100 يوم من النزوح.. غزيون يروون لـعربي21 مآسٍ من حياتهم اليومية جراء العدوان
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
مر أكثر من 100 على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة وجريمة تهجير الفلسطينيين إلى المناطق الجنوبية التي اكتظت بنحو 2 مليون شخص ضمن ظروف معيشة مأساوية.
ويعيش الفلسطينيون الذين بقوا في شمال غزة أوضاعا أكثر صعوبة وقسوة وسط شخ كبير في المواد الغذائية والتموين وغلاء منقطع النظير في الأسعار مع انعدام فرص العمل.
نرصد في "عربي21" الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة مع دخول الحرب شهرها الرابع.
يقول سامي (35 عاما)، إنه نزح عن بيته في شمال قطاع غزة منذ تشرين الأول /أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين وهو في حالة نزوح مسترة من مكان إلى آخر.
ويضيف سامي الذي يعمل مهندسا وانقطع مصدر دخله حاليا: "قبيل الحرب عملت كاستشاري في عمل جزئي ولولا الله ثم الدخل الذي توفر من هذا العمل كنت لا أعرف ما الذي سأفعله أو أوفر الطعام لعائلتي".
ويوضح خلال حديثه لـ"عربي21": "منذ الصباح الباكر تبدأ المعاناة من إشعال النار من أجل إعداد الخبز ثم طهي الطعام إن كان هناك ما يوجد لإعداده، ثم البحث عن مياه مالحة من أجل دورات المياه، ومياه حلوة من أجل الشرب".
ويشر إلى أنه كان في السابق يعاني من نوبات الأرق الشديد وعدم تمكنه من النوم لليلة أو أكثر، قائلا: "أنام الآن كطفل صغير وأنا جالس.. ليس بسبب خلو الرأس من الهموم إنما بسبب التعب الذي يهد الحل".
بدوره، يقول أحمد إنه فقد والده خلال الحرب بسبب جلطة قوية بحسب ما قال الأطباء، موضحا "في الحقيقة والدي طق من الزعل والوضع الذي وصلنا له، كان والدي صاحب أموال وعقارات ومشاريع في مدنية غزة".
ويضيف أحمد أن والده الذي لم يتجاوز عمره 55 عاما كانت تصله أخبار خسارته تواليا، سواء تدمير محل تجاري أو سقوط عمارة سكنية يملكها أو احتراق مخزن بضائع يستأجره.
ويذكر "كنا نهون عليه ونقول له المهم صحتك بالدنيا كله معوض والمال بروح وبيجي، لكنه لم تهن عله نفسه ولا زوجته وبناته بعدما انتقلنا للعيش في خيمة في رفح ونت سبقها من رحلة نزوح مرت على أكثر من مدينة ومخيم".
ويضيف "راح المال وراح صاحب المال، والدي لم يكن مريضا أو صاحب علات مزمنة، لكن هذه الحرب لا تقتلنا بالصواريخ فقط، هذه حرب بشعة تقل الإنسان من داخله".
من جهتها، تقول فايزة إنها فقدت أختها وأخيها في قصف إسرائيلي لهم أثناء جمعهم للحطب من أرض لهم في مدينة دير البلح، ثم توفي زوجها بسبب مضاعفات نقص عملية الغسيل الكلوي التي تقلصت لأقل من الثلث.
وتكشف فايزة (38 عاما)، أن زوجها حاله حال الكثير من المرضى تأثر من الازدحام الشديد على قسم الغسيل في مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح، وذلك بعد تقليص ساعات الغسيل من 12 ساعة أسبوعا إلى 4 ساعات فقط.
وتوضح أن عملها وفر لها مكانا للإقامة منذ بدء عمليات النزوح ما جنبها معاناة الخيمة وعدم توفر دورات المياه وغيرها من أبسط تفاصيل الحياة، قائلة: "أنا مستعدة لمقايضة كل ذلك مقابل ما خسرت من أهلي وعائلتي".
وتضيف "أنا الآن لا أنتظر أي شيء.. أنا مستعدة للصمود في هذه الحرب سنوات وسنوات، أهلي فقدتهم وزوجي المريض فقدته، ولا أعرف أي شيء عن مصير بيتي".
من جهته، يعتبر نبيل أن هذه الحرب أخرجت أفضل وأسوأ ما في الناس خلال لحظاتها الحرجة، قائلا: "بصراحة لدي قريب كنت لا أحبه وعندما كان يزورني في غزة كنت اتثقل منه وانتظر لحظة رحيله، لكن عندما حدث النزوح كلمني مباشرة وأصر علي للمجيء إلى بيته في الجنوب وأكرمنا كل الكرم رغم وضعه المادي المتواضع".
ويضيف نبيل (56 عاما): "تركنا منزل قريبي من خانيونس وفي الواقع ليست كل الناس شهمة وتساند الغير، لكن في كل مكان يوجد الخير والمساعدة رغم الظروف الصعبة على الجميع".
أما حسام (33 عاما)، فيقول إنه بقي في غزة رافضا النزوح وأنه نجا مع عائلته من الموت المحقق أكثر من مرة بفضل العناية الإلهية، مضيفا "كل مرة انظر للسيارة وكيف تحولت أبوابها إلى ما أشبه بالمصفاة بفعل الرصاص الحي أتعجب كيف لم يصب أحد منا بأذى.
ويذكر حسام لـ "عربي21": "انتقلت بين بيوت كثيرة لا أستطيع حتى تذكر عددها بحثا عن الملجأ من القصف والموت وكل ما كنت أحدث أحد الأقرباء من الناجين كانوا يقولون لي اذهب إلى بيتنا.. أكسر الباب إن كان مغلقا وخد ما تريد من الاحتياجات والطعام".
ويؤكد "حياتنا صارت أشبه بأفلام ومسلسلات الزومبي ونهاية العام.. نبحث في البيوت عن الملاذ والطعام والشراب مع دمار في كل مكان".
ويختتم حديثه بالقول: "في الحقيقة استيقظ في بيت ولا أعرف أين سأمسي في بيت أم في بيت قريبي أو حتى في بيت لناس لا أعرفه".
ولليوم الـ107 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى نحو 25 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ62 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن الدمار الهائل في الأبنية والبنية التحتية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة أکثر من فی بیت
إقرأ أيضاً:
صحة غزة تعلن أحدث حصيلة لعدد شهداء وإصابات الحرب
أصدرت وزارة الصحة في غزة ، التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ 415 على القطاع.
وفيما يلي نص التقرير كما وصل وكالة سوا:
وزارة الصحة بغزة:
التقرير الاحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الاسرائيلي المستمر لليوم ال 415 على قطاع غزة.
▪ الاحتلال الاسرائيلي يرتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 35 شهيد و 94 اصابة خلال الـ (24 ساعة الماضية).
▪ لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
▪ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 44,211 شهيد و 104,567 اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام 2023م.
المصدر : وكالة سوا