موقع النيلين:
2024-07-06@02:44:17 GMT

عادل الباز: قمة المستهبلين.. في عنتيبي.!!!

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT


1 بلغ الاستهبال السياسي لدى الرؤساء الأفارقة القمة فما ادعوا أنها قمة لمعالجة الأزمات في السودان والصومال، وشواهد الاستهبال السياسي مدفوع الثمن مقدماً لا تحتاج إلى ذكاء ولا إلى معرفة بالسياسة، إنما تحتاج فقط لقراءة البيانات المهترئة التي يصدرونها عقب كل قمة يعقدونها بلا جدوى.

عقدت “منظمة الجراد” أربعة قمم حول السودان وكل قمة تأتي بنتائج أسوأ من سابقاتها، إلى أن بلغت القمة الأخيرة التي قبل الأسبوع الماضى حضيضها في عنتيبي … كيف ولماذا؟.


2

القمة التي دعوا لها لمعالجة الأوضاع المتأزمة في السودان، والأزمة بين الصومال وأثيوبيا، لم تحضرها لا السودان ولا أثيوبيا، يعني مولد وسيدو غائب، فتحولت لمناسبة للردح السياسي. ذكرتني هذه القمة المستأجرات النائحات “اللائي يبكين ميت لا يعرفنه ويقبضن الثمن”.

3
البيان الذي تمخضت عنه قمة الرؤساء غير المحترمين احتوى على تسع فقرات، من هذه التسع فقرات ثمانية خصصت للسودان، وتنحصر كلها في دعوات تم ترديدها من قبل عدة مرات، هي ذات الأجندة التي صدرت عن قمم الإيغاد السابقة. مثلاً دعا البيان للقاء بين البرهان وحميدتي مجدداً في غضون أسبوعين وكان هؤلاء الرؤساء أنفسهم أطلقوا ذات الدعوة في قمة سابقة، ووافق الرئيس البرهان والتزم بالحضور ولكن المتمرد حليفهم لم يظهر والذين أخفوه من قبل قرروا ألا يحضر وقتها اعتذرت الإيغاد بأن سعادة الجنجويدي المتمرد حميدتي لن يحضر لأسباب فنية!!! يتم هذا الاعتذار في ذات الوقت التي لم تمنعه تلك الأسباب من التجول في أرجاء أفريقيا بل في دول الإيغاد ذاتها!!!.ألم أقل لكم إنها قمة المستهبلين؟

4
دعوا في بيانهم مرة أخرى إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار وهي ذات الدعوة التي تم إطلاقها من قبل في خطة خفض التصعيد تبنتها قمة الإيغاد الأولى. إذن ما الداعي لهذه الدعوات المكررة والفارغة؟!!. في البيان أيضاً تقرأ هراء كثير عن الوضع الإنساني ومناشدات المجتمع الدولي لدعم السودان في المجالين السياسي والإنساني وقد فعلوا ذلك من قبل وحصدوا الرماد فلا دعم إنساني ولا دولي وصلا.

5
وأهم فقرة استوقفتني في بيان قمة الجراد هذه تقول ( وجهت الأمانة العامة للإيفاد بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي إلى مراجعة خارطة الطريق لحل النزاع في جمهورية السودان، والتي تم اعتمادها في الدورة العادية الرابعة عشر لرؤساء دول وحكومات الإيغاد، مع تحديد جداول زمنية واضحة؛ وخلال شهر واحد لعقد عملية سودانية مدنية وسودانية القيادة نحو حكومة ديمقراطية في السودان.)…

6
هؤلاء المستهبلون يقررون في غياب أهل الشأن عملية سياسية سودانية القيادة ويمشوا بها نحو حكومة مدنية ديمقراطية وذلك خلال شهر واحد فقط!!!.

هل يمكن أن يتصور عاقل أن تتم عملية سياسية شاملة خلال شهر واحد وممن؟، عملية سياسية واسعة تعني مشاورات مع كل القوى السياسية داخل وخارج السودان والاتفاق على أجندة ثم مفاوضات حولها وصلاً لاتفاق بين القوى المشاركة في المشاورات ثم المضي لتكوين حكومة.. وإلى أن تتفق الأحزاب السودانية ببلاهتها المعتادة وصراعاتها السقيمة على برنامج وحكومة… يكون جراد الإيغاد أفنى وأباد ماتبقى من ثروات الشعب السوداني بواسطة سلاح الجنجويد.!!.

7
طبعاً يمكن أن تسعى منظمة الجراد لنصيب عويش (تقدم) ممثلاً رسمياً للشعب السوداني وتطلب منها تكوين حكومة رئيس الوزراء السابق ليكمل ما بدأه من تدمير للدولة السودانية. لكن هب أنهم فعلوا ذلك أقصد منظمة الجراد وبدأوا عملية سياسية زائفة وكونوا حكومة مثل حكوماتهم تلك فماذا ستفعل وكيف ستعمل ومن أين ستدير عملها؟، إذا كانت حكومتهم السابقة التي كانت مكتملة الأركان ويحرسها الجيش السوداني والدعم السريع وقطاع واسع من الشعب قد فشلت وقادت لكارثة الحرب فما ستفعل حكومة المنفى العميلة هذه التي لا تملك من أدوات السلطة شيئاً والشعب أغلبه ضدها؟.

8
انتهى أمر منظمة الجراد هذه أو هكذا ينبغى أن يكون وندعها لأحلامها ومؤامراتها ولتواصل مسيرة دعمها للمتمردين وعويش تقدم وتمضي الحكومة السودانية للتمسك بالحوار خلال منبر جدة المدعوم دولياً والذي تفرض مخرجاته على المليشيا التزامات محددة إذا رغبت في إنهاء الحرب ولا ينبغي أن تسعى لمنبر سواه. مستصحبة التزاماته المطلوب انفاذها وعلى قيادة الدولة أن ترهف السمع لنبض شعبها بالداخل ولا تمنح أذنيها وعقلها و تهدر وقتها في مع من لا يملكون لها نفعاً ولايضرونها الا اذى.

عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عملیة سیاسیة من قبل

إقرأ أيضاً:

السودان: رسائل إلى المجتمعين في القاهرة

أماني الطويل

يلتئم في القاهرة جمع كبير من الحساسيات السياسية والعسكرية السودانية، تحت مظلة مجهود مصري يسعى إلى وقف الحرب التي ارتفع؛ بسببها أنين الناس على المستوى الإنساني في كل وادي النيل، وتزايدت بشأنها المخاوف حول تداعيات هذه الحرب الإقليمية والدولية.

هندسة الاجتماع اعتمدت على محدد الأحزاب السياسية في الدعوة إلى الاجتماع، وذلك تجنبا لفكرة الكتل التي قد نسب إليها انحيازات سياسية داخلية وخارجية خلال الفترة الماضية، قد تكون عقبة أمام تأسيس المشتركات المطلوب بلورتها، كما أن الاعتماد على محدد الأحزاب من جانب القاهرة، أيضا قد خلص الاجتماع من أحمال قد تكون غير مطلوبة كبعض الشخصيات السودانية المثيرة للجدل، أو منظمات المجتمع المدني التي تعاني من حالة سيولة وتشظي وفقدان للبوصلة الصحيحة في بعض الحالات، وذلك طبقا لطبيعة الخبرات والقدرات للميسرين لها.

الأجندة المطروحة من جانب الوسطاء المصريين، هي عناوين عامة بشأن سبل وقف الحرب وسبل إغاثة الناس، حيث ترك المصريون للسوادانيين حرية الطرح، وفرص بلورة المرئيات الراهنة على المستويين العسكري والسياسي على أمل أن تتحول إلى إرادة جماعية قادرة على إنقاذ السودان الوطن والمواطن.

وفي تقديرنا، أن هذه الإرادة السودانية المطلوبة لن تتبلور، إلا باستصحاب عدد من المعطيات الواقعية منها:

إن أنين المواطن السوداني على المستوى الإنساني بات يطارد الضمائر، بل ويحاصرها هذا الأنين يقول لنا، إن مطلبي وقف الحرب وتحقيق الأمن الإنساني بات يجب ويرتفع على أية أيديولوجيات أو شعارات، ويدرك بشجاعة، أن مطلب تحقيق الأمن للمواطن بات قائدا في هذه المرحلة.

إن الأمانة السياسية والأخلاقية لكل فرد وتنظيم داخل الاجتماع تتطلب أن يتم الطرح بشجاعة وواقعية على طاولات الاجتماعات، وذلك بشأن سبل وقف الحرب السودانية، فإذا كان هناك من وضع يده في يد عبد الرحيم دقلو، فلماذا لا يضعها في يد كرتي؛ فالطرفين قد مارسا الانتهاكات المؤلمة ذاتها، ووقف الحرب يعني التفاعل مع الاثنين معا.

إن السودان حاليا هو تكوين ما دون الدولة طبقا للأدبيات السياسية والأكاديمية، وهو ما يعني أن البعض قد تقوده مصالح القبيلة الضيقة، أو يكون مسجونا في أسوار الأيديولوجيا والشعارات، وهي أمور تشغله ذهنيا، وتشعله عصبيا، وذلك رغم كونه رقما في النخبة السودانية، فأرجوكم الحصة وطن، وما دونه يمكن التفاوض على مصالحه في مراحل لاحقة.

إنه لامجال لاستقواء طرف سياسي على آخر، واعتبار أن اجتماعات القاهرة تعني انحيازا لطرف ضد آخر، ذلك أن القاهرة قد قادت، وتقود تواصلا مع كل الأطراف على مدى كل الشهور الماضية خلال عام ٢٠٢٤ وأظن أنها سوف تستمر في مجهوداتها لإنهاء الحرب مع كل الأطراف السياسية والعسكرية خلال المرحلة المقبلة.

إن التشاور والوصول لقرارات بشأن كعكعة السلطة أي ترتيبات اليوم التالي للحرب، هي لصيقة بهدف إنهاء الحرب، ذلك أن ضمان وجود قدر ما من مصالح الجميع في المعادلة المستقبلية، يضمن وقف الحرب، ولعل الاقتراحات التي سبق وأن طرحتها في مقال سابق على هذا الموقع بشأن طبيعة النظام الانتخابي، و التفاوض على الدوائر الانتخابية بين الأطراف من شأنه، أن يقلل الحيز الزمني للفترة الانتقالية، وهو ما يعجل بتدشين الشرعية السياسية الجديدة بدلا من الصراع عليها.

أنه في ضوء المعطيات الإقليمية والدولية من المطلوب، أن يتم الاستثمار ودعم أطروحة إقليمية واحدة فقط، والسعي لتطويرها لتلبي المتطلبات السياسية لحالة توافق سوداني، هذا التوافق، سوف يساعد هذه العاصمة أو تلك في إسناد مجمل المعادلة ومحاولة إنجاحها، رغم التحديات التي تواجهها.

أن السودان مهدد بانتشار الإرهاب، والتنظيمات المتطرفة فيه، ولن تستطيع حمايته قوات الدعم السريع التي هي رغم انتشارها الجغرافي غير مؤهلة، لأن تكون قوة عسكرية بديلة للجيش القومي، هناك تشبيك حاليا بين القاعدة والحوثي وتنظيم الشباب، وهذا التشبيك فيما أعلم مستهدف السودان في هذه المرحلة، وهو أمر جعل الإدارات الإقليمية والدولية، تصنف السودان كبيئة محتملة لانتشار الإرهاب.

إن الشماته في الجيش القومي رغم هزائمه العسكرية، وطبيعة تحالفاته السياسية في هذه المرحلة، تعني تفكيك الجيش نهائيا ووقوع السودان في يد ميليشيات متنوعة المصالح والأهداف، وانظروا إلى حال اليمن علكم تتعظون، وادرسوا الخبرة الصومالية بعد تفكك الجيش، إذا كنتم تتقون الله في وطنكم.

أن المجتمع الدولي وإداراته المختلفة سواء في واشنطن، أو أوربا باتت مشغولة بملفاتها الخاصة على الصعيد الداخلي، ومتطلبات وزنها الاستراتيجي في السياق الدولي، وذلك أكثر من اهتمامها بتدشين الديمقراطيات في بلداننا، فالانتخابات الأمريكية على الأبواب، وهو ما يعني انشغال الإدارة داخليا، وشلل في أدوراها الخارجية، كما أن صعود اليمين الأوروبي بات مقلقا على استقرار المجتمعات التي يعد المهاجرون الأفارقة والمسلمين مكونا رئيسا فيها، وطبقا لهذه المعطيات، أدعو النخب السودانية الموجودة بالقاهرة إلى إهمال العامل الدولي في المعادلة السودانية ولو مرحليا.

أن التصريحات الصادرة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عشية اجتماعات القاهرة، وقوله إنه يقف على مسافة واحدة من الجميع في السودان، تعني في قراءتي الشخصية مساندته للقاهرة ومحاولتها؛ لوقف الحرب في السودان، فأديس أبابا باتت تدرك معطيات تراجع دورها الإقليمي، كتداعي مباشر للحرب في إقليم تيجراي، وما طرحته من أسئلة في العالم الغربي بشأن مدى جدارة أديس أبابا في لعب أدوار الوكالة للمصالح الغربية، كما تدرك أديس أبابا على صعيد مواز التحرك المصري في الصومال وتداعياته علي المعادلات الإٍقليمية.

ولعله من المهم في هذا السياق الإشارة، إلى أن عدم دعوة أي من فصائل الإسلام السياسي، حتى هؤلاء المنضوين تحت راية تنسيقية تقدم، يرتبط بعدد من الأسباب منها، أن قطاع من هذه الفصائل يمارس التحريض المستمر على الحرب مستثمرا حالة الانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم السريع، حيث كان هذا التحريض عقبة كؤود وقفت أمام فرص تحقيق وقف إطلاق النار خلال الفترة الماضية، خصوصا في محطة المنامة، بل واختطفت إرادة الجيش القومي في بعض الأحيان.

وهناك أيضا قطاعا آخر ما زال يمارس عملية إنكار بشأن مسئوليته الواقعية عن تردي حال الدولة السودانية خلال ثلاثين عاما، وهو الأمر المتضمن إضعاف الجيش السوداني، حماية للنظام السياسي المنتمي إلى الجبهة القومية الإسلامية، والركون إلى أطروحات النقاء العنصري التي أرسلت جنوب السودان بعيدا عن الوطن الأم، وتمارس نفس الأدوار حاليا تجاه إقليم دارفور، وهو الأمر الذي يساهم واقعيا في تقسيم السودان كعامل داخلي.

أما الأطراف الإصلاحية داخل فصائل الإسلام السياسي، فهي تتعالى على فكرة الاعتذار عما أرتكبت في السودان خلال أكثر من ثلاثة عقود، وتكتفي أنه قد تمت مراجعات داخلية، خصوصا في أطر حزب المؤتمر الوطني الذي كان حاكما، وترتكن إلى أن محاولات الإقصاء التي مارستها تقدم والحرية والتغيير ضدهم، هي جديرة بالمواجهة، وتستبعد الاعتراف بالخطايا.

وأخيرا همسة في أذن القاهرة، نقول فيها إن متطلبات الحفاظ علي السودان واستقراره مغايرة لتلك المصرية؛ فلنتخلي جميعا عن ذهنياتنا المصرية، ونفكر قليلا بطريقة الزولة والزول علّنا، ننجو جميعا بسفينتنا المشتركة.

نقلا عن مصر 360  

مقالات مشابهة

  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي في جنين
  • المجلس الوطنى الفلسطينى يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلى فى جنين
  • السودان: رسائل إلى المجتمعين في القاهرة
  • شيري عادل عن انفصالها مرتين: "الناس تخرج بالمعروف أحسن من أنها تعيش تعيسة"
  • بوتين: منظمة شنغهاي ستروج لنظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب
  • الأصول التاريخية للجنسية السودانية
  • الاحتلال الاسرائيلي يقتحم مدينة الخليل فجر اليوم
  • إعلام فلسطيني: قوات #الاحتلال تقتحم #طولكرم وتشن حملة اعتقالات في عزبة الجراد شرقي المدينة
  • باحث: الجراد يهدد الزراعة ويلتهم المحاصيل في غضون ساعات بالإسماعيلية
  • حازم عادل رئيسًا لتحرير برنامج «الحياة اليوم»