يُعد مشروع مجمع عمان الثقافي أحد أبرز المشاريع الثقافية التي تشهدها الساحة الثقافية في سلطنة عُمان؛ إذ من المؤمل أن يكون هذا المجمع الأيقونة الثقافية التي ستثري المشهد الثقافي وتعزز التواصل الثقافي داخليا وخارجيا.

في هذا الاستطلاع الصحفي نسعى إلى استكشاف الآثار الإيجابية المتوقعة لهذا المشروع على الحياة الثقافية في عُمان، من خلال آراء وتوقعات المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي حول الدور الذي سيؤديه المجمع في تعزيز التواصل الثقافي والفني داخل عُمان وعلى المستوى الدولي، وحول إثراء وتنشيط الحركة الثقافية من خلال الفعاليات والبرامج المستقبلية، إضافة إلى مساهمة المجمع في تعزيز الهوية الوطنية والتراث العُماني، وتهيئة البيئة الحاضنة والداعمة للإبداعات الشبابية في مجالات الثقافة والفنون، وتحفيز الاقتصاد الإبداعي من خلال توفير الفرص والمنصات أمام المبدعين والعاملين في الحقل الثقافي.

كما يسعى الاستطلاع لاستقصاء التوقعات حول أبرز التحديات التي قد تواجه المجمع، وكيفية التغلب عليها لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا المشروع الثقافي المهم.

بداية يقول الدكتور محمد بن علي البلوشي، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي: «مجمع عمان الثقافي» سيكون -بلا شك- الأيقونة الثقافية الأبرز في سلطنة عمان، إذ يتوقع له أن يؤدي دورا حيويا في إثراء المشهد الثقافي في البلاد والذي سينعكس بالتأكيد بشكل إيجابي على المجتمع العماني، ويؤمل أن يوفر المسرح الوطني منصة رصينة لتقديم الفنون التي تعكس التنوع الثقافي الغني للبلاد، بما في ذلك العروض المسرحية والفعاليات الموسيقية والمهرجانات الثقافية، كما يرتجى أن تكون المكتبة الوطنية بمثابة مركز فكريّ يضم بين جنباته ثروة من الموارد التي يمكن أن تدعم عمليات الحصول على المعرفة، وتيسر مختلف المتطلبات المرتبطة بالتعليم والتطوير الذاتي، بالإضافة إلى إتاحة المساحات والإمكانات الملائمة للتعلم مدى الحياة، والإسهام في النمو الفكري للأفراد داخل المجتمع، كذلك فإنه يؤمل أن توفر المكتبة مكانا جاذبا لتعزيز المعارف والمهارات وموئلا يحفّز على التفاعل الاجتماعي بين الأفراد؛ ويوفر مناخات مشجعة لتوليد الأفكار والنقاش لجميع الأشخاص من مختلف الفئات والثقافات.

وإضافة إلى ذلك فإن تخصيص مساحة من المجمع لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من شأنه ترسيخ العمل التراكمي الكبير الذي أنجِز عبر السنوات الماضية لحفظ كنوز التراث الثقافي العماني؛ فمن خلال حماية الوثائق التاريخية والمحفوظات سنضمن توثيق تاريخ الأمة وإتاحته للأجيال الحالية والمستقبلية.

وتابع حديثه: من خلال الفعاليات الثقافية وحلقات العمل والمعارض التي ستقام، أتوقع أن يعمل المجمع على التفاعل بشكل نشط مع المجتمعات المحلية، وأن يسهم في إيجاد فرص لأفراد المجتمع للمشاركة في الأنشطة الثقافية، وهو ما سيعزز بالتالي الشمولية والتماسك الاجتماعي. وعبر المساحات الثقافية التي ستحتويها جنباته، سيلهم المجمع جيل الشباب لنهل المعارف واستكشاف الفنون والثقافة والتفاعل معها، كما أنه سيشكل حاضنة كبيرة لرعاية إبداعات الناشئة، ومنصة رصينة لتشكيل الجيل القادم من الفنانين والكتّاب. كذلك، يرتجى أن يحفّز مجمع عمان الثقافي الاقتصاد الإبداعي من خلال توفير الفرص للمبدعين والمهنيين الثقافيين لإبراز إبداعاتهم؛ الأمر الذي سيسهم ولا شك في توليد فرص العمل وزيادة النمو والاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية.

ويضيف رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي: أعتقد أن هذا المجمع بمكوناته الثقافية المتنوعة قادر على القيام بدور حيوي في تعزيز التواصل داخل المشهد الثقافي المتنوع في سلطنة عمان وكذلك زيادة التبادل الثقافي الدولي، وأرى أن دور المجمع لن يقتصر على الاحتفاء بالثقافة العمانية والحفاظ على منجزها الضارب بجذوره في أعماق التاريخ فحسب، بل سيرسخ للدور الثقافي الأبعد الذي اضطلعت به عمان عبر الزمن والمتمثل في التواصل الثقافي مع العالم.

واليوم لا يمكن لنا أن ننظر لهذا المجمع بمعزل عن المنجز الثقافي العماني المتراكم عبر الأزمنة، ولذلك فإن الدور المأمول منه هو ربط المنجز الثقافي الذي تحقق في الوقت الحاضر بما أنجِز في الماضي، واستشراف المستقبل عبر كل الممكّنات الهائلة التي يمكن أن تقدمها الثقافة. فعلى سبيل المثال، بالتأكيد لن يقتصر دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تقديم فهم أعمق للتراث العُماني الغني ونقله إلى الأجيال القادمة فحسب، بل ستعمل على تقديم هذا التراث للعالم بأسره بالصورة التي يستحقها. كذلك فإن المسرح الوطني لن يحتفي بالإبداع العُماني فحسب، بل سيجذب أيضًا المواهب العالمية، مما يعزز التبادل الثقافي بين عمان والعالم، كما يؤمل من المكتبة الوطنية أن تؤدي الدور الأكبر في تسهيل الوصول للمعرفة، وأن تسهم في الحفاظ على الهوية الوطنية، وأن تشجع التبادل الفكري على المستوى العالمي.

أما على صعيد تعزيز التواصل الثقافي والفني بين سلطنة عمان والعالم، فإن مجمع عمان الثقافي سيشكل بلا شك منارة عمانية أخرى تضاف إلى سابقاتها التي تنير بمواقفها وقيمها النبيلة فضاء الدبلوماسية الثقافية الدولية. فمن خلال التعاون الدولي، يمكن لهذا المجمع أن يسهم في بناء المزيد من الروابط المتينة التي دأبت عمان دوما على إقامتها مع ثقافات العالم.

وحول مساهمة المجمع في تعزيز الهوية الوطنية والتراث العماني يقول الدكتور محمد البلوشي: يمكن لمجمع عمان الثقافي أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث العماني من خلال التركيز على عدد من الجوانب والتي يأتي في مقدمتها بناء المشاريع الثقافية انطلاقا من الخصائص والسمات الأصيلة التي تتميز بها الثقافة العمانية في كل تجلياتها. فعلى سبيل المثال، أرى بأهمية أن يحتفي المسرح الوطني بالتراث الفني العماني الأصيل وهو ما سيعمل على تعميق الشعور بالهوية والانتماء لدى المتلقي. كذلك، فإن هناك الكثير من الأدوار المناطة إلى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية فيما يتعلق بتعزيز الهوية الوطنية من بينها تنظيم البرامج والمشاريع التي تلقي الضوء على التاريخ العماني؛ الأمر الذي من شأنه أن يفضي إلى تقدير أعمق للتراث العماني.

كذلك، أرى بأن المكتبة الوطنية يمكن أن تسهم في التعريف بالثقافة العمانية وتعميق الفهم والوعي بمختلف جوانبها، وذلك من خلال الموارد المعلوماتية التي ستتيحها المكتبة بالإضافة إلى الأنشطة والمحاضرات التي تركز على الهوية الوطنية والتراث العماني، كما أرى أيضا بأنه من الضروري إشراك المجتمع في الفعاليات والمبادرات التي تقام في المجمع لأن ذلك سيؤدي إلى تعميق الروابط الثقافية بين أبناء المجتمع مع الحفاظ على التنوع الثقافي الغني الذي تزخر به البلاد.

حيوية المشهد الثقافي

من جانبه يرى الدكتور محمد بن عبدالكريم الشحي، المدير العام لمؤسسة بيت الزبير أن مشروع مجمع عمان الثقافي هو أحد المشاريع المنتظرة وهو من حزمة التغييرات التي يشهدها القطاع الثقافي، ويقول: بعد هيكلة القطاع وفصل التراث عن الثقافة وغيرها من التغييرات يأتي مشروع المجمع والذي سيعزز من حيوية المشهد الثقافي من خلال ما نترقبه من برامج ومشاريع سيضطلع بها، وهذه المشاريع الاستراتيجية هي ليست مجرد بنى ومرافق تكميلية بل حاضنات استزراع معرفي تعيد إنتاج المعنى الثقافي وفق مشروطيات اللحظة الثقافية وتخلق أفقا للمستقبل الثقافي للبلاد بالمعنى الحضاري، فالدور المنشود للمجمع يجب أن يتجاوز تنظيم فعاليات ومناشط ولقاءات بل يتبنّى ثقافة تنظيمية قائمة على منظومات المشاريع بعيدة وقصيرة المدى بمؤشرات أداء نوعية وكمية تجسد بوعي مع باقي المؤسسات موجهات رؤية عمان ٢٠٤٠ وكذلك المبادئ الثقافية الواردة في الفصل الرابع والمادة ١٦ من النظام الأساسي للدولة، حيث تتمركز الحريات الإبداعية وضماناتها والاهتمام بالمبدع والإنتاج الثقافي في قلب هذه المبادئ، كما نأمل أن تصاغ لوائح عمل المجمع ليكون منصة حيوية للتواصل والحوار الثقافي داخليا وخارجيا، وهذا يعني النظر العاجل في القوانين التي ستسهل من عمل المجمع وغيره من مشروعات الدولة الثقافية كقانون المطبوعات والنشر، وقانون الجمعيات الأهلية، إذ إن وجود مجتمع مدني ثقافي حيوي وفاعل ووجود قوانين محدثة وتقدمية للطباعة والصحافة والنشر سيعزز من دور المجمع وسوف يرفد المجمع بالطاقات الإبداعية الخلاقة وسوف يحقق شروط الاستفادة الحقة من رأس المال الرمزي الثقافي.

ويضيف «الشحي»: وجود المسرح الوطني، والمكتبة الوطنية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في مكان واحد مبشر بانطلاقة نوعية للمجمع؛ فهو يزاوج بين عدة أشكال من الأوعية المعرفية والبنى الجمالية والفنية، وهو تأكيد على تجاور الأشكال التنظيمية والمعارف والعلوم، ومن هنا ندرك ضرورة انتقال ثقافة المجمعات الثقافية للمحافظات والمدن الرئيسة في البلاد، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال فيما بات يُعرف بالصناعات الثقافية والابداعية إذ لا يمكن أن يحقق المجمع أهدافه المنشودة ما لم ترفده مختلف المحافظات والمراكز الثقافية بالطاقات والأفكار وتنخرط في برامجه ومشاريعه الكفاءات الإبداعية القادمة والتي تم تأسيسها من مختلف أنحاد البلاد. سيكون المجمع بلا شك منصة للتعريف أكثر بالمنجز الإبداعي العماني وتعميق حضور قيم الحوار الثقافي بين مختلف المهتمين بالشأن المعرفي وجسرا يربط بين المبدعين والباحثين والكتّاب والناشرين العمانيين وغيرهم من مختلف التوجهات المعرفية، ونتطلع لبرامجه ومشاريعه النوعية.

مظلة لا محدودة

وحول مساهمة مشروع مجمع عمان الثقافي في تعزيز وإثراء الحياة الثقافية في عمان يقول الشاعر الدكتور إسحاق الخنجري إن وجود مجمع ثقافي يعني بدء مرحلة أخرى أكثر حيوية واتساعا في المعرفة والإبداع، حيث ستكون هناك بيئة متعددة الجوانب والأنشطة، حاضنة لجميع الأشكال الفنية والأدبية، وهذا يخلق تجربة مغايرة من العطاء الحضاري للبلد؛ فهناك تاريخ كبير للإنجاز الثقافي والعلمي، ويحتاج إلى كيان أكبر لقراءته ورصده ونشره للعالم، كما سيكون هناك أيضا انتقال آخر لممارسات الكتابة والتفكير والبحث، إذ سيتضاعف مدى الإحساس بالتنمية الثقافية وبناء المجتمعات المتداخلة مع الآخر وعيا وسلوكا وانسجاما.

ويمكن اعتبار هذا المجمع كشفا آخر لمرايا المجتمع العماني المتجذر في عاداته الأصيلة وقيمه الرفيعة، حيث ستوجد مساحة أكبر للتعرُّف على إرثه المجيد وآفاقه المستقبلية، فهناك مراحل مختلفة مشرقة في تاريخ الإنسان العماني والوقوف عليها سيسهم في خلق تطلعات جديدة للأجيال، ويتيح التفاعل الخلاق بين الرؤى المتنوعة عبر الزمن.

وحول الدور الذي يمكن أن يؤديه المجمع الثقافي في تعزيز التواصل الثقافي والفني داخل عمان وعلى المستوى الدولي يقول «الخنجري»: لدينا تجاسر حقيقي وعميق بين جميع بلدان العالم، وهذا ليس بسبب قوة التاريخ العماني وإرثه الخالد فحسب، وإنما باختلاف الثقافة العمانية على مراحل الزمن؛ فهناك محطات معرفية وإبداعية كثيرة، يجب أن ينظر إليها باهتمام مختلف؛ حتى تتضح وتنتشر وتؤدي أثرها الإيجابي في المجتمع والحياة بشكل دائم، ويأتي هنا تعزيز المجمع لهذه الأفكار، من خلال تهيئة الأماكن والمجالات المتعددة لإقامة الفعاليات والبرامج بطريقة نوعية تحتفي بالعمل الرصين والمنجز الحقيقي الذي يواكب حداثة العصر ومتطلبات التجديد. ويضيف «إسحاق الخنجري»: المجمع مظلة لا محدودة لكل المجالات العلمية والأدبية قديما وحديثا؛ فهي لا تعزز نوعا محددا، بل جميع ما يهم الإنسان العماني وثقافته وحضوره في حركة النمو الحضاري للحياة؛ مما يجعلها علامة جامعة لكل ما ينتمي إليه ويسعى إلى تحقيقه، وبالتالي سينمو الشعور بالانتماء العميق إلى هذا الكيان الذي سيؤدي لاحقا إلى إدراك مفهوم الهوية الوطنية بشكل مغاير؛ فالحركة الثقافية هي الرابط الأساسي لجميع المنجزات وهي الصورة المثلى لما يتم إحداثه من تطور وبناء، ولهذا فإن وجود المجمع مطلب حثيث لتحقيق العديد من الجوانب، أهمها غرس الثقافة الوطنية والانتماء لهوية البلد، حيث سيكون هناك كيان رحب؛ لتناول كل المواضيع المتعلقة بالواقع الفكري والتربوي والفلسفي للإنسان العماني. وتوثيق العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، بطريقة سلسة تتيح معرفة مدى الانتقال الحضاري الذي يحدثه الواقع العماني زمانيا ومكانيا، وذلك من خلال العروض والبرامج المقدمة التي تجسد تلك الملامح. وتعزيز قيمة التمازج بين الأجناس الثقافية والمعرفية في خلق الوعي والاتزان في الحياة؛ إذ سيكون هناك احتدام حقيقي نوعي في الندوات والفعاليات والأنشطة المقدمة المتعلقة بالامتداد العلمي والأدبي والفني في البلد.

إضافة إلى الاهتمام بمسارات التعليم والتدريب وما تنتجه من أثر إيجابي وتجربة فاعلة في المجتمع، حيث ستكون هناك مسارح وقاعات مجهزة بأحدث الوسائل والتقنية لتحقيق نتائجها القصوى، وبناء وعي جديد للمجتمع وتشجيعه على التطوير المستمر ومواكبة متغيرات العصر، من خلال توفير المجمع برامج متنوعة تنمِّي الفكر والإدراك لمظاهر الحياة الحديثة. إضافة إلى تفعيل المجمع دور المكتبات بأنماط مختلفة شاملة بين المسار الورقي والإلكتروني؛ من أجل توظيف الحراك العلمي والإبداعي في تنمية نهضة البلد.

بؤرة لمفردات الحضارة

تقول الكاتبة والباحثة مكية الكمزارية: دور مجمع عمان الثقافي محوري في الحفاظ على التراث العماني وتعزيز الهوية الوطنية، فمن المأمول أن يكون المجمع بمثابة بؤرة ثقافية شاملة تضم بين جنباتها مفردات الحضارة والثقافة والتاريخ العماني، وتصونها من الضياع وتتيح الوصول إليها بيسر إضافة إلى دوره في التنسيق مع باقي المؤسسات والجهات والأفراد. ويُتوقع من المجمع أن يوفر منصة لإجراء البحوث والدراسات المتخصصة حول الجوانب الحضارية والتاريخية والثقافية واللغوية للمجتمع العماني، ونشر تلك البحوث عبر المجلات العلمية المحكمة. كما يمكن للمجمع أن يحتضن الفعاليات والندوات الهادفة إلى إلقاء الضوء على تلك الجوانب الحضارية وإبرازها أمام الرأي العام. ولا بد من الإشارة إلى الدور المهم الذي يمكن أن يؤديه المجمع في تعزيز التبادل الثقافي مع دول الجوار من خلال استغلال المقومات المشتركة كاللغة العربية والتراث الإسلامي، إضافة إلى إمكانية بناء معجم موحد للهجات المحلية ودراسة نقاط الالتقاء بينها وبين لهجات الدول المجاورة.

وتضيف «الكمزارية»: لا شك أن مساندة الدراما العمانية للمجمع عبر أعمالها وتسويقه دوليا سيسهم بشكل فاعل في تعزيز الهوية الثقافية الوطنية وتقديمها للعالم، كما أن شمولية عمل المجمع باحتوائه لشتى مناحي الحياة الاجتماعية ستُمَكِّنه من اضطلاعه بهذا الدور الحيوي في الحفاظ على تراث الأجداد وتعزيز الهوية العمانية الأصيلة.

عناصر التكامل الثقافي

من جانبه يقول القاص خليفة بن سلطان العبري إنه حلم أجيال من المثقفين العمانيين وخبر تأسيسه مبهج لنا جميعا بما سيحتويه من مكتبة وطنية كانت تمثل عنصرا مهما من عناصر التكامل الثقافي في عُمان وكذلك المسرح الوطني الذي آمل أن يحتويه وأتمنى أيضا أن يضم إلى مبانيه النادي الثقافي والمرسم الوطني وكذلك المعرض الدائم للمخطوطات العمانية ومركزا للابتكارات الوطنية وصالة للنحت يبرز فيه النحّاتون العمانيون مواهبهم وقدراتهم على الإبداع وأتمنى أن أدخله وأجد فيه مركزا للمطبخ العماني والصناعات التقليدية العمانية ليحتوي الثقافة العمانية بكل صنوفها وليصبح المكان نشطا فعّالا طوال العام يزوره المثقفون والطلاب والسائحون.

ويضيف «العبري»: يمكن للمجمع أن يؤدي دورا كبيرا في تعزيز التواصل الثقافي والفني داخل عمان وعلى المستوى الدولي إن أحسنّا اختيار عناصره القيادية التي تستطيع بنشاطها وفكرها تحقيق هذا الهدف، فسلطنة عمان دولة منفتحة على الثقافات الأخرى ودولة سجلت مواقف إنسانية منحتها احترام وتقدير العالم وبه يمكن استثمار هذه المكانة لتعزيز التواصل الثقافي لتثري الجوانب الثقافية والفنية في الداخل العماني عبر إقامة حلقات العمل والندوات والمحاضرات النوعية بحضور أسماء مهمة عالمية للتواصل مع أسماء متحققة في المشهد العماني، كذلك لا أنسى هنا أهمية تبنّي الترجمة وأعني ترجمة المحلي للغات متعددة وترجمة المهم من اللغات الأخرى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الوثائق والمحفوظات الوطنیة تعزیز الهویة الوطنیة مجمع عمان الثقافی الثقافة العمانیة فی تعزیز التواصل المکتبة الوطنیة فی تعزیز الهویة المشهد الثقافی التراث العمانی المسرح الوطنی على المستوى سلطنة عمان الثقافی فی هذا المجمع الحفاظ على إضافة إلى من خلال سلطنة ع یمکن أن

إقرأ أيضاً:

السناجب الغازية .. خطر يهدد الثروة الزراعية بسلطنة عمان

رغم أن السنجاب لا ينتمي إلى البيئة العُمانية، إلا أنه شوهد لأول مرة في محافظة ظفار، ثم لوحظ انتشاره في ساحل الباطنة حيث تم رصده في 135 موقعًا عام 2023 ويمثل أحد الأنواع الغازية في البلاد، ويتغذى بشكل رئيسي على ثمار النخيل وثمار الأشجار القريبة منها، وقد

في بداية انتشاره، كان يُنظر إليه كحيوان أليف، إلا أنه مع مرور السنوات بدأت تتكشف الأضرار التي يسببها للمزارعين، خاصة مع استهدافه طلع النخيل وإفساد محاصيل الأشجار في المزارع، وكذلك استخراج البذور من باطن الأرض، ولأهمية الدراسات البحثية في مكافحة الأنواع الغازية، التقت «عُمان» بالدكتورة إريكا سوتو، أستاذ مساعد بقسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة السلطان قابوس، لتسليط الضوء على دور البحث العلمي في رصد انتشار السنجاب في سلطنة عُمان، وأهم الأضرار التي تسببها للبيئة العُمانية، حيث قالت الدكتورة إريكا «إن المصدر الأولي الدقيق لوصول السناجب إلى سلطنة عُمان غير معروف حتى الآن، ومع ذلك يمكن للحيوانات الغازية كالسناجب دخول مناطق جديدة من خلال آليات وطرق مختلفة، بما في ذلك تجارة الحيوانات الأليفة، والاختباء في المركبات ذات المحركات، والانتقال من خلال القوارب والسفن والطائرات، أو حتى التسلل إلى معدات التخييم والأمتعة المصاحبة».

وأشارت إلى وجود أدلة على أن السناجب تسبب أضرارًا لبعض المحاصيل الزراعية، بما في ذلك التمور، ومع ذلك لا نزال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم أفضل للضرر المحتمل المتعلق بالتأثير على التنوع البيولوجي في سلطنة عُمان، وأوضحت أن الأنواع الغازية هي كائنات حيّة تم إدخالها إلى مناطق لم تكن معروفة لها من قبل، ولم يكن لها سابق نشاط فيها، وغالبًا ما يتم تسهيل انتشارها من خلال النشاط البشري، إما عن قصد أو عن غير قصد، مما يسمح لها بتخطي مجال بيئتها الطبيعي، وبمجرد استيطانها في بيئة جديدة، يمكنها التغلب على الحواجز الجغرافية والتسبب في ضرر بيئي أو اقتصادي في المناطق التي لا تكون هي كائنات أصلية فيها، وقد تم بالفعل تصنيف هذه الأنواع ضمن الأنواع «الغازية» في سلطنة عُمان.

وأكّدت أن تحديد الجهة المسؤولة عن مكافحة السناجب في سلطنة عُمان يجب أن تقرره السلطات المختصة التي تتعامل عادة مع الأنواع الغازية في البلاد، وأوضحت أننا بحاجة إلى الاستثمار في البحث العلمي الذي يمكنه أن يوفر معلومات دقيقة حول التوزيع الحالي للسناجب في سلطنة عُمان، ومعدلات انتشارها، وتفضيلاتها للموائل الأكثر ملاءمة للتزاوج والتكاثر، ومن ثم تقييم مدى الضرر الذي يتسبب فيه هذا النوع على البيئة العُمانية.

وأضافت: «بمساعدة منصات التواصل الاجتماعي ، جنبًا إلى جنب مع جهود فردية لطالبتين هما «فاطمة البلوشية» و«إخلاص بنت علي الرمضانية»، تم إطلاق حملتين إعلاميتين استباقيتين خلال عامي 2020 و2021 لإشراك المواطنين في تتبع مواقع انتشار السناجب في سلطنة عُمان، ومن خلال التعاون القيّم للمواطنين المعنيين في جميع أنحاء البلاد، أسفرت هذه الحملات عن جمع عشرات مقاطع الفيديو والصور والبيانات الجغرافية، وتأكيد 11 موقعًا في عام 2020، و58 موقعًا في عام 2021، و135 موقعًا في عام 2023، بما في ذلك، ولأول مرة، مشاهدات مؤكّدة من صلالة».

وأكّدت الدكتورة إريكا سوتو على أهمية الاستمرار في الحملات الإعلامية والتوعوية التي يشارك فيها المواطنون، بالإضافة إلى تنظيم مسوحات ميدانية منهجية في الأوقات الحرجة (مثل مواسم النمو وفترات التكاثر والتزاوج) لتوثيق الوجود الفعلي للأنواع ووفرتها، ويمكن أن يساعد ذلك في اكتشاف الغزوات الجديدة لهذه الكائنات في مرحلة مبكرة، وتقييم اتجاهات النمو وزيادة الأعداد، كما شددت على أهمية إضفاء الطابع الرسمي على التعاون بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات الأبحاث لتبادل البيانات بشأن مشاهدة وانتشار الأنواع الغازية وجهود إدارتها، مما يضمن استجابة فعّالة ومنسقة في جميع أنحاء البلاد.

مقالات مشابهة

  • آمال بفتح آفاق تعاون اقتصادي واستثماري بين سلطنة عُمان وأذربيجان
  • السناجب الغازية .. خطر يهدد الثروة الزراعية بسلطنة عمان
  • انطلاقة جديدة لتعزيز التعاون الثقافي العربي الصيني من خلال الرابطة الفكرية
  • دبلوماسيون: الدبلوماسية الثقافية جزء من التنمية وتُسهم في تعزيز التعايش
  • إطلاق حملة ترويجية دولية لمصر احتفالاً بيوم السياحة العالمي لتعزيز قيم السلام والتبادل الثقافي
  • مجمع القرآن ومركز حميد بن راشد يبحثان التعاون
  • لو أهل عمان أتيت.. والسمت العماني
  • “دائرة التنمية السياحية بعجمان” وبالتعاون مع “مؤسسة العويس الثقافية” تستضيف حفل توقيع كتاب “حمد خليفة أبو شهاب.. سيرته وآثاره” في متحف راشد الخضر
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يستعرض برامجه ومبادراته لزوار معرض الرياض الدولي للكتاب
  • أمين البحوث الإسلامية يبحث مع الأمناء المساعدين ومديري العموم خطة العمل المستقبلية