خطاب السيد عبدالملك الحوثي: تثبيت معادلات المواجهة حتى وقف الحرب على غزة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
وسط مرحلة دخلت مستوى متقدم من التصعيد، كان فيها اليمن جبهة مؤثرة فاعلة قطعت الشريان الاقتصادي عن كيان الاحتلال، أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي على انهم سيواصلون الدعم للشعب الفلسطيني حتى ينتهي العدوان على غزة، ويرفع الحصار. وكشف عن سلاح جديد استخدم للمرة الأولى في العملية النوعية التي استهدفت سفينة أميركية في خليج عدن.
وأشار السيد الحوثي في خطاب ألقاه حول آخر التطورات في المنطقة والتي باتت تقبع على صفيح ساخن قابل للانفجار في أي لحظة حماقة إسرائيلية، إلى ان “الكثير من القادة في أمريكا وفي المؤسسات الأمريكية الرسمية هم: إمَّا صهاينة، لديهم التزامات بفعل انتمائهم الصهيوني، وارتباطهم باللوبي اليهودي الصهيوني؛ أو البعض منهم خاضعون إمَّا بفعل الرغبة: يطمع في مالهم، في علامهم، في نفوذهم، المبني على سيطرتهم على الرأي العام، على وسائل الإعلام، على المؤسسات المالية، قدراتهم المادية الضخمة. أو رهبة: البعض قد يعرِّض نفسه لأن يحرق مستقبله السياسي في أمريكا؛ لأنهم سيحرقونه بفعل نفوذهم المالي، وتأثيرهم على الرأي العام هناك”.
ولفت السيد الحوثي في كلمته إلى عدد من المحاور:
-التخاذل العربي في تقديم المدد الفاعل للشعب الفلسطيني. متسائلاً “أين هو السخاء العربي في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني؟ ولماذا لم تتجه البلدان العربية وغيرها من البلدان المسلمة لكسر الحصار، وإيصال المواد الغذائية والأدوية إلى الشعب الفلسطيني في غزة؟”. ورد ذلك إلى ان المنع الأمريكي، والبقية استجابوا له، وكذلك التهديد من أي مساندة أخرى؛ ليبقى الموقف العام لمعظم الدول العربية، ومعظم الدول الإسلامية بشكلٍ عام، في مستوى تعاطف إعلامي، بيانات، إدانات، وبطريقة فيها فتور وضعف واضح، وتفاعل محدود”.
-القدرة الفلسطينية على الصمود بوجه آلة الحرب: كل هذه الوقفة الأميركية الغربية مع العدو الصهيوني، بالرغم مما يمتلكه من إمكاناته، في مواجهة الشعب الفلسطيني، بالرغم من ظروفه الصعبة، في العدوان على الشعب الفلسطيني الذي لا يمتلك السلاح، ولا يتوفر سوى السلاح البسيط بكميات محدودة جداً لمجاهديه الأبطال، وبعض من الأسلحة المتوسطة، والصواريخ كذلك بمستويات في مديات محدودة، وإمكانات محدودة، لم يستطيع هزيمته.
-موقف في محور المقاومة: حزب الله في لبنان، وجبهته الساخنة، التي يقدِّم فيها كل يوم شهداء، وضرباته اليومية ضد العدو الصهيوني. وأبناء الشعب العراقي… وهكذا بقية الأحرار من أبناء الأمة، عندما يتحركون ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، والإجرام الصهيوني اليهودي، فهم يتحركون وهم يستندون إلى الحق الواضح، إلى المظلومية الواضحة
مشدداً على واجب دعم القضية الفلسطينية اذ ان الأمريكي يعتبر أنَّ عليه أن يأتي من بُعْد أكثر من تسعة آلاف كيلو، إلى منطقتنا، إلى مياهنا وبحارنا، ليساند العدو الصهيوني، فكيف لا يحق لنا أن نقف مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وهو جزءٌ من العرب والأمة.
واضعاً الأمة اليوم بين التزامين: التزام الأمريكي الصهيوني، والتزام الأمة. مؤكداً أن الشعب اليمني تحرك من هذا المنطلق.
-الاستعداد العسكري اليمني: شدد السيد الحوثي على جهوزية القوات المسلحة اليمنية للاستمرار بالمعركة حتى تحقيق الأهداف. وقال أن الصواريخ الباليستية والمجنحة جاهزة… لاستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، ومنعها من الذهاب إلى موانئ فلسطين المحتلة لدعم الصهاينة. “وشعبنا انطلق من هذا المنطلق في التحرك الفاعل المؤثر الذي كبّدهم الخسائر بمليارات الدولارات، الموقف البحري كان له أثر كبير جداً، وهذا ما نريده، وهذا ما نسعى إليه”.
-تثبيت المعادلات والتأكيد بأن العدوان الأميركي البريطاني لن يغيّر من موقف شعب اليمني والتزامه في مناصرة الشعب الفلسطيني، والاستهداف المستمر للسفن المرتبطة بإسرائيل، وهذا واضح في العمليات المستمرة. هذا الموقف لا يغيِّره الترهيب، ولا الاعتداء، ولا القصف، ولا الإجرام، ولا الضغط بكل أنواع الضغط. موضحاً أن الاستهداف لن يؤثر على قدراتنا العسكرية: “الأمريكي في الجولة الأولى من غاراته وعدوانه وقصفه الصاروخي، صوَّر للعالم أنه استهدف ما لدينا من منصات صواريخ، ولكن اعترف حتى هو في الأخير أنه لم يتحقق له هذا الهدف، وفعلاً كان ذلك مجرد وهم…لم يأخذ الأمريكي الدروس والعبر فيما حصل من عدوان لتسع سنوات أشرف هو عليه”.
-التطور المستمر للقدرات العسكرية: على مدى سنوات الحرب كلما تصاعد العدوان علينا طوَّرنا قدراتنا العسكرية بشكل أفضل وأكبر، على مستوى: المديات، الدقة، القوة، على مستوى التعامل مع التقنيات التي يمتلكها الأعداء…إلى غير ذلك، ولذلك نحن نؤكِّد للعالم أجمع، أنَّ العدوان الأمريكي البريطاني سيسهم أكثر وأكثر- كلما استمر- في تطوير قدراتنا العسكرية بشكل أفضل، بل والأمريكي يعرف اختلاف نوعية السلاح الذي استهدفت به سفينة الأمس.
-عدم جدوى التنصيف ووضع الحركة على لائحة الإرهاب: هذه الخطوة هي تأتي في سياق حماية الإجرام الصهيوني فقط، اعتداءاته، غاراته، تصنيفاته، وليس لها أي أهمية.
ولذلك ليس هناك ما يمكن أن يقلقنا، أو أن يؤثر على موقفنا، سنواصل دعمنا كشعبٍ يمني، حتى ينتهي العدوان على غزة، وينتهي الحصار ضد غزة.
-ضرورة مقاطعة بضائع الدول الداعمة لكيان الاحتلال والتأكيد على جدواها: في كثير من البلدان بوسع الناس أن يقاطعوا البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وأن يكون لذلك تأثير مباشر على الأمريكي والإسرائيلي، بوسعهم أن يقاطعوا منتجات أي بلد يتورَّط أكثر، ويدخل في الإجرام والصهيوني.
– المصدر: الخنادق اللبناني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
العدوان الأمريكي وحسابات المرتزقة..؟!
إن يراهن بعض من المحسوبين على البلاد على العدوان الخارجي كي يستعيدوا مكانتهم في الداخل الوطني فهذا هو رهان الخاسرين دوما الذين لم يفلحوا عبر التاريخ، منذ حكومة (فيجي) وحتى حكومة (الجولاني) قدم التاريخ نماذجاً حية لنهاية كل من يربط مصيره الوطني بالدعم الخارجي والذي تكون دائما نهايته مأساوية، منذ عشر سنوات وهناك من يراهن منا على دعم ورعاية جهات إقليمية ودولية لمناصرته في مواجهة أبناء وطنه، واصطفوا إلى جانب قوى تحالف العدوان وقاموا بأسوأ عدوان ضد الوطن والشعب، عدوان دمر قدرات الوطن وإمكانياته، وذهب صحيته مئات الآلاف من أبناء الشعب نساء وأطفالاً وشيوخاً ومدنيين عزل، وقد فشلوا في تحقيق أهدافهم جراء هذا العدوان الذي هزمته إرادة الوطن والشعب، رغم الفجوة في القدرات بين ما لدى الصامدين في الوطن وما لدى قوى العدوان وتحالفه. عشر سنوات وأبواق الأفك تصدح بعبارة ( عائدون يا صنعاء) وصنعاء التي ترحب بالجميع لم تطلب منهم مغادرتها بل طلبت منهم الاعتراف بالأمر الواقع وبالمتغيرات الجديدة التي برزت على خارطة الوطن وهو فعل تحكمه تطورات التاريخ وأحداثه، فقد انتهي عصر الأئمة في 26 سبتمبر 1962م وحدث بعدها ما حدث في نوفمبر 1967م ثم حدث ما حدث في 13 يونيو 1974م وحدث ما حدث في أكتوبر 1977م وأكتوبر 1978م وفي مايو 1990م وفي صيف 1994َ وفي نوفمبر 2011م وأخيرا في سبتمبر 2014م والذي جاء حصيلة لتداعيات متراكمة كان لابد من وضع حد لها، بعد أن أخفقت النخب المعنية في تقديم رؤى وطنية لحل أزمة الوطن والشعب، وكان طبيعي أن يحدث ما حدث في سبتمبر 2014م وعلى مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية وحتى الديمقراطية التي يتشدق بها البعض ولكنه لا يعترف بها إلا إذا أن كانت لصالحه ومحققة لأهدافه.
بعد أحداث عام 2011م سقط النظام وتم تنصيب نظام آخر تم احتواؤه وحدث انقلاب داخلي في مفاصل النظام عمل أطرافه على إقصاء شركائهم الآخرين وفرض (الإخوان) وبقايا فلول الفساد من النظام السابق خياراتهم على الوطن والشعب وحاولوا إعادة تكريس ذات النظام ولكن بوجوه كانت تحتل مكانتها في الصف الثاني من النظام السابق..!
فرض الشعب خياره في سبتمبر 2014م وكان المفترض بالبقية التسليم والاعتراف بالمتغيرات الوطنية الجديدة، كما اعترفوا بنتائج أحداث سابقة حدثت ولم تكن معبرة عن إرادة وطن وشعب بل حصيلة مؤامرات داخلية وخارجية صنعتها ذات الجهات التي رفعت شعار (استعادة الدولة) ومن من؟! من الشعب؟ ولماذا؟ لأن الحكام الجدد في صنعاء، لم يقبلوا الركوع لأولياء النعم الذين يريدون إبقاء اليمن حديقة خلفية تعيش على هامش الحياة وتبقى في دائرة الارتهان والتبعية تدين بدين الجيران وتعبد ما عبدوا، كان يمكن أن لا يحدث ما حدث في البلاد منذ عشر سنوات من عدوان وتمزق وصراع دامٍ لو أن أولئك النفر من أبناء جلدتنا حكموا عقولهم وتقبلوا الوضع كما تقبلوه يوم اغتيال الشهيد الحمدي مثلا وتصفية رموز القوى الوطنية .!
هل لأن الجيران هم من اغتالوا الشهيد الحمدي وعملوا على تصفية القوى الوطنية؟ وأن حكام صنعاء الجدد يسيرون في طريق الشهيد الحمدي بصورة أو بأخرى؟!
وهذا سلوك لا يعجب الجيران ولا يناسبهم ولذا اتخذوا قرارهم بتصفية حكام صنعاء الذين لا يروق لهم من خلال افتعال مزاعم وتهم بالأمس نسبت لعبد الناصر واليوم تنسب لإيران!
لذا وبعد عقد من العدوان نرى من يراهن على العدوان الأمريكي _الصهيوني _الاستعماري الرجعي، وعلى ماذا يراهنون؟ على العودة لحكم البلاد على ظهر البوارج والأساطيل الأمريكية؟ ومن سيقبل بهم؟ وهل يتوهم من يراهن على هذا الخيار أن الشعب سيقبل بهم وأن بإمكانهم تطويعه؟! هل بلغت فيهم الوقاحة هذا المدى من التفكير العقيم؟ وهل وصل بهم الإجداب السياسي والفكري هذه الدرجة المخزية من الارتهان؟!
والمثير حين يصر بعضهم على إتهام صنعاء بالارتهان لطهران و(العمالة لطهران) إلى آخر المعزوفة التي تسوق، فهل هم أنقياء بوطنيتهم؟ أم أنهم أنفسهم (عملاء ومرتهنون) لمن هم أسواء من إيران، التي لم نرى منها ما يقلق سكينتنا وأمننا، ولم نر فيها ما نرى من خيانات ومؤامرات من مولوا الفتنة والأزمة ودمروا الوطن والشعب ومزقوا نسيجهم الاجتماعي والجغرافي..؟
ماذا فعلت بناء إيران مقابل ما تفعله بنا دول الجوار؟!