تسعى السعودية إلى جذب بعض الأضواء والمواهب من الإمارات، لتصبح المملكة مركزا رئيسيا لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، وهو طموح تم الكشف عنه في المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتج دافوس في سويسرا بين 15 و19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بحسب شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية (CNBC).

وقالت الشبكة، في تقرير على موقعها الإلكتروني ترجمه "الخليج الجديد"، إن "الإمارات ظلت لسنوات المركز التكنولوجي المفضل في الشرق الأوسط، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى عدم وجود ضريبة على الدخل الشخصي، ومرونة سياسات التأشيرات، والحوافز التنافسية للشركات والعمال الدوليين".

وأضافت أن "الوفد السعودي نظم حضورا رائعا في الشارع الرئيسي بمدينة دافوس، بما في ذلك واجهة متجر واسعة مخصصة للترويج لنيوم، وهو مشروع تطوير حضري جديد في شمال غربي المملكة".

و"كذلك مساحة مخصصة لمشروع العلا، وهي مبادرة تعد جزءا من سعي المملكة لجعل المدينة التراثية وجهة عالمية للسياح (...) وكل ذلك جزء من استراتيجية رؤية 2030 للتنويع الاقتصادي في البلاد"، كما أردفت الشبكة.

وزادت بأن "معرض نيوم كان أحد أبرز العروض في دافوس هذا العام، وسعى إلى إظهار آفاق المشروع كوجهة ليس فقط للسياحة والمعيشة الفاخرة، ولكن أيضا للابتكار"، بحسب الشبكة.

اقرأ أيضاً

صندوق النقد: الذكاء الاصطناعي سيؤثر على 40% من الوظائف

تنويع الاستثمارات

وقال متحدث باسم نيوم للشبكة إن "الغرض من هذا الحضور المكثف هو تثقيف مجتمع الاستثمار حول التطوير في المملكة والإشارة إلى أنه مفتوح للأعمال".

وبحسب وزير المالية السعودي محمد الجدعان، في تصريح للشبكة على هامش المنتدى، فإن النفط كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة (أكبر مصدّر للنفط في العالم) انخفض من 70% إلى ما بين 30% و35%.

وقال الجدعان: "هذا أمر مهم"، مضيفا أن المملكة قامت بتنويع استثماراتها في قطاعات أخرى متعددة، بما في ذلك السياحة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية.

وفي يومي 28 و29 أبريل/ نيسان المقبل، ستستضيف الرياض الاجتماع الخاص الأول من نوعه لمنتدى دافوس، وسيناقش قضايا عديدة مهمة، مثل التعاون الدولي والنمو والطاقة.

اقرأ أيضاً

تقييد أمريكا صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي للشرق الأوسط.. ما علاقة السعودية والإمارات؟

جذب المواهب

وقال إيان بريمر، رئيس ومؤسس مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارية للمخاطر السياسية، للشبكة إنه "كان متشككا عندما أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد (في عام 2017)، لكنه الآن مؤمن بالتحول الذي يقوده".

وتابع أنه "يقود ريادة الأعمال وينوع الاقتصاد، ويوجد الكثير من الأشخاص المهتمين حقا بالعمل في السعودية".

بريمر أضاف: "لقد تجاوزنا فصل خاشقجي المتعلق بالمملكة"، في إشارة إلى التداعيات الدولية لمقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصيلة بلاده بإسطنبول في عام 2018.

وقالت الشبكة إن "الاقتصاد السعودي تجاوز مؤخرا عتبة التريليون دولار للمرة الأولى، فيما يزيد اقتصاد الإمارات قليلا عن 500 مليار دولار، وفقا لبيانات البنك الدولي".

وأردفت أن "الإمارات لا تزال تتمتع ببداية مهمة جدا، إذ يتم استثمار مئات الملايين من الدولارات في مراكز تكنولوجيا الأبحاث المتقدمة، وبينها مراكز مخصصة للذكاء الاصطناعي التوليدي والإنترنت والتكنولوجيا الحيوية".

"لكن السعودية تنفق أيضا الكثير من الأموال على طموحاتها في مجال التكنولوجيا، وفي حين أن الكثير من الضجيج حول استثمارات محمد بن سلمان الكبيرة يتركز على المدن الكبرى المبهجة التي يتم بناؤها في الصحراء، قال خبراء إقليميون في دافوس إن هذا عرض جانبي للمهمة الأساسية، وهي جذب المواهب لتغذية دورة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي"، كما استدركت الشبكة.

اقرأ أيضاً

الإمارات وإسرائيل تعززان علاقاتهما في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي

المصدر | سي إن بي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد ​​​​​​​

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية الإمارات الذكاء الاصطناعي مواهب استثمارات اقتصاد دافوس الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

استطلاع جديد يكشف: الذكاء الاصطناعي العام بعيد المنال

يشكك علماء الذكاء الاصطناعي في قدرة النماذج الحديثة على تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI) – وهو مستوى ذكاء يماثل القدرات البشرية – رغم الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات التقنية في هذا المجال.

في استطلاع شمل 475 باحثًا في الذكاء الاصطناعي، أفاد 76% منهم بأن من "غير المحتمل" أو "غير المحتمل جدًا" أن تؤدي النماذج الحالية إلى تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي فائقة الذكاء. يأتي هذا التقرير ضمن دراسة أجرتها جمعية النهوض بالذكاء الاصطناعي، وهي منظمة علمية دولية مقرها واشنطن.

 

اقرأ أيضاً.. الأول من نوعه عالمياً.. مسح متخصص يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الرعاية الصحية



على مدار السنوات الأخيرة، اعتمدت شركات التقنية على فكرة أن توسيع نطاق النماذج الحالية سيؤدي إلى تحقيق AGI، مستفيدةً من تطور نماذج المحولات (Transformer Models) التي تحسنت تدريجيًا بفضل زيادة حجم البيانات المستخدمة في تدريبها. لكن هذه النماذج بدأت تظهر علامات على التباطؤ، إذ لم تحقق الإصدارات الأخيرة سوى تحسينات طفيفة في الجودة.

يقول ستيوارت راسل، من جامعة كاليفورنيا في بيركلي وأحد المساهمين في التقرير: "الاستثمارات الهائلة في توسيع نطاق النماذج دون محاولة جادة لفهم آليات عملها كانت دائمًا تبدو لي غير موفقة. ومنذ نحو عام، أصبح واضحًا للجميع تقريبًا أن فوائد هذا النهج التقليدي قد بلغت حدها الأقصى".



اقرأ أيضاً.. دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت



أخبار ذات صلة "روبلوكس" تطلق نموذج ذكاء اصطناعي لإنشاء رسوم ثلاثية الأبعاد وداعاً لمساعد جوجل.. "جيميني" يستعد للحلول مكانه هذا العام

ومع ذلك، تستعد شركات التقنية لإنفاق نحو تريليون دولار على مراكز البيانات والرقائق الإلكترونية في السنوات المقبلة لدعم طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأشار التقرير أيضًا إلى وجود فجوة بين التصورات السائدة حول قدرات الذكاء الاصطناعي وواقعه الفعلي، حيث قال 80% من المشاركين إن التوقعات بشأن AI مبالغ فيها. يوضح توماس ديترتش، من جامعة ولاية أوريغون: "الأنظمة التي يُقال إنها تضاهي الأداء البشري – مثل حل المسائل البرمجية أو الرياضية – لا تزال ترتكب أخطاءً ساذجة. يمكن لهذه الأنظمة أن تكون أدوات مفيدة، لكنها لن تحل محل البشر في الوظائف".


 

حاليًا، تركز الشركات التقنية على ما يُعرف بـ"توسيع وقت الاستدلال"، حيث يتم استخدام قوة حوسبة أكبر لمنح النماذج مزيدًا من الوقت لمعالجة المدخلات وتحسين الاستجابات. لكن آروند نارايانان، من جامعة برينستون، يرى أن هذا النهج "لن يكون الحل السحري" لتحقيق AGI.

رغم الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي العام، لا يزال تعريفه غير واضح تمامًا. على سبيل المثال، Google DeepMind تعتبره نظامًا قادرًا على التفوق على البشر في اختبارات معرفية متعددة، بينما ترى Huawei أن تحقيقه يتطلب امتلاك الذكاء الاصطناعي لجسد يتيح له التفاعل مع البيئة. أما Microsoft وOpenAI، فقد حددتا في تقرير داخلي أن AGI سيتحقق فقط عندما تتمكن OpenAI من تطوير نموذج يحقق أرباحًا بقيمة 100 مليار دولار.


إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي في الإعلام: فوائد ومحاذير 
  • طحنون بن زايد يبحث مع رئيس «أوراكل» آخر تطورات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة
  • طحنون بن زايد يبحث مع رئيس «أوراكل» في واشنطن آخر تطورات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة
  • الذكاء الاصطناعي يرعى المسنين في الصين
  • «الإمارات العلمي» ينظم «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في تقيّيم الأدوية الجديدة
  • المجلس الرمضاني العلمي يناقش «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»
  • استطلاع جديد يكشف: الذكاء الاصطناعي العام بعيد المنال
  • الصدر يعلق على استخدام الذكاء الاصطناعي
  • منتدى RELEX الرياض يسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في رؤية السعودية 2030 ونمو تجارة التجزئة