كيف تلحق السعودية بالإمارات في مضمار الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
تسعى السعودية إلى جذب بعض الأضواء والمواهب من الإمارات، لتصبح المملكة مركزا رئيسيا لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، وهو طموح تم الكشف عنه في المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتج دافوس في سويسرا بين 15 و19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بحسب شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية (CNBC).
وقالت الشبكة، في تقرير على موقعها الإلكتروني ترجمه "الخليج الجديد"، إن "الإمارات ظلت لسنوات المركز التكنولوجي المفضل في الشرق الأوسط، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى عدم وجود ضريبة على الدخل الشخصي، ومرونة سياسات التأشيرات، والحوافز التنافسية للشركات والعمال الدوليين".
وأضافت أن "الوفد السعودي نظم حضورا رائعا في الشارع الرئيسي بمدينة دافوس، بما في ذلك واجهة متجر واسعة مخصصة للترويج لنيوم، وهو مشروع تطوير حضري جديد في شمال غربي المملكة".
و"كذلك مساحة مخصصة لمشروع العلا، وهي مبادرة تعد جزءا من سعي المملكة لجعل المدينة التراثية وجهة عالمية للسياح (...) وكل ذلك جزء من استراتيجية رؤية 2030 للتنويع الاقتصادي في البلاد"، كما أردفت الشبكة.
وزادت بأن "معرض نيوم كان أحد أبرز العروض في دافوس هذا العام، وسعى إلى إظهار آفاق المشروع كوجهة ليس فقط للسياحة والمعيشة الفاخرة، ولكن أيضا للابتكار"، بحسب الشبكة.
اقرأ أيضاً
صندوق النقد: الذكاء الاصطناعي سيؤثر على 40% من الوظائف
تنويع الاستثمارات
وقال متحدث باسم نيوم للشبكة إن "الغرض من هذا الحضور المكثف هو تثقيف مجتمع الاستثمار حول التطوير في المملكة والإشارة إلى أنه مفتوح للأعمال".
وبحسب وزير المالية السعودي محمد الجدعان، في تصريح للشبكة على هامش المنتدى، فإن النفط كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة (أكبر مصدّر للنفط في العالم) انخفض من 70% إلى ما بين 30% و35%.
وقال الجدعان: "هذا أمر مهم"، مضيفا أن المملكة قامت بتنويع استثماراتها في قطاعات أخرى متعددة، بما في ذلك السياحة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية.
وفي يومي 28 و29 أبريل/ نيسان المقبل، ستستضيف الرياض الاجتماع الخاص الأول من نوعه لمنتدى دافوس، وسيناقش قضايا عديدة مهمة، مثل التعاون الدولي والنمو والطاقة.
اقرأ أيضاً
تقييد أمريكا صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي للشرق الأوسط.. ما علاقة السعودية والإمارات؟
جذب المواهب
وقال إيان بريمر، رئيس ومؤسس مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارية للمخاطر السياسية، للشبكة إنه "كان متشككا عندما أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد (في عام 2017)، لكنه الآن مؤمن بالتحول الذي يقوده".
وتابع أنه "يقود ريادة الأعمال وينوع الاقتصاد، ويوجد الكثير من الأشخاص المهتمين حقا بالعمل في السعودية".
بريمر أضاف: "لقد تجاوزنا فصل خاشقجي المتعلق بالمملكة"، في إشارة إلى التداعيات الدولية لمقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصيلة بلاده بإسطنبول في عام 2018.
وقالت الشبكة إن "الاقتصاد السعودي تجاوز مؤخرا عتبة التريليون دولار للمرة الأولى، فيما يزيد اقتصاد الإمارات قليلا عن 500 مليار دولار، وفقا لبيانات البنك الدولي".
وأردفت أن "الإمارات لا تزال تتمتع ببداية مهمة جدا، إذ يتم استثمار مئات الملايين من الدولارات في مراكز تكنولوجيا الأبحاث المتقدمة، وبينها مراكز مخصصة للذكاء الاصطناعي التوليدي والإنترنت والتكنولوجيا الحيوية".
"لكن السعودية تنفق أيضا الكثير من الأموال على طموحاتها في مجال التكنولوجيا، وفي حين أن الكثير من الضجيج حول استثمارات محمد بن سلمان الكبيرة يتركز على المدن الكبرى المبهجة التي يتم بناؤها في الصحراء، قال خبراء إقليميون في دافوس إن هذا عرض جانبي للمهمة الأساسية، وهي جذب المواهب لتغذية دورة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي"، كما استدركت الشبكة.
اقرأ أيضاً
الإمارات وإسرائيل تعززان علاقاتهما في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي
المصدر | سي إن بي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية الإمارات الذكاء الاصطناعي مواهب استثمارات اقتصاد دافوس الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. خلوة الذكاء الاصطناعي ترسم خارطة طريق بمبادرات ومشاريع تكاملية
ناقشت "خلوة الذكاء الاصطناعي"، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات 2024، التي تنظم بحضور أكثر من 500 من قيادات الدولة والمسؤولين في الجهات الاتحادية والمحلية، وبمشاركة واسعة من فرق العمل في حكومة دولة الإمارات ومختلف الجهات المحلية، مستقبل القطاع وتأثيراته المتنامية في تنمية مختلف القطاعات، وأبرز توجهاته العالمية خلال المرحلة القادمة، وسبل الاستفادة منها وتوظيف إمكاناتها في تعزيز ريادة الإمارات ودورها القيادي في تطوير مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها.
وشهدت الخلوة التي قاد نقاشاتها الدكتور عبدالرحمن العور وزير الموارد البشرية والتوطين، وعهود الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وعمر العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عقد 3 طاولات مستديرة غطت مواضيع تعزيز جودة تبنّي الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية على مستوى الدولة، والاستعداد لسوق العمل من خلال تحديد المهارات الأساسية لمواكبة الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة، واستكشاف فرص وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات عالية المخاطر. خارطة طريق واضحة وعمل المشاركون في أعمال الخلوة على رسم خارطة طريق واضحة بمبادرات ومشاريع تكاملية ضمن أجندة عام 2025، تستند إلى 3 محاور رئيسية، تشمل محور البنية التحتية والبيانات، ومحور المواهب الرقمية، ومحور السياسات والتشريعات، وذلك بهدف تعزيز التبني الآمن للذكاء الاصطناعي على المستوى الحكومي وفي مختلف القطاعات، من خلال مواكبة التبني السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بأطر تنظيمية متكاملة على مستوى دولة الإمارات، إذ أكدت 59% من الجهات في أحدث استطلاعات الرأي أنها تتبنى مستويات متوسطة إلى عالية في الذكاء الاصطناعي، وما يحتاجه هذا التسارع من أطر شاملة لإدارة البيانات وتعزيز أمن البيانات وخصوصيتها، وإنشاء بيئات تجريبية لتعزيز الابتكار والسلامة، وزيادة الفوائد المجتمعية من هذه التقنيات مع الحد من أي أضرار محتملة.وناقشت الطاولات المستديرة متطلبات تهيئة بنية تحتية عالية الأداء في الحوسبة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق تكامل سلس وفعال للبيانات، إضافة إلى خطوات حوكمة البيانات للاستخدام والتبني الأمثل للذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي.
وفي جانب الاستعداد لسوق العمل، ناقشت الخلوة مبادرات بناء المهارات الأساسية لمواكبة الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة، وأكد المشاركون في الخلوة، أن الإمارات حققت تقدماً كبيراً في بناء القدرات الوطنية وتمكين قوتها العاملة من خلال مبادرات التعليم المتخصص وبرنامج نافس، والشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، حيث زادت أعداد المتخصصين والخبراء في الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات 4 مرات لتصل إلى 120,000 متخصص بين عامي 2021 و2023. مشددين على أهمية تكثيف الجهود في هذا المجال لمضاعفة الإنجاز في بناء الكوادر الوطنية اللازمة للمحافظة على ريادة القطاع.
وهدفت مبادرات خارطة الطريق إلى تعزيز التوجه نحو الاعتماد على التقنيات الحديثة في تطوير الخدمات الحكومية وتحليل البيانات بنسبة 100%، وزيادة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في قطاعات التعليم والصحة والنقل والطاقة والمؤسسات الصناعية وشركات القطاع الخاص بما يضاعف الإنجازات التنموية والنمو الاقتصادي، حيث ترجح التوقعات أن يرفد الذكاء الاصطناعي ناتج الدولة الإجمالي بنحو 352 مليار درهم عام 2030 بما يعادل زيادة بنسبة 26%.
وأكدت مخرجات الخلوة أهمية مواصلة تطوير البنية التشريعية، والبنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي، ودعم البيئة المحفزة على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يساهم في خلق فرص لاستقطاب وتأسيس شركات جديدة قادرة على تطوير منتجات وخدمات ريادية، واستقطاب وتدريب المواهب والكفاءات على الوظائف المستقبلية والاستثمار في قدرات البحث والتطوير في هذا المجال. دور عالمي ناشط وأكد المشاركون في الخلوة الدور المهم والناشط الذي تلعبه الإمارات على المستوى العالمي في تطوير هذا القطاع وصياغة أطره وسياساته الدولية وحوكمته، ودعم تبني مجالاته وتطبيقاته في مختلف القطاعات ذات التأثير الإيجابي على تنمية المجتمعات الإنسانية، مشيرين إلى أهمية الشراكات الدولية التي ترسخها دولة الإمارات لتحقيق هذه الأهداف.
وتطرق المشاركون إلى استثمار دولة الإمارات المبكر في تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي وتبنيها لتطبيقاته في مختلف مجالات العمل حيث تشهد الدولة اليوم تسارعاً كبيراً في مشاركة هذا المجال في مختلف قطاعات التنمية ومساهمته في الاقتصاد الوطني، في استباقية للتوجهات العالمية والتطورات التكنولوجية التي يشهدها الذكاء الاصطناعي بكل تطبيقاته. مبادرات متواصلة
وسلطت جلسات الخلوة الضوء على الاستراتيجيات والمبادرات المتواصلة لدولة الإمارات والتي عززت قدراتها في الحوسبة الفائقة ومكنتها عبر مراكز البحث والتطوير التي أنشأتها من تدريب نماذج اللغات الكبيرة الخاصة بها وجذب شراكات عالمية فاعلة في هذا المجال مع عمالقة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ومنها استثمار مايكروسوفت في شركة G42. كما ناقش المشاركون المبادرات المتواصلة التي تركز على بناء القدرات الوطنية والكوادر المؤهلة في الذكاء الاصطناعي، لتوظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات التنمية.
#محمد_بن_راشد: ترأست اليوم الاجتماعات السنوية لحكومة #الإمارات والتي انطلقت في العاصمة أبوظبي.. وبدأنا الفعاليات الحكومية لهذا التجمع الوطني عبر اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء.. الاجتماعات السنوية تجمع أهم 500 مسؤول في الإمارات تتضاعف أهميتها.. لأن العمل بروح الفريق الواحد بين… pic.twitter.com/1Bi7TqDxs5
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 4, 2024