الثورة نت:
2024-12-28@12:12:55 GMT

احذروا ارتفاع السقف!

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

 

 

لا يمكن تفسير محاولة تمرير أمريكا سفينتها (كيم رينجر)، إلا تحد سافر للتحذيرات اليمنية، وتأكيدها حماية الكيان الصهيوني، المُدان دوليا بالإبادة الجماعية.
وفي كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الخميس، -بعد الهجمات الأمريكية البريطانية – جاء تأكيد الموقف وتثبيت المعادلة: (ممنوع عبور السفن إلى الكيان الصهيوني حتى يتوقف عدوانه على غزة ويُسمح بتدفق مختلف مواد الحياة وعلى نحو كاف) – استخلاص غير قابل للنقاش أو الجدل أو التفاوض.


لذلك كان من الطبيعي أن تقوم القوات المسلحة بواجبها في تأديب من يجرؤ على كسر كلمة اليمنيين، دون أن يكون له أي حق حتى في المحاولة.
على أمريكا أن تنهي حالة الغطرسة التي تتلبسها، وأن تواجه الحقيقة بروح رياضية وتجمع ما بقي من كرامتها وترحل من المنطقة، وعليها الحذر من ارتفاع سقف مطالب إيقاف العمليات اليمنية الذي يبدو أنه يرتفع شيئا فشيئا، فبالأمس، كان فتح المعابر لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية بالتجويع، ثم صار إلى إيقاف العدوان الصهيوني وقتل النساء والأطفال بالسلاح الأمريكي، واليوم لم يعد حتى للسفن الأمريكية والبريطانية أن تمر، فلنا معهم ثأر ولا بد أن نأخذه، وغدا لا ندري إلى أي حد سيرتفع السقف.
ولم يعد لدى أمريكا أي ورقة تساوم بها لثني اليمنيين عن واجبهم المقدس تجاه الدين والهوية العربية، ساوموا بإيقاف العدوان الذي قادته السعودية، ثم بالاعتراف بحكومة صنعاء قبل أن يعيدوا إخراج ورقة التصنيف، ولو أنهم كانوا خبراء سياسة لأدركوا أن اليمنيين لا يتراجعون حين يقررون ولا يمكن مساومتهم، لذلك فإن الأفضل ألا تصل الأمور إلى استفزازهم أكثر ليتخذوا قرارا ما، يتسبب بعد ذلك بوجع هؤلاء القادمين بالأساطيل والبوارج.
حالة من الفوضى صنعتها أمريكا اليوم في البحرين العربي والأحمر، ولا شأن لها، أما إذا كانت تتعمدها وتريدها تعنتاً وصلفاً سافراً فمن الطبيعي أن تجد من لا يزال في عروقه يجري دم النخوة والعزة والكرامة ويرفض هذه الغطرسة الوقحة، ولا يمكن لهذا الاهتراء وهذه الفوضى أن تمر، أو أن تظل أمريكا تصدّر نفسها كحاكم يتفرد بمصائر الأحداث حول العالم، فتنسف لأجل ذلك كل القوانين والأعراف الدولية وكل القيم الإنسانية.
ولعله بالنظر إلى حجم الإدانات التي قوبلت بها الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن، تتعزز هذه الحقيقة، بأن أمريكا لم تعد تلك القوة المؤثرة في توجيه الرأي العام العالمي، أو الكيان المخيف الذي يُلزم الآخرين على التسليم بشيطنته دون استهجان أو إدانة.
وصحيح أن أمريكا لا تزال تمارس البلطجة متجاوزة الإرادة الدولية، لكن ذلك لم يعد – كما يبدو – أكثر من رعشات المنتهية صلاحيته، يتخبط في محاولة لاستعادة ما أمكن من مكانة وحضور، ومع ذلك فإنها كلما زادت من منهجيتها العبثية، كرست أكثر من تلاشي مكانتها كقوة لها تأثير.
وما تجاوزها للإرادة الدولية – حد الانعزال بأفعالها المستهجنة – إلا انعكاس طبيعي للمنهجية التي قامت عليها بالترهيب والحروب وزرع الفتن وإثارة الشعوب، إذ اعتادت على إرهاب العالم بقوتها الوهمية من خلال تصنيفاتها الجريئة للدول، كما وإطلاقها لما تسميه فرض العقوبات، بتقمص سافر للدور الأممي فتعاقب وتعفو وكأنها الحاكم لهذا العالم، وغالبا لغرض تمرير أجندة خاصة بها وليس لمصالح إنسانية أو رعاية لثوابت عالمية.
هذا الأمر تراجع اليوم إلى حدٍ كبير، وبدأ يُواجه بالمعارضة الشديدة وأحيانا بالمعاملة بالمثل، وصار من الصعب أن تحقق أي انتصار، والشواهد ماثلة في أحداث الشرق الأوسط، وفي الأزمات الأوكرانية والتايوانية وكوريا الشمالية، ماثلة أيضا في الأصوات التي صارت تطرح رأيها بقوة كجنوب أفريقيا التي تجاوزت الهالة الأمريكية الحامية للكيان الصهيوني، وتحركت لمحاكمة الكيان.
أما ما أثار المتغير الجديد – الذي يُنذر بانتهاء هيمنتها في المنطقة العربية – فهو فعل البلطجة الذي لجأت إليه عندما نفذت عدوانها الجديد على اليمن، فخلال الأيام الماضية قصفت أمريكا بمعية بريطانيا عدداً من المدن اليمنية في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية التي لا تجيز مثل هذا الفعل بحق دولة ذات سيادة.
ورغم أن أمريكا حرصت قبل ذلك على انتزاع قرار إدانة من مجلس الأمن للعمليات الدفاعية اليمنية في البحر الأحمر ضد إجرام الكيان الصهيوني، إلا أنها اعتبرت ذلك قرار تخويل بالقصف وهو ما رفضته واستهجنته دول العالم، وبذاك الفعل قدّمت أمريكا نفسها كشيطانة، وأكدت حقيقة أنه قد آن أوان إنهاء وزوال هذه الحقبة الأمريكية المظلمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“العدل الدولية” تبدأ إجراءات الفتوى بشأن إلتزامات الكيان الصهيوني بتواجد الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية

أصدرت محكمة العدل الدولية، أمرا بتنظيم الإجراءات المتعلقة بطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصول على فتوى بشأن إلتزامات الكيان الصهيوني تجاه وجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأفاد بيان المحكمة بأن رئيسها قرر أن “الأمم المتحدة ودولها الأعضاء، إضافة إلى دولة فلسطين المراقبة. يمكنهم تقديم معلومات حول المسألة للمحكمة في المهل الزمنية المحددة”. وحدد الرئيس تاريخ 28 فيفري 2025 كآخر موعد لتقديم البيانات المكتوبة.

ويأتي هذا الأمر بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطلب “رأيا استشاريا” من محكمة العدل الدولية. حول التزامات الكيان الصهيوني فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة ومنظمات أخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة. حيث صدر القرار بتأييد 137 عضوا ومعارضة 12 وامتناع 22 عن التصويت.

وتعد محكمة العدل الدولية الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وقد أُسست بموجب ميثاقها في عام 1945. تتألف المحكمة من 15 قاضيا منتخبا وتقدم تسويات قانونية وآراء استشارية حول المسائل القانونية المعروضة عليها.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • احصائية صهيونية تكشف حصيلة العمليات اليمنية في عمق الكيان 
  • ائتلاف القانون يحذر من مخطط الكيان الصهيوني لتقسيم العراق عبر إشعال حرب أهلية
  • الكيان الصهيوني يعتقل فلسطينيا من طولكرم
  • مؤسسة البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها
  • موانئ البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها
  • مجلس الشورى يطالب رابطة مجالس الشيوخ بالتحرك دوليا لإيقاف جرائم الكيان الصهيوني بغزة
  • القيم الاستراتيجية للعمليات اليمنية الأخيرة ضد أمريكا و”إسرائيل”
  • الإعلام الصهيوني: سقوط الطائرة الأمريكية يكشف عجز التحالف الدولي أمام القوات اليمنية
  • المقاومة مستمرّة: الكيان الصهيوني تحت مجهر القانون
  • “العدل الدولية” تبدأ إجراءات الفتوى بشأن إلتزامات الكيان الصهيوني بتواجد الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية