الخليج الجديد:
2024-10-04@23:56:36 GMT

ودائع اللبنانيين و«المسؤولية الثلاثية»

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

ودائع اللبنانيين و«المسؤولية الثلاثية»

ودائع اللبنانيين.. و«المسؤولية الثلاثية»

تجمع التقارير اللبنانية والدولية على أن مسؤولية تراكم الدين الكبير تتحملها ثلاثة أطراف: الدولة المقترضة؛ مصرف لبنان؛ المصارف التجارية.

تم احتكار القرار بيد حاكم مصرف لبنان، متجاوزاً المجلس المركزي، ومفوض الحكومة، ولذلك أبلغ الأثر في تعميق الأزمة المالية وتداعيات كارثية.

مؤشرات إيجابية تبقى محدودة، مقارنة بفجوة الخسائر البالغة 72 مليار دولار، والتي يشترط صندوق النقد «تصفيرها» قبل تقديم المساعدة.

يرى صندوق النقد أن وضع لبنان «إفلاس» وليس «تعثر». ويستوجب شطب معظم خصوم المصارف وما يقابلها من أصول، للتأكد من قدرة البلد على سداد دينه للصندوق.

* * *

على الرغم من الانكماش الاقتصادي المتواصل، وارتفاع التضخم، وعدم حل أي من أزمات القطاع المصرفي، واستمرار تفاقم مشكلة الودائع، وتعميم «دولرة» الاقتصاد.. فقد نجح مصرف لبنان في الحفاظ على استقرار سعر صرف دولار بيروت بحدود 89500 ليرة. وهو ينتظر إقرار موازنة الدولة للعام الحالي، لتوحيد السعر وإعلانه رسمياً، تلبيةً لنصيحة صندوق النقد الدولي.

وبلغة الأرقام، فقد سجل «المركزي» عدة مؤشرات إيجابية عكستها ميزانيته في نهاية ديسمبر الماضي، وأهمها: أولاً، زيادة احتياطاته بالعملات الأجنبية بـ748 مليون دولار لتصل 9.32 مليار دولار، خلال خمسة أشهر، أي منذ تسلم وسيم منصوري الحاكمية بالإنابة في أغسطس الماضي، خلفاً للحاكم السابق رياض سلامة. ويعود ذلك لأسباب عدة:

- أولها وقف استنزاف «منصة صيرفة»، والتحضير للاشتراك في منصة «بلومبيرغ» الإلكترونية، والتشدد في تمويل الدولة وتغطية حاجاتها بالعملة الأجنبية.

- وثانيها، انكماش السيولة المتداولة بالليرة، إذ انخفض النقد المتداول من 58.9 تريليون إلى 58 تريليون ليرة، وكان يناهز 80 تريليون ليرة في بداية العام.

- وثالثها، ازدياد قيمة احتياطات الذهب بنحو 2.18 مليار دولار إلى 19.16 مليار، نتيجة ارتفاع سعر الأونصة بنسبة 14.6% إلى 2078.4 دولار. لكن يبدو أن كل هذه المؤشرات تبقى محدودة، مقارنة بفجوة الخسائر المقدرة بنحو 72 مليار دولار، والتي يشترط صندوق النقد «تصفيرها» قبل تقديم المساعدة.

ويبرر موقفه بأن الوضع القائم في لبنان هو حالة «إفلاس» وليس حالة «تعثر». ويستوجب شطب معظم خصوم المصارف وما يقابلها من أصول، للتأكد من قدرة البلد على إعادة خدمة دينه للصندوق من دون «تعثر»، في حين أن الواقع يؤكد أن مصرف لبنان والدولة ليسا «مفلسين»، ولديهما الكفاية من الأصول بما يفوق التزاماتهما.

لذا فالأزمة القائمة هي أزمة سيولة فقط، ويتطلب حلها تحقيق توازن مالي خلال فترة وجيزة بإجراءات تؤدي إلى ارتفاع الإيرادات بعد تحرير سعر الصرف، و«خصخصة» بعض مؤسسات القطاع العام، ولجم الإنفاق غير المجدي ومكافحة الفساد، إضافة إلى الاستفادة من إعادة جدولة دين الدولة وفوائده. فيما المطلوب، وبإلحاح، هو البدء بإصلاح البنك المركزي بكل تشوهاته.

وبالفعل فقد بدأ البحث مع الصندوق حول إعادة النظر في السياسة المحاسبية والتقارير والإفصاحات المالية، للتأكيد على أفضل مبادئ الحوكمة، وإدخال التعديلات المناسبة على قانون النقد والتسليف، في ضوء تقارير دولية أبرزها تقارير صندوق النقد وشركة «الفاريزأند مارسال» التي وضعت تقرير التدقيق الجنائي وشركات تدقيق عالمية أخرى (مثل «أوليفروايمان» و«كي بي أم جي»)، وكلها انتقدت احتكار القرار بيد الحاكم، متجاوزاً المجلس المركزي، ومفوض الحكومة، وكيف أن لذلك أبلغ الأثر في تعميق الأزمة المالية وإيصالها إلى تداعيات كارثية.

وبما أن المشكلة الأساسية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، تكمن في هدر أموال المودعين، وحلها يتطلب إعادة الودائع لأصحابها حتى لا يكون «ضياعها» -وفق الدراسات القانونية- «سرقة موصوفة»، السارق فيها هو الدولة التي استدانت من المصارف التجارية ومصرف لبنان نحو 92 مليار دولار و«أهدرتها»! وكان رئيس جمعية المصارف السابق فرنسوا باسيل قد حذّر في عام 2014 من تمويل «دولة سياسية فاسدة».

وتقدمت الجمعية مؤخراً بمذكرة «ربط نزاع» موقعة من 11 مصرفاً، إلى وزارة المالية تطالبها بتحصيل 67.9 مليار دولار ديوناً على الدولة لمصلحة مصرف لبنان، وذلك بوصفها دائنة له، وهو كان يقرضها للدولة.

بينما تجمع التقارير اللبنانية والدولية على أن مسؤولية تراكم هذا الدين الكبير تتحملها ثلاثة أطراف:

- الدولة المقترضة، والتي أهدرت الأموال خدمةً للمنظومة السياسية؛

- ومصرف لبنان الذي ارتكب مخالفات عدة مخترقاً قانون النقد والتسليف،

- وأخيراً المصارف التجارية التي شاركت في المخالفات طمعاً بالفوائد المرتفعة، علماً أن عوائد «الهندسات المالية» فقط وفرت لها أرباحاً بنحو 30 مليار دولار.

*عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الدين دولرة التضخم الانكماش الاقتصادي مصرف لبنان المصارف التجارية ملیار دولار صندوق النقد مصرف لبنان

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد يحذّر من تداعيات اقتصادية كبيرة جرّاء صراع الشرق الأوسط

قال صندوق النقد الدولي، أمس الخميس، إن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة والاقتصاد العالمي، لكن أسعار السلع الأولية لا تزال أقل من أعلى مستوياتها في العام الماضي.

وصرحت المتحدثة باسم الصندوق، جولي كوزاك، في إفادة صحافية روتينية بأن "الصندوق يتابع عن كثب الوضع في جنوب لبنان بقلق بالغ، وقدمت تعازيها في القتلى هناك". وأضافت "احتمال تصعيد الصراع يزيد من المخاطر وحالة عدم اليقين، وقد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة وخارجها".

وأوضحت أن من السابق لأوانه التنبؤ بتأثيرات محددة على الاقتصاد العالمي، لكنها أشارت إلى أن اقتصادات المنطقة تعاني بالفعل بشدة، ولا سيما في قطاع غزة، حيث يواجه السكان "ظروفاً اجتماعية واقتصادية قاسية وأزمة إنسانية ونقصاً في المساعدات".

???? EN DIRECT
Liban: la Banque mondiale réoriente 250 millions de dollars vers l'aide d'urgence aux populations déplacéeshttps://t.co/rOqO0d1LOl pic.twitter.com/4a4K3BO7oN

— BFMTV (@BFMTV) October 3, 2024

وقالت كوزاك إن "صندوق النقد يقدر أن الناتج المحلي الإجمالي في غزة انخفض 86% في النصف الأول من العام الجاري، في حين من المرجح أن ​​الناتج المحلي الإجمالي للضفة الغربية في الفترة ذاتها تراجع 25%، مع وجود احتمالات لحدوث مزيد من التدهور".

وأضافت أن الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل انكمش بنحو 20% في الربع الأخير من 2023، بعد اندلاع الصراع، ولم تشهد البلاد سوى انتعاش جزئي في النصف الأول من العام الجاري.

ومن المقرر أن يصدر صندوق النقد الدولي توقعاته الاقتصادية، المحدثة لجميع البلدان والاقتصاد العالمي في وقت لاحق من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بالتزامن مع انعقاد اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن.

وفي إشارة إلى الغارات الجوية الإسرائيلية على جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران في لبنان، قالت كوزاك "التصعيد الأخير للصراع يؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الكلي والاجتماعي الهش بالفعل في البلاد"، وأضافت "ألحق الصراع خسائر بشرية فادحة بالبلاد، وأضر ببنيتها التحتية".

وأوضحت المتحدثة أن "التأثير الرئيسي للصراع على الاقتصاد العالمي، تجلى في ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك النفط والحبوب، فضلاً عن زيادة تكاليف الشحن، مع تجنب السفن هجمات حركة الحوثي اليمنية على الملاحة في البحر الأحمر".

ولكن أسعار السلع الأساسية حالياً أقل من ذروتها في العام الماضي. وأضافت "أؤكد مرة أخرى أننا نراقب الوضع عن كثب، وهذا وضع يثير قلقاً شديداً وحالة من عدم اليقين".

وذكرت كوزاك أن لبنان توصل في 2022، إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي، بشأن برنامج قرض محتمل، لكن لم يكن هناك تقدم كاف في الإصلاحات المطلوبة. وأضافت "إننا مستعدون للتعاون مع لبنان بشأن برنامج تمويل محتمل، عندما يكون الوضع مناسباً للقيام بذلك، ولكن ذلك يتطلب اتخاذ إجراءات لازمة وتدابير حاسمة تتعلق بالسياسات. ونحن ندعم لبنان حالياً من خلال مساعدات تنمية قدراته وغيرها من المجالات".

مقالات مشابهة

  • وزيرة المالية تشارك في اجتماع طاولة مستديرة بقطر بشأن استراتيجية صندوق النقد
  • صندوق النقد يحذّر من تداعيات اقتصادية كبيرة جرّاء صراع الشرق الأوسط
  • صندوق النقد الدولي يؤكد الانتهاء من المراجعة الرابعة للاقتصاد المصري خلال الأشهر المقبلة
  • مدحت الكمار: ارتفاع صافي احتياطي النقد الأجنبي لنحو 46.7 مليار دولار نجاح اقتصادي
  • وزيرة المالية المهندسة نورة الفصام تلتقي مدير عام صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا
  • وزيرة المالية تشارك في اللقاء المشترك بين لجنة التعاون المالي والاقتصادي ولجنة محافظي مؤسسات البنوك المركزية بدول مجلس التعاون ومدير صندوق النقد الدولي
  • البنك المركزي المصري: صافي احتياطيات النقد الأجنبي ترتفع إلى 46.737 مليار دولار في سبتمبر من 46.597 مليار في أغسطس
  • البنك المركزي: 46.737 مليار دولار صافي احتياطي النقد الأجنبي بنهاية سبتمبر
  • ودائع المغاربة لدى الأبناك تتجاوز ألفا و202 مليار درهم
  • صندوق النقد العربي: الإمارات تستحوذ على 47.3% من شركات الصرافة العربية