يُنقل عن أوساط سياسية تميل في مواقفها إلى تبنّي ما يقوم به "حزب الله" جنوبًا لمساندة صمود الشعب الفلسطيني في غزة أنه لو لم يكن لـ "المقاومة الإسلامية" هذا الحضور الفاعل والمربك للعدو الإسرائيلي لما كان كل هذا الاهتمام الدولي بلبنان قد أبصر النور، وهو اهتمام يأخذ في الاعتبار ما لـ "حزب الله" من قدرات عسكرية قادرة على تغيير المسارات، مع مراهنة بعض الموفدين الدوليين على "الطريقة الحكيمة" التي لا تزال "حارة حريك" تتعاطى بها مع التطورات الجنوبية، انطلاقًا من حرصها على عدم إعطاء تل أبيب أي فرصة أو ذريعة لتوسيع الحرب، التي قد تشمل كل لبنان وبناه التحتية ومرافقه الحيوية.

 

وفي رأي هذه الأوساط أن "حزب الله" الذي يختار أهدافه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بدراية فائقة يدرك خطورة توسعة الحرب على لبنان، ولكن هذا لا يعني أن المدن الإسرائيلية ستكون في منأى عن الصواريخ البعيدة المدى والدقيقة، خصوصًا أن في هذه المدن مواقع استراتيجية معرّضة للقصف قد يكون ضرره أكثر قساوة مما يمكن أن يكون عليه الوضع في لبنان إذا ما قيست الأمور في موازين الربح والخسارة. 

وتشير هذه الأوساط إلى أن ما تشهده المساعي الدولية لتجنيب لبنان ما لا طاقة له على احتماله بسبب ظروفه الداخلية، اقتصاديًا واجتماعيًا، من حركة غير اعتيادية ليس حبًّا بلبنان فقط، بل خوفًا على ما يمكن أن يحدثه القصف الصاروخي من أضرار في المنشآت الإسرائيلية الحيوية، ومن بينها حقل ديامونا النووي، ومنصات حقل "كاريش" وغيرها من الأهداف الاستراتيجية، في الوقت الذي سيقتصر القصف الإسرائيلي على تدمير المنازل والمستشفيات والمدارس في لبنان، الذي يفتقد إلى منشآت حيوية واستراتيجية كتلك الموجودة في إسرائيل. 

من هنا يأتي ردّ "حزب الله"، كما تقول هذه الأوساط، الذي رفض المقترحات التي حملها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وغيره من الموفدين، وهو سيرفض أي مقترح لا يأخذ في الاعتبار المعادلة الجديدة، التي أرستها "المقاومة الإسلامية" في استراتيجية موازين قوة الردع المدعومة بما تحققه المقاومة في فلسطين من وقفات صمود، وما يقوم به الحوثيون من عمليات في البحر الأحمر، وما تتعرّض له القواعد الأميركية في العراق وسوريا من هجمات موجعة. 

وتقول الأوساط ذاتها إن "حزب الله" ليس في موقف يمكن وصفه بالضعيف ليقبل بكل ما يُعرض عليه من طروحات واقتراحات، ومن بينها وأهمها بالطبع سحب عناصره من حيث هم متمركزون على طول الخط الأزرق إلى شمال الليطاني، وذلك لضمان أمن المستوطنات في الشمال الإسرائيلي. فـ "حارة حريك" كانت حازمة وحاسمة وجازمة في ردّها على الذين ينقلون إليها مقترحات هوكشتاين وغيره من الموفدين، وهو أن لا مجال لأي تفاوض من أي نوع كان ما دامت حمم القذائف تطارد أهل غزة وتلاحقهم في كل مكان، وما لم تنجح الضغوطات الأميركية على تل أبيب لكي توقف حرب الإبادة التي تشنّها ضد الفلسطينيين. أمّا إذا توقفت الحرب فلكل حادث حديث. 

في المقابل، تتوقف قوى المعارضة عند مدلولات ما يحصل في الجنوب ربطًا بما يحصل في غزة، وترى انطلاقًا من متابعاتها اليومية لمسرى الأحداث وتطروها، وللتصريحات اليومية لقادة العدو، أن ما يُحضّر للبنان بدءًا بالجنوب، ووصولًا إلى أقاصي الشمال، لن يكون بالتأكيد لمصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني، وأن "المقاومة الإسلامية" التي ستكون مشغولة بالردّ على الاعتداءات الإسرائيلية لن تكون في وضع يسمح لها بمساندة غزة، بل قد يُطلب من المقاومة الشعبية في القطاع مساندة لبنان.  

من هنا، تعتقد هذه القوى أن تطبيق القرار 1701 هو الحلّ المثالي لوضعية لبنان ولتجنيبه حربًا لا قدرة له على نتائجها، وهو الذي يرزح في الأساس تحت أحمال ثقيلة وكثيرة. 
ويبدو أن تسارع الأحداث على الجبهة الشمالية – الجنوبية على وقع رفع منسوب الاعتداءات الإسرائيلية قد يفضي إلى ما يحذّر منه كثيرون.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

قصف عنيف على جنوب لبنان.. ومسيرات حزب الله تواصل استهداف مواقع الاحتلال

شنت قوات الاحتلال هجمات على بلدات عديدة في جنوب لبنان، بذريعة استهداف مواقع لحزب الله، في الوقت الذي أعلن فيه الأخير شن هجمات على الثكنات والمواقع العسكرية للاحتلال على حدود فلسطين المحتلة.

تجدد القصف المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال، في المناطق الحدودية، الإثنين، حيث شن الطيران الحربي عدة غارات على مواقع لبنانية، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط البلدات وعددا من المنازل، متسببة في تدمير كبير.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال عن شن هجمات على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، بينما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأنه تم تنفيذ غارة جوية إسرائيلية على منزل في بلدة البياضة بقضاء صور جنوبي البلاد.

ونفذ حزب الله هجمات مختلفة بالمسيرات والرشقات الصاروخية ضد قوات الجيش الإسرائيلي ومواقعها العسكرية، وذلك ردا على ‏الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت القرى والمنازل المدنية في الجنوب اللبناني.

ودوت صافرات الإنذار، عدة مرات في العديد من البلدات الإسرائيلية الحدودية ومناطق مختلفة بالجليل الغربي والأعلى.

وتصاعدت حدة القصف المتبادل على الحدود اللبنانية والمناطق المحتلة، في وقت تتزايد التهديدات بشن عدوان على لبنان، وسط تحذيرات دولية من الوصول إلى مرحلة خطيرة من التصعيد في الإقليم بأكلمه.



وأصيب 18 جنديا للاحتلال أحدهم بحالة خطيرة، في هجوم بالطائرات المسيرة المفخخة شنه حزب الله على موقع عسكري في الجولان السوري المحتل، بحسب ما أكد جيش الاحتلال.

ونعى حزب الله ثلاثة من مقاتليه قال إنهم "ارتقوا شهداء على طريق القدس"، هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع في جنوب لبنان، وقصف الاحتلال أطراف بلدات حدودية، واستهدف مواقع بقصف نفذته طائراته الحربية، فيما استهدف حزب الله مواقع وقوات إسرائيلية في المنطقة الحدودية وفي الجليل الأعلى والغربي.

وأعلن حزب الله أنه شن هجوما جويا بسرب من المسيرات المفخخة استهدف مبنى قيادة مقر المدرعات في ثكنة في الجولان المحتل.

وقال الحزب إن مقاتليه شنوا "هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتائب المدرعات التابعة للواء 188 في ثكنة راوية". وأضاف أن الهجوم "استهدف مبنى القيادة في الثكنة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة".

مقالات مشابهة

  • الحاج حسن: العدو الصهيوني أدرك أن أي حماقة قد يرتكبها ضد لبنان سترتد عليه سلبًا
  • وفد من المخابرات الألمانية عند حزب الله مجدّداً: زيارة استطلاع لتفادي الحرب الشاملة
  • لازاريني: الاعتداءات الإسرائيلية على “الأونروا” ازدادت وتيرتها بشكلٍ خطير
  • ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن
  • قصف عنيف على جنوب لبنان.. ومسيرات حزب الله تواصل استهداف مواقع الاحتلال
  • هل تستهدف ميليشيات عراقية أنبوب النفط المتجه إلى الأردن؟
  • "تنسيقية المقاومة العراقية" تجتمع إثر تهديدات إسرائيلية أمريكية بشن حرب شاملة على لبنان
  • صدمة على الهواء.. المتنبئة اللبنانية ليلى عبداللطيف وسؤال عن حسن نصرالله يثير تكهنات
  • هذه آخر دراسة إسرائيليّة عن حرب لبنان.. كيف وصفتها؟
  • بالصواريخ الموجهة.. حزب الله يستهدف دبابة ‏”ميركافا”