جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في “دافوس”، وما شهدته من حوارات ونقاشات ورؤى، وما هيأه من لقاءات الوفود والكيانات الاقتصادية العالمية، تعكس التعاون وفرص الشراكات والاستثمار في الطموح التنموي للدول، رغم ما يشهده العالم من أزمات جيوسياسية واقتصادية كبيرة.
في هذا الاتجاه، سجلت المملكة حضورًا قويًا ومشاركة نشطة؛ لإيجاد حلول لمختلف التحديات، في الوقت الذي تقدم فيه عناوين مضيئة لواقع إنجازاتها الرائدة؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤيتها الطموحة 2030، وبشواهد حية تسابق الزمن، وتكامل وتطور التشريعات المحفزة للاستثمار، حتى أصبحت وجهته الأفضل، وموطنًا للابتكار والتقنيات الناشئة، وترسيخ تنافسيتها العالمية المتسارعة.
المحصلة النوعية لهذه النجاحات، هي الثقة الدولية العالية في طموح وإنجازات المملكة، والتطلع لدورها المؤثر، فجاء الاستحقاق المميز والأول من نوعه، باستضافة الرياض للاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي خلال أبريل القادم، وتأكيد رئيس منتدى “دافوس” على أن ” المملكة من أهم رواد الاقتصاد العالمي”، وتتمتع بمكانة فريدة للعمل عن قرب مع كل من الأسواق المتقدمة والنامية؛ لتعزيز التعاون وتحقيق الأهداف طويلة المدى” وهكذا في الفضاء الرحب تكون الحلول المبتكرة لإحداث تأثيرات إيجابية وبنّاءة لحاضر ومستقبل العالم.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: كلمة البلاد
إقرأ أيضاً:
جامع الأشاعر في الحديدة… تاريخ عريق وعمارة إسلامية فريدة
يمن مونيتور/قسم الأخبار
يُعدّ جامع الأشاعر في مدينة زبيد بمحافظة الحديدة اليمنية، من أقدم وأبرز المعالم الإسلامية في اليمن، إذ يُنسب بناؤه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري في العام 8 للهجرة. يُعتبر الجامع أول مسجد في تهامة، ساهم في نشر الإسلام في المنطقة، وحظي بمكانة روحية وتاريخية كبيرة لدى السكان. لم يقتصر دوره على الصلاة فحسب، بل امتد ليشمل التعليم، ليصبح جامعة إسلامية رائدة على مر القرون.
وشهد الجامع على مر العصور عمليات توسعة وإعادة بناء متعددة من قبل حكام وأمراء متعاقبين، بدءاً من عهد بني زياد، مروراً ببني رسول، وصولاً إلى بني طاهر الذين أعطوه شكله الحالي في القرن التاسع الهجري.
وقام سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ببناء مؤخرة الجامع وجناحيه ومنارته في نهاية القرن السادس الهجري. كما ساهم العديد من الملوك، مثل الأشرف إسماعيل بن العباس، في توسعته وإضافة مدرسة لتعليم القرآن والعلوم الشرعية. وخضع الجامع لعمليات ترميم وإصلاح متعددة، كان آخرها إعادة بنائه كاملاً من قبل السلطان عامر بن عبدالوهاب بن طاهر في سنة 79D هجرية، حيث زُيّن بالنقوش والكتابات والزخارف الإسلامية.
ويحتل الجامع مساحة 2500 متر مربع، ويتميز بصحن مكشوف وأربعة أروقة، بُني من مواد محلية كالياجور والطين والنورة البيضاء، ويضم خمسة أبواب رئيسية وثمانية أبواب ثانوية. يُعدّ محرابه من أهم معالمه، فهو مزخرف بزخارف إسلامية مميزة، يشبه في طرازه محاريب المغرب العربي. ويحتوي الجامع على منبر خشبي مزخرف يعود للقرن العاشر الهجري، وكرسي خشبي لعلماء الدين. كما زُيّن جدار القبلة بالزخارف والكتابات القرآنية الملونة. وسقف الجامع مسطح، به قباب موزعة بنسق هندسي، مصنوعة من خشب الطنب المزخرف.
تُعتبر مئذنة الجامع، التي تعود للعهد الأيوبي، من أبرز معالمه، مصممة وفق طراز معماري إسلامي مميز. يضم الجامع حالياً 12 قبة، و270 عقداً، و90 اسطوانة خشبية، و140 دعامة من الياجور. يحتوي أيضاً على مدرسة الأشاعر، ومكتبتين، ومقصورة للنساء، وأربطة ومقاصير لطلاب العلم.
ويُشير خبراء العمارة إلى موقعه المميز، المتصل بشبكة طرق تربط شوارع المدينة وأسواقها، ما ساهم في أهميته العلمية والدينية، حيث تخرج منه مئات الفقهاء والعلماء، وكان ملتقى لاتباع المذهبين الشافعي والحنفي.
وتشير الدراسات إلى أن الجامع ظل لقرون طويلة مدرسة علمية رائدة في زبيد، يُدرّس فيها علوم القرآن والفقه والحديث، ومن أشهر فقهائه أبو العباس بن أحمد الحكمي وجمال الدين محمد بن علي الطيب وغيرهم.