الخليج الجديد:
2025-04-11@02:17:15 GMT

اغتيال كينيدي لا يزال يحير الأمريكيين

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

اغتيال كينيدي لا يزال يحير الأمريكيين

اغتيال كينيدي لا يزال يحير الأمريكيين

الرواية الرسمية الأمريكية لم تفلح أبداً في إقناع الأمريكيين وغيرهم بأن لي هارفي أوزوالد كان الفاعل الوحيد.

رفض الأمريكيين الرواية الرسمية ناتج عن أنها انطوت على تناقضات عدة تزداد كلما أفرجت السلطات عن وثائق سرية.

المتيقن أن تناقضات الرواية الرسمية هي مصدر إيمان ملايين الأمريكيين حتى اليوم بأن اغتيال كينيدي كان مؤامرة، لا جريمة فردية.

تشكلت عقب اغتيال كينيدي ما سمي بـ«لجنة وارين» للتحقيق، فأصدرت تقريراً رسمياً قال إن أوزوالد قتل كينيدي وحده من دون دعم أية جهة.

استطلاعات الرأي تظهر باستمرار أن أغلبية الأمريكيين يؤمنون بأن اغتيال كينيدي كان مؤامرة واسعة وأن المخابرات المركزية أو بعض النافذين بها كانوا وراء الاغتيال.

* * *

رغم مرور أكثر من نصف قرن، لا تزال ملابسات اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي لغزاً يحير الملايين.

فالرواية الرسمية الأمريكية لم تفلح أبداً في إقناع الأمريكيين وغيرهم بأن لي هارفي أوزوالد كان الفاعل الوحيد. واستطلاعات الرأي تشير، المرة بعد الأخرى، إلى أن أغلبية الأمريكيين يؤمنون بأن الاغتيال كان نتيجة مؤامرة واسعة، ويرون أن المخابرات المركزية الأمريكية، أو على الأقل بعض النافذين فيها، كانوا وراء اغتيال كينيدي.

والحقيقة أن رفض الأمريكيين للرواية الرسمية ناتج عن أنها انطوت على تناقضات عدة تزداد كلما أفرجت السلطات عن وثائق سرية.

والرواية الرسمية تقول إن أوزوالد، الشاب الأمريكي الذي اعتنق الشيوعية وكان مولعاً بفيدل كاسترو، منذ خدم في قوات المارينز، انشق وطلب جنسية الاتحاد السوفييتي والتخلي عن جنسيته الأمريكية، وسافر ليعيش بروسيا، لكنه عاد لأمريكا بعد عامين وعمل بالمكتبة التي أطلق من شرفتها النار على كينيدي فقتله.

وقد تشكلت عقب الاغتيال ما سمي بـ«لجنة وارين» للتحقيق، فأصدرت تقريراً رسمياً قال إن أوزوالد قتل كينيدي وحده من دون دعم أية جهة.

وقد ظلت تلك هي الرواية الرسمية رغم أن تقريراً للجنة بمجلس النواب صدر في 1976 قال إن الدلائل العلمية تشير إلى أن هناك «شخصين على الأقل» أطلقا النار على الرئيس، وأنه «يحتمل وجود مؤامرة كانت وراء اغتيال كينيدي».

أما تناقضات الرواية الرسمية فمنها مثلاً أن أوزوالد كان معروفاً طوال خدمته بالمارينز بميوله الشيوعية، ومع ذلك أرسل للخدمة بقاعدة أتسوجي باليابان، التي كانت مقراً رئيسياً للمخابرات المركزية، وموقعاً للتجارب على عقاقير يمكن استخدامها لاغتيال كاسترو، ومنها كانت تنطلق سراً طائرات التجسس على الاتحاد السوفييتي.

وقد بدا ذلك التناقض مؤشراً لعلاقة أوزوالد بالمخابرات الأمريكية. ومن بين تلك التناقضات أيضاً أن أوزوالد الذي انشق وسافر للعيش بالاتحاد السوفييتي، عاد بعد عامين لبلاده بمنتهى السهولة.

الأكثر غرابة أن الوثائق الجديدة التي أفرج عنها العام الماضي كشفت أن أوزوالد، الذي قيل إنه عرض على الروس التخابر معهم مقابل الجنسية، اتصل بالسفارة الأمريكية بموسكو طالباً مساعدتها في تدبير رحلة عودته لبلاده فساعدته فعلاً.

أكثر من ذلك، فالرواية الرسمية أكدت ولع أوزوالد بكاسترو، وقالت إنه حال عودته لأمريكا استقر بمدينة نيو أورليانز، وعرض على إحدى المنظمات الداعمة لكاسترو أن يتولى افتتاح فرع لها بالمدينة.

لكن الوثائق المفرج عنها مؤخراً تكشف عن أن أوزوالد كان ضالعاً وقتها في عملية استخباراتية أمريكية تسعى لتدمير تلك المنظمة من الداخل، ودعم المنظمات التي تعمل من أجل قلب نظام الحكم في كوبا، وتلك العملية الاستخباراتية كانت مستمرة حتى ليلة اغتيال كينيدي.

والتناقضات لا تقف عند هذا الحد، فقد كشفت تقارير صحافية نشرت الشهر الماضي عن شهادات قدمت للجنة مجلس النواب في السبعينات، من بينها شهادة لسيدة عملت مع المخابرات الأمريكية في عملية فاشلة لاغتيال كاسترو، فهي قالت وقتها إنها رأت أوزوالد بفلوريدا في الفترة نفسها التي قالت الرواية الرسمية إنه كان فيها في الاتحاد السوفييتي.

بل وأضافت أنها سافرت معه هو وعميل بالمخابرات لمدينة دالاس، التي اغتيل فيها كينيدي، قبل أيام فقط من واقعة الاغتيال. وقد تعرضت السيدة وقتها، حسب التقارير الصحافية، لضغوط شديدة للتراجع عن شهادتها من دون جدوى.

والحقيقة أن السلطات الأمريكية لم تفلح أبداً في شرح تلك التناقضات في روايتها الرسمية. وسواء كان إصرار المخابرات الأمريكية على موقفها لمدة ستين عاماً يهدف لإنكار الضلوع فعلاً في مؤامرة لاغتيال كينيدي، أم أن التآمر هدف فقط للتغطية على فشل استخباراتي أدى لاغتيال كينيدي.

إلا أن المتيقن هو أن كل تلك التناقضات، وغيرها، في الرواية الرسمية هي مصدر إيمان ملايين الأمريكيين حتى اليوم بأن اغتيال كينيدي كان مؤامرة، لا جريمة فردية.

وقصة اغتيال كينيدي تظل فعلاً من الألغاز التي ينبغي إزاءها التأكيد على أن هناك فارقاً كبيراً بين اعتبار التاريخ عبارة عن مؤامرة، كما يظن البعض، وبين الاعتراف بأن هناك بعض المؤامرات في التاريخ.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكية

المصدر | البيان

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا مؤامرة أوزوالد اغتيال كينيدي المخابرات الأمريكية اغتیال کینیدی

إقرأ أيضاً:

أمر مرعب.. لماذا يشعر بعض الأمريكيين بالقلق بشأن السفر إلى الخارج في عهد دونالد ترامب؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--  باعتباره خبير سفر متمرس، يدرك مؤسس شركة "socialtours" السياحية، ومقرّها العاصمة النيبالية كاتماندو، راج جياوالي، أنّ إلغاء العملاء للحجوزات أحيانًا لظروف مثل المرض جزء طبيعي من رحلات السفر.

شهد جياوالي الذي تتخصص شركته في تصميم برامج رحلات تركز على السوق المحلية، مؤخرًا أول حالة من نوعها بالنسبة له خلال مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من 20 عامًا، تتمثل بتَراجُع عميل أمريكي عن رحلة إلى نيبال خوفًا من السفر إلى الخارج في ظل الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب.

يشعر بعض السيّاح الأمريكيين بالقلق من السفر إلى الخارج، لا سيّما إلى أماكن مثل كوبنهاغن، في ظل تدنّي نسبة التأييد للولايات المتحدة بين الدنماركيين إلى 20% فقط. Credit: Volha Shukaila/SOPA Images/Shutterstock

وقال جياوالي لـCNN: "تم إلغاء حجز مؤكد عندما شعر الشخص أنّ السفر غير آمن"، مضيفًا أنّه "لاحظ ارتفاعًا في عدد العملاء الأمريكيين الآخرين الذين أعربوا عن مخاوف مماثلة".

وأضاف: "أتفهم هذا الشعور تمامًا لأنّ الأشخاص يشعرون بعدم الارتياح للقدوم من بلد سيضطرون للدفاع فيه عن أنفسهم أو الاعتذار عما يحدث حاليًا بسببه. وأعتقد أن هذا سيؤثر على العديد من البلدان وخطط السفر بلا شك".

كشفت بيانات أولية، بعد بضعة أشهر من بدء الولاية الثانية لترامب، عن تراجع في إقبال المسافرين من الخارج على زيارة الولايات المتحدة.

وفقًا لبيانات شركة أبحاث "Tourism Economics"، من المتوقع أن تنخفض زيارات السياح الدوليين بنسبة 5.1%، وينخفض ​​الإنفاق بنسبة 11%، ما يمثل خسارة قدرها 18 مليار دولار هذا العام.

لكن هذا التردّد لا يأتي من اتجاه واحد فحسب، إذ أصبح بعض الأمريكيين الذين يخططون لرحلات إلى الخارج، أو الذين يسافرون بالفعل، يشعرون بتأثيرات سياسة ترامب الثانية بالفعل، ويحاولون التكيف مع التصورات الجديدة لأمريكا من حول العالم.

أفادت أخصائية العلاقات العامة والتسويق الرقمي، سييرا مالون، لـCNN أنّها شعرت "بتوتر أكبر" من المعتاد قبل رحلة طويلة الأمد إلى أوروبا، والتي بدأت في فرنسا هذا الشهر.

تُمثل الرحلة بالنسبة لمالون، وهي مسافرة متمرسة عاشت في إنجلترا لثلاث سنوات أثناء حصولها على درجة البكالوريوس، فصلاً جديدًا في حياتها كرحالة رقمية.

لكن خفّفت مشاعر الخوف من حماسها، إذ قالت: "في المرة الأخيرة (عندما كان ترامب رئيسًا)، كان الأمر محرجًا، ولكن الأمر مرعب هذه المرة".

هل تغير مستوى الترحيب؟

كشفت بيانات حديثة من شركة " YouGov" البريطانية لأبحاث السوق وتحليل البيانات عن انخفاض "التأييد الأوروبي للولايات المتحدة" بشكلٍ كبير في سبع دول أوروبية رئيسية منذ تولي ترامب منصبه للمرة الثانية.

ذكر التقرير أنّه "عند مقارنة أحدث بياناتنا الفصلية مع آخر استطلاع رأي قبل إعادة انتخاب دونالد ترامب، تراجعت المواقف الإيجابية تجاه الولايات المتحدة بنسبة تتراوح بين 6 و28 نقطة مئوية".

وأوضح التقرير أنّ أدنى نسبة تأييد للولايات المتحدة سُجِّلت في الدنمارك، وذلك ليس غريبًا بما أنّ غرينلاند، التي تعهّد ترامب بضمّها لأمريكا، تُعدّ إقليمًا مستقلاً تابعًا للدنمارك. 

لم يُبدِ سوى 20% من الدنماركيين رأيًا إيجابيًا تجاه أمريكا، مقارنة بـ48٪% في أغسطس/آب من عام 2024. 

لم تتجاوز نسبة المؤيدين ثلث المشاركين في السويد، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، ،فيما بلغت 42% في إيطاليا و43% في إسبانيا.

"حماية السياحة في هذا العالم المتأثر بترامب" يسعى بعض السياح الأمريكيين إلى اختيار ملابس تتماشى مع أسلوب المحليين في وجهات مثل برلين. Credit: David Gannon/AFP/Getty Images

أكّد الرئيس التنفيذي لمفوضية السفر الأوروبية، إدواردو سانتاندير، لـ CNN في رسالة عبر البريد الإلكتروني أنّ أحدث بيانات الوافدين "لا تُظهر أي مؤشر على أنّ الأحداث السياسية الأخيرة قد أثرت على سفر الأمريكيين إلى أوروبا"، موضحًا أنّ "السوق الأمريكية لا تزال حجر أساس السياحة الأوروبية".

لكن، يستعد بعض خبراء السياحة للتغييرات القادمة. 

رأى جياوالي أنّ قطاع السفر ككل بحاجة إلى اتخاذ خطوات أكثر استباقية للتكيف مع التحديات الراهنة التي تؤثر على المسافرين والشركات التي يدعمونها.

مقالات مشابهة

  • أمريكا.. نشر وثائق اغتيال مارتن لوثر كينج وروبرت كينيدي قريبا
  • استطلاع: تراجع دعم الأمريكيين لإسرائيل ونتنياهو
  • استطلاع: 62% من الأمريكيين يرفضون السيطرة الأمريكية على غزة
  • السيد القائد: ميناء “إيلات” لا يزال مهجوراً ولم يعد بإمكانية العدو الإسرائيلي أن يستفيد منه وهذا نصر عظيم لفاعلية الموقف اليمني
  • عميد الأصابعة: موضوع الحرائق لا يزال غامضاً ونتوجه إلى رفع الطوارئ للحالة القصوى
  • مؤامرة المدرسين
  • المستشار محمد الحمصاني: قانون الرياضة لم يعتمد بعد ولا يزال قيد المناقشة
  • أمر مرعب.. لماذا يشعر بعض الأمريكيين بالقلق بشأن السفر إلى الخارج في عهد دونالد ترامب؟
  • استطلاع: 75% من العلماء الأمريكيين يفكرون في مغادرة الولايات المتحدة
  • لا يزال الجدل على المنصات بسبب مقطع فيديو لترامب بشأن قصف باليمن