أحمد مراد (بيروت، القاهرة)

أخبار ذات صلة «أبيض الشباب» يواجه لبنان ودياً غوتيريش يحذّر من التداعيات «الكارثية» لاندلاع حرب بين إسرائيل ولبنان

يشهد لبنان واحدة من أصعب الأزمات السياسية مع دخوله في «الفراغ الرئاسي» للمرة الرابعة خلال 3 عقود، منذ 31 أكتوبر 2022، ما تسبب في تفاقم التداعيات الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها ملايين اللبنانيين، وسط مخاوف من تداعيات حرب غزة، وزيادة التوتر في «الجنوب».


وأوضحت الكاتبة والمحللة السياسية اللبنانية، ميساء عبد الخالق، أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بموعد انتهاء أزمة «الفراغ الرئاسي» الحالية، وهل ستكون الأطول من بين المرات السابقة أم لا؟!.. ولكن المؤكد أنها الأخطر والأعنف في تاريخ لبنان الحديث، لا سيما أنها تتزامن مع أزمة اقتصادية تصنفها بعض المؤسسات الدولية بأنها واحدة من أشد 3 أزمات على مستوى العالم، والأسوأ التي يمر بها لبنان منذ القرن الـ19.
وعانى لبنان «الفراغ الرئاسي» 3 مرات سابقة، الأولى في الفترة بين سبتمبر 1988 ونوفمبر 1989، والثانية بين نوفمبر 2007 ومايو 2008، والثالثة بين مايو 2014 وأكتوبر 2016.
وذكرت ميساء، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن لبنان محاط بجملة من المخاطر الشديدة أبرزها التصعيد المتزايد في الجنوب، والأوضاع المعيشية الحرجة جداً في ظل ارتفاع معدلات الفقر، وانهيار العملة المحلية، والتدهور الحاد في مختلف القطاعات والخدمات، وغيرها من التداعيات التي تجعل الفراغ الرئاسي الحالي الأكثر خطراً على أمن واستقرار البلاد.
وشددت على أنه لا ينبغي انتظار مبادرة الحل من الخارج، كما اعتاد اللبنانيون في المرات السابقة، لافتة إلى ضرورة إيجاد تسوية داخلية عبر قبول دعوة الحوار التي أطلقها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، فلا حل إلا بالحوار الداخلي، لا سيما أن القوى الإقليمية والدولية منشغلة بتداعيات حرب غزة أزمة أوكرانيا، وبالتالي لا مفر من دعوة مجلس النواب إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس في أقرب وقت.
وبدوره، أوضح الباحث اللبناني، علي خليفة، أن الفراغ الرئاسي في لبنان أصبح طبيعياً نظراً لتعقيدات المشهد منذ عام 2005، حيث يتزامن مع أزمات داخلية وخارجية عنيفة، ومع دخول الأزمة عامها الثاني لا يزال هناك غموض وضبابية حول مصيرها.
وذكر خليفة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك شقين لأزمة الفراغ، الأول إقليمي ودولي يرتبط بالأوضاع الأمنية والسياسية المحيطة مثل حرب غزة، والثاني محلي يرتبط بعدم التوافق الداخلي على العديد من الملفات التي تشكل عقبات أمام إنجاز انتخاب الرئيس، وبناءً على ذلك يبدو أن لبنان دخل في فراغ أطول من المرات السابقة، وبالتالي الأمر يحتاج إلى مدى زمني لنضوج التسوية الإقليمية والدولية للمنطقة برمتها.
وقال إنه يضاف إلى ما سبق أن رعاة الحل لانتخاب الرئيس بحاجة إلى أن يقدموا للمرشح ضمانات سياسية واقتصادية وأمنية ومالية للنهوض بلبنان من المستنقع، وهو ما يحتاج إلى مؤتمرات دعم وتوافقات إقليمية ودولية تحتاج إلى وقت طويل لإجرائها، ما يؤدي إلى إطالة أمد الفراغ إلى أجل غير محدد إلا في حال حدوث أمر غير متوقع يغير من خريطة الطريق ويسرع عملية انتخاب الرئيس.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: لبنان الفراغ الرئاسی حرب غزة

إقرأ أيضاً:

جوزيف عون: الجيش منتشر في جنوب لبنان ولن يتركه

أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، الخميس، أن الجيش لا يزال منتشرا في الجنوب ويقدم التضحيات ولن يتركه لأنه جزء من السيادة الوطنية.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن عون قوله، في أمر وجهه اليوم بمناسبة العيد الـ 81 للاستقلال: "إن لبنان الجامع لكلّ مكوّناته، والوطن النهائي لكلّ اللبنانيين، توالت عليه الأزمات والحروب والانقسامات والتدخّلات، لكنّه بقي صامدا كصمود أرزه".

وأضاف: "تحلّ ذكرى الاستقلال هذا العام، ووطننا يعاني حربا تدميرية، تتكثّف الاتصالات للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار، يمنح وطننا هدوءًا يمهّد لعودة أهلنا في الجنوب إلى أرضهم، وباقي النازحين إلى منازلهم".

وتابع: "أيّها العسكريون، لا يزال الجيش منتشرًا في الجنوب حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) ضمن إطار القرار 1701. كما يقف إلى جانب أهله وشعبه انطلاقًا من واجبه الوطني، ويواصل تنفيذ مهمّاته رغم الصعوبات والأخطار".

وأشار إلى أنه "منذ بدء نزوح أهلنا من الجنوب، بادرت المؤسسة العسكرية إلى التنسيق مع إدارات الدولة ومواكبة النازحين وبخاصة ذوي العسكريين، في حين سارعت دول شقيقة وصديقة إلى مدّ يد العون، كما فعل عدد كبير من اللبنانيين المحبّين والداعمين".

وأكد أنّ "الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة".

وأعلن الجيش اللبناني، الأربعاء، مقتل عسكري جراء ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان بعد مقتل 3 جنود مساء الثلاثاء في غارة إسرائيلية استهدفت موقعهم في بلدة الصرفند الساحلية التي تبعد حوالى 40 كيلومترا عن الحدود.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • رسالة الراعي: الكيان اولا وتعويض الفراغ الرئاسي
  • هكذا يُفشل اللبنانيون محاولات إسرائيل بالعربية زرع الفتنة بينهم
  • وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!
  • رئيس وزراء لبنان: الجيش يستعد للانتشار على الحدود
  • في ذكرى الاستقلال والانتخابات.. اللبنانيون يأملون في الديمقراطية وخلق نظام جديد
  • ميركل: ترامب "معجب بشخص بوتين وسألني عنه
  • قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
  • جوزيف عون: الجيش منتشر في جنوب لبنان ولن يتركه
  • قائد الجيش في أمر اليوم: نطمئن أهلنا لا خوف على الجيش