القدّيس بريفيريوس ناشر الديانة المسيحية في قطاع غزّة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
قدّيسٌ يوناني له مكانة خاصة لدى مسيحيي المشرق عمومًا ومسيحيي فلسطين على وجه الخصوص، تولّى منصب أسقف مدينة غزّة وقاد حملة ضد الوثنيين فيها مستعينا بالإمبراطورية البيزنطية، كما بنى كنيسة كبيرة حملت اسمه بعد وفاته.
المولد والنشأةوُلد القدّيس بريفيريوس عام 347 في مدينة "سالونيك" (تسالونيكي سابقا) شمالي اليونان لأبوين متديّنين من النبلاء، فتلقّى تعليما جيدا ونشأ في وسط ملتزم.
تأثّر بريفيريوس بأسرته المتديّنة، وعلى الرغم من ثروته فإنه مال في شبابه إلى الحياة الرهبانية، حيث سافر إلى مصر -التي كانت آنذاك مركزا دينيا كبيرا وموطنا للنسّاك المسيحيين، فأقام فيها بأديرة وادي النطرون والتقى بالعديد من القساوسة هناك.
وتحوّل بعدها بـ5 سنوات إلى البريّة المجاورة لنهر الأردن وأقام ناسكا في إحدى المغارات، إلا أنه أصيب بمرض خطير دفعه للذهاب بعد 5 سنوات أخرى إلى القدس للاستشفاء، وبدأ بعد شفائه تبشير سكانها ودعوتهم إلى قراءة الإنجيل واعتناق المسيحية.
أسقف مدينة غزةبعد وفاة أسقف مدينة غزّة عام 395، عُيّن بريفيريوس مكانه، وعند وصوله إليها وجد أن المدينة تحتوي على كنيسة واحدة وعدد قليل من المسيحيين، بينما كان فيها 8 هياكل وثنية، كما واجه رفضا شديدا من قبل الوثنيين، فتوجه إلى القسطنطينية مركز الإمبراطورية البيزنطية طالبا العون من الإمبراطور "أركاديوس". إلا أنه لم يلق الدعم الذي أمله منه بداية، حيث خشي الإمبراطور من أن يرحل سكان غزّة عنها فيخسر بذلك ضرائبها ومكوسها، لكنّ زوجته الإمبراطورة "يودوكسيا" شجعت الأسقف.
وتذكر المصادر المسيحية أن الإمبراطورة "يودوكسيا" كانت عاقرا، وحين عرف القديس بأمرها دعا لها أن تنجب ذكرا، فوعدته ببناء كنيسة حال تحقق ذلك، وهذا ما حدث. فبعد ولادة الطفل استطاع تشييد كنيسة جديدة كبيرة عام 402، فوق "مرينون" أكبر الهياكل الوثنية وأفخمها، بأمر ودعم مالي من الإمبراطور، وتم تدشينها عام 407 وتسميتها باسم الإمبراطورة بادئ الأمر، ثم حملت اسم القدّيس بريفيريوس بعد وفاته.
كما أصدر الإمبراطور مرسوما يأمر فيه بتدمير المعابد الوثنية في غزّة وإعادة الامتيازات للمسيحيين فيها. وهكذا حلّت الكنائس محلّ الهياكل الوثنية، وانتشرت الديانة المسيحية في المدينة.
تقع شرق مدينة غزة، وتعد ثالث أقدم كنائس العالم، بنيت بداية القرن الخامس الميلادي، وسميت نسبة للقديس بريفيريوس وتحتضن قبره.
وتبلغ مساحتها 216 مترا مربعا، بنيت بحجارة يبلغ سمكها 1.8 متر، تتكون من جزأين رئيسيين، الأول هو رواق المصلين الذي يسع 500 مصل تقريبا، والثاني هو الهيكل المخصص لأداء الطقوس الدينية.
وبنيت الكنيسة على الطراز البيزنطي، وتزين جدرانها وسقفها المقبب المرفوع على أعمدة رخامية صور ورسومات لشخصيات مسيحية كان لها أثر مهم في التاريخ، إضافة إلى نقوش وتراتيل تروي محاربة القديس بريفيريوس للوثنيين في غزة.
وتآكلت أجزاء من الكنيسة عبر الزمن وتعرضت لأضرار إثر الحروب التاريخية والكوارث الطبيعية التي مرت على المنطقة. واتخذت الكنيسة شكل السفينة بعد ترميمها أواخر العهد العثماني.
وتعرضت الكنيسة يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة، مما أدى لأضرار جسيمة لقاعاتها، وهيكلها العام.
الوفاةاختلف المؤرخون في تاريخ موته، فالبعض يذكر أنه توفي عام 419، بينما يقول آخرون إنه توفي عام 450، إلا أنهم أجمعوا على أنه توفي في مدينة غزّة، وتحتضن الكنيسة قبره في الزاوية الشمالية الشرقية لها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
والي الخرطوم يتلقى تهاني العيد من وفد كنيسة ماري جرجس
تلقى والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة ووزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور عمر بخيت، الأحد، التهاني بعيد الفطر والانتصارات التي تحققت على صعيد ولاية الخرطوم والاستعداد لاعلانها خالية من التمرد وذلك بحضور الأمين العام لحكومة ولاية الخرطوم الهادي عبد السيد إبراهيم والمدير التنفيذي لمحلية أمدرمان سيف الدين مختار.حيث تلقى الوالي والوزير التهاني من وفد كنيسة ماري جرجس المسالمة برئاسة القس يوحنا انطونيو كاهن الكنيسة المعلم سيفين ناجي مرتل الكنيسة القس يوليوس ونقل الوفد تهاني وتبريكات نيافة الأنبا صرابامون ونيافة الأنبا إيليا للأمة السودانية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك والانتصارات التي تحققت على صعيد ولاية الخرطوم.وقال القس يوحنا أن الكنيسة تعتبر أن هذا العيد عيدين بعد أن أعلن البرهان من القصر إنهاء وجود المليشيا الإرهابية في الخرطوم واثنى على وقوف الحكومة إلى جانب الكنيسة بعد أن تعرضت الكنائس والمساجد للدمار.قال والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان أن الكنيسة وطائفة الاقباط في أمدرمان هم من الرموز الذين ارتبط تاريخ حي المسالمة بهم وبالتواصل الذي جرى بين السودانيين مسلمين ومسيحيين منذ قديم الزمان.وقال ان ما لحق المواطن من أذى المليشيا لم يفرق بين المسلم والمسيحي إنما طال الخراب في المساجد الكنائس معا وحولتها المليشيا لمقار عسكرية وأضاف بتماسكنا سنعيد بناء كل هذه المؤسسات.قال وزير الشئون الدينية والأوقاف الدكتور عمر بخيت “اننا عازمون على تشكيل لوحة وطنية تمثل كل السودانيين ولدينا مشروع بعنوان التوجيه القيمي لان كل الاديان تدعو للقيم وابرزها قيم التعاضد لابراز الخير وسط المجتمعات”.كما تلقى الوالي والوزير التهاني من الجهاز التنفيذي لحكومة ولاية الخرطوم وعدد من رجالات الطرق الصوفية في إطار التواصل الذي بدأته الطرق الصوفية منذ بداية الحرب.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب