هي صرخة… صرخة حقّ لا يُهزم، وعزم لا يلين، وكرامة لا تُهان، ورؤية لا تضلّ، ومسار لا ينحرف.. صرخة أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي عام ٢٠٠٢ في محاضرة كموقف جذري وواضح من جرائم الإدارة الأمريكية في كلّ العالم ولا سيّما في منطقتنا.. صرخة في وجه المستكبرين تسطّر شعار الأمّة في مواجهة قوى الاستكبار وعلى رأسها أمريكا: “الله أكبر.
هذه الصرخة، لمن يبصر، كانت منذ ٢٠٠٢ إشارة إلى وعي السيد الحوثيّ الشهيد، العميق في مقاربة الصراع مع أمريكا و”اسرائيل” وفي فهم طبيعة المعركة: المعركة الواحدة ضدّ عدوّ واحد، مهما اختلف هندامه، ومهما تنوّعت أدواته. رأس الشرّ الأمريكي هو العدو، أما المستخدمون لديه والمنفذون لجرائمه فهم مجرّد أدوات يحرّكهم الرأس، وحكمًا يسقطون بسقوطه. ترجم أنصار الله في اليمن هذه الصرخة على مرّ السنين، ولعلّ دخولهم الآن على خط المواجهة المباشرة مع الأمريكي دفاعًا عن فلسطين، هو ترجمة عملية للصرخة، رغم وقع الحرب العدوانية على اليمن منذ ما يقارب التسع سنين.
الله أكبر..
والله هو الحق، والحق هو المسار والمنتهى.. وهو الذي ينصر من ينصره.. وبالتالي، تبدأ الصرخة بإعلان ماهيّتها وخلفيتها ومسارها، عبر التكبير الذي يُرهب عدو الله وعدوّهم..
الموت لأمريكا..
تمثّل أمريكا الرأس الشيطاني الذي يدير كلّ الأعمال الإرهابية والجرائم المرتكبة ضدّ شعوبنا وبلادنا.. والصراع مع هذا الرأس هو صراع يُخاض إلى آخر وجوده في المنطقة.. موته يعني أن لا حياة له في بلادنا، ولا فرصة بقاء ينهب فيها إلى الأبد مقدّرات هذه الأرض وحياة أهلها.
الموت لـ”إسرائيل”..
ومن “إسرائيل” سوى الخلية التي زرعها الغرب عنوة وإرهابًا لتسيير شؤونه في المنطقة بشكل مباشر، ولممارسة عدوانيته المتواصلة عن قرب؟ الصراع مع هذا الكيان هو صراع لا ينتهي إلّا بموته، أي بزواله نهائيًا عن أرضنا.
شعار الصرخة، والذي رافق مسار أنصار الله في كلّ حركتهم الإيمانية والسياسية والعسكرية، تحوّل بفعل ذلك إلى نهج حياة، إلى ثقافة تنقل “الشعار” من مجرّد مفردات يجري تكرارها في المناسبات وتؤدي دورًا تعبويًا حين تدعو الحاجة، إلى قاعدة سلوك يجري تطبيقها في كلّ تفاصيل الحضور والخطاب والتفاعل والقتال. ومن نتائج ذلك، أن نرى اليمنيّ اليوم وهو المحاصر الجريح الذي تعرّض ولم يزل للإرهاب الدوليّ المباشر وغير المباشر، والذي تحاربه كلّ قوى الاستكبار حول العالم، يقف مسلحًا بإيمانه وبوعيه وبثقافته وبسلاحه، يدخل الصراع المباشر من أعلى أبوابه، ويمرّغ أنف أمريكا تحت أقدام حافية نبيلة..
لقد فهم أهل اليمن منذ أوّل الحكاية أنّ تجزئة المعركة تؤدي حكمًا إلى خسارتها، فهموا أنّ قاتلنا واحد هو الأمريكي، والبقية أدوات تتفاوت أهميتّها لدى المشغّل وعلى رأسها “إسرائيل”.. لم تنطلِ عليهم حيلة الغربي التي تقضي بتفريق الأخوة وإلهاء كلّ منهم في معركة جانبية.. فهموا الأمر وتعاملوا معه كما ينبغي لهم أن يفعلوا وفقًا لكلّ ما يمتلكون ممّا سبق ذكره، من إيمان ووعي وبُعد نظر وثقافة، وشعار يترجم ما تقوله عقولهم وما تنبض به قلوبهم.. فكانوا أهل العزّة الجديرين بأرض اليمن العزيز، وكانوا حقًا وفعلًا أنصار الله
عن العهد الاخباري
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني: نريد التفاوض مع أمريكا ودول المنطقة ولن نخشى إسرائيل
بغداد اليوم- متابعة
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء اليوم الخميس، (20 شباط 2025)، إن بلاده أعلنت منذ البداية تريد التفاوض مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيراً في الوقت ذاته أن "دول المنطقة تخشى إسرائيل لكننا لم ولن نخشاها".
وذكر بزشكيان في تصريحات صحفية خلال زيارته لمناطق غرب طهران "ترامب يقول شيئاً، والبعض في الداخل الإيراني يؤقلم نفسه في إطار ما يريده ترامب، ماذا يريد ترامب أن يفعل؟ نحن من يقرر كيف ينبغي لنا أن نصنع مستقبلنا".
وأضاف "الكثيرون يخشون إسرائيل لأن أمريكا تدعمها؛ نحن لم ولن نخشى أمريكا والكيان الصهيوني، وقلنا من البداية إننا نريد التفاوض لكن ليس بأي ثمن".
وأوضح الرئيس الإيراني "لا يمكننا القبول بفرض عقوبات ثم يتحدثون مجددا عن التفاوض، ولا يمكنهم أن يضعوا أيديهم على رقابنا ونمنحهم كل الامتيازات التي يريدونها ثم نسمي ذلك تفاوضاً".
وتابع "أي شخص لديه إنسانية وضمير لا يمكنه قبول ما فعله الكيان الصهيوني بشعب غزة، إذا كنت رجلاً، فحارب رجلاً، ما علاقة النساء والأطفال بذلك؟".
يأتي هذا التصعيد في موقف طهران وسط استمرار التوترات الإقليمية والتحديات الاقتصادية التي تواجهها إيران بسبب العقوبات الغربية.