صحيفة فرنسية: بعد التوتر مع باكستان.. إيران حريصة على إظهار قدراتها العسكرية
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "لكسبرس" الفرنسية تقريرا، جاء فيه أنه بعد أقل من أربعة ساعات من الضربات الإيرانية التي استهدفت مواقع في الأراضي الباكستانية، ردت إسلام أباد باستهداف إيران. وهذه الردود غير المسبوقة أثارت مخاوف بشأن اندلاع صراع أكبر في المنطقة.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إن باكستان لم تنتظر طويلا قبل الرد على الضربات الإيرانية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في الخميس 18 كانون الثاني /يناير أنها قامت بسلسلة من الضربات العسكرية المنسقة بشكل دقيق ضد مخابئ للإرهابيين في جنوب إيران في محافظة سيستان بلوشستان.
وكانت إيران قبل يومين من ذلك قد نفذت ضربة جوية داخل الأراضي الباكستانية أدت لمقتل طفلين، في تصرف اعتبرته إسلام آباد غير مقبول وغير مبرر.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التصعيد غير المسبوق بين إيران وباكستان التي تمثل الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي، يأتي في وقت تدور فيه حرب طاحنة بين حماس و"إسرائيل" في قطاع غزة، أدت لتأجيج التوترات في كامل الشرق الأوسط.
وقد كثف المتمردون الحوثيون المدعومين من طهران هجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وتطور الأمر ليتحول إلى ضربات جوية وضربات مضادة بين الحوثيين والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وفقا للصحيفة.
وترى الصحيفة أن طهران حريصة على إظهار قدرتها على الرد بقوة على كل أعدائها في العالم، حيث أنها قبل استهداف باكستان كانت قد أطلقت صواريخ ضد أهداف اعتبرتها إرهابية وتضم جواسيس للنظام الصهيوني في الأراضي السورية وفي كردستان العراق. ويأتي هذا التصعيد في رد على عمليات الاغتيال الموجهة التي نفذتها "إسرائيل" ضد مسؤولين من محور المقاومة، والهجوم الدموي الذي تبناه "تنظيم الدولة" في محافظة كرمان الإيرانية.
أما فيما يتعلق بقصف مواقع في باكستان، فإن إيران تؤكد أنها استهدفت مركز عمليات لتنظيم جيش العدل الذي تبنى هجمات ضد مركز للشرطة الإيرانية أسفر عن مقتل 11 شرطيا في نهاية العام الماضي. وهنالك العديد من المجموعات الانفصالية من إثنية البلوش التي تنشط في إيران وفي باكستان، وهو ما يمثل مصدر توتر من البلدين الذين يتبادلان الاتهامات بلعب دور القاعدة الخلفية للمتمردين لتنفيذ الهجمات، وفقا للصحيفة.
وعلى إثر ارتفاع منسوب التوتر مؤخرا، قررت باكستان سحب سفيرها في طهران ومنع عودة السفير الإيراني الذي لا يزال موجودا في طهران.
الخوف من صراع عسكري أكبر
أكدت الصحيفة أن الرد الباكستاني يعتبر غير مسبوق، ويخلق مخاوف من اندلاع صراع أكبر في الشرق الأوسط. حيث يحذر مشرف زايدي الكاتب والمحلل السياسي الباكستاني من أن "المنطقة تواجه وضعا خطيرا ولا يمكن التنبؤ به." وقد توالت النداءات من كافة أنحاء العالم لضبط النفس، سواء من روسيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبي.
ويرى مايكل كوجلمان، مدير معهد دراسات جنوب آسيا في مركز ودرو ويلسون بواشنطن أن "الانتقام الباكستاني كان متناسبا مع الهجوم الإيراني، حيث أنه بدوره استهدف فقط المتمردين وليس القوات النظامية الإيرانية. وقد حان الوقت لإطلاق نداء للوساطة لضمان السيطرة على هذه الأزمة المفاجئة التي تزداد خطورة يوما بعد يوم".
فيما عبرت الصين التي تعتبر حليفا للبلدين، عن استعدادها للعب دور الوساطة من أجل تهدئة التوترات بين طهران وإسلام آباد.
إلا أن البلدين يواجهان في نفس الوقت ضغوطا داخلية يمكن أن تفسر هذه الضربات المتبادلة. إذ أن باكستان تفصلها أسابيع قليلة عن الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في الثامن من شباط/ فبراير، وهذه العملية العسكرية قد تعود بالفائدة على الرابطة الإسلامية الباكستانية، وهو حزب نواز شريف المدعوم من الجيش، من أجل تهدئة احتقان الباكستانيين من القمع الذي مورس على رئيس الوزراء السابق عمران خان الذي يحظى بشعبية كبيرة في البلاد.
أما بالنسبة لإيران، فإنها تريد هذه المناوشات، لأنها تعلن نفسها كنظام ثوري، وبالتالي فهي تقتات على حالة الحرب الدائمة.
"مشاكل بسيطة"
وقالت لجنة الأمن القومي الباكستاني إن إسلام أباد وطهران قادرتان على التغلب على المشاكل البسيطة من خلال الحوار والدبلوماسية، وفق ما ذكرت الأناضول.
وذكر مكتب رئاسة الوزراء، في بيان، أن اللجنة عقدت اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء أنوار الحق كاكر، في العاصمة إسلام أباد، وتم إطلاع المشاركين على التطورات السياسية والدبلوماسية التي تؤثر على الوضع الراهن بين إيران وباكستان، وتأثيرها على الأمن في المنطقة.
وأشاد رئيس الوزراء الباكستاني بالرد المهني للجيش ضد الانتهاك غير المبرر وغير القانوني لسيادة البلاد، حسب وصفه.
وشدد البيان على أن أمن وسلامة الشعب الباكستاني لهما أهمية كبيرة.
وخلص الاجتماع إلى أن البلدين قادران على التغلب على المشاكل الصغيرة من خلال الحوار المتبادل والدبلوماسية، وتمهيد الطريق لتعميق علاقاتهما التاريخية أكثر، وفق البيان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإيرانية الباكستانية غزة إيران غزة باكستان الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أول تحرك من إيران بعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية
اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء الخميس، قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي، في وقت أعلنت فيه الجمهورية الإسلامية اتخاذ إجراءات لتسريع البرنامج.
ومشروع القرار الذي طرحته على التصويت مجموعة الدول الأوروبية الثلاث، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بدعم من الولايات المتحدة، أيّدته 19 دولة من أصل 35، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو، بينما امتنعت الدول الـ12 الباقية عن التصويت.
وسرعان ما أدانت طهران القرار، حيث أصدرت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية بيانًا مشتركًا مساء الخميس.
ووصفت القرار بأنه "ذو دوافع سياسية" و"مدمر"، متهمةً داعميه الغربيين باستخدامه كذريعة لتحقيق "أهداف سياسية غير مشروعة" ضدها.
وأعلنت إيران عن خططها لتشغيل "مجموعة كبيرة" من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، بهدف تسريع عملية تخصيب اليورانيوم.
واستبقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون جلسة التصويت، الخميس، بحشد الدعم للقرار، من خلال تسليط الضوء على أنشطة إيران.
وخاطبت واشنطن مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقول إن أنشطة طهران النووية "ما زالت مثيرة للقلق بشكل عميق"، مشيرة إلى أنّ تعاون الجمهورية الإسلامية مع الوكالة هو "أقلّ بكثير" من التوقعات.
بدورها، قالت الدول الأوروبية إنّ "سلوك إيران في المجال النووي" لا يزال يمثل "تهديداً للأمن الدولي".
وأضافت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك "يجب على المجتمع الدولي أن يظل ثابتاً في تصميمه على منع إيران من تطوير أسلحة نووية".
وبعد التصويت، قال مندوب إيران محسن نظيري، لوكالة فرانس برس، إن هذه الخطوة "ذات دوافع سياسية ولم تحظَ بدعم كبير مقارنة بالقرارات السابقة".
وبعد توجيهها تحذيراً إلى إيران في يونيو (حزيران)، قدمت الدول الغربية نصاً جديداً يسلط الضوء على عدم إحراز أي تقدم في الأشهر الأخيرة.
تذكّر الوثيقة التي أعدتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة إيران "بالتزاماتها القانونية" بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي التي صادقت عليها عام 1970.
وجاء في النص أنه "من الضروري والعاجل" أن تقدم طهران "ردودا فنية موثوقة" في ما يتعلق بوجود آثار غير مفسرة لليورانيوم في موقعين غير معلنين قرب طهران، هما تورقوز آباد وورامين.
ويطالب الموقعون من الوكالة التابعة للأمم المتحدة بـ"تقرير كامل" حول هذا النزاع الطويل الأمد، مع تحديد موعد نهائي لتقديمه في ربيع عام 2025.