مر أكثر من 100 على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة وجريمة تهجير الفلسطينيين إلى المناطق الجنوبية التي اكتظت بنحو 2 مليون شخص ضمن ظروف معيشة مأساوية.

ويعيش الفلسطينيون الذين بقوا في شمال غزة أوضاعا أكثر صعوبة وقسوة وسط شخ كبير في المواد الغذائية والتموين وغلاء منقطع النظير في الأسعار مع انعدام فرص العمل.



نرصد في "عربي21" الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة مع دخول الحرب شهرها الرابع.
يقول سامي (35 عاما)، إنه نزح عن بيته في شمال قطاع غزة منذ تشرين الأول /أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين وهو في حالة نزوح مسترة من مكان إلى آخر.

ويضيف سامي الذي يعمل مهندسا وانقطع مصدر دخله حاليا: "قبيل الحرب عملت كاستشاري في عمل جزئي ولولا الله ثم الدخل الذي توفر من هذا العمل كنت لا أعرف ما الذي سأفعله أو أوفر الطعام لعائلتي".

ويوضح خلال حديثه لـ"عربي21": "منذ الصباح الباكر تبدأ المعاناة من إشعال النار من أجل إعداد الخبز ثم طهي الطعام إن كان هناك ما يوجد لإعداده، ثم البحث عن مياه مالحة من أجل دورات المياه، ومياه حلوة من أجل الشرب".


ويشر إلى أنه كان في السابق يعاني من نوبات الأرق الشديد وعدم تمكنه من النوم لليلة أو أكثر، قائلا: "أنام الآن كطفل صغير وأنا جالس.. ليس بسبب خلو الرأس من الهموم إنما بسبب التعب الذي يهد الحل".

بدوره، يقول أحمد إنه فقد والده خلال الحرب بسبب جلطة قوية بحسب ما قال الأطباء، موضحا "في الحقيقة والدي طق من الزعل والوضع الذي وصلنا له، كان والدي صاحب أموال وعقارات ومشاريع في مدنية غزة".

ويضيف أحمد أن والده الذي لم يتجاوز عمره 55 عاما كانت تصله أخبار خسارته تواليا، سواء تدمير محل تجاري أو سقوط عمارة سكنية يملكها أو احتراق مخزن بضائع يستأجره.

ويذكر "كنا نهون عليه ونقول له المهم صحتك بالدنيا كله معوض والمال بروح وبيجي، لكنه لم تهن عله نفسه ولا زوجته وبناته بعدما انتقلنا للعيش في خيمة في رفح ونت سبقها من رحلة نزوح مرت على أكثر من مدينة ومخيم".

ويضيف "راح المال وراح صاحب المال، والدي لم يكن مريضا أو صاحب علات مزمنة، لكن هذه الحرب لا تقتلنا بالصواريخ فقط، هذه حرب بشعة تقل الإنسان من داخله".

من جهتها، تقول فايزة إنها فقدت أختها وأخيها في قصف إسرائيلي لهم أثناء جمعهم للحطب من أرض لهم في مدينة دير البلح، ثم توفي زوجها بسبب مضاعفات نقص عملية الغسيل الكلوي التي تقلصت لأقل من الثلث.

وتكشف فايزة (38 عاما)، أن زوجها حاله حال الكثير من المرضى تأثر من الازدحام الشديد على قسم الغسيل في مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح، وذلك بعد تقليص ساعات الغسيل من 12 ساعة أسبوعا إلى 4 ساعات فقط.

وتوضح أن عملها وفر لها مكانا للإقامة منذ بدء عمليات النزوح ما جنبها معاناة الخيمة وعدم توفر دورات المياه وغيرها من أبسط تفاصيل الحياة، قائلة: "أنا مستعدة لمقايضة كل ذلك مقابل ما خسرت من أهلي وعائلتي".

وتضيف "أنا الآن لا أنتظر أي شيء.. أنا مستعدة للصمود في هذه الحرب سنوات وسنوات، أهلي فقدتهم وزوجي المريض فقدته، ولا أعرف أي شيء عن مصير بيتي".

من جهته، يعتبر نبيل أن هذه الحرب أخرجت أفضل وأسوأ ما في الناس خلال لحظاتها الحرجة، قائلا: "بصراحة لدي قريب كنت لا أحبه وعندما كان يزورني في غزة كنت اتثقل منه وانتظر لحظة رحيله، لكن عندما حدث النزوح كلمني مباشرة وأصر علي للمجيء إلى بيته في الجنوب وأكرمنا كل الكرم رغم وضعه المادي المتواضع".

ويضيف نبيل (56 عاما): "تركنا منزل قريبي من خانيونس وفي الواقع ليست كل الناس شهمة وتساند الغير، لكن في كل مكان يوجد الخير والمساعدة رغم الظروف الصعبة على الجميع".

أما حسام (33 عاما)، فيقول إنه بقي في غزة رافضا النزوح وأنه نجا مع عائلته من الموت المحقق أكثر من مرة بفضل العناية الإلهية، مضيفا "كل مرة انظر للسيارة وكيف تحولت أبوابها إلى ما أشبه بالمصفاة بفعل الرصاص الحي أتعجب كيف لم يصب أحد منا بأذى.

ويذكر حسام لـ "عربي21": "انتقلت بين بيوت كثيرة لا أستطيع حتى تذكر عددها بحثا عن الملجأ من القصف والموت وكل ما كنت أحدث أحد الأقرباء من الناجين كانوا يقولون لي اذهب إلى بيتنا.. أكسر الباب إن كان مغلقا وخد ما تريد من الاحتياجات والطعام".



ويؤكد "حياتنا صارت أشبه بأفلام ومسلسلات الزومبي ونهاية العام.. نبحث في البيوت عن الملاذ والطعام والشراب مع دمار في كل مكان".

ويختتم حديثه بالقول: "في الحقيقة استيقظ في بيت ولا أعرف أين سأمسي في بيت أم في بيت قريبي أو حتى في بيت لناس لا أعرفه".

ولليوم الـ107 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى نحو 25 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ62 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن الدمار الهائل في الأبنية والبنية التحتية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة أکثر من فی بیت

إقرأ أيضاً:

أسير فلسطيني قضى أكثر من عقدين بسجون الاحتلال: جيل كامل تغير

أعرب الأسير الفلسطيني المحرر إبراهيم السراحنة 57 عاما، عن صدمته من الواقع المختلف، الذي شاهده بعد تحرره، بعد أن ولد جيل كامل وكبر وهو داخل سجون الاحتلال.

جاء ذلك خلال حديثه لعدد من الصحفيين، أثناء استقباله في منزله بمخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، حيث كان في استقباله حشد كبير من الأهالي والمتضامنين.

وقال السراحنة: "شعور الحرية لا يوصف نهائيا، بعد قضاء عمر طويل، نحن أمام جيل كامل كان صغيرا وأصبح كبيرا، لا أعرفهم كلهم".

وأضاف: "تركناهم صغارا وتم الإفراج عنا وهم كبار، الكل يعرف ماذا يعني أن يكون الأب بعيدا عن أولاده".

وتحدث عن ظروف اعتقاله القاسية، مشيرا إلى أن "سنوات الاعتقال الـ22 الأولى شيء، وما بعد 7 أكتوبر شيء آخر"، في إشارة إلى تشديد المعاملة داخل سجون الاحتلال خلال الإبادة على غزة.

وأعرب الأسير المحرر عن ارتياحه للأجواء الاحتفالية التي رافقت استقباله، قائلا: "شعور الاستقبال جميل، الناس تقف معا، وكلهم تعاملوا على أنهم أهل لنا ومستعدون للقيام بأي واجب".

وشدد على أن أكثر ما أسعده هو أنه وجد عائلته وأحباءه بخير.



يذكر أن السراحنة اعتقل عام 2002 وحكم عليه بالسجن 6 مؤبدات و45 عاما، قضى منها 23 عاما، وهو متزوج من سيدتين، ميرفت، وهي أم لخمسة أبناء، وإيرينا، وهي أوكرانية الجنسية وأم لابنتين.

وخاضت "إيرينا" أيضا تجربة الاعتقال وقت اعتقال زوجها، وأفرج عنها ضمن صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 بعد مضي تسع سنوات على اعتقالها من فترة حكمها البالغة 20 عاما.

وإلى جانب إبراهيم، أفرج الاحتلال السبت أيضا عن شقيقيه خليل وموسى اللذين كانا يمضيان حكما بالسجن المؤبد، وأبعد خليل إلى الخارج.

وتحرر السراحنة، ضمن الدفعة السادسة التي شملت الإفراج عن 369 أسيرا، بينهم 333 من غزة، ممن اعتقلوا بعد 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023، إضافة إلى 36 من أسرى المؤبدات.

وتشمل صفقة "طوفان الأحرار" في مرحلتها الأولى بشكل كلي، الإفراج عن 1737 أسيرا فلسطينيا، حيث تمتد هذه المرحلة على مدى ستة أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.

مقالات مشابهة

  • أسير محرر يتحدث لـعربي21 عن قرار إبعاده المفاجئ لغزة.. إرباك ومعاناة
  • أسير فلسطيني قضى أكثر من عقدين بسجون الاحتلال: جيل كامل تغير
  • أكثر من 48 ألف شهيد حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ طوفان الأقصى
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يزور محافظة إدلب ومخيمات النزوح فيها
  • 10 شهداء و10500 مهجر وتدمير 585 منزلاً واعتقال 120 مدنياً جراء 19 يوماً من العدوان الإسرائيلي على طولكرم
  • تدمير 470 منزلاً ومنشأة جراء العدوان الصهيوني على جنين
  • استشهاد طفلين يتصدر أخبار غزة.. أحدهما بسبب انفجار مخلفات العدوان الإسرائيلي
  • أكثر من 380 معتقلاً منذ بداية العدوان الصهيوني على شمال الضفة الغربية
  • شهيد جراء انفجار جسم متفجر من مخلفات الاحتلال وسط قطاع غزة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 48,239شهيدا منذ بدء العدوان