مسؤول أمني: حكومة الحرب الإسرائيلية على وشك الانهيار
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
كشف مسؤول أمني إسرائيلي مطلع اليوم السبت، أن حكومة الحرب الإسرائيلية أصبحت على وشك الانهيار، ورئيس الوزراء نتنياهو يتردد في قراراته ويضيع الوقت.
وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية في مقال، إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، الذي يدير الجانب العسكري من الحرب في غزة منذ يومها الخامس، أصبح الآن في مراحله الأخيرة، مشيرة إلى أنه تم تشكيل الحكومة باندفاع من قبل خصوم سياسيين ألداء في الأيام التي تلت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.
وأكدت الصحيفة أنه طوال الأشهر الثلاثة والنصف الماضية، ظلت حكومة الحرب متماسكة على الرغم من الاختلافات الشخصية والأيديولوجية بين أعضائها، مرجعة السبب بذلك إلى "حالة الطوارئ الحادة" التي كانت تواجهها إسرائيل.
وأوضحت "التايمز" أن الأسئلة حول المراحل التالية من الحرب تطرح الآن وتتسبب بتمزق هذه الحكومة، وهي "ما إذا كان ينبغي على إسرائيل مواصلة الحملة الواسعة النطاق ضد حماس أو اختيار وقف إطلاق النار الذي يسمح بإطلاق سراح 136 أسيرا ما زالوا محتجزين في غزة، ومن يجب أن يكون مسؤولا عن غزة في نهاية المطاف؟ اليوم التالي للحرب".
وبحسب الصحيفة، اتهم غادي آيزنكوت، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم قول الحقيقة بشأن الأهداف العسكرية في غزة، مما يكشف التوترات في القيادة.
وأوضح المقال، أنه "على الورق، هناك ثلاثة أعضاء كاملي العضوية في حكومة الحرب: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وبيني غانتس وزير الدفاع السابق والزعيم الحالي لحزب الوحدة الوطنية الوسطي".
وثمة اثنان من أعضاء الحكومة هما بمثابة "مراقبين": "وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، المعين شخصيا من قبل نتنياهو، وآيزنكوت الذي يمثل غانتس، بالإضافة إلى العضو السادس غير الرسمي، آرييه درعي، زعيم حزب شاس الديني المتطرف الذي يحضر معظم الاجتماعات". هؤلاء السياسيون الستة يديرون الحرب على قطاع غزة.
وأشارت "التايمز" إلى أن نتنياهو يرأس ظاهريا حكومة الحرب، ولكن بكل المقاييس، دوره الرئيسي هو محاولة تأجيل القرارات الرئيسية مثل متى سيتم شن الهجوم البري في غزة، وما إذا كان سيتم شن هجوم استباقي على "حزب الله" في لبنان، وما إذا كان سيتم قبول أول اتفاق لإطلاق سراح الأسرى في نوفمبر؟ ما يجب القيام به بشأن صفقة التبادل المستقبلية.
ويقول أحد المسؤولين الأمنيين المطلعين في مجلس الوزراء: "نتنياهو متردد، ويضيع وقتا ثمينا، خوفه الرئيسي هو اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم تقليص الحرب - الأمر الذي سيجعل الأحزاب اليمينية المتطرفة في حكومته تنسحب من الائتلاف وتفرض إجراء انتخابات مبكرة".
وأضافت الصحيفة أن غانتس الذي كان منافسا سياسيا لنتنياهو على مدى السنوات الخمس الماضية، ووفقا لاستطلاعات الرأي، سيفوز بالانتخابات إذا أجريت اليوم، وتمسك في وقت مبكر من الحرب بموقفه ضد توجيه ضربة استباقية لـ "حزب الله"، وكان مؤيدا لاتفاقية تبادل الأسرى الأولى، ويعتقد أن إسرائيل يجب أن تعطي الأولوية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى المتبقين، والموافقة إذا لزم الأمر على وقف إطلاق النار مع "حماس".
وكان غانتس هو من حث نتنياهو على تشكيل حكومة حرب لتقليل نفوذ اليمين المتطرف وتوحيد إسرائيل. لكن مساعديه يحذرون من أن صبره بدأ ينفد، وعندما يشعر أنه لم يعد قادرا على التأثير على عملية صنع القرار، فإنه سيعود إلى المعارضة ويدعو إلى إجراء انتخابات.
وتابع المقال، "غالانت هو الأكثر تشددا في الحكومة، إذ أنه دفع دون جدوى لتوجيه ضربة لـ "حزب الله" وعارض اتفاقيات تبادل الأسرى، وهو الآن الأقل قدرة على إخفاء ازدرائه لنتنياهو، الذي حاول إقالته العام الماضي، كما يرفض حتى الظهور في المؤتمرات الصحفية مع رئيس الوزراء ما لم ينضم غانتس إليهم".
وأما رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية، فهو سفير سابق لدى الولايات المتحدة وأقرب مساعدي نتنياهو، وعلى عكس الوزراء الآخرين، لم يخدم في الجيش الإسرائيلي ويتمثل دوره الرئيسي في دعم نتنياهو والقيام بمهام دبلوماسية نيابة عنه.
وآرييه درعي هو زعيم ثاني أكبر حزب في ائتلاف "شاس" لكن المحكمة العليا لا تسمح له بالعمل كوزير بسبب إدانته بالاحتيال الضريبي. ومع ذلك، فهو مرحب به في الحكومة بسبب "تأثيره المهدئ" على نتنياهو، ولا يمتلك زعيم حزب شاس أي خبرة عسكرية لكنه يجلس في الوزارات الإسرائيلية منذ العشرينات من عمره. ويقول أحد المساعدين: "في بعض الأحيان، وحده درعي هو القادر على إقناع نتنياهو باتخاذ القرارات".
أما غادي آيزنكوت رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، فهو الشريك السياسي الهادئ لغانتس والذي يتفق معه في معظم الأمور. في الشهر الماضي، قُتل ابنه غال، وهو جندي احتياطي في وحدة مشاة تابعة للجيش الإسرائيلي، أثناء القتال في غزة، وفي مقابلة عاطفية على التلفزيون الإسرائيلي، كشف آيزنكوت لأول مرة عن الانقسامات في مجلس الحرب.
وأوضح آيزنكوت في مقابلته مع صحيفة "التايمز" أنه "في رأيه يجب على إسرائيل قبول وقف إطلاق النار كجزء من اتفاق لإطلاق سراح الأسرى المتبقين. ورغم أن مثل هذه الصفقة لم تطرح على الطاولة بعد (وليس من الواضح ما إذا كانت حماس ستوافق على ذلك)، فإن الحكومة المصرية تحاول إقناع الطرفين بالقبول. ويؤيد غانتس ودرعي أيضا ذلك، لكن نتنياهو وغالانت وديرمر يعارضون ذلك".
وأشارت "التايمز" إلى أنه يوجد خلاف مماثل حول قبول مطالب إدارة بايدن والحلفاء الآخرين بأن تبدأ إسرائيل العمل على استراتيجية "اليوم التالي للحرب"، والتي ستشمل تسليم السيطرة على غزة إلى السلطة الفلسطينية وعملية دبلوماسية نحو حل الدولتين.
وقال آيزنكوت إن مثل هذه المناقشة كان ينبغي أن "تبدأ قبل شهرين ونصف". وقد منع نتنياهو إجراء أي نقاش في مجلس الوزراء حول هذه القضية واستبعد علانية إمكانية تولي أي أحد آخر غير إسرائيل المسؤولية عن الأمن في قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى تهديدات غانتس وآيزنكوت بالانسحاب من حكومة الحرب، قائلة: "لم يعلن غانتس وآيزنكوت بعد عن موعد نهائي لرحيلهما إذا لم تتخذ حكومة الحرب موقفا بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار وخطط "اليوم التالي للحرب"، لكن الأمر قد يستغرق أياما، أو حتى أسابيع".
وقال آيزنكوت في مقابلته: "ما زلت أشعر بأننا نؤثر. أنا اتأكد من نفسي كل يوم”، وأضاف "نحن بحاجة في غضون أشهر إلى العودة إلى الجمهور الإسرائيلي وتجديد الثقة معه"، لأن إسرائيل "تحتاج إلى أن تقرر كيف ستستمر من هنا بقيادة فشلت تماما وخسرت ثقة الجمهور الإسرائيلي في الحكومة".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة بنيامين نتنياهو بيني غانتس تل أبيب جو بايدن حركة حماس حزب الله طوفان الأقصى قطاع غزة واشنطن رئیس الوزراء مجلس الوزراء إطلاق النار حکومة الحرب ما إذا کان فی مجلس إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف تفضح طموحات نتنياهو نقاط ضعف الاحتلال الإسرائيلي؟
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا يسلط الضوء على الأساليب التي يعتمدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتغطية على نقاط ضعف "إسرائيل" وفشلها في تحقيق أهدافها، وذلك بالأساس من خلال استراتيجية "الهروب إلى الأمام" وإثارة المزيد من التوترات على أكثر من صعيد.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حملة نتنياهو ضد مصر مثال آخر على عجز إسرائيل عن حسم الحرب في غزة وتغيير الواقع السياسي في القطاع، بعد مرور 17 شهرًا على انطلاق الحرب المدمرة.
وحسب الموقع، فإن نتنياهو كان قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في حالة من النشوة السياسية؛ حيث بدا أن دبلوماسيته في الجنوب العالمي قد كسرت عقودًا من العزلة الإسرائيلية، كما أن نجاحه في الحصول على الاعتراف الدولي دون تنازلات كبيرة أكسبه شعبية هائلة في الداخل، وكان المتطرفون المحيطون به يتطلعون لإعادة تشكيل المنطقة وتعزيز مكانة إسرائيل عالميا بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة.
فشل إسرائيلي ذريع
لكن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما رافقه من فشل إسرائيلي ذريع على جميع الجبهات، كشف -وفقا للموقع- عن فشل نتنياهو في تحقيق تطلعاته، وسرعان ما تجلت الأزمة في غضب عالمي عارم ضد حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين، وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرمًا مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح الموقع أن نتنياهو اختار التصعيد في مواجهة هذه الإخفاقات، فقد أصر على مواصلة الحرب في غزة، والإبقاء على حضوره العسكري في لبنان، وتنفيذ حملات قصف متكررة وواسعة النطاق في سوريا، لكنه فشل حتى الآن في تحقيق أي من أهدافه المعلنة من الحرب المدمرة على غزة، والتي كلفت إسرائيل خسائر غير مسبوقة.
وفي الوقت نفسه، تتعمق الانقسامات بين النخب السياسية والعسكرية، وآخر مظاهر الانقسام إقالة العديد من كبار الضباط وإعادة ترتيب الأوراق في الجيش بما يتماشى مع طموحات نتنياهو السياسية.
وتزامنا مع تكثيف التهديدات تجاه غزة ولبنان وسوريا، صعدت إسرائيل لهجتها تجاه مصر رغم أنها ليست طرفا في النزاع الحالي وكانت أحد الوسطاء الثلاثة في محادثات وقف إطلاق النار.
وأكد الموقع أن السبب الأساسي لهذا التصعيد هو أن نجاح الاستراتيجية الإسرائيلية في ترحيل سكان غزة إلى صحراء سيناء يتطلب موافقة مصر، وقد بدأ كبار المسؤولين الإسرائيليين بتوجيه أصابع الاتهام إلى القاهرة في غياب أي بوادر على إمكانية تحقيق "نصر كامل" في حرب غزة.
التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر
وأخذ التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر منحى أكثر حدة -وفقا للموقع-، حيث اتهمت بعض الأطراف القاهرة بتسليح حماس، أو بعدم القيام بما يكفي لوقف تدفق الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية.
وعندما رفضت مصر الاتهامات الإسرائيلية وعارضت خطة التطهير العرقي وتهجير سكان غزة، بدأ القادة الإسرائيليون يتحدثون عن تهديد عسكري مصري، زاعمين أن القاهرة تحشد قواتها على الحدود مع إسرائيل.
واعتبر الموقع أن الهدف من توريط مصر في النزاع هو صرف الانتباه عن الفشل الإسرائيلي في ساحة المعركة، لكن هذا التكتيك تحول إلى عملية تضليل، أي إلقاء اللوم على مصر بسبب عدم قدرة إسرائيل على الانتصار في الحرب أو تحقيق هدفها بتهجير سكان غزة.
يضيف الموقع أن نتنياهو شعر أنه حصل على التزام أمريكي واضح بتصدير مشاكل إسرائيل إلى أماكن أخرى بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لتهجير سكان غزة نحو الأردن ومصر. كما لعب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد ورقة مصر لصرف الانتباه عن فشله في منافسة نتنياهو سياسيا، حيث اقترح في مؤتمر له بواشنطن أن تشرف القاهرة على القطاع لعدة سنوات.
لكن ما لم ينتبه إليه كثيرون -وفقا للموقع- هو إسرائيل لم تأخذ تاريخيا الإذن من أحد لتهجير الفلسطينيين واحتلال أرضهم عندما كانت قادرة على القيام بذلك، ما يعني أن الضغوط التي تمارسها حاليا على الدول العربية للرضوخ لمخططات التطهير العرقي هو علامة على أنها تمر بأكثر اللحظات ضعفا في تاريخها.