شمال سوريا.. لهيب الصيف يحوّل مخيمات النازحين إلى جحيم
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
شمال سوريا- بعد أن تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية، لجأ النازح السوري عبد الحميد الحسن إلى رشّ خيمته بالماء أملا في أن تخفف هذه الطريقة القليل من قيظ الحر الذي حوّل الإقامة في الخيام خلال ساعات النهار إلى جحيم لا يطاق.
ويقوم الحسن -وهو يتصبب عرقا- برش البطانيات والمراتب داخل خيمته، قبل أن يبادر إلى تعبئة إناء بلاستيكي كبير لكي يُجلِس فيه طفليه الصغيرين للتخفيف عنهما نتيجة موجة الحر التي تضرب المنطقة.
واشتكى الحسن من أن خيمته القماشية المهترئة تتحول إلى ما يشبه الفرن في أوقات الظهيرة، وقال إن الوقوف تحت الشمس في العراء أرحم من الجلوس داخلها، وهو ما يدفعه منذ أيام إلى ترطيبها من مياه المناهل المخصصة للشرب.
النازحون السوريين شمال غربي البلاد يواجهون موجة حر غير مسبوقة وسط شح المياه (الجزيرة)وقال الحسن -في حديث للجزيرة نت- إن موجة الحر أدت إلى زيادة استهلاك المياه وشرائها من أصحاب الصهاريج الجوالة على نفقتهم الخاصة، رغم جهلهم بمصدر وصحة المياه، معربا عن أمله في أن تنظر إليهم المنظمات الإنسانية بعين الرأفة.
وحال النازح السوري الحسن هي حال مئات الأسر التي تقطن مخيم "أهل التح" في ريف إدلب شمال غربي سوريا، حيث يفتقر المخيم إلى المياه النظيفة والطاقة الكهربائية، مما يجعل تشغيل المراوح في فصل الصيف أمرا مستبعدا، إن توفر المال لشرائها.
ويجد الأهالي في قوالب الثلج التي تصل من المحسنين وأصحاب الخير ومنظمات الإغاثة ملاذا يطفئ القليل من لهيب الحر، حيث تحصل كل أسرة على نصف قالب ثلج تكسره إلى قطع صغيرة وتضعه في "ترامس" المياه البلاستيكية للحصول على كأس ماء بارد تحت أشعة الشمس الحارقة.
حالات إغماءوإن كان البعض يصله قليل من الماء لتبريد الخيمة والاستحمام، فإن أسرة جمعة العمر -النازحة من ريف حماة (وسط البلاد)- تشكو شح المياه وتضطر وآخرون من النازحين السوريين إلى الهرب من الخيام، والجلوس في ظلال أشجار الزيتون من الظهر حتى اقتراب مغيب الشمس.
وقال النازح العمر -في حديث للجزيرة نت- إنه وزوجته يحملان طفلهما الرضيع منتصف النهار ويتجهان للجلوس تحت الأشجار القريبة من المخيم، بسبب انعدام وسائل التبريد وما يمكن أن يخفف من وطأة الحر.
وأشار العمر إلى أن المياه التي تصل إلى المخيم بالكاد كافية للشرب والقليل من الغسيل، ولا يمكن استهلاك أي جزء منها للتبريد خشية انقطاعها.
وسُجّلت بضع حالات إغماء مؤخرا لأطفال وكبار سن في مخيم "أهل التح" بريف إدلب، حسبما أكد مديره عبد السلام اليوسف، نتيجة موجة الحر وغياب وسائل التبريد، وبسبب قدم الخيام وتهالكها بعد مرور أكثر من 4 سنوات على توزيعها على المخيم.
ويقول اليوسف -في حديث للجزيرة نت- إن المناشدات التي أطلقها للداعمين والمنظمات لاستبدال الخيام أو تأمين كميات إضافية من المياه وقوالب الثلج لم تلق آذانا صاغية من الأطراف العاملة في المجال الإنساني.
تزايد مخاوف الأسر النازحة على أطفالها الرضع من إصابتهم بضربة شمس أو الإغماء نتيجة موجة الحر (الجزيرة) تدخل عاجلولا يزال أكثر من 1.5 مليون سوري شمال غربي البلاد يسكنون في مخيمات، معظمها أنشئت على أراض زراعية تفتقر إلى الخدمات الأساسية من المياه النظيفة والكهرباء وشبكات الصرف الصحي.
وفاقمت موجة الحر الأخيرة من محنة آلاف الأسر، حيث يعاني سكان أكثر من 811 مخيما انعدام المياه، إضافة إلى انخفاض كمياتها في باقي المخيمات نتيجة تخفيض الدعم وارتفاع معدل استهلاك المياه، وفق مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" الإنساني محمد حلاج.
وحذّر حلاج -خلال حديث للجزيرة نت- من تضاعف أزمة المياه خلال الأيام القادمة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وأثرها السلبي على النازحين السوريين.
وطالب حلاج بتدخل عاجل من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غرب سوريا، عبر تأمين كميات كافية من مياه الشرب والعمل على تبريد المخيمات، وتأمين معدات إطفاء الحريق، تحسبا لأي حالة طارئة قد تسببها موجة الحر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: موجة الحر
إقرأ أيضاً:
مشاهد من افتتاح أول مدرسة داخل مخيمات الإيواء جنوبي غزة
أظهرت مشاهد مصورة نشرها نشطاء ووسائل إعلام فلسطينية افتتاح أول مدرسة بطاقم تدريسي داخل خيام في مراكز الإيواء بمنطقة المواصي جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد تدمير الاحتلال المنظومة التعليمية خلال عام من الحرب على غزة.
وتضم المدرسة فصولا دراسية عدة وتتسع لنحو 1500 طالب وطالبة، وتقع في منطقة القرارة بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي قالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرم أكثر من 600 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من مواصلة تعليمهم للعام الثاني على التوالي.
وذكرت الوزارة في بيان صحفي بمناسبة انطلاق العام الدراسي في مدارس الضفة الغربية والقدس المحتلة دون قطاع غزة أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على القطاع أدى إلى استشهاد 10 آلاف طالب وإصابة 15 ألفا آخرين، في حين غادر 19 ألف طالب القطاع قسرا.
وأكدت الوزارة أن الاحتلال حرم 39 ألف طالب العام الماضي من امتحانات الثانوية العامة، في حين صادر فرحة 58 ألف طفل بالالتحاق بالصف الأول من العملية التعليمية.
وأوضحت أن 400 من معلمي ومعلمات المدارس استشهدوا، وأن 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عددها 307 مبانٍ تم تدميرها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي مطلق حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.