اللبنانيون ضحية «الفراغ» وحرب غزة وتوتر الجنوب
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
أحمد مراد (بيروت، القاهرة)
أخبار ذات صلة «أبيض الشباب» يواجه لبنان ودياً غوتيريش يحذّر من التداعيات «الكارثية» لاندلاع حرب بين إسرائيل ولبنانيشهد لبنان واحدة من أصعب الأزمات السياسية مع دخوله في «الفراغ الرئاسي» للمرة الرابعة خلال 3 عقود، منذ 31 أكتوبر 2022، ما تسبب في تفاقم التداعيات الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها ملايين اللبنانيين، وسط مخاوف من تداعيات حرب غزة، وزيادة التوتر في «الجنوب».
وأوضحت الكاتبة والمحللة السياسية اللبنانية، ميساء عبد الخالق، أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بموعد انتهاء أزمة «الفراغ الرئاسي» الحالية، وهل ستكون الأطول من بين المرات السابقة أم لا؟!.. ولكن المؤكد أنها الأخطر والأعنف في تاريخ لبنان الحديث، لا سيما أنها تتزامن مع أزمة اقتصادية تصنفها بعض المؤسسات الدولية بأنها واحدة من أشد 3 أزمات على مستوى العالم، والأسوأ التي يمر بها لبنان منذ القرن الـ19.
وعانى لبنان «الفراغ الرئاسي» 3 مرات سابقة، الأولى في الفترة بين سبتمبر 1988 ونوفمبر 1989، والثانية بين نوفمبر 2007 ومايو 2008، والثالثة بين مايو 2014 وأكتوبر 2016.
وذكرت ميساء، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن لبنان محاط بجملة من المخاطر الشديدة أبرزها التصعيد المتزايد في الجنوب، والأوضاع المعيشية الحرجة جداً في ظل ارتفاع معدلات الفقر، وانهيار العملة المحلية، والتدهور الحاد في مختلف القطاعات والخدمات، وغيرها من التداعيات التي تجعل الفراغ الرئاسي الحالي الأكثر خطراً على أمن واستقرار البلاد.
وشددت على أنه لا ينبغي انتظار مبادرة الحل من الخارج، كما اعتاد اللبنانيون في المرات السابقة، لافتة إلى ضرورة إيجاد تسوية داخلية عبر قبول دعوة الحوار التي أطلقها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، فلا حل إلا بالحوار الداخلي، لا سيما أن القوى الإقليمية والدولية منشغلة بتداعيات حرب غزة أزمة أوكرانيا، وبالتالي لا مفر من دعوة مجلس النواب إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس في أقرب وقت.
وبدوره، أوضح الباحث اللبناني، علي خليفة، أن الفراغ الرئاسي في لبنان أصبح طبيعياً نظراً لتعقيدات المشهد منذ عام 2005، حيث يتزامن مع أزمات داخلية وخارجية عنيفة، ومع دخول الأزمة عامها الثاني لا يزال هناك غموض وضبابية حول مصيرها.
وذكر خليفة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك شقين لأزمة الفراغ، الأول إقليمي ودولي يرتبط بالأوضاع الأمنية والسياسية المحيطة مثل حرب غزة، والثاني محلي يرتبط بعدم التوافق الداخلي على العديد من الملفات التي تشكل عقبات أمام إنجاز انتخاب الرئيس، وبناءً على ذلك يبدو أن لبنان دخل في فراغ أطول من المرات السابقة، وبالتالي الأمر يحتاج إلى مدى زمني لنضوج التسوية الإقليمية والدولية للمنطقة برمتها.
وقال إنه يضاف إلى ما سبق أن رعاة الحل لانتخاب الرئيس بحاجة إلى أن يقدموا للمرشح ضمانات سياسية واقتصادية وأمنية ومالية للنهوض بلبنان من المستنقع، وهو ما يحتاج إلى مؤتمرات دعم وتوافقات إقليمية ودولية تحتاج إلى وقت طويل لإجرائها، ما يؤدي إلى إطالة أمد الفراغ إلى أجل غير محدد إلا في حال حدوث أمر غير متوقع يغير من خريطة الطريق ويسرع عملية انتخاب الرئيس.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: لبنان الفراغ الرئاسی حرب غزة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تنفذ تهجيرًا طويلًا ومشروعًا ديموجرافيًا بجنوب لبنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال العميد مارسيل بالوجي، الخبير العسكري، إنّ لبنان يتعرض لاجتياح جوي وتدمير منهجي كثيف بالطيران بعد انتهاء المرحلة البرية الأولى على الحدود اللبنانية.
وأضاف بالوجي في تصريحات مع الإعلامية منى عوكل، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه في المرحلة الأولى جرى تدمير نحو 37 قرية و15 بالإضافة إلى تهجير الجنوبيين، والمهجرين من الجنوب يحتاجون إلى سنوات للعودة، بينما شمال إسرائيل، فإنهم يمكنهم العودة إلى أماكنهم في غضون أسبوع من وقف إطلاق النار.
وتابع، أن ما يحدث الآن في الجنوب بريا اشتباكات ومحاولات من إسرائيل على المنطقة المؤمنة وحماية الجنود من التعرض للقتل، مشيرًا إلى أن هناك مدن كبرى تعرضت للاعتداءات أمس مثل الهرمل والنبطية وصور، وتتعرض البيئة الحاضنة لحزب الله لضرب جوي وقصف تدميري من أجل التهجير الطويل وليس التهجير القصير، إنه مشروغ ديموغرافي واستراتيجي، ونتنياهو أصبح معه ضوء أخضر مطلق لتوسيع الحرب.