مبادرات إماراتية رائدة بلغة «برايل» في الصحة والتعليم
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
أحمد شعبان (القاهرة)
أخبار ذات صلةتولي الإمارات عناية خاصة لتعزيز نشر واستخدام لغة «برايل» في مجالات الحياة كافة، خاصة التعليم والصحة، انطلاقاً من التزامها بتوفير أفضل سبل الحياة الكريمة لأصحاب الهمم من أصحاب التحديات البصرية، وتحتفي بـ«اليوم العالمي للغة برايل» الذي أقرته الأمم المتحدة في الرابع من يناير كل عام، يهدف تعزيز الوعي بأهمية هذه اللغة، لتشجيع ذوي التحديات البصرية على القراءة والكتابة، وتفعيل وجودهم في مجتمعاتهم.
وتعد تجربة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، من التجارب الرائدة على المستوى العربي في رعاية «أصحاب الهمم» ولا سيما ذوي التحديات البصرية، حيث قامت بإنشاء إدارة رعاية المكفوفين التي تقدم الخدمات النوعية المتخصصة، وتضم مطبعة للمواد والمناهج والوسائل التعليمية والثقافية والقصص بطريقة «برايل» لهم، وقد استفاد من المطبوعات والمنشورات والكتيبات التوعوية والثقافية والقصص المكتوبة بلغة «برايل» 180 جهة، بجانب المستفيدين من التدريب، وتنظم المؤسسة جائزة القصة المقروءة بطريقة «برايل» للمكفوفين.
وتعد الإمارات من أوائل الدول التي دعت شركات الأدوية لكتابة مواصفات الأدوية بلغة «برايل»، لتسهيل تعامل المكفوفين معها، ويولي مجلس حكماء المسلمين عناية خاصة لتعزيز استخدام لغة «برايل» في نشر قيم التسامح والسلام والتعايش الإنساني، وحرص على ترجمة «وثيقة الأخوة الإنسانية» إلى «برايل» العربية والإنجليزية والإيطالية.
وشدد أحمد المراغي رئيس تحرير صحيفة الأخبار «برايل»، على أن المجتمع العربي يدين لدولة الإمارات بأنها من أوائل الدول العربية التي اهتمت بلغة «برايل»، واستطاعت أن تفرضها في المجالات الصحية والتعليمية والثقافية والمعاملات المصرفية، وهذه الجهود والمبادرات جعلت الدول تتنبه أكثر لأهمية «برايل».
وقال: إنه رغم أن عدد المكفوفين في الإمارات قليل جداً مقارنة بدول أخرى، إلا أن الدولة اهتمت بنشر واستخدام لغة برايل في جميع مناحي الحياة، وإن مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، من أهم المؤسسات المعنية بالمسؤولية المجتمعية، حيث أنشأت منصة خاصة، وكانت من أوائل المؤسسات في العالم العربي التي خصصت قطاعاً بلغة «برايل» لذوي التحديات البصرية.
ولفت إلى أن «الأخبار برايل» أصدرت في 2018 عدداً خاصاً في ذكرى مئوية ميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، يبرز مواقفه العروبية وأعماله الخيرية، وطباعة كتاب «لا تستسلم.. خلاصة تجاربي» للدكتور جمال سند السويدي بلغة برايل.
وتعد تجربة مكتبة محمد بن راشد، متمثلة في مركز معلومات فئة ذوي الهمم، من التجارب الرائدة في دعم وتمكين أصحاب الهمم من المكفوفين وضعاف البصر، حيث توفر أكثر من 2000 كتاب بلغة «برايل» باللغتين العربية والإنجليزية، تتنوع مجالاتها بين الأدبية والتاريخية والفكرية والكتب المرجعية، والقصص الهادفة في مكتبة الطفل.
من جانبه، يرى الدكتور أحمد مراد الأستاذ بكلية الآداب جامعة حلوان، «من ذوي الهمم المكفوفين»، أهمية تسليط الضوء على فئة ذوي التحديات البصرية في الاحتفال باليوم العالمي للغة «برايل»، وثمن جهود الإمارات في خدمة ونشر واستخدام هذه اللغة «برايل»، وأنها أن مبادراتها سباقة ورائدة في هذا المجال.
ووجه مراد الشكر لدولة الإمارات للعناية بالمكفوفين، وما تُسخره من إمكانات مادية وبشرية لخدمة هذه الفئة، مشدداً على أهمية التعاون بين المؤسسات المعنية في الدول العربية، ومؤسسة زايد العليا في استخدام لغة «برايل»، وإقامة شراكات لخدمة ورعاية ذوي التحديات البصرية.
وأشاد الدكتور محمد فارس المتخصص في لغة «برايل» من المكفوفين، باهتمام الإمارات بفئة ذوي التحديات البصرية، مثمناً رعاية المتميزين منهم بتوفير الخدمات التي يحتاجونها، وأنها سبقت دولاً كثيرة في هذا المجال.
وقال: إن الإمارات رمز لرعاية ذوي التحديات البصرية من خلال الاهتمام بلغة «برايل»، ليس على مستوى الدولة فقط، بل على مستوى العالم، وهذا الجهد ملموس جداً، وليس بغريب على الإمارات رائدة الأعمال الخيرية والإنسانية.
برايل
لغة «برايل»، هي عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يتم تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم، يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر، وسُمّيت بهذا الاسم نسبة لمخترعها في القرن الـ19 الفرنسي لويس برايل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصحة التعليم الصحة النفسية أصحاب الهمم برايل
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: الإمارات بقيادة رئيس الدولة تضع أصحاب الهمم في قلب مسيرتها التنموية
حضر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، عرضًا مسرحياً موسيقياً بعنوان "متحف الخيال"، قدمه طلاب مركز المستقبل للتأهيل، على مسرح الشيخ زايد في جامعة السوربون أبوظبي.
كما حضر العرض، عدد من أعضاء مجلس إدارة المركز وكبار الشخصيات، بجانب أكثر من 700 شخص، وقدم أكثر من 130 طالباً وطالبة من أصحاب الهمم، لوحات موسيقية ومسرحية تحكي قصة شاب يخوض مغامرة ساحرة داخل ’ متحف الخيال‘، حيث تتحول الأحلام إلى واقع.
إضاءة متطورةوتميز العرض بتقنيات إضاءة متطورة، ومؤثرات بصرية، وأداء احترافي يعكس مهارات المشاركين، وأبدى الحضور إعجابهم الكبير بالعرض، مشيدين بالمواهب الاستثنائية للطلاب وأدائهم الذي عكس قدراتهم الإبداعية الفريدة.
طاقة إبداعيةوقال الشيخ نهيان بن مبارك، بهذه المناسبة، إنّ "هذا العرض المسرحي الموسيقي هو شهادة حيّة على الطاقة الإبداعية التي يمتلكها أصحاب الهمم، وقدرتهم على الإبداع والتعبير عن أنفسهم بطرق مبهرة".
وأضاف أن الفن والموسيقى هما لغتان عالميتان تتجاوزان الحدود وتجمعان القلوب، وهذا العرض هو انعكاس للقيم النبيلة التي تعزز التسامح والتعايش، وهي المبادئ التي نحرص جميعًا على ترسيخها في المجتمع.
وأكد أنّ دعم أصحاب الهمم ليس مجرد واجب، بل هو مسؤولية مشتركة يجب أن يتحملها الجميع، لإفساح المجال أمامهم لإظهار مواهبهم ومساهمتهم الفاعلة في نهضة المجتمع، معرباً عن فخره بمركز المستقبل وما يقدمه من خدمات متميزة، متطلعاً إلى رؤية المزيد من هذه الإنجازات التي تفتح الآفاق أمام أصحاب الهمم ليكونوا جزءًا لا يتجزأ من مسيرة العطاء والتقدم في دولتنا الحبيبة.
وأضاف أن "دولة الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تضع أصحاب الهمم في قلب مسيرتها التنموية، إيمانًا بقدراتهم ودورهم الفاعل في بناء المستقبل"، لافتاً إلى حرص القيادة الرشيدة على ترسيخ سياسات ومبادرات رائدة، تضمن لأصحاب الهمم بيئة متكاملة تدعمهم وتوفر لهم فرص التعليم والتوظيف والابتكار.
وقال إن الإمارات ليست فقط نموذجًا عالميًا في تمكين أصحاب الهمم، بل هي وطن يحتضنهم بكل محبة وفخر، ويتيح لهم سبل النجاح والتميز، مضيفا: "نحن نرى فيهم شركاء حقيقيين في التنمية، ونؤكد التزامنا بمواصلة دعمهم، انطلاقًا من رؤية قيادتنا الحكيمة التي تؤمن بأن المجتمعات الناجحة هي تلك التي تحتضن جميع أبنائها، وتوفر لهم الفرص العادلة ليكونوا مساهمين فاعلين في مسيرتها الحضارية".
وأشاد بالدور الريادي الذي يلعبه مركز المستقبل للتأهيل في خدمة أصحاب الهمم، وهو نموذج رائد في تقديم الخدمات الشاملة لأصحاب الهمم، إذ يسهم بشكل فاعل في تطوير قدراتهم وتنمية مواهبهم من خلال برامج تعليمية وتدريبية متخصصة تواكب أحدث المعايير العالمية.