صلاح ضمن القائمة العالمية.. «الغياب المفاجئ» بين «الصدمة» و«الدَفعة»!
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
يخوض المنتخب المصري مواجهة «مصيرية» أمام الرأس الأخضر، في ختام مباريات المجموعة الثانية، بالدور الأول لكأس أمم أفريقيا، ويخشى «الفراعنة» التأثير «السلبي» لغياب نجمه الأول، محمد صلاح، بداعي الإصابة، وهو الأمر الذي قد يؤثر على حظوظ «الفراعنة» في الاستمرار بالبطولة لأدوار متقدمة.
وتشير كتب التاريخ الكروي إلى أن بعض المنتخبات الكُبرى تعرضت لموقف مماثل، لكن اختلف التأثير بين «صدمات» أدت إلى الإخفاق أو «دفعات» قادت إلى الإنجاز، ولعل أشهر تلك القصص يتعلق بالبرازيلي «الأسطوري»، بيليه، الذي كان يُعد أفضل لاعب في العالم قبل بطولة 1962، وبالفعل بدأ بيليه النسخة التشيلية بصورة «رائعة»، بتسجيل هدف وصناعة آخر أمام المكسيك، لكن الإصابة القوية أجبرته على الخروج مُبكراً في مباراة تشيكوسلوفاكيا، وتسببت في إبعاده عن باقي مباريات «السامبا»، إلا أن رفاقه نجحوا في تجاوز تلك «الصدمة»، وأكملوا الطريق، حتى الفوز باللقب، والطريف أن ميدالية بيليه ظلّت غائبة عنه بسبب قوانين «الفيفا» في ذلك الوقت، حتى حصل عليها عام 2007، بعد 45 عاماً!
المثير أن الأمر تكرر بـ«صورة كربونية» في مونديال 1966، حيث تعرّض نجم وهداف المنتخب الإنجليزي، جيمي جريفز، إلى إصابة قوية أمام فرنسا في آخر مباريات مرحلة المجموعات، وهو ما منعه من استكمال كأس العالم، ليحل مواطنه جيوف هورست بديلاً له، ويتألق بشدة خاصة بـ«الهاتريك الشهير» في النهائي أمام ألمانيا، ولم يحصل جريفز على ميداليته أيضاً، لأنه لم يكن ضمن الـ11 لاعباً الذين لعبوا المباراة النهائية، إلا أن «الفيفا» أهدى «الأسطوري» الإنجليزي ميداليته عام 2009.
وتكرر ذلك «الغياب المفاجئ» مع منتخب إنجلترا بصورة غريبة في سنوات لاحقة، إذ توهج الحارس «الأسطوري» جوردون بانكس كالعادة في بداية مونديال 1970، ولعب أول 3 مباريات في مرحلة المجموعات، لكنه تعرّض لأزمة صحية «غريبة» في معدته، أجبرت المدرب ألف رامسي على استبعاده من خوض مباراة ألمانيا في ربع النهائي التي خسرها الإنجليز، وتردد وقتها أن بانكس تم تسميمه عمداً، ليغيب عن مواجهة «الماكينات»، وهو ما لم يثبت أبداً.
أما القصة الأكثر غرابة، فارتبطت بـ«الأسود الثلاثة» في حقبة أخرى، حيث كان قائد المنتخب براين روبسون متوهجاً قبل انطلاق كأس العالم 1986، بأهدافه الـ5 في التصفيات الأوروبية، إلا أن إصابته في الكتف خلال المباراة الثانية في المونديال أمام المغرب حرمته من استكمال البطولة، ليخسر المنتخب أمام «مارادونا» الأرجنتين في ربع النهائي، ثم عاد روبسون الشهير بـ«كابتن مارفل» لقيادة إنجلترا في كأس العالم 1990، إلا أن إصابة جديدة ضربته في المباراة الثانية أيضاً بدور المجموعات أمام هولندا، أخرجته من حسابات بوبي روبسون حتى نهاية المونديال الذي أنهاه الإنجليز في المرتبة الرابعة. أخبار ذات صلة
مارادونا و«الظاهرة» وزيدان.. «ضربات قاصمة»!
في مونديال 1994، تلقت الأرجنتين «ضربة قاصمة» عندما أخفق «الأسطوري» مارادونا في تجاوز اختبار المنشطات بعد مباراة «التانجو» الثانية أمام نيجيريا في دور المجموعات، ليُغادر «الساحر» الكأس العالمية بعد مباراتين فقط، سجّل خلالهما هدفاً وصنع 2، ولحق «الألبيسيليستي» بنجمه الأول سريعاً بعد الخسارة أمام رومانيا.
ورغم أن «الظاهرة» رونالدو تحامل على نفسه، وشارك مع البرازيل في نهائي كأس العالم 1998، بعدما كان خارج التشكيل الأساسي، قبل 45 دقيقة من انطلاق المباراة، بسبب سوء حالته الصحية ووعكته «الشهيرة»، فإنه كان «حاضراً غائباً» أمام فرنسا، وهو ما أثر على أداء «السليساو» الذي خسر 0-3 وقتها، وكان «الأيقونة» الفرنسي زين الدين زيدان قد تعرض لموقف مقارب، عندما أصيب في مباراة ودية أمام كوريا الجنوبية قبل أيام معدودة من مونديال 2002، وغاب «زيزو» عن أول مباراتين مع «الديوك»، وعاد دون اكتمال الشفاء في المواجهة الثالثة أمام الدنمارك، لكنه لم ينجح في إنقاذ فرنسا من الخروج المُبكر وتذيّل مجموعته.
أخيراً، في مونديال 2014، عانى «الثنائي اللاتيني»، البرازيل والأرجنتين من إصابتين مؤثرتين جداً خلال مباراتي ربع النهائي، حيث تعرض نجم «السليساو» المتألق وقتها، نيمار، إلى كسر في فقرات الظهر خلال مواجهة كولومبيا، لينتهي مشواره المونديالي آنذاك ويشهد «متفرجاً» السقوط المُروع للمنتخب أمام ألمانيا في نصف النهائي بـ«السُباعية التاريخية»، في حين أصيب أنخيل دي ماريا في مباراة بلجيكا بتمزق في عضلات الفخذ، وغاب هو الآخر عن باقي مباريات الأرجنتين في البطولة، وهو ما أثّر كثيراً على مردود «التانجو» في النهائي الذي خسره أمام ألمانيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أفريقيا كوت ديفوار مصر محمد صلاح مارادونا زين الدين زيدان رونالدو بيليه نيمار
إقرأ أيضاً:
محمود صلاح.. قائد التمرد النيجري الذي اعتقلته قوات حفتر بليبيا
في تطور مفاجئ يشكل ضربة كبيرة لحركات التمرد في النيجر، تم القبض على محمود صلاح زعيم "الجبهة الوطنية للتحرير" (FPL)، في مدينة القطرون جنوب ليبيا.
وقبضت على صلاح القوات التابعة للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر في 23 فبراير/شباط الجاري.
يُعد هذا الحدث نقطة تحول في الصراع بين السلطة العسكرية في النيجر والجماعات المعارضة، التي مثلت تهديدًا متزايدًا منذ انقلاب يوليو/تموز 2023.
من هو محمود صلاح؟يُعتبر محمود صلاح من أبرز الشخصيات المعارضة في النيجر خلال العقد الأخير. ينحدر من منطقة أغاديس شمال البلاد، حيث تنشط الجماعات المسلحة التي طالما شكلت تحديًا للحكومات المتعاقبة في نيامي.
قبل أن يصبح زعيمًا للتمرد، كان صلاح ناشطًا سياسيًا ومقاتلًا سابقًا في إحدى الحركات الطوارقية التي تطالب بمزيد من الاستقلالية لشمال النيجر.
بعد انقلاب يوليو/تموز 2023 الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم واستيلاء المجلس العسكري بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني على السلطة، برز صلاح كأحد أبرز قادة المعارضة المسلحة.
أسس "الجبهة الوطنية للتحرير"، التي ضمت مقاتلين من مجموعات مختلفة، بعضهم من أنصار النظام السابق، وآخرون من الجماعات المنشقة عن الجيش.
إعلان الأنشطة العسكرية وتأثيره على المشهد السياسيتمكنت جبهة محمود صلاح من تنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد القوات النظامية، أبرزها الهجوم على قافلة عسكرية في منطقة تيلابيري قرب الحدود مع بوركينا فاسو، بالإضافة إلى أعمال تخريب استهدفت خط أنابيب النفط الرابط بين النيجر وبنين في يونيو 2024. كانت هذه العمليات بمثابة رسالة مباشرة للمجلس العسكري الحاكم بأن المقاومة المسلحة لا تزال فاعلة.
في نوفمبر 2024، أصدرت السلطات العسكرية في النيجر قرارًا بسحب الجنسية النيجيرية من محمود صلاح، في خطوة استهدفت عددًا من الشخصيات المتهمة بتهديد الأمن القومي والتآمر ضد الدولة. شملت هذه الإجراءات أيضًا قادة آخرين في الحركات المتمردة، مثل محمد توري وحلي، رئيس الجبهة الوطنية للعدالة.
على الرغم من الجهود التي بذلتها السلطات لمحاصرة المعارضة العسكرية عبر عمليات أمنية واسعة، فقد نجحت الجماعات المسلحة التي يقودها صلاح في تأمين ملاذات آمنة داخل النيجر، وكذلك في المناطق الحدودية مع ليبيا ومالي.
القبض عليه في ليبيا: خلفيات وتداعيات
تأتي عملية القبض على صلاح في إطار تقارب أمني متزايد بين سلطات الشرق الليبي بقيادة حفتر والمجلس العسكري النيجري. في أغسطس/آب 2024، زار وزير الداخلية النيجري محمد بوبكر تومبا مدينة بنغازي، حيث التقى نظيره في الشرق الليبي عصام أبو زريبة، وتم توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني وتأمين الحدود المشتركة.
وحسب مصادر أمنية، نفذت كتيبة التدخل السريع 87 التابعة لحفتر عملية دقيقة أسفرت عن اعتقال صلاح و5 من مرافقيه.
ووفقًا للتقارير الأولية، كان صلاح يخطط لإعادة تنظيم صفوفه في ليبيا، مستفيدًا من حالة الفوضى الأمنية هناك.
ما مصير محمود صلاح؟مع احتجازه حاليًا في ليبيا، تتزايد التساؤلات حول إمكانية تسليمه إلى النيجر أو حتى إلى جهات دولية معنية بمكافحة التمرد في الساحل. إذا تم تسليمه، قد يكون ذلك بمنزلة نهاية حاسمة لتمرده، مما يشكل انتصارًا سياسيًا وعسكريًا للمجلس العسكري في نيامي.
إعلانومع ذلك، لا يعني اعتقاله بالضرورة انتهاء المعارضة المسلحة، إذ لا تزال هناك جماعات أخرى نشطة في المنطقة.
غياب صلاح قد يؤدي إلى إعادة ترتيب صفوف المتمردين بدلا من تفككهم. علاوة على ذلك، فإن التطورات الإقليمية، مثل استمرار الهجمات الإرهابية في الساحل وتوتر العلاقات بين الدول المتجاورة، قد تعزز ظهور قادة جدد داخل المعارضة.
انعكاسات الحدث على الأمن الإقليمييؤكد هذا الاعتقال التحولات الكبيرة في السياسة الأمنية الإقليمية، حيث أصبحت حكومات المنطقة تعتمد بشكل أكبر على التعاون الأمني والاستخباراتي لمكافحة التهديدات المشتركة. ومع استمرار حالة عدم الاستقرار في الساحل، تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى استقرار طويل الأمد أم أنها مجرد نجاحات تكتيكية قصيرة المدى.