منذ أيام جماعة الحوثي، التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، عن مواصلة تنفيذ عملياتها في البحر الأحمر وسط تأكيدات بالتركيز على استهداف السفن الإسرائيلية والمتعاونة معها والمتجهة إلى موانئها.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي تنحدر فيه الأحداث المتصاعدة في ممرات اليمن المائية إلى منعطفات خطيرة في ظل تهديدات متبادلة، يتوقع أن تضاعف عسكرة البحر الأحمر وسط تفاقم أزمة الشحن التجاري الدولي، في حين يرجح خبراء اقتصاد أن تكون لهذه الأحداث تبعات جسيمة قد تطاول الموانئ اليمنية وتضاعف انكماش الاقتصاد الوطني المهدد بفقدان جزء كبير من المساعدات والتمويلات الدولية.

 

وفي الوقت الذي تتجه فيه الأحداث إلى التوسع لتشمل مناطق أخرى بوتيرة أكبر، مثل البحر العربي وخليج عدن، إلى جانب البحر الأحمر وباب المندب.

 

جددت جماعة الحوثي، في بيان صادر في 15 يناير/ كانون الثاني عن قواتها البحرية، استمرارها في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة، مؤكدةً أن الملاحة آمنة في البحرين العربي والأحمر وباب المندب عدا السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.

 

كما أعلنت جماعة الحوثي عن استهداف السفينة "زوغرافيا" التي كانت متجهةً إلى موانئ فلسطين المحتلة، وإصابتها بشكل مباشر.

 

وأوضحت، في بيان صادر الثلاثاء الماضي، أن قواتها البحرية نفذت عمليةَ الاستهداف بعددٍ من الصواريخ البحرية المناسبة، وذلك انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان والحصار في قطاعِ غزة، لافتة إلى أن عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقم السفينة النداءات التحذيرية، ومنها الرسائل التحذيرية النارية.

 

وأكد البيان استمرار القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ قرار منع الملاحة الإسرائيلية، أو المرتبطة بها، في البحرين الأحمر والعربي حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.

 

في السياق، يعتبر الخبير في الملاحة البحرية علي هزاع، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تطورات الأحداث الأخيرة، أي استهداف وإصابة سفينة شحن أميركية في خليج عدن، مؤشر مهم على القدرات العالية التي تمتلكها جماعة الحوثي وقدرتها العسكرية في التحكم بممرات التجارة الدولية في اليمن، وقدرة الجماعة البحرية التي تمكنها من رصد وكشف هوية السفن، كما هو الحال مع سفينة الشحن الأميركية التي استُهدفت في خليج عدن وكانت ترفع هوية أخرى لإخفاء هويتها الأصلية.

 

‏ودعت إدارة الملاحة في وزارة المواصلات الأميركية جميع السفن الأميركية الى تجنب المياه المحيطة باليمن جنوبي البحر الأحمر وباب المندب والنصف الغربي من خليج عدن.

 

ويتوقع هزاع أن تتصاعد الأحداث خلال الفترة القادمة مع بروز أطماع أميركا وبريطانيا في هذه المنطقة الجغرافية المهمة التي تربط الشرق بالغرب وممرات التجارة الدولية بين آسيا وأوروبا.

 

واستبعد أن يكون التدخل بهذه الصورة التي يصفها بالهستيرية، وتجاوزهما القوانين والأعراف التي تطبقها هاتان الدولتان، وعدم عودتهما إلى مجلسيهما البرلمانية، هدفها فقط إيقاف تهديد الملاحة الدولية وتأمين مرور السفن الإسرائيلية، بل لها أبعاد أخرى، وفق حديث هزاع، في إطار الأقطاب الدولية الكبرى ومساعيها للهيمنة والتحكم بممرات التجارة الدولية.

 

ويستدل هذا الخبير في الملاحة البحرية على حديثه في هذا الجانب بموقف كل من الصين وروسيا في مجلس الأمن، الذي عقد جلسة خاصة مطلع يناير/ كانون الثاني لبحث الأزمة في البحر الأحمر. إذ رفضتا التدخل أو استخدام الفيتو، وذلك لتمرير القرار الذي سيؤدي إلى تدخل أميركا وتورطها بشكل أكبر في المنطقة بسبب مساندتها العدوان الإسرائيلي على غزة.

 

ويخشى الخبير الاقتصادي ياسين القاضي، في حديثة لـ"العربي الجديد"، من تبعات ما يجري على الموانئ اليمنية وإغلاقها أمام الشحن التجاري الدولي، إضافة إلى تبعات ذلك على الاقتصاد اليمني المتدهور والمنهار، إذ يتوقع استمراره في الانكماش مع تأثير الأزمة على الشأن المحلي وجهود التسوية التي كانت ستمهد لعدد من الإجراءات والترتيبات الاقتصادية، مثل إعادة تصدير النفط وصرف رواتب الموظفين وإعداد موازنة عامة للدولة.

 

وكان صندوق النقد الدولي قد أشار، في تقرير حديث، إلى ارتفاع عدم اليقين بشأن مسار الصراع وتأثير ذلك على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ككل، حيث توقع الصندوق أن يؤدي ارتفاع منسوب المخاطر إلى زيادة تكاليف الاقتراض، وهو ما قد يؤثر سريعا على الاقتصادات المثقلة بالديون.

 

وعلاوة على ذلك، يمكن أن تشهد الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات في المنطقة، مثل اليمن، انخفاضاً في تدفقات المساعدات الضرورية إذا ما تحول تركيز الجهات المانحة عنها ولم يتسع نطاق المساعدات الدولية لتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر اقتصاد أمريكا الحوثي السفن الإسرائیلیة جماعة الحوثی البحر الأحمر فی البحر

إقرأ أيضاً:

البحرية الأمريكية تكشف عن سبب سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر

كشفت البحرية الأمريكية عن سبب سقوط طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت تابعة لها فُقدت في البحر بعد سقوطها من حاملة الطائرات "يو.إس.إس. هاري ترومان" في البحر الأحمر غرب اليمن.

 

وقال مسؤول أمريكي إن التقارير الأولية من موقع الحادث أشارت إلى أن حاملة الطائرات "هاري ترومان" انعطفت بشدة لتجنب نيران الحوثيين، وهو ما ساهم في سقوط الطائرة المقاتلة في البحر، وفقا لشبكة سي إن إن عربية.

 

وبحسب الشبكة فإن حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية - هي أكبر السفن الحربية في العالم يبلغ طولها حوالي 1100 قدم، وإزاحة تقارب 100 ألف طن - بقدرة مناورة مذهلة بالنسبة لحجمها، وبفضل مفاعلين نوويين يديران 4 محركات دفع، يمكن لحاملات الطائرات من فئة "نيميتز"، مثل "هاري ترومان"، الوصول إلى سرعات تتجاوز 34 ميلا في الساعة.

 

وأوضحت الشبكة أنه لم يتم الكشف عن التفاصيل الدقيقة للانعطاف الذي قامت به حاملة الطائرات "هاري ترومان" لتجنب نيران الحوثيين، مشيرة إلى أن الصور ومقاطع الفيديو للسفينة وحاملات الطائرات الأخرى من فئة "نيميتز" على الموقع الإليكتروني لوزارة الدفاع الأمريكية، تُظهر أن السفن الضخمة يمكنها أن تتحمل درجة كبيرة من الانعطاف خلال السرعة العالية.

 

وزعم الحوثيون يوم أمس الأول، أنهم شنوا هجوما بطائرات بدون طيار وصواريخ على حاملة الطائرات، الموجودة في البحر الأحمر، في إطار العملية العسكرية الأمريكية الكبيرة ضد الجماعة المدعومة من إيران.

 

ويوم أمس، قالت البحرية الأمريكية في بيان لها، إن جميع الأفراد الذين كانوا على متن الطائرة بحالة جيدة، وأن أحد البحارة أُصيب بجروح طفيفة، بعد سقوط طائرة إف18.

 

وأضاف البيان: "كانت طائرة F/A-18E يتم سحبها بشكل نشط من حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها. وسقطت الطائرة وجرار السحب في البحر".

 

وأردف: "اتخذ البحارة الذين كانوا يسحبون الطائرة إجراءات فورية للابتعاد عنها قبل سقوطها في البحر. ولا يزال التحقيق جاريا".

 

وقال مسؤول أمريكي ثان لشبكة CNN إن الطائرة غرقت. وتبلغ تكلفة الطائرة المقاتلة الواحدة من طراز F/A-18 أكثر من 60 مليون دولار، بحسب البحرية الأمريكية.

 

وتنتشر مجموعة حاملة الطائرات "هاري ترومان" الهجومية في الشرق الأوسط، وكانت في البحر الأحمر وقت وقوع الحادث. وأكدت البحرية الأمريكية، الاثنين، أن المجموعة الهجومية وجناحها الجوي "لا يزالان في كامل جاهزيتهما للقيام بالمهام".

 

وفي ديسمبر الماضي، سقطت طائرة أخرى من طراز F/A-18 تابعة لحاملة الطائرات هاري ترومان "عن طريق الخطأ" من قِبل الطراد "يو. إس. إس. غيتيسبيرغ" في البحر الأحمر في ديسمبر/كانون الأول، وخرج الطياران سالمين.


مقالات مشابهة

  • بريطانيا: ضربنا الحوثيين لحماية الملاحة في البحر الأحمر
  • جماعة “أنصار الله” تعلن منع مرور السفن البريطانية في البحر الأحمر
  • ترامب يطلب مروراً مجانياً عبر قناة السويس والسيسي يرفض: وقف النار في غزة أولاً!
  • تحرك عسكري بريطاني أمريكي ردًا على تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية | تفاصيل
  • الولايات المتحدة: قصف أكثر من 1000 هدف في اليمن منذ منتصف مارس
  • البحرية الأمريكية تكشف عن سبب سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر
  • تداول 12 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • عاجل. البحرية الأميركية: إصابة بحار بجروح طفيفة جراء سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر
  • ترامب يبحث عن عبور مجاني.. ماذا نعرف عن سيادة دول العالم على الممرات المائية؟
  • برلمانيون وناشطون مصريون: أمريكا هي من تعسكر البحر الأحمر وتضر الملاحة الدولية