الذكرى المئوية لثورة 1924 «12».. ما هي سمات جمعيتي الاتحاد السوداني واللواء الأبيض؟

تاج السر عثمان بابو

اتسمت حمعية الاتحاد السوداني وبعدها اللواء الأبيض والجمعيات والأحزاب والنقابات التي جاءت بعد هزيمة ثورة 1924 بأنها كانت تنظيمات مجتمع مدني حديثة، ظهرت مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي نشأت في بداية القرن العشرين.

وسوف نركز هنا على سمات جمعيتي الاتحاد السوداني واللواء الأبيض.

1 جمعية الاتحاد السوداني:

في اوائل عام 1920 أُسست جمعية الاتحاد السوداني بأم درمان، وهي أول تنظيم سياسي حديث من خمسة أعضاء مؤسسين من القوى الاجتماعية الجديدة التي نشأت بعد مشاريع الإدارة البريطانية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، والأعضاء المؤسسون هم : عبيد حاج الأمين، توفيق صالح جبريل، محى الدين جمال ابوسيف، إبراهيم بدرى، وسليمان كشه.

من حيث الأصول الاجتماعية والطبقية لهذه القيادة، فقد كان عبيد ابن أخ لعالمين من العلماء الذين سافروا في الوفد الذي زار بريطانيا في عام 1919 لتهنئة الملك على انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الأولي، أي أنه كان من اسرة دينية مشهورة تسكن بري بالخرطوم، وهو من خريجي كلية غردون.

أما توفيق صالح جبريل فقد كان ابنا لأحد كبار تجار أم درمان، ومحى الدين جمال ابن أحد رؤساء الكتبة، وكان إبراهيم وسليمان من أبناء التجار (جعفر بخيت، المرجع السابق، ص 49).

وكان معظمهم من الموظفين الصغار، فقد كان توفيق صالح جبريل وإبراهيم بدرى مساعدي مـأمور، وعبيد حاج الأمين ومحى الدين جمال موظفين أحدهما بمصلحة البوستة والآخر بمصلحة الأشغال العمومية، وحسب ملاحظة جعفر بخيت فقد كانوا جميعا من الأدباء أو النقاد أو المثقفين الاجتماعيين (المرجع السابق، ص 50).

2

وعلى هذا بدأ أن السياسة السودانية الحديثة قد نشأت لصيقة بكلية غردون التذكارية والحركة الأدية العربية ونادى الخريجين ومحيط صغار الكتبة والموظفين بالحكومة.

ونشير الي ذلك بتحليل الاصول الاجتماعية لعينة أخرى من أعضاء الاتحاد السوداني: خلف خالد (نائب مامور)، الأمين على مدنى (معلم وناقد أدبي)، مكاوى يعقوب ( الموظف والشاعر)، عبد الله خليل (ضابط)، محمد صالح الشنقيطي ( نائب مامور)، بابكر قباني( موظف بالبوستة)، خليل فرح ( فنان وموسيقي)، محمد العمرابي ( خريج معهد أمدرمان العلمي) ( المرجع السابق ، ص 50).

واستطاع كل من المؤسسين أن يضم خمسة أعضاء في خلية، كما استطاع كل منهم بدوره ضم آخرين ( المرجع السابق، ص 50).

كان سكرتير الاتحاد السوداني هو عبيد حاج الأمين حسب ماورد في خطاب نشره في جريدة الاهرام بتوقيع سكرنير الاتحاد السوداني( المرجع السابق، 51).

كانت أشكال العمل الجماهيري للجمعية تتلخص في تنظيم الندوات الأدية والعمل السياسي المباشر بالهجوم على الحكومة والمتعاونين معها من رجال الدين والتقليديين والعلماء، وذلك عن طريق الرسائل بالبوستة، اضافة للمنشورات والكتابة في الصحافة المحلية والصحافة المصرية.

كما كان الاتحاد يعمل على ارسال البعثات من الطلاب للدراسة في مصر ، واحيانا حاول الاتحاد جعل بعض الطلاب من كلية غردون على تركها للالتحاق بجامعات ومعاهد مصر، ونجح أحيانا وفشل في بعض الأحيان.

3

كان الصراع في قيادة الاتحاد دائرا حول منهجين أو اسلوبين للعمل :

– اتجاه عبيد حاج الأمين الذي كان يهدف الي العمل الجماهيري والسياسي ضد الاستعمار بعد تجربة ثلاث سنوات من النشاط الأدبي والسري.

– اتجاه توفيق صالح جبريل ومحى الدين جمال ابوسيف وإبراهيم بدرى وسليمان كشه الذي كان يدعو الي اعطاء الاسبقية للنشاطات الثقافية والأدبية، ولم يوافق هذا الاتجاه على اتجاه عبيد حاج الأمين الرامى الي المواجهة المباشرة للحكومة.

وأخيرا حدث انشقاق في جمعية الاتحاد السوداني، عندما انشق عييد وانصاره من الجمعية، وأسسوا جمعية جديدة هدفها الأساسي مواجهة الاستعمار وهي ( جمعية اللواء الأبيض).

4 جمعية اللواء الأبيض:

قامت جمعية اللواء الأبيض على أساس تصعيد العمل الجماهيري والسياسي ضد الاستعمار في أبريل 1923 برئاسة على عد اللطيف الذي كان مشهورا سياسيا منذ عام 1922 بمقالاته التي كان يهاجم فيها الإدارة البريطانية، وعلى عبد اللطيف ينحدر من صلب امرأة دينكاوية ومن والد نوبي من الخندق بمديرية دنقلا (محمد عمر بشير، المرجع السابق،ص 84، للمزيد من التفاصيل،راجع د. يوشيكو كوريتا ، علي عبد اللطيف وثورة 1924 ، ترجمة مجدي التعيم، مركز الدراسات السودانية، يناير 1997)، وكان والد على عبد اللطيف مقيدا بسجل الجهادية – قوات الخليفة من السود – وقد هجرها للالتحاق بالجيش المصرى، وعمل ايضا في الاورطة الثالثة عشرة، والاورطة الخامسة عشرة السودانية، وُلد على عبد اللطيف في اسوان خلال خدمة والده في الجيش المصري، وحضر مع والداه الي الخرطوم، وكان طفلا شقيا، وقد اعتاد على كسب نصف قرش مقابل الاشراف على الخيول خارج احدى النوادى، وقد تبناه بعد ذلك ريحان حنا التاجر بام درمان وأدخل بواسطة صهر ذلك الرجل ويدعى فرج ابوزيد الي المدرسة الحربية حيث تخرج في اوائل عام 1914( محمد عمر بشير ، ص 84 – 85).

وفي مقال لعلى عبد اللطيف بجريدة الحضارة (لم يُنشر) طالب بحق السودانيين في اختيار من يرغبون لارشادهم لطريق الاستقلال سواء كانوا السودانيين أو المصريين، وطالب بمزيد من التعليم، وإنهاء احتكار السكر، وبوظائف عالية في سلك الخدمة المدنية ( نفسه ، ص 85).

بعد ذلك تم اعتقال على عبد اللطيف وأدانته المحكمة وعاقبته بالسجن لمدة سنة واحدة، وهكذا اصبح على عبد اللطيف مشهورا عندما تولى رئاسة جمعية اللواء الأبيض ، وكان من اعضائها البارزين: عبيد حاج الأمين، صالح عبد القادر، حسن صالح ، وحسين شريف ، وقد تلقى صالح عبد القادر تعليمه بكلية غردون، وعمل في وظيفة وكيل بريد سفرى ىين الخرطوم وحلفا، وعرفات محمد عبد الله، والشيخ زكى عبد السيد ، ومحمود محمد فرغلى، وسرالختم محمد عثمان.

هكذا تكونت جمعية اللواء الأبيض على اساس جماهيري واسع، وقامت لها عدة فروع في المدن الكبرى في السودان الشمالى، كما قامت على نظام الخلايا الذي ساعد في تأمين نشاطها الداخلي والجماهيري، وساعد على تنسيق الاتصال مع الجماهير، وانضم الي الجمعية عدد من ضباط الجيش وموظفي الحكومة والفنيين والتجار والطلاب، وبحلول عام 1924 كانت عضوية الجمعية لم تتجاوز 150 عضوا، لكنها أحاطت نفسها بأعداد كبيرة من المؤيدين والمتعاطفين.

مهما يكن من أمر فإن قوة الجمعية كانت متمثلة في صفوف ضباط الجيش حيث حظى على عبد اللطيف بالاحترام، كما تمثلت في صفوف الكتبة الذين أُعجبوا بعبيد حاج الأمين.

ومن بين 104 أسماء وردت في كشف اعده مكتب المخابرات باعتبار أنه ضم أسماء أعضاء الجمعية بيّن أن : 40 شخصا كانوا من الموظفين، 27 من الضباط السابقين، 10 من العمال ،8 من التجار، 6 من الكتبة ، 4 من الطلاب، 4 من القضاة، 3 من المدرسين، و2 من نواب المآمير( محمد عمر بشير المرجع السابق، ص 86- 87).

وهناك كشف آخر أعده مكتب المخابرات اشتمل على أسماء 60 من الضباط السودانيين باعتبارهم أعضاء عاملين نشيطين بالجمعية ( تيم نبلوك ، المرجع السابق).

5

وهكذا نصل الي أن الجمعية كانت تنظيما حديثا في شعاراتها السياسية، وفي تكوينها الاجتماعي، فقد ضمت مختلف فئات المتعلمين، كما ضم العمال وضباط الجيش والتجار، أي أنه لامس القوة الاجتماعية الجديدة التي نشأت بعد قيام مشاريع الإدارة الاستعمارية الزراعية والصناعية والتعليمية وغيرها – وهو نتاج تلك القوى نفسها.

كانت قيادة الجمعية تتكون من : على عبد اللطيف (الرئيس)، عبيد حاج الأمين (نائب الرئيس)، اضافة لثلاثة آخرين هم: حسين الشريف ، حسين صالح المطبعجي، وصالح عبد القادر( تيم نبلوك، المرجع السابق، ص 116)، أي أنه كان للجمعية لجنة خماسية لقيادة العمل.

شمل نشاط الجمعية المدن التالية: الخرطوم ، ام درمان، الخرطوم بحرى (العاصمة المثلثة)، عطبرة، شندى، بورتسودان، وادي حلفا، واد مدني، الابيض، كوستي، دنقلا، ملكال ، وتلودى.

بهذا يمكن القول أن قاعدة جمعية اللواء الأبيض الأساسية كانت في المدن حيث تعيش القوى الأساسية التي كونت الجمعية من عمال وموظفين وتجار وضباط ، وغير ذلك،علما بأن عدد سكان المدن يومئذ لا يتجاوز 10% من سكان السودان، بالتالى نرى أن 90% كانوا يعيشون في القطاع التقليدي من مزارعين ورعاة وبدو، لم تتوجه اليهم اللواء الأبيض، وهذا من نقاط ضعف جمعية اللواء الأبيض، وهذه القوى كانت تحت تأثير زعماء القبائل والزعماء الدينيين الذين اتخذوا مواقف معادية لجمعية اللواء الأبيض، وتحالفوا مع الانجليزضدها، وهم الذين قال فيهم صالح عبد القادر شاعر الثورة حين خذل علماء الدين ثورة 1924:

الا يا هند قولى واجيزي

رجال الشرع اضحوا كالمعيز

الا ليت اللحى صارت حشيشا

فتعلفها خيول الانجليز.

كان نشاط الجمعية في المدن يتلخص في : اصدار المنشورات ، قيادة المظاهرات، الخطب في المساجد والمناسبات الدينية، تنظيم الاجتماعات ، تنظيم الاضرابات، تمرد المساجين السياسيين، التمرد العسكرى والمواجهه المسلحة، الكتابة في الصحف المحلية والمصرية، تنظيم الحملات لاطلاق سراح المعتقلين،جمع التبرعات لاسرهم ، والتضامن معهم عن طريق الاحتجاجات والاضرابات، جمع التبرعات لدفع الغرامات المقررة من المحاكم على أعضاء الجمعية وغيرهم.

وكانت الحكومة تواجه هذا النشاط بحملة الاعتقالات والتفتيش والمحاكمات التي تصدر أحكامها بالسجن والغرامة والاعدامات ، قمع المظاهرات بالهراوات واصدار الأوامر بمنع المظاهرات والتجمعات، تننظيم حملات سياسية وفكرية ضد جمعية اللواء الأبيض مثل: العريضة التي وقعها كبار العلماء والمفتشين والزعماء الدينيين والعمد والمشايخ وكبار التجار والتي تتكون من 38 شخصية مؤثرة في المجتمع (انظر قائمة الموقعين في تيم نبلوك المرجع السابق، ص 172- 174).

على سبيل المثال: ذهب كاتب بالحضارة في مقال له للقول بأنه ” كان يتعين على اللواء الأبيض أن تعلم بأن البلاد قد أُهينت لما تظاهر أصغر واوضع رجالها دون أن يكون لهم مركز في المجتمع بأنهم المتصدرون والمعبرون عن رأى الأمة، وأن الزوبعة التي أثارها الدهماء قد ازعجت طبقة التجارورجال الأعمال” ، وأن الموالين لمصر وصموا مشروع الجزيرة بأنه استغلال ونهب بواسطة الأجنبي ، الا أنه سيثبت أنه الحل الاقتصادي لأزمة البلاد.

كما نضحت العنصرية والقبلية البغيضة التي اججها الاستعمار وأدت لفصل الجنوب فيما بعد في قول الكاتب : وإن الأمة وضيعة إن كان يمكن أن يقودها شخص مثل على عبد اللطيف، ذلك أن الشعب ينقسم الي قبائل وبطون وعشائر، ولكل منها رئيس أو زعيم أو شيخ ، وهؤلاء هم اصحاب الحق في الحديث عن البلاد.

واستطرد الكاتب يتساءل: ” من هو على عبد اللطيف الذي اصبح مشهورحديثا ، والي اي قبيلة ينتسب؟” ، المقال بتوقيع “ود النيلين” وجاء في تقرير للمخابرات أن كاتب المقال هو سليمان كشه.

ورأى الكاتب بأن على عبد اللطيف واللواء الأبيض متهمون بنصرة مصر على حساب السودان ( انظر صحيفة الحضارة ، 25 /6/ 1924 ،في جعفر بخيت ، المصدر الساابق، ص 65).

هذا اضافة لاغلاق المدارس ، فقد أغلقت الحكومة المدرسة الحربية بعد مظاهرة طلبة الكلية الحربية.

نواصل

alsirbabo@yahoo.co.uk

الذكرى المئوية لثورة 1924 «11».. ماهو موقع ثورة 1924 في سلسلة مقاومة الاحتلال البريطاني؟

الوسومالإنجليز السودان العمل الجماهيري تاج السر عثمان بابو توفيق صالح جبريل ثورة 1924 جمعية الاتحاد السوداني جمعية اللواء الأبيض سليمان كشه عبيد حاج الأمين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإنجليز السودان العمل الجماهيري ثورة 1924 جمعية اللواء الأبيض العمل الجماهیری على عبد اللطیف الدین جمال ثورة 1924 فقد کان

إقرأ أيضاً:

الوزير محمد عبد اللطيف: الدولة تولى كامل الاهتمام للارتقاء بمنظومة التعليم الفني

شهد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، اليوم السبت، حفل تكريم الدفعة الحادية عشرة لخريجي أكاديمية السويدي الفنية للعام الدراسي 2024/2023، وذلك في التخصصات المختلفة، والتي يبلغ عدد طلابها 540 طالبًا وطالبة، وتنظمه مؤسسة السويدي إليكتريك بمقر المؤسسة بالتجمع الخامس.

جاء ذلك بحضور المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار الأسبق، والمهندس أحمد السويدى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة السويدى إليكتريك، والمهندس صادق السويدى رئيس مجلس إدارة مؤسسة السويدى إليكتريك، والدكتور أيمن بهاء الدين البصال، نائب وزير التربية والتعليم، والدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة إدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وحنان الريحانى، الأمين العام لمؤسسة السويدى إليكتريك والرئيس التنفيذي لأكاديمية السويدى الفنية، وشركاء النجاح من الرؤساء التنفيذيين الذين يمثلون الشركاء الأكاديميين والفنيين، والقيادات التنفيذية من مؤسسة السويدى إليكتريك.

وفى مستهل كلمته، أعرب الوزير محمد عبد اللطيف عن سعادته بالمشاركة في هذا الحفل لتكريم خريجي أكاديمية السويدي الفنية، مؤكدًا على تقديم كافة أوجه الدعم لهم، وتجديد التزام الدولة معهم، إيمانًا بأنهم الفرصة والمستقبل الواعد لهذا الوطن.

وقال وزير التربية والتعليم: "إن ما نشهده اليوم يأتي توثيقًا لمجهودات عظيمة بُذلت، وثمارًا لمشروعات نُفذت بعد أن تم بناء فلسفتها؛ لصناعة أجيال مختلفة من خلال صروح تعليمية بمشاركة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص؛ لنساهم سويًا في بناء نهضة هذا الوطن، ولا سيما بعدما أولت الدولة كامل الاهتمام بالارتقاء بمنظومة التعليم الفني في مصر".

وأشار الوزير إلى أن أكاديمية السويدي الفنية تشهد، اليوم، تخرج جيل هو نتاج منظومة تعليمية متكاملة تدمج بين المعرفة النظرية والتدريب العملى، مؤكدًا أن هذه المنهجية التي تقوم عليها مثل هذه الأكاديميات تعد تجربة متميزة؛ لربط التعليم بسوق العمل ومتطلباته، والذي بدوره يشهد تغيرات سريعة تحتاج إلى استعداد دائم ومستمر.

وأوضح الوزير أن التكنولوجيات المتطورة والذكاء الاصطناعي تحمل لنا اليوم آفاقًا جديدة تفرض علينا تجهيز وبناء أجيال لمستقبل تجاوز فيه وصف الأمية من الأمية الرقمية إلى الأمية البرمجية.

ووجه الوزير محمد عبد اللطيف رسالة إلى الخريجين قائلًا: "شرفت اليوم بمشاركتي حفلكم وأنتم على أعتاب فصل جديد من حياتكم مقبلين على مستقبل مثقل بالتحديات، مليء بالفرص، جدير بالاجتهاد، فمن المؤكد أن ما اكتسبتموه من مهارات ومعارف خلال دراستكم هو حجر الأساس لبناء طريق، أدعوكم أن تتمسكوا فيه؛ بقيمكم الأخلاقية ومسئوليتكم الوطنية، واصلوا سعيكم نحو التعلم والتميز، وأخلصوا نواياكم، واجتهدوا في سبيل أهدافكم، واتركوا أثرًا يليق بكم".

وفى ختام كلمته، تقدم الوزير بخالص الشكر والتقدير إلى المهندس أحمد السويدي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة السويدي إليكتريك، على جهوده في دعم منظومة التعليم الفني في مصر، كما وجه الشكر لكل القائمين على هذا الصرح التعليمي، وأولياء أمور الخريجين وأسرهم شركاء النجاح والعطاء.

وفى كلمته، رحب المهندس أحمد السويدى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة السويدى إليكتريك، بالوزير محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والحاضرين، معربًا عن سعادته بوجوده فى هذا الحدث؛ لتخريج دفعة جديدة من أكاديمية السويدى الفنية، والتي تضم أوائل على مستوى الجمهورية، وأوائل على مستوى محافظة الشرقية.

وأكد المهندس أحمد السويدى أهمية الاستثمار في العمال والفنيين، والذي يساعد في حدوث التنمية في دول مثل ألمانيا، مشيرًا إلى أن مؤسسة السويدي  تستهدف الوصول إلى 25 ألف طالب، موجهًا الشكر للشركاء والداعمين لمؤسسة السويدى الفنية والداعمين للطلاب.

فيما أعرب المهندس صادق السويدى، رئيس مجلس إدارة مؤسسة السويدى اليكتريك، والرئيس التنفيذي لشركة السويدى للصناعات، عن سعادته بهذا الحفل، مؤكدًا أن مستقبل هذا البلد فى التعليم الفني والارتقاء به، وموجهًا الشكر لكل الداعمين الدائمين للأكاديمية منذ سنوات.

وخلال الحفل، كرم الوزير محمد عبد اللطيف، الطلاب الأوائل من الخريجين الذين حققوا إنجازات أكاديمية وعملية متميزة.

وقد تضمن الحفل عرضًا لقصص نجاح ملهمة لطلاب أكاديمية السويدي الفنية قدمه حسن أشرف من ذوي الهمم، حيث استعرض بلغة الإشارة قصة نجاحه بأكاديمية السويدي، ومشاركته في العديد من الفعاليات، وما اكتسبه من قيم وثقة بالنفس وحافز على الاستمرار.

وكذلك عرض لإيهاب مؤمن ومريم عبد العزيز، من خريجي أكاديمية السويدي، تحدثا عن التدريب الذي تلقياه في شركة السويدي من خلال ملتقى التوظيف الذي نظمته الأكاديمية عقب تخرجهما وكيف طورا من شخصيتهما نتيجة الدعم ورعاية الأكاديمية لذوي الهمم والدمج والتنمية والاستثمار في الإنسان.

كما تم خلال الحفل عرض فيلم تسجيلي عن أكاديمية السويدي الفنية، تضمن الطاقة الاستيعابية للأكاديمية والتي تصل إلى 7000 طالبًا، وكيف أنها تضع تعليم الفتيات ضمن الخطة التعليمية لها واهتمامها بالدمج، فضلًا عن توفير فرص تدريب وتوظيف للخريجين.

مقالات مشابهة

  • وكيل مجلس الشيوخ: مصر في حاجة لثورة تشريعية
  • السوداني يوافق على تعيين اللواء الركن محمد كاظم عطية قائداً لشرطة ديالى
  • الوزير محمد عبد اللطيف: الدولة تولى كامل الاهتمام للارتقاء بمنظومة التعليم الفني
  • إبراهيم رفيع: أبناء شهداء مسجد الروضة بشمال سيناء أيد واحدة
  • أبرزها غياب عبد اللطيف عبد الحميد.. مخرج «سلمى» يكشف عن الصعاب التي واجهها خلال العمل
  • مخرج وأبطال فيلم «سلمى» يهدون العمل لروح الفنان عبد اللطيف عبد الحميد
  • انطلاق البطولة العربية للجيت كوني دو بمشاركة 400 لاعب من 9 دول
  • اللواء الشرقاوي يحذر من استغلال العلامة التجارية UpEHC لتقاوي البطاطس الهولاندية
  • برقو: أولادنا قهروا الظروف وأفرحوا الشعب السوداني
  • ما علاقة التعداد السكاني بخطة التنمية الوطنية؟.. مستشار السوداني يوضح