الخليج الجديد:
2025-04-24@09:40:33 GMT

لماذا ينهار العالم العربي تباعاً؟

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

لماذا ينهار العالم العربي تباعاً؟

لماذا ينهار العالم العربي تباعاً؟

لماذا ينهار الوضع الاقتصادي في مصر أيضاً؟ من المسؤول العامل الخارجي أم الداخلي؟ والقادم أعظم.

ماذا بقي من النظام الرسمي العربي سوى أنظمة هزيلة متهالكة تعيش ذليلة بلا حول ولا قوة تحت حراب وحماية الغزاة والمحتلين؟

هل جاء سعيد لإنقاذ تونس فعلاً، أم إنه كبقية الأنظمة العربية المنهارة يسمسر لداعميه في الخارج، وهو المسؤول عن تفاقم الوضع لصالح مشغليه؟

ماذا حقق النظام الجزائري للجزائريين بعد ثورتهم؟ هل يعقل أن السميد والزيت صار شغلا شاغلا لشرائح كبيرة في البلاد؟ أليس الوضع مرشحاً أيضاً لمزيد من التدهور والانهيار؟

كارثة العالم العربي الذي يتجه نحو الحضيض ليست فقط تكالب القوى الكبرى عليه، بل إن غالبية الأنظمة العربية غير مستقلة، بل مجرد مرتزقة ووكلاء للكفيل الخارجي.

لم يبق غير دول الخليج حتى الآن بمنأى عن سلسلة الانهيارات التي تضرب ما يسمى بالعالم العربي، ولا ندري ماذا يمكن أن يحدث فيما لو تدهورت الأوضاع حولها؟

* * *

ما إن تبدأ بالحديث عن الانهيارات العربية المتتالية، حتى تطل لعبة «الفوضى الخلاقة» برأسها، فالكثيرون يعتبرون أن كل ما يجري في المنطقة تنفيذ حرفي للمخطط الأمريكي الشهير الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس على رؤوس الأشهاد قبل سنوات وسنوات.

لكن لماذا دائماً نصور أنفسنا نحن من يسمون بالعرب كضحايا للمؤامرات، وكألاعيب في أيدي ضباع العالم الكبار والصغار؟

أليس لدينا أنظمة وحكومات وحكام ونخب كان يجب عليها أن تتصدى لكل الأيدي والمشاريع الخارجية العابثة بأوطاننا وشعوبنا، لو كانت وطنية فعلاً؟

لماذا نرى حتى هذه اللحظة العديد من الأنظمة وقوى المعارضة والنخب السياسية والثقافية والإعلامية المسماة (عربية) وهي تقدم أنفسها بكل سرور للخارج كي يلعب بها ويستخدمها كمناديل ورقية ثم يلقي بها في سلة الزبالة؟

دلوني على بلد عربي انهار أو في طريقة إلى الانهيار إلا وقد لعب الداخل دوراً محورياً فيما وصلنا إليه من خراب ودمار وانهيار على كل الأصعدة؟

ولو أخذنا أسوأ مثال عربي حتى الآن، ألا وهو المثال السوري، لوجدنا أن القوى الخارجية، الإقليمية والدولية، التي باتت تعبث بسوريا على كل الأصعدة، لم يكن لها أن تتغلغل في النسيج السوري وتتحكم به وتجيّره لصالحها، لولا أن النظام قدم نفسه ومعه البلد بأكمله للغزاة والمحتلين على طبق من ذهب.

هل بقي هناك أي شك بأن النظام باع سوريا كي يحمي عرشه الضعيف، ثم انتهى به الأمر متوسلاً على أبواب الإيرانيين والروس والعرب والأتراك والأمريكيين؟

ثم ماذا بقي للنظام من سلطات أصلاً داخل سوريا بعد أن باتت إيران وغيرها من القوى الإقليمية والدولية تحكم قبضتها على كل مفاصل ما يسمى بالدولة السورية؟ باختصار، فلولا العمالة الداخلية وارتهان النظام وبقية قوى المعارضة السورية للخارج بأشكالها كافة، لما انهارت سوريا على هذا النحو الخطير.

وما ينطبق على سوريا ينسحب على العراق، فالطبقة السياسية هناك مثلها مثل جارتها السورية ليست أكثر من عتلة في أيدي الإيراني وسيده الأمريكي، وليس لها لا حول ولا قوة ولا رغبة في منع الانهيار العراقي على كل الصعد، بل تحولت إلى مجرد سماسرة ومرتزقة في خدمة الغزاة والمحتلين.

وكذلك الأمر في لبنان الذي تحول من سويسرا الشرق إلى أكبر مزبلة في الشرق الأوسط، وصار مضرباً للمثل في الفساد والارتهان والخراب والسمسرة للخارج.

وحدث ولا حرج عن اليمن الذي أيضاً باعته القوى اليمنية المتصارعة لرعاتها في الخارج، وصارت مجرد أداة لتنفيذ مشاريعهم. وقد وصفت مجلة تايم الأمريكية المرتزقة اليمنيين بأنهم أرخص مرتزقة في العالم.

ولو ذهبنا إلى السودان سنرى أن قوى الداخل المتمثلة هنا في العسكر هي التي أوصلت البلاد والعباد إلى حافة الهاوية خدمة لداعميها في الخارج. لا أحد يقول لي إن هذا المسمى (حميدتي) يقاتل من أجل الشعب السوداني، بل هو كما بات معروفاً لأصغر طفل سوداني مجرد أداة في أيدي الطامعين بثروات السودان.

ولا نبرئ هنا الجيش السوداني، فهو بدوره يشارك في تخريب السودان وتفتيته وتجويعه وانهياره وتشريد شعبه خدمة لكل المتربصين بالبلاد. ولو كان صادقاً في إيصال البلد إلى بر الأمان، لكان طبّق مطالب الثورة السودانية، ولما صادرها كي يبقى جاثماً على صدر الشعب.

وهل يختلف الأمر في ليبيا التي غدا حكامها وطبقاتها السياسية أيضاً عبارة عن دمى يحركها المتصارعون على ليبيا من الخارج، بينما تنتقل البلاد من سيئ إلى أسوأ؟

لماذا وصلت تونس بدورها إلى هنا؟ ماذا فعل قيس سعيد وزمرته منذ أن انقلبوا على السلطة منذ أشهر وأشهر؟ ألا يتدهور الوضع في البلاد تباعاً على كل الأصعدة وخاصة المعيشية؟ هل جاء سعيد لإنقاذ تونس فعلاً، أم إنه كبقية الأنظمة العربية المنهارة يسمسر لداعميه في الخارج، وهو المسؤول عن تفاقم الوضع لصالح مشغليه؟

لماذا ينهار الوضع الاقتصادي في مصر أيضاً؟ من المسؤول العامل الخارجي أم الداخلي؟ والقادم أعظم.

ماذا حقق النظام الجزائري للجزائريين بعد ثورتهم؟ هل يعقل أن السميد والزيت صار الشغل الشاغل لشرائح كبيرة في البلاد؟ أليس الوضع مرشحاً أيضاً لمزيد من التدهور والانهيار؟ ماذا يحمل المستقبل بدوره للمغرب؟

لم يبق غير دول الخليج حتى الآن بمنأى عن سلسلة الانهيارات التي تضرب ما يسمى بالعالم العربي، ولا ندري ماذا يمكن أن يحدث فيما لو تدهورت الأوضاع حولها؟

في الختام، لا يمكن أن نبرئ مشاريع وصراعات الكبار والصغار في المنطقة مما يحدث لنا، لكن ماذا فعل من يسمون بالعرب سوى تقديم أنفسهم كأدوات والمشاركة في المؤامرات والمخططات الخارجية ودفع بلادهم وشعوبهم إلى الجحيم؟ هل كانت الفوضى الأمريكية الهلاكة أو التدخلات الإقليمية في بلادنا لتنجح لولا الأدوات العربية التي تعاونت معها لإيصالنا إلى هنا؟

إن كارثة ما يسمى بالعالم العربي الذي يتجه سريعاً نحو الحضيض لا تكمن فقط في تكالب القوى الكبرى عليه، بل لأن غالبية الأنظمة العربية لم تستقل مطلقاً، إنما كانت منذ الاستقلال المزعوم وحتى الآن مجرد مرتزقة ووكلاء للكفيل الخارجي.

وتنفذ ما يريده لا ما تريده شعوبها، لهذا تضحي تلك الأنظمة اليوم بأوطان وشعوب خدمة لمشغليها، دون أن تدري أنها هي نفسها أيضاً ذاهبة إلى مزابل التاريخ.

وبدلاً من أن نسأل ماذا بقي من الربيع العربي بعد ثلاثة عشر عاماً، تعالوا نعكس السؤال: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي سوى أنظمة هزيلة متهالكة تعيش ذليلة بلا حول ولا قوة تحت حراب وحماية الغزاة والمحتلين؟

*د. فيصل القاسم كاتب واعلامي سوري

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الانهيار المرتزقة النخب الأنظمة العربية العالم العربي التدخل الإقليمي نظرية المؤامرة الفوضى الخلاقة النظام الرسمي العربي الأنظمة العربیة العالم العربی فی الخارج ماذا بقی حتى الآن ما یسمى على کل

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي يعوّل على قدرة العراق في توفير كل السبل لإنجاح أعمال القمة العربية القادمة

آخر تحديث: 21 أبريل 2025 - 2:06 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أفتتح البرلمان العربي، اليوم الاثنين، أعمال الجلسة الرابعة من دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع المنعقدة في مجلس النواب العراقي. وثمن البرلمان العربي، في بيان ، استضافة العراق لأعمال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، معتبراً ذلك حدثاً نوعياً ومتميزاً في سياق تعزيز منظومة العمل العربي المشترك، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تحديات سياسية وأمنية استثنائية.وأضاف البيان، أن “البرلمان العربي يعوّل على قدرة وجاهزية العراق في توفير كافة سبل وعوامل نجاح أعمال القمة العربية القادمة، ويؤكد في الوقت ذاته على دور العراق الرائد في تعزيز التعاون العربي المشترك، ومواجهة التحديات، ودعم القضايا العربية المصيرية”.كما أشاد البرلمان العربي، بـ “المشاريع التنموية النوعية التي تشهدها جمهورية العراق، والتي تستهدف تطوير البنية التحتية، قطاع الإسكان، الطاقة، والتكنولوجيا”، مؤكدًا أن “هذه النهضة التنموية سيكون لها أثر بالغ في تحقيق تنمية مستدامة تُعزز من متانة الاقتصاد العراقي”.وأشار البيان، إلى أن “البرلمان العربي يشيد بجهود مؤسسات الدولة العراقية في التحضير للانتخابات البرلمانية القادمة، المقررة في 11 نوفمبر 2025، باعتبارها خطوة مهمة نحو استكمال المسار الديمقراطي، وتلبية تطلعات الشعب العراقي في اختيار ممثليه بحرية وشفافية، بما يُعزز مسيرة الاستقرار، الأمن، والرخاء في جمهورية العراق”.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: الوضع العربي يواجه أوضاعا هي الأقسى في تاريخه المعاصر
  • الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للتوعية بضحايا الإرهاب
  • طوق نجاة أم طوق خنق وحصار.. كيف تحولت الأنظمة العربية إلى درعٍ يحمي الاحتلال؟
  • الصفقة الكبرى: العالم يُعاد تقسيمه من جديد.. بدمائنا
  • العالم يتغير
  • لماذا يحتفل العالم بيوم الأرض في 22 أبريل؟
  • المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يعرض نتاجاته للقراء السوريين
  • لماذا اُختير الشرع ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم؟
  • "سنو وايت" ينهار في العالم العربي بسبب الممثلة الإسرائيلية
  • البرلمان العربي يعوّل على قدرة العراق في توفير كل السبل لإنجاح أعمال القمة العربية القادمة