نشر موقع "المجلس الروسي للشؤون الدولية"، مقالا جاء فيه أن "العملية العسكرية الشاملة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، على إثر هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، تمثل تحديا حقيقيا لآمال توسيع اتفاقيات أبراهام، وهي سلسلة من الاتفاقات لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولة اليهودية ودول العالم العربي".



ويقول الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن "المرشح الذي كان الأقرب للانضمام إلى هذه الاتفاقيات قبل اندلاع الحرب في غزة هو المملكة العربية السعودية، التي كانت مدفوعة بالإدارة الأمريكية التي لعبت دور الداعم والضامن خلال هذا المسار. ولكن القيادة السعودية، التي أظهرت خلال السنوات الماضية رغبة في توسيع العلاقات مع إسرائيل في مجالات التجارة والأمن، وجدت نفسها مضطرة لتحسب حسابا للرأي العام داخل المملكة وتعدل توجهاتها".

ووفقا للمقال، فإن "العديد من الباحثين والخبراء في علم الاجتماع يشيرون إلى أن موقف الشعب السعودي ضد اتفاقيات أبراهام أصبح أكثر تشددا بعد السابع من أكتوبر. حيث أن استطلاعا للرأي نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تم إجراؤه مع بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، أظهر أن 96 بالمائة من المواطنين السعوديين يفضلون قطعا فوريا للعلاقات الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية وأي نوع من الاتصالات مع إسرائيل".

ويشير التقرير إلى أن "المؤسسة الرسمية السعودية على غرار بقية الدول العربية، تنتقد ممارسات الجيش الإسرائيلي في غزة وتعتبر إنشاء دولة فلسطينية شرطا أساسيا للانضمام لاتفاقيات التطبيع. إلا أن ممثلي إسرائيل يرفضون هذا السيناريو برمته، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدوى المواصلة في طريق التطبيع. ولكن رغم كل هذه الحسابات فإن العملية العسكرية في غزة لم تؤد إلى قطيعة كاملة بين إسرائيل والعرب".

"امضوا حتى النهاية"
في ذات الوقت يرى التقرير أنه "عندما يتعلق الأمر بحماس وعمليات السابع من أكتوبر، فإن تباين المواقف بين العرب وإسرائيل يشهد تراجعا". إذ أنه على إثر تلك الهجمات، كانت وزارة الخارجية الإماراتية قد اعتبرتها "تمثل تصعيدا خطيرا وحادا". كما عبرت أبوظبي عن صدمتها من التقارير الواردة في تلك الفترة حول اختطاف أسرى من منازلهم. فيما ذهبت وزيرة التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي إلى وصف تصرفات حماس إلى أنها بربرية وشنيعة، مشيرة في نفس الوقت إلى أن هجوم حماس لا يبرر سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل.


أما بالنسبة للموقف السعودي، فإن ولي العهد محمد بن سلمان عبر عن تضامنه مع غزة، منددا بالعدوان الإسرائيلي ومطالبا المجتمع الدولي بفرض حظر أسلحة على "إسرائيل".

ولكن في المستويات السياسية الأدنى، وفقا للمقال، لم تخف الرياض موقفها المعارض لتصرفات حماس. حيث أن الأمير تركي الفيصل، المدير السابق لجهاز المخابرات السعودي والسفير السابق في الولايات المتحدة، أدان بشكل قاطع هجمات ما سماه "هجمات حماس على المدنيين من أي عمر أو جنس" مضيفا أن "هذه الهجمات تدحض ادعاءات حماس بشأن هويتها الإسلامية".

وبحسب الكثير من المراقبين، فإن رؤية القيادة السعودية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، تفضل أن يكون فيها الدور الرئيسي للسلطة الوطنية الفلسطينية وليس لحماس.

في المقابل، أشار التقرير إلى أن مسؤولي دولة الاحتلال يرون أن موقف الدول العربية من هذا الصراع غامض، حيث أنه يختلف عندما يكون التواصل وراء الأبواب المغلقة. فقد ذكر أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أن "الدول العربية تمارس لعبة مزدوجة، حيث أنها من جهة تهمس في أذاننا: امضوا حتى النهاية. لأنهم يفهمون جيدا أن التهديد الأساسي للأنظمة العربية المعتدلة لا يأتي من إسرائيل بل من الحركات الإسلامية المتطرفة. ومن جهة أخرى فإن هذه الدول تحرص على إرضاء هؤلاء المتطرفين ومغازلة الرأي العام".

مصالح مشتركة
ذكر المقال أن "أشهر من الصراع المسلح في قطاع غزة أظهرت أن الدول العربية التي لديها علاقات متطورة أو لا تزال في مرحلة الاتصالات مع إسرائيل تعمل على تجنب فتح جبهات جديدة تؤثر على مصالحها، كما تعمل على كبح رغبات المنتمين لما يسمى محور المقاومة، وهو ناد مكون من دول وجماعات مقربة من إيران قررت تقديم دعم عملي لحماس، وهو ما رفع من مستوى المخاطر العسكرية على إسرائيل وحلفائها الغربيين".

وأشار إلى أن "الدفاعات الجوية السعودية استخدمت لاعتراض الصواريخ البالستية التي يتم إطلاقها من اليمن في اتجاه إسرائيل". ولذلك يرى برادلي بومان، الخبير ومدير مركز القوة العسكرية والسياسية في المؤسسة الأمريكية للدفاع عن الديمقراطيات أن "الرياض بشكل مقصود أو غير مقصود ساعدت إسرائيل وأظهرت أهمية المصالح المشتركة بين البلدين، وهو ما يزيد من آمال انضمام المملكة إلى اتفاقيات أبراهام".


وقال إنه "في نفس الوقت تسعى الإمارات لاحتواء الصراع، حيث أن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، المدعوم من أبوظبي، أعلن استعداده للمساهمة في حماية الملاحة البحرية الدولية في المنطقة. كما كان موقع أكسيوس الأمريكي قد ذكر أن أبوظبي تسعى لاستغلال عودة علاقاتها مع النظام السوري لتحذيره من مغبة الانخراط في الحرب الدائرة على غزة".

أما البحرين المنخرطة بشكل تام في اتفاقيات أبراهام، فهي لم تكتف بالانضمام إلى التحالف الدولي "حارس الازدهار" الذي أسسته الولايات المتحدة لحماية الملاحة البحرية في البحر الأسود، بل إنها قدمت أيضا دعما للقوات الأمريكية والبريطانية لقصف المواقع الحوثية في اليمن.

ورغم ذلك، يرى التقرير أن" التوسع الرسمي لاتفاقيات أبراهام، الذي تشتغل عليه الإدارة الأمريكية وتواصل الدفع نحوه من خلال التواصل مع المملكة العربية السعودية، يبقى مسألة في غاية الصعوبة. إذ أن هنالك عائقا أساسي في الوقت الحالي يتمثل في تصلب الموقف الرسمي الإسرائيلي من مسائل على غرار بنية القيادة الفلسطينية بعد الحرب. كما أن هنالك عاملا آخر لا يقل أهمية، وهو أن الأنظمة العربية مضطرة لأخذ الرأي العام الداخلي في الحسبان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة حماس السعودية فلسطينية الاحتلال فلسطين حماس السعودية غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة فی غزة إلى أن حیث أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة: ترامب ونتنياهو سيعلنان عن تقدم في التطبيع بين إسرائيل والسعودية

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، صباح اليوم الأحد 2 فبراير 2025، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، قد يعلنان عن تقدم في مسار التطبيع بين إسرائيل والسعودية، خلال اللقاء الذي يجمع بينهما في واشنطن، يوم الثلاثاء المقبل.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عمل على تنسيق الصياغة الدقيقة للإعلان المحتمل بين الأطراف المعنية، في إشارة إلى تل أبيب والرياض.

ووفق التقرير، لم يتم التوصل إلى تفاهمات نهائية بين الأطراف حول ما إذا كانت التصريحات المشتركة لنتنياهو وترامب ستمثل "إعلانا رمزيًا أم ستتضمن خطوات عملية" تتعلق بمسار التطبيع المحتمل.

ولفتت الصحيفة إلى أن مبعوث ترامب كان قد زار السعودية قبل وصوله إلى تل أبيب، الأسبوع الماضي، حيث اجتمع مع نتنياهو ومسؤولين آخرين؛ كما أشار إلى الاجتماع الذي عقده ويتكوف في الرياض مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ .

وذكرت الصحيفة أن "إدارة ترامب تركز بشكل أساسي على التسريع في مسار التطبيع مع السعودية، الأمر الذي يعتبره الأميركيون ‘مفتاح التغيير الإقليمي‘، الذي يشمل إضعاف حماس ، وإنهاء المشروع النووي الإيراني، وتعزيز الاستثمارات في الاقتصاد الأميركي".

وأشار التقرير إلى أن تصريحات ترامب المتكررة بشأن تهجير جزء من سكان قطاع غزة وإعادة توطينهم في مصر والأردن قد تكون مجرد مناورة تفاوضية، بحيث يمكن للسعودية الإعلان عن إفشال هذا المخطط كجزء من التفاهمات مع واشنطن بشأن التطبيع.

وقالت الصحيفة إن غالبية تفاصيل الاتفاق المستقبلي متفق عليها مسبقًا بين الطرفين، منذ المفاوضات التي أجريت في عهد الإدارة الأميركية السابقة برئاسة جو بايدن. وبموجب التفاهمات، ستوقع إسرائيل والسعودية اتفاق تطبيع يتضمن شراكات وتعاونًا اقتصاديًا.

في المقابل، ستلتزم الولايات المتحدة بتزويد السعودية بمفاعلات نووية لأغراض مدنية، بضمانات رقابية صارمة، إضافة إلى اتفاقية دفاع مشترك بين الجانبين؛ كما يتضمن الاتفاق التزامًا بـ"مسار نحو دولة فلسطينية".

وذكرت "هآرتس" أن البند المتعلق بضمان مسار يؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية تم التوصل إلى تفاهمات حوله مع إسرائيل، لكنه سيصدر في صيغة إعلان أميركي يلزم إسرائيل دون أن يكون جزءًا من الاتفاق المباشر بين تل أبيب والرياض.

ولفتت الصحيفة إلى أن "العائق الرئيسي أمام التقدم في هذا المسار هو الحرب في غزة، حيث تشترط السعودية وقف العمليات العسكرية للمضي قدمًا في الاتفاق، وهو ما سيؤكد عليه ترامب مجددًا خلال اجتماعه مع نتنياهو في البيت الأبيض".

لهذا السبب، وفقا للتقرير، مارس ويتكوف ضغوطًا لدفع نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة. وفي مقابلة صحافية أجراها الأسبوع الماضي، كرر ويتكوف رغبته في تنفيذ جميع مراحل صفقة تبادل الأسرى بالتوازي مع وقف إطلاق النار.

وقالت الصحيفة إنه خلال الاجتماع المرتقب، يوم الثلاثاء، بين نتنياهو وترامب، ستحصل إسرائيل أيضًا على تصريح واضح من ترامب يؤكد أن حماس لن تكون جزءًا من أي إدارة مستقبلية في قطاع غزة.

وذكر "هآرتس" أن عددا من الدبلوماسيين والمسؤولين في الشرق الأوسط، شرعوا بالعمل على صياغة تسوية تؤدي إلى إخراج حماس من المشهد وإبعادها عن السلطة في قطاع غزة، "دون أن تعلن الحركة استسلامها بشكل رسمي".

وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو يرى أن التزامًا علنيًا من ترامب بهذا الموقف سيساعده على احتواء الضغوط السياسية الداخلية، خصوصًا من بتسلئيل سموتريتش، ويلغي تهديده بالانسحاب من الحكومة، إذا لم تستأنف إسرائيل الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق مع حماس.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية صفقة الأسرى - نتنياهو يكشف محاور البحث خلال اللقاء مع الرئيس الأمريكي اختيار إيال زمير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي إسرائيل تدرس إمكانية تسريع وتيرة تنفيذ دفعات الأسرى الأكثر قراءة إسرائيل تربط عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة بمصير الأسيرة أربيل يهود فضل ليلة الإسراء والمعراج بالتفصيل 2025 الأونروا: إسرائيل أبلغتنا بوقف عملياتنا في القدس بحلول 30 يناير الجاري ترامب ومستقبل التهدئة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إيهود باراك يعلق على التطبيع مع السعودية.. وهذه خيارات سقوط نتنياهو
  • ترامب سيقترح على نتنياهو التطبيع مع السعودية.. بهذا المقابل
  •  المفاوضات خلف الكواليس ناقشت التطبيع مع السعودية 
  • الرئيس الشرع: النظام الاشتراكي فيه الكثير من السلبيات التي أثرت في المواطن وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد
  • سموتريتش يعقب على إمكانية التطبيع مع السعودية وإقامة دولة فلسطينية
  • رئيس الجزائر يعلن شرطا واحدا لـ "التطبيع مع إسرائيل"
  • الإحتلال يكشف عن تطورات جديدة في صفقة التطبيع المرتقبة مع السعودية
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • إسرائيل تقتل فلسطينيا في جنين تحرر بصفقة مع حماس في 2023
  • صحيفة: ترامب ونتنياهو سيعلنان عن تقدم في التطبيع بين إسرائيل والسعودية