آخر تحديث: 21 يناير 2024 - 10:04 صبقلم:سحبان فيصل محجوب مليارات الدولارات يجري تسديدها دوريا ًإلى جارة العراق الشرقية ( ايران )على وفق اتفاقية تجارية لتجهيز العراق بالغاز لأغراض تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية في المنظومة الوطنية وكذلك سداداً لما تصدره من كمية محدودة لوحدات التيار الكهربائي الى الشبكة العراقية بمواصفات رديئة وعلى نحو غير مستقر…إلا إن ما حصل مؤخراً من استهداف مباشر للأراضي العراقية في المنطقة الشمالية ( محافظة أربيل )والذي أدى إلى قصف وتدمير للأهداف المدنية فيها وذلك بإطلاق مكثف لوابل من الصواريخ عليها والتي لم يراع الجانب الإيراني فيها المفاهيم الدولية لحسن الجوار بالإضافة إلى عدم تقديره لهذه العلاقة التجارية والتي تعتبر إحدى حبال الإنقاذ الفاعلة للتخفيف عنه من وطئة تبعات العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة الإمريكية .

إن رد هذا الجميل من قبل ايران بإطلاق الصواريخ باتجاه العراق لهو حدث مثير للدهشة ، فمن المحتمل وليس ببعيد ان يكون جزءا كبيرا من الاموال و التي تم تحويلها من موارد العراق النفطية الى خزانة المال الإيرانية قد جرى تسخيرها في تصنيع هذه الصواريخ …. من الجانب الفني يدرك المعنيون من ذوي الاختصاص ما سوف يحدث جراء مقاطعة شراء الطاقة ووقودها ( الغاز )من ايران وعلى وجه الخصوص التحديدات المباشرة والمؤثرة في السعات المتاحة لمحطات انتاج الكهرباء العاملة في المنظومة الوطنية والذي يمكن ان يسبب ذلك توقفاً تاما للعديد من الوحدات التوليدية في هذه المحطات ،وبالتالي سوف تزداد عديد ساعات القطع الكهربائي المبرمج عن المستهلكين وعلى وجه التحديد في أوقات أحمال الذروة الشتوية أو الصيفية ، وإن حصل هذا تلبية لمناداة نخبوية وانصياعاً لضغط جماهيري عارم فستكون الارادة الوطنية العراقية أمام تحد كبير تفرضه المواقف الصعبة في حتمية المجابهة الشجاعة ، فما هي خطوط المواجهة المتاحة في هذا الشأن ؟
قبل أيام قلصت ايران من جانبها كميات تجهيز الغاز الى ما نسبته ٢٠ بالمئة تقريبا ً من الكمية المتفق عليها مع الجانب العراقي بحجة اجراء صيانة موسمية على منظومات التصدير ، جراء ذلك فقدت المنظومة الكهربائية في العراق ما قيمته ٤٠٠٠ ميكاواط إلا أن هذا الفقدان بالإمكان تعويض نسبة كبيرة منه بوساطة استخدام الوقود البديل المتوافر وطنياً وان كان ذلك على حساب التشغيل المثالي على الغاز المستورد و المعتمد حاليا حيث تأثيراته السلبية على حالة المكائن العاملة في المنظومة الكهربائية والى حين اتمام المشاريع المعلن عنها والتي تخص استغلال الموارد الوطنية للغاز المطلوب في تشغيل العديد من محطات انتاج الكهرباء . من جانب آخر وعلى وفق الاحصاءات الخاصة بنسبة الاستهلاك المنزلي في العراق والبالغة ماقيمته ثمانون بالمئة من مجموع الاستهلاك الكلي … هذآ الاستخدام بنسبته العالية حاليا والذي يذهب قسما كبيرا منه لأغراض التدفئة والتسخين شتاء ًوالى التبريد والتهوية صيفا فمن الممكن تقليصه بوساطة دعوة وطنية عامة تهدف إلى الترشيد في الاستهلاك الكهربائي وذلك بالتوجه إلى بدائل الوقود الأخرى على أنّ يوازي ذلك دعماً حكومياً كبيراً يشمل تأمين المتطلبات اللازمة للمواطن لتمكينه من المساهمة الكبيرة و المؤثرة في هذا الاتجاه ، ومن وسائل الدعم هذا تصنيع أو إستيراد أجهزة التدفئة غير الكهربائية وعرضها بأسعار مدعومةللمواطنين .
أرى في هذا محاولة جادة وعملية للخروج والتحرر من قيود الاحتكار المفروض على توريد الغاز والكهرباء من المورد الإيراني الوحيد والذي فرضته ظروف استثنائية لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية ومهدت لتجسيده غايات سياسية واقتصادية معروفة مكنته ليكون قابضا بلا منافس على سوق الطاقة في العراق فعلى الرغم من وجود الجهد الوطني الضامن لكسر هذا الاحتكار وارتفاع نداءات المطالبة للتحرر من مظاهر التبعية المشينة ،فهل هناك من سيصغي لهذا ؟ … لا أعتقد ذلك في أجواء سبات أو غياب الإرادة الوطنية المستقلة

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

الكهرباء: إعادة الطاقة الكهربائية للمنطقة الجنوبية بعد انفصالها عن العمل

الاقتصاد نيوز _ بغداد

أعلنت الشركة العامة لإنتاج كهرباء الجنوب، اليوم الثلاثاء، إعادة الطاقة الكهربائية للمنطقة الجنوبية خلال وقت قياسي.

وقالت الشركة في بيان تلقته "الاقتصاد نيوز"، إن "ملاكات الشركة العامة لانتاج الطاقة الكهربائية في الجنوب الهندسية والفنية تمكنت من إعادة المحطات الى العمل، وبوقت قياسي وبشكل تدريجي بعد ساعات معدودة من انفصالها عن العمل اثر حدوث خلل طارئ في الشبكة ادى الى انطفاء معظم المحطات الكهربائية وخروجها عن العمل في الجنوب".

وأضافت الشركة، أن "منتسبي انتاج كهرباء الجنوب بذلوا جهدا كبيرا لإعادة الوحدات الى العمل في الساعات المتأخرة من الليل وربطها بالشبكة الوطنية وتجهيز الطاقة الكهربائية الى المواطنين.

وتعرضت محافظات ميسان والبصرة وذي قار ليلة أمس الاثنين (3 شباط 2025) لإطفاء التيار الكهربائي بشكل مفاجئ دون معرفة الاسباب.
 


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • اقتصادي يضع بدائل متاحة للكهرباء والغاز الإيراني المستورد الى العراق
  • السوداني: سننهي استيراد الغاز من إيران بحلول العام 2028
  • استعراض أهداف "المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب" في شمال الشرقية
  • وزير الكهرباء يستعرض جهود تحسين كفاءة الطاقة الكهربائية
  • ترامب يأمر ..منع العراق من استيراد الكهرباء والغاز من إيران
  • الشمال يتغلب على الصناعات الكهربائية في الدوري العراق الممتاز
  • وزارة الكهرباء: معالجة العارض في إحدى المحطات واستمرار تطوير المنظومة الوطنية
  • وزارة النفط العراقية تنفي شراء النفط الإيراني وإعادة تصديره
  • مصدر حكومي:زيارة مرتقبة لمسؤول أمريكي لتبليغ السوداني بحل الحشد الشعبي وعدم شراء الغاز الإيراني
  • الكهرباء: إعادة الطاقة الكهربائية للمنطقة الجنوبية بعد انفصالها عن العمل