الخليج الجديد:
2025-01-18@01:10:14 GMT

لماذا ينهار العالم العربي تباعاً؟

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

لماذا ينهار العالم العربي تباعاً؟

لماذا ينهار العالم العربي تباعاً؟

لماذا ينهار الوضع الاقتصادي في مصر أيضاً؟ من المسؤول العامل الخارجي أم الداخلي؟ والقادم أعظم.

ماذا بقي من النظام الرسمي العربي سوى أنظمة هزيلة متهالكة تعيش ذليلة بلا حول ولا قوة تحت حراب وحماية الغزاة والمحتلين؟

هل جاء سعيد لإنقاذ تونس فعلاً، أم إنه كبقية الأنظمة العربية المنهارة يسمسر لداعميه في الخارج، وهو المسؤول عن تفاقم الوضع لصالح مشغليه؟

ماذا حقق النظام الجزائري للجزائريين بعد ثورتهم؟ هل يعقل أن السميد والزيت صار شغلا شاغلا لشرائح كبيرة في البلاد؟ أليس الوضع مرشحاً أيضاً لمزيد من التدهور والانهيار؟

كارثة العالم العربي الذي يتجه نحو الحضيض ليست فقط تكالب القوى الكبرى عليه، بل إن غالبية الأنظمة العربية غير مستقلة، بل مجرد مرتزقة ووكلاء للكفيل الخارجي.

لم يبق غير دول الخليج حتى الآن بمنأى عن سلسلة الانهيارات التي تضرب ما يسمى بالعالم العربي، ولا ندري ماذا يمكن أن يحدث فيما لو تدهورت الأوضاع حولها؟

* * *

ما إن تبدأ بالحديث عن الانهيارات العربية المتتالية، حتى تطل لعبة «الفوضى الخلاقة» برأسها، فالكثيرون يعتبرون أن كل ما يجري في المنطقة تنفيذ حرفي للمخطط الأمريكي الشهير الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس على رؤوس الأشهاد قبل سنوات وسنوات.

لكن لماذا دائماً نصور أنفسنا نحن من يسمون بالعرب كضحايا للمؤامرات، وكألاعيب في أيدي ضباع العالم الكبار والصغار؟

أليس لدينا أنظمة وحكومات وحكام ونخب كان يجب عليها أن تتصدى لكل الأيدي والمشاريع الخارجية العابثة بأوطاننا وشعوبنا، لو كانت وطنية فعلاً؟

لماذا نرى حتى هذه اللحظة العديد من الأنظمة وقوى المعارضة والنخب السياسية والثقافية والإعلامية المسماة (عربية) وهي تقدم أنفسها بكل سرور للخارج كي يلعب بها ويستخدمها كمناديل ورقية ثم يلقي بها في سلة الزبالة؟

دلوني على بلد عربي انهار أو في طريقة إلى الانهيار إلا وقد لعب الداخل دوراً محورياً فيما وصلنا إليه من خراب ودمار وانهيار على كل الأصعدة؟

ولو أخذنا أسوأ مثال عربي حتى الآن، ألا وهو المثال السوري، لوجدنا أن القوى الخارجية، الإقليمية والدولية، التي باتت تعبث بسوريا على كل الأصعدة، لم يكن لها أن تتغلغل في النسيج السوري وتتحكم به وتجيّره لصالحها، لولا أن النظام قدم نفسه ومعه البلد بأكمله للغزاة والمحتلين على طبق من ذهب.

هل بقي هناك أي شك بأن النظام باع سوريا كي يحمي عرشه الضعيف، ثم انتهى به الأمر متوسلاً على أبواب الإيرانيين والروس والعرب والأتراك والأمريكيين؟

ثم ماذا بقي للنظام من سلطات أصلاً داخل سوريا بعد أن باتت إيران وغيرها من القوى الإقليمية والدولية تحكم قبضتها على كل مفاصل ما يسمى بالدولة السورية؟ باختصار، فلولا العمالة الداخلية وارتهان النظام وبقية قوى المعارضة السورية للخارج بأشكالها كافة، لما انهارت سوريا على هذا النحو الخطير.

وما ينطبق على سوريا ينسحب على العراق، فالطبقة السياسية هناك مثلها مثل جارتها السورية ليست أكثر من عتلة في أيدي الإيراني وسيده الأمريكي، وليس لها لا حول ولا قوة ولا رغبة في منع الانهيار العراقي على كل الصعد، بل تحولت إلى مجرد سماسرة ومرتزقة في خدمة الغزاة والمحتلين.

وكذلك الأمر في لبنان الذي تحول من سويسرا الشرق إلى أكبر مزبلة في الشرق الأوسط، وصار مضرباً للمثل في الفساد والارتهان والخراب والسمسرة للخارج.

وحدث ولا حرج عن اليمن الذي أيضاً باعته القوى اليمنية المتصارعة لرعاتها في الخارج، وصارت مجرد أداة لتنفيذ مشاريعهم. وقد وصفت مجلة تايم الأمريكية المرتزقة اليمنيين بأنهم أرخص مرتزقة في العالم.

ولو ذهبنا إلى السودان سنرى أن قوى الداخل المتمثلة هنا في العسكر هي التي أوصلت البلاد والعباد إلى حافة الهاوية خدمة لداعميها في الخارج. لا أحد يقول لي إن هذا المسمى (حميدتي) يقاتل من أجل الشعب السوداني، بل هو كما بات معروفاً لأصغر طفل سوداني مجرد أداة في أيدي الطامعين بثروات السودان.

ولا نبرئ هنا الجيش السوداني، فهو بدوره يشارك في تخريب السودان وتفتيته وتجويعه وانهياره وتشريد شعبه خدمة لكل المتربصين بالبلاد. ولو كان صادقاً في إيصال البلد إلى بر الأمان، لكان طبّق مطالب الثورة السودانية، ولما صادرها كي يبقى جاثماً على صدر الشعب.

وهل يختلف الأمر في ليبيا التي غدا حكامها وطبقاتها السياسية أيضاً عبارة عن دمى يحركها المتصارعون على ليبيا من الخارج، بينما تنتقل البلاد من سيئ إلى أسوأ؟

لماذا وصلت تونس بدورها إلى هنا؟ ماذا فعل قيس سعيد وزمرته منذ أن انقلبوا على السلطة منذ أشهر وأشهر؟ ألا يتدهور الوضع في البلاد تباعاً على كل الأصعدة وخاصة المعيشية؟ هل جاء سعيد لإنقاذ تونس فعلاً، أم إنه كبقية الأنظمة العربية المنهارة يسمسر لداعميه في الخارج، وهو المسؤول عن تفاقم الوضع لصالح مشغليه؟

لماذا ينهار الوضع الاقتصادي في مصر أيضاً؟ من المسؤول العامل الخارجي أم الداخلي؟ والقادم أعظم.

ماذا حقق النظام الجزائري للجزائريين بعد ثورتهم؟ هل يعقل أن السميد والزيت صار الشغل الشاغل لشرائح كبيرة في البلاد؟ أليس الوضع مرشحاً أيضاً لمزيد من التدهور والانهيار؟ ماذا يحمل المستقبل بدوره للمغرب؟

لم يبق غير دول الخليج حتى الآن بمنأى عن سلسلة الانهيارات التي تضرب ما يسمى بالعالم العربي، ولا ندري ماذا يمكن أن يحدث فيما لو تدهورت الأوضاع حولها؟

في الختام، لا يمكن أن نبرئ مشاريع وصراعات الكبار والصغار في المنطقة مما يحدث لنا، لكن ماذا فعل من يسمون بالعرب سوى تقديم أنفسهم كأدوات والمشاركة في المؤامرات والمخططات الخارجية ودفع بلادهم وشعوبهم إلى الجحيم؟ هل كانت الفوضى الأمريكية الهلاكة أو التدخلات الإقليمية في بلادنا لتنجح لولا الأدوات العربية التي تعاونت معها لإيصالنا إلى هنا؟

إن كارثة ما يسمى بالعالم العربي الذي يتجه سريعاً نحو الحضيض لا تكمن فقط في تكالب القوى الكبرى عليه، بل لأن غالبية الأنظمة العربية لم تستقل مطلقاً، إنما كانت منذ الاستقلال المزعوم وحتى الآن مجرد مرتزقة ووكلاء للكفيل الخارجي.

وتنفذ ما يريده لا ما تريده شعوبها، لهذا تضحي تلك الأنظمة اليوم بأوطان وشعوب خدمة لمشغليها، دون أن تدري أنها هي نفسها أيضاً ذاهبة إلى مزابل التاريخ.

وبدلاً من أن نسأل ماذا بقي من الربيع العربي بعد ثلاثة عشر عاماً، تعالوا نعكس السؤال: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي سوى أنظمة هزيلة متهالكة تعيش ذليلة بلا حول ولا قوة تحت حراب وحماية الغزاة والمحتلين؟

*د. فيصل القاسم كاتب واعلامي سوري

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الانهيار المرتزقة النخب الأنظمة العربية العالم العربي التدخل الإقليمي نظرية المؤامرة الفوضى الخلاقة النظام الرسمي العربي الأنظمة العربیة العالم العربی فی الخارج ماذا بقی حتى الآن ما یسمى على کل

إقرأ أيضاً:

أنشيلوتي: ريال مدريد لم ينهار بعد خماسية برشلونة بنهائي السوبر

أكد كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، أن فريقه لم ينهار عقب الهزيمة الثقيلة أمام برشلونة بنتيجة 2-5 في نهائي كأس السوبر الإسباني، مشيرًا إلى أن الفريق يستعد بقوة لمواجهة سيلتا فيجو، غدًا الخميس، على ملعب "سانتياجو برنابيو" ضمن منافسات دور الـ16 من كأس ملك إسبانيا.

تصريحات أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي:رد الفعل بعد الهزيمة:قال أنشيلوتي: "الخسارة كانت مؤلمة للغاية، لكنها لا تعني أننا انهارنا. يجب أن نقدم رد فعل قوي. مواجهة سيلتا فيجو تأتي في توقيت مناسب لإظهار قدرتنا على النهوض من جديد".الأداء الدفاعي وتشواميني:علق على أداء تشواميني: "لقد قدم أداءً جيدًا كقلب دفاع، رغم أنه ليس مركزه الطبيعي. الأرقام تؤكد ذلك. ومع عودة ألابا، سيعود تشواميني لمركزه الأساسي في الوسط".الانتقادات والأخطاء:أوضح: "الهزيمة أمام برشلونة كانت خطوة للوراء، لكنها ليست نهاية الطريق. قمنا بتحليل المباراة وتحديد الأخطاء لإيجاد الحلول. كان الأداء الدفاعي سيئًا على جميع الخطوط، وهذا ما نعمل على تصحيحه".قائمة الفريق وجودة التشكيل:أشار إلى أن التشكيلة الحالية تتميز بالشباب والطاقة والجودة، مضيفًا: "ثقتي في اللاعبين لم تتغير، حتى أولئك الذين يمرون بفترة انخفاض في المستوى. نحن فريق ينافس دائمًا حتى النهاية".كيليان مبابي:عن حالة مبابي، قال أنشيلوتي: "مبابي الآن في أفضل حالاته البدنية. تأقلم مع الفريق وعلينا الاستفادة من ذلك في المباريات القادمة".الانتقادات الشخصية:ردًا على سؤال حول تأثره بالانتقادات، قال: "لا أتابع موجات الانتقاد. خبرتي تساعدني في الحفاظ على التوازن، فلا أعتبر نفسي الأفضل ولا الأسوأ".خطط التشكيل والتعديلات:أكد أنشيلوتي أن التشكيلة لمباراة سيلتا فيجو ستعتمد على اختيار أفضل العناصر الممكنة، مع إمكانية إجراء تغييرات طفيفة.رسالة أخيرة:

اختتم أنشيلوتي مؤتمره بالتأكيد على أنه يستمتع بقيادة ريال مدريد، قائلاً: "مقعد تدريب ريال مدريد هو المكان الأكثر جمالًا في العالم من الناحية المهنية. التحديات هنا تجعلني أركز دائمًا على تقديم الأفضل".

مقالات مشابهة

  • أكثر من 300 رأس من نخبة الجياد العربية الأصيلة في انطلاقة مهرجان الأمير سلطان العالمي للجواد العربي الخميس المقبل
  • السيد القائد : تمر الأمة العربية والإسلامية بعصر يسوده انهيار قيمي وأخلاقي
  • كيربي: لا صحة للتقارير بأن اتفاق وقف إطلاق النار قد ينهار
  • الاتفاق لن ينهار - البيت الأبيض يكشف آخر مستجدات مفاوضات غزة
  • لماذا يستمر تهريب المخدرات من سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
  • الرابطة الطبية الأوروبية وجالية العالم العربي يرحبون بوقف إطلاق النار بغزة
  • فلسطين اليوم.. ماذا قال قادة العالم عن الدور المصري في وقف إطلاق النار بغزة؟
  • أنشيلوتي: ريال مدريد لم ينهار بعد خماسية برشلونة بنهائي السوبر
  • لماذا تتحفظ مصر على الوضع في سوريا؟
  • سحر السنباطي تشارك في احتفالية اليوم العربي لمحو الأمية بجامعة الدول العربية