في ظل انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها الراهنة على قطاع غزة، يمكن أن تطرح أوروبا نفسها في دول الخليج العربية كبديل لواشنطن، لاسيما في مجالي الدبلوماسية الإقليمية والأمن البحري، وفقا لسينزيا بيانكو وكاميل لون في تحليل بـ"المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" (ECFR).

وقالت بيانكو ولون، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "دول الخليج غير مستعدة للانخراط في التخطيط لمرحلة ما بعد حرب غزة (يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) دون وقف إطلاق النار والتزام دولي واضح بالضغط على إسرائيل نحو تسوية سياسية (تقود إلى إقامة دولة فلسطينية)".

واعتبرتا أن "هذه الحسابات، جنبا إلى جنب مع فكرة راسخة مفادها أنه لا يمكن إنجاز أي شيء قبل أن تشدد الولايات المتحدة موقفها تجاه إسرائيل، تحد من قدرة دول الخليج على الاضطلاع بدور أكثر نشاطا في حرب غزة".

و"يتعين على الأوروبيين أن يأخذوا هذه القيود في الاعتبار عند التعامل مع عواصم الخليج، التي يشكل دعمها المالي والدبلوماسي لحل الأزمة أهمية بالغة"، كما زادت بيانكو ولون.

وتابعتا: "وينبغي على الأوروبيين أن تكون لديهم توقعات واقعية بشأن ما يستطيع شركاؤهم في الخليج أن يقدموه  أو يرغبون في تقديمه. ولا ينبغي لهم أن يتوقعوا منهم المخاطرة بمصالحهم الوطنية أو تحمل معظم جهود إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع في غياب ضمانات أمريكية وأوروبية واضحة لضمان هذه الأموال".

اقرأ أيضاً

بوريل: يجب أن نركز على الحل السياسي في فلسطين والدول الداعمة لوقف إطلاق النار تتزايد

دعم قوي لإسرائيل

و"في السنوات الأخيرة، أشارت دول الخليج إلى تراجع شهيتها لإنقاذ البلدان المجاورة التي تعاني من ضائقة مالية، من دون منظور تحقيق عوائد اقتصادية ملموسة أو دور أكبر في المسار السياسي للدول المتلقية"، بحسب بيانكو ولون.

وزادتا: "كما يتعين على الأوروبيين أن يضعوا في اعتبارهم أن التنافس العربي الداخلي، بين السعودية والإمارات في المقام الأول، يلعب دورا في مواقفهم السياسية في غزة وخارجها".

وأردفتا: ""وأخيرا، فإن التصور القوي في الخليج بأن الأوروبيين يصطفون مع الولايات المتحدة في دعمها القوي لإسرائيل يحد من فرص التعاون الأوروبي الخليجي، لذا سيتعين على الأوروبيين أن يتنقلوا بين كل هذه التعقيدات لإيجاد مصلحة مشتركة واضحة بينهم وبين دول الخليج".

اقرأ أيضاً

قادة الخليج وحرب غزة.. تصاعد للمخاوف الوجودية وإحباط من الولايات المتحدة

دبلوماسية وأمن بحري

بيانكو ولون قالتا إن التعاون بين أوروبا ودول الخليج "يمكن أن يبدأ هذا على جبهة أكثر واقعية تتمثل في منع التصعيد الإقليمي في بلاد الشام والعراق والبحر الأحمر، بدلا من معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأساسي".

وأضافتا: "مثلا، يستطيع الأوروبيون الاستفادة من حقيقة مفادها أن موقفهم من الصراع أقل انحيازا تجاه إسرائيل من موقف الولايات المتحدة، لوضع أنفسهم كشركاء بديلين، سواء في مجال الدبلوماسية الإقليمية أو الأمن البحري".

ورأتا أن "التحفظ السعودي والإماراتي تجاه العملية البحرية، التي تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر (ضد جماعة الحوثي اليمنية)، يمكن أن يفتح المجال أيضا لمشاركة موازية بديلة بين الأوروبيين ودول الخليج في صيغة قد تنظر إليها إيران (الداعمة للحوثيين) على أنها أقل عدائية وأكثر اعتدالا".

وتضامنا مع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المدمرة، شن الحوثيون هجمات على سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر؛ مما خلّف تداعيات على حركة شحن البضائع وسلاسل التوريد العالمية.

و"في حين تقصف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أهدافا للحوثيين في اليمن، فإن هذا (التعاون الأوروبي الخليجي المقترح) سيكون موضع ترحيب إلى حد كبير من جميع ممالك الخليج، ويلبي المصالح الاقتصادية الأوروبية والعالمية"، على حد تقدير بيانكو ولون.

اقرأ أيضاً

منتقدا رفض نتنياهو حل الدولتين.. بوريل: هل تحترم إسرائيل القانون الدولي؟

المصدر | سينزيا بيانكو وكاميل لون/ المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية- ترجمة وتحرير الخليج الجديد ​​​​​​​

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة أوروبا أمريكا إسرائيل الخليج انحياز أمن بحري مصالح الولایات المتحدة دول الخلیج

إقرأ أيضاً:

أميركا تطلب من الأوروبيين تقديم أفكار بشأن ضمانات لأوكرانيا

قال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة أرسلت استبيانا إلى الدول الأوروبية تسألها فيه عما يمكنها فعله لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وأضاف ستوب، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن "الأميركيون قدموا للأوروبيين استبيانا بشأن ما يمكن أن يكون متاحا".
وتابع "هذا سيجبر الأوروبيين على التفكير. وبعد ذلك، يعود الأمر للأوروبيين لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيجيبون فعليا على الاستبيان، أو يجيبون عليه معا".
بدورها، قالت أربعة مصادر أوروبية، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة أرسلت وثيقة دبلوماسية إلى العواصم الأوروبية تسألها فيها عما يمكن أن تقدمه من مساهمات فيما يخص توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وأضافت المصادر أن الوثيقة أرسلت لطرح أسئلة تتضمن مساهمات محتملة في قوات في المستقبل.
وقال اثنان من المصادر إن الوثيقة أرسلت خلال الأسبوع الماضي.
كانت صحيفة "فايننشال تايمز" أول من ذكر أن الولايات المتحدة طلبت من حلفائها الأوروبيين تقديم معلومات عن الأسلحة وقوات حفظ السلام والترتيبات الأمنية التي يمكنهم تقديمها لأوكرانيا.
وقال دبلوماسي أوروبي مطلع "من الواضح أن الفكرة هي معرفة كيف يرى الحلفاء الأوروبيون الإطار المحتمل للمفاوضات لإنهاء الصراع، والمشاركة المحتملة لأوروبا والولايات المتحدة".
وقال أحد الدبلوماسيين إن الوثيقة تتضمن ستة أسئلة، أحدها موجه خصيصا للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا، في وقت سابق اليوم، إلى بناء جيش أوروبي، قائلا إن القارة لم تعد قادرة على ضمان الحماية من الولايات المتحدة ولن تحصل على احترام واشنطن إلا من خلال جيش قوي.
وقال دبلوماسي ثالث إن "الأميركيين يتواصلون مع العواصم الأوروبية ويسألون عن عدد الجنود التي يمكن أن تنشرها تلك الدول".

أخبار ذات صلة فرنسا تحذّر: على أوروبا اتخاذ قرارات صعبة لمواجهة التهديدات السعودية تشيد بإمكانية عقد قمة تجمع ترامب وبوتين في المملكة المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • قلق أوروبي من تقديم أمريكا الكثير من التنازلات لروسيا.. ومظاهرات خلال مؤتمر ميونخ
  • استخدمتها في اغتيال نصر الله.. .. معلومات عن القنبلة «MK-84» هدية أمريكا لإسرائيل
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض قيود على استيراد الغذاء من الولايات المتحدة
  • في غياب الأوروبيين.. كبار مسؤولي أمريكا وروسيا يبحثون حرب أوكرانيا في السعودية
  • الولايات المتحدة تطلب من الأوروبيين تقديم ضمانات بشأن مساهماتهم في أوكرانيا
  • زيلينسكي يدعو إلى إنشاء جيش أوروبي لأن الولايات المتحدة بقيادة ترامب “قد لا تدافع عن القارة”
  • أميركا تطلب من الأوروبيين تقديم أفكار بشأن ضمانات لأوكرانيا
  • الولايات المتحدة تؤكد دعمها لصربيا في سعيها إلى تحقيق التكامل الأوروبي
  • أمريكا اللاتينية تواجه ضغوطاً للاختيار بين الولايات المتحدة والصين
  • الاتحاد الأوروبي يتعهد بالرد على أي رسوم جمركية غير عادلة من الولايات المتحدة