* قبل أن يتجرأ القائد مني آركو مناوي على أهل ولاية نهر النيل، ويزورهم على رأس وفد قانوني يستهدف التدقيق والتقصي حول يتردد عن وقوع (انتهاكات) على أبناء إقليم دارفور في نهر النيل ويسارع إلى زيارة الولاية بنفسه ليلتقي مسئوليها ويسأل ويدقق ويحقق ويستفسر.

* ⁠قبل ذلك كله كان عليه أن يزور إقليم دارفور الذي يحكمه، ليقف على هول ما يحدث لأهله ويخصص كل وقته وجهده له، ويوثق الجرائم والانتهاكات الفظيعة التي وصلت حد قتل عشرات الآلاف من المواطنين العُزّل، ودفن بعض المدنيين أحياء، واغتصاب النساء وسبيهن واستبعادهن، وتهجير ملايين المدنيين إلى دول الجوار ليصبحوا لاجئين يعيشون على فتات ما تقدمه لهم المنظمات.

* ⁠عليه أن يوفر وقته ويزور إقليمه ليقف بنفسه مع وفده القانوني على جرائم حرق المنازل والقرى وتدمير مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات ومراكز الخدمات ونهبها.

* ⁠من الغريب حقاً أن يدير مناوي ظهره لكل تلك الانتهاكات التي وقعت لأهله، وداخل الإقليم الذي يحكمه وينساق خلف دعاية مغرضة أطلقتها غرف دعاية المليشيا المجرمة، واستهدفت بها إشعال نيران الفتنة بين أهل السودان، وتشويه سمعة مواطني ولاية نهر النيل بأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان!

* إن كان الأخ مناوي لا يدري فإن ولاية نهر النيل تُعّدُّ الأكثر أمناً والأوفر استقراراً من بين كل ولايات السودان.. أثناء الحرب وقبلها وستبقى كذلك بعدها بإذن الله.

* ⁠لم يُعهد في أهل نهر النيل ميلاً إلى عنصريةٍ أو قبلية أو عنف.. وفيها يقيم ويعمل السودانيون من كل ولايات السودان وأقاليمه المختلفة، من دون أن يتعرضوا لأي مضايقة أو أذى.
* ⁠في مدن وقرى ولاية نهر النيل قلما تحدث جرائم قتل أو نهب أو سلب، ومعظم قراها لم تشهد إراقةً لدمٍ حرام طوال تاريخها.

* ⁠من عجب أن تجتمع على أهل ولاية نهر النيل عنصرية الجنجويد وتهديداتهم لتقترن مع تجني مناوي ووفده عليهم، ونحن نسأل الأخ مناوي: أنت تعرف السودان جيداً ونعلم أنك تعاملت مع كل مكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية، وندرك أنك متابع جيد لكل ما يحدث في بلادنا، فهل سمعت يوماً بقبيلة أغارت على أخرى في ولاية نهر النيل تحديداً؟

* ⁠هل سمعت يوماً بحدوث فتنة قبلية أو أعمال عنف ذات طابع عرقي أو مناطقي.. وهل سمعت يوماً بحدوث قتال على مرعىً أو حاكورة في أي مدينة أو قرية بولاية نهر النيل.. أو الولاية الشمالية؟

* أهل نهر النيل لن يرفضوا استقبال مناوي ووفده، وعلمنا أنهم حملوهم على كفوف الراحة، وأحسنوا ضيافتهم وكذلك يفعلون.. لأن قِرى الضيف وإكرام وفادته عندهم طبع لا يخالطه تكلف.. ومع ذلك نقول لمناوي وصحبه مواطنو دارفور أولى باهتمامكم، وعليكم أن تشغلوا أنفسكم بهم، وتجتهدوا لحمايتهم من جرائم وانتهاكات الجنجويد ما استطعتم إلى ذلك سبيلا.. عليكم أن تخصصوا كل وقتكم لإعادة دارفور الجريحة إلى حضن الوطن بعد أن اختطفتها المليشيا المجرمة وأعادت أهلها إلى العصر الحجري.. ولا تزايدوا فضلاً على أهل ولاية نهر النيل لأنهم مسالمون ومضيافون بطبعهم، ويعيشون بكل مكوناتهم وسحناتهم وقبائلهم ولهجاتهم بسلام، ويستضيفون ملايين الفارين من جحيم الحرب حالياً بلا منٍ ولا أذى.

* ⁠في نهر النيل يعيش الجعليون والشايقية النوبة والفور والزغاوة والرشايدة والزبيدية والرزيقات والمحس والبني هلبة والهدندوة والبني عامر والدناقلة والحلفاويون والبشاريون وكل قبائل السودان في أمن وأمان.

* ⁠وفي نهر النيل يتعايش الأقباط مع إخوانهم المسلمين في أمن وأمان، وتخصص لهم الكنائس والمدافن ويعاملون بكل رقي وتحضر، ولم يحدث أن تعرضوا لأي مضايقات بسبب الدين أو اللون أو العرق، لأن تلك الأشياء غير موجودة في هذه الولاية الوداعة الآمنة المسالمة.

* وفر وقتك وجهدك أخي مناوي، واذهب لتحقق وتدقق وتحاسب حيث يوجد القتل والحرق والسحل والإرهاب والنهب والسلب والتهجير والخطف والاستعباد والمقابر الجماعية والتطهير العرقي والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.. لأن هذه البلاوي لا وجود لها في نهر النيل.. ولاية الأمن والأمان.. ولاية كل أهل السودان.

د. مزمل أبو القاسم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ولایة نهر النیل فی نهر النیل

إقرأ أيضاً:

السودان.. اشتباكات دامية في شمال كردفان وتحقيقات دولية حول أسلحة مهربة إلى دارفور

استمرت الاشتباكات في السودان، كما تعددت جبهات القتال، مما زاد المشهد تعقيداً.

ففي شمال كردفان، اندلعت مواجهات عنيفة بعد دخول قوات الجيش السوداني منطقتي الحمرة وود جبر، في محاولة لقطع طرق الإمداد عبر المحور الغربي، أدى إلى مقتل قائد “قوات الدعم السريع” في الحمرة، مما يزيد من التصعيد.

وفي ولاية النيل الأبيض، تعرضت قيادة الفرقة 18 في مدينة كوستي لقصف بطائرة مسيّرة تابعة “لقوات الدعم السريع”، وسُمع دوي مضادات أرضية، دون إعلان عن خسائر بشرية.

وفي الفاشر (دارفور)، أدى قصف مدفعي عشوائي إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة 10 آخرين، واستمرار التوتر العسكري في الأحياء.

أما على الصعيد الدولي، فيجري تحقيق أممي بشأن شحنة قذائف هاون بلغارية عُثر عليها في دارفور، حيث تشير تقارير إلى أنها كانت موجهة للإمارات في 2019، ما يثير تساؤلات حول مسار انتقال الأسلحة، خصوصاً في ظل نفي بلغاريا إصدار تصاريح للسودان.

هذا التداخل بين النزاع العسكري الداخلي والشكوك في مصادر التسليح الخارجية يشير إلى تعقيدات قد تطيل أمد الصراع.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مصرع 542 مدنيا بشمال دارفور خلال 3 أسابيع
  • مدير عام قوات السجون يتفقد سجون ولاية نهر النيل ويتعهد بمعالجة كافة التحديات التي تواجه سجون الولاية
  • الأمم المتحدة: موسم الأمطار ونقص التمويل يهددان جهود مكافحة المجاعة في السودان
  • محكمة لاهاي تفصل قريباً في قضية السودان والإمارات
  • السودان.. اشتباكات دامية في شمال كردفان وتحقيقات دولية حول أسلحة مهربة إلى دارفور
  • وزير الصحة الاتحادي يلتقي والي ولاية النيل الأبيض لبحث دعم الخدمات الصحية
  • طائرات مسيرة تقصف محطة كهرباء عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان
  • لجنة بالأمم المتحدة تحقق في صلة الإمارات بأسلحة مضبوطة في دارفور
  • مناوي: شقيق قائد التمرد نجا من قبضة الأبطال في الهجوم الأخير على الفاشر
  • فتح المسارات وإزالة الأتربة من جانبي الطريق.. ولاية الخرطوم: جهود لتأهيل شارع النيل أمدرمان وصيانة خطوط الكهرباء