تقرير إسرائيلي: غالانت حاول اقتحام مكتب نتنياهو وهدد بإحضار قوة غولاني معه لإحلال النظام
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
كشف تقرير عبري أن وزير الدفاع يوآف غالنت حاول في وقت سابق افتحام مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في كيريا.
وأفاد موقع "واللا" الإسرائيلي بأنه "في وقت ليس ببعيد، أُعلن أن هناك "معركة على التسجيلات" بين المكاتب، حيث يتحكم مكتب رئيس الوزراء في النظام الذي يسجل اجتماعات مجلس الوزراء".
وأضاف الموقع أن "من المعروف أن الجميع لا يحب ذلك، وبالتأكيد ليس عندما يكون أمام لجنة تحقيق"، لافتا إلى أن "أحد كبار أعضاء فريق نتنياهو لاحظ في إحدى جلسات مجلس الوزراء أن أحد رجال غالانت يجلس على شريط صغير، حيث كان الضوء الأحمر الذي يشير إلى التسجيل "المباشر" قيد التشغيل، فيما أثار هذا الحدث ضجة كبيرة وكسر "البارومتر" الذي كان يقاس به مستوى الشكوك المتبادلة بين المكاتب (المصداقية)".
وبين التقرير أنه "منذ ذلك الحين، أصبح الوضع أسوأ، إذ حاول غالانت بالفعل اقتحام مكتب نتنياهو في كيريا".
ونقل الموقع عن أحد الشهود: "كان الأمر على بعد ملليمتر واحد من شجار مع العديد من المشاركين، بما في ذلك حراس الأمن والمستشارين".
وأوضح أنه "خلال هذا الحدث، سُمع غالانت وهو يبلغ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر رون ديرمر أنه في المرة القادمة سيحضر قوة غولاني معه لإحلال النظام".
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن التوتر في الحكومة الإسرائيلية بلغ ذروته بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
في حين يعتقد عدد متزايد من وزراء حزب الليكود وأعضاء الكنيست أن أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رأس الليكود أصبحت معدودة، حسبما ذكرت مصادر في الحزب لصحيفة جيروزاليم بوست.
وذكرت القناة "13" العبرية أن النخبة السياسية في إسرائيل قررت في الأيام الأخيرة الترويج لمبادئ مفاوضات جديدة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى صفقة رهائن، لكن رئيس الوزراء نتنياهو عرقلها.
وقالت القناة العبرية إنه كان من المتوقع أن يتم الدفع بالمفاوضات عبر وسيط، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أخّر ذلك وتشدد في المبادئ التي تم الاتفاق عليها في المفاوضات بدون التنسيق مع "كابينيت الحرب"(الوزير بيني غانتس، وعضو الكابينيت غادي آيزنكوت).
ويستمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و"حماس" لليوم السادس بعد المئة، في ظل كارثة إنسانية وصحية في القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت ارتفاع حصيلة الجرحى في صفوف عسكرييه إلى 2665 شخصا منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
المصدر: "واللا" + RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة بنيامين نتنياهو تويتر طوفان الأقصى غوغل Google فيسبوك facebook قطاع غزة بنیامین نتنیاهو رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: تحالف نتنياهو مع الجمهوريين يهدد وجودنا
حذّر الكاتب والمحلل الإسرائيلي حنان شتاينهارت من أن إسرائيل تمر بتحول إستراتيجي خطير قد يشكل تهديدًا على وجودها في المستقبل، لا بسبب الحروب أو التهديدات العسكرية، بل بسبب احتمال انهيار العلاقة الخاصة التي ربطتها لعقود مع الولايات المتحدة الأميركية، والتي وفّرت لها الحماية الدولية والدعم العسكري والمالي والسياسي غير المشروط.
وفي مقال موسع نشره في صحيفة معاريف، قال شتاينهارت -الذي يعيش في الولايات المتحدة الأميركية- إن هذا التآكل في العلاقة لا يحدث فجأة، بل بشكل تدريجي ومتسارع، لكن المفارقة -برأيه- أن أحدًا في إسرائيل لا يتعامل معه كخطر وجودي رغم ما يحمله من دلالات إستراتيجية بعيدة المدى.
وعزا ذلك إلى سياسات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التي وصفها بـ"المتهورة" والتي دمّرت الأساس الذي بُني عليه هذا التحالف التاريخي.
الدعم الشعبي الأميركي يتآكلاستند الكاتب إلى معطيات من استطلاعات رأي حديثة أجراها معهد "بيو" للأبحاث ومؤسسة "غالوب"، والتي أظهرت أن أكثر من نصف الأميركيين لم يعودوا يتعاطفون مع إسرائيل، وهو تغير جذري مقارنة بما كانت عليه صورة إسرائيل في الولايات المتحدة خلال معظم العقود الماضية.
ففي استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" في مارس/آذار 2023، ظهرت لأول مرة مؤشرات على تغيّر جوهري في المزاج السياسي الأميركي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ أظهر الاستطلاع أن 49% من الأميركيين باتوا يتعاطفون مع الفلسطينيين، مقارنة بـ38% فقط ما زالوا يؤيدون إسرائيل.
إعلانواعتُبر هذا التحول التاريخي نقطة انعطاف في نظرة الأميركيين، خاصة المنتمين إلى التيار التقدمي والشباب، إذ كانت النسبة المعاكسة هي السائدة في العقود السابقة.
وفي سياق أكثر حداثة، استند شتاينهارت أيضًا إلى استطلاع لمركز "بيو" للأبحاث أجري في أواخر عام 2023، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث أظهر الاستطلاع أن 53% من الأميركيين ينظرون إلى إسرائيل نظرة سلبية، في مقابل 41% فقط ما زالوا يحملون انطباعا إيجابيا عنها.
ويشير هذا الاستطلاع إلى أن التراجع في التأييد لا يقتصر على الحزب الديمقراطي، بل يمتد إلى المستقلين وبعض المحافظين، ما يعني أن هذا التحول ليس ظاهرة عابرة لكنه واقع سياسي واجتماعي آخذ في الترسخ.
وما يثير قلق الكاتب بشكل خاص هو الانهيار شبه الكامل للدعم داخل الحزب الديمقراطي، الذي يُرجّح أن يكون القوة المهيمنة في السياسة الأميركية خلال السنوات المقبلة.
فقد كشف استطلاع "بيو" أن 69% من الديمقراطيين باتوا ينظرون إلى إسرائيل بشكل سلبي، في حين تظهر الأرقام الأكثر درامية في أوساط الشباب الديمقراطيين دون سن الثلاثين، حيث يتعاطف 47% منهم مع الفلسطينيين، بينما لا تتجاوز نسبة المتعاطفين مع إسرائيل 7% فقط.
ويرى شتاينهارت أن هذه الأرقام لا تعكس فقط أزمة علاقات عامة لإسرائيل، بل تدل على أزمة أعمق تمس صورتها الأخلاقية والسياسية داخل المجتمع الأميركي، مما قد تكون له تبعات إستراتيجية بعيدة المدى، خاصة إذا استمرت إسرائيل في تجاهل هذا التآكل المتسارع في رصيدها الشعبي.
ويحذر الكاتب من أن هذا الاتجاه آخذ في التعمق، إذ إن الأجيال الجديدة داخل الحزب الديمقراطي تنتمي في معظمها إلى التيارات التقدمية، التي ترى في الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي ممارسات استعمارية مناقضة للقيم الليبرالية التي تؤمن بها هذه القاعدة السياسية.
إعلانويضيف أن إسرائيل راهنت على الحزب الخطأ في الولايات المتحدة، حيث تبنّى نتنياهو علاقة شبه مطلقة مع الحزب الجمهوري، وتحديدًا مع التيارات الشعبوية اليمينية المرتبطة بدونالد ترامب، ما أدى إلى تسييس غير مسبوق للعلاقة مع واشنطن، في حين أن الديمقراطيين -وهم من سيمسكون على الأرجح بمقاليد الحكم في المستقبل- باتوا ينظرون إلى إسرائيل كعبء أخلاقي وسياسي.
في هذا السياق، يلفت الكاتب إلى خطورة احتمالية أن يصل إلى البيت الأبيض في المستقبل زعيم ديمقراطي تقدمي من طراز "بيرني ساندرز" – السيناتور اليهودي المعروف بانتقاداته الشديدة لإسرائيل ودعمه الصريح لحقوق الفلسطينيين.
ويقول إن "فرص وجود رئيس ديمقراطي شاب في عام 2028 عالية جدا، وإن الحزب الديمقراطي في عامي 2026 و2028 سيكون له وجه يشبه السيناتور بيرني ساندرز".
ويضيف أن "ساندرز" يمثل رمزًا لتحول أعمق يجري داخل الحزب الديمقراطي، وهو التحول من تأييد غير مشروط لإسرائيل إلى تبني خطاب يحمّلها المسؤولية عن استمرار الاحتلال ورفض حل الدولتين والانتهاكات الحقوقية.
ويؤكد أن وصول رئيس أميركي من هذا التيار يعني أن العلاقة مع واشنطن ستنتقل من الدعم المطلق إلى المحاسبة وربما فرض العقوبات، خصوصًا إذا استمرت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في تجاهل أي تسوية مع الفلسطينيين.
ويحذر من أن الإدارة الأميركية في هذه الحالة قد لا تكتفي ببيانات الإدانة، بل قد تذهب نحو إعادة النظر في الدعم العسكري، ووقف التعاون في المؤسسات الدولية، بل وحتى دعم قرارات في مجلس الأمن تُدين إسرائيل أو تطالبها بإنهاء الاحتلال رسميا.
إخفاق في فهم التحولات العميقةيرى شتاينهارت أن النخب السياسية والأمنية في إسرائيل لا تزال تفشل في فهم طبيعة التحولات العميقة التي تمر بها السياسة الأميركية، مشيرًا إلى أن الخطاب الإسرائيلي الرسمي ما زال يعتمد على فرضية أن الدعم الأميركي ثابت وأن إسرائيل محصنة من المحاسبة، بينما الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة.
إعلانويشير في هذا السياق إلى أن إسرائيل تخسر اليوم دعم الأوساط الجامعية، ومراكز الفكر، والكنائس التقدمية، وحتى قطاعات واسعة من اليهود الأميركيين الليبراليين الذين يشعرون بالغربة عن السياسات الإسرائيلية.
ويضيف: "إسرائيل تُقدَّم اليوم على أنها دولة قومية دينية متطرفة تقمع الفلسطينيين، وتمنع حرية العبادة، وتحكمها حكومة يمينية فاسدة، وهذه صورة تدمرها في الغرب".
كما يسلط الكاتب الضوء على الشرخ المتسع بين إسرائيل والجالية اليهودية في الولايات المتحدة، ولا سيما بين الدولة العبرية والتيارات الإصلاحية والمحافظة التي تشكل الغالبية في صفوف يهود أميركا.
ويرى أن هذه التيارات باتت تبتعد عن إسرائيل بسرعة متزايدة، في ظل تنامي الفجوة في القيم والهوية بين يهود الولايات المتحدة الليبراليين، ومعظمهم من مؤيدي الحزب الديمقراطي، وبين حكومة إسرائيل اليمينية القومية والدينية.
ويشير إلى أن هذه القطيعة تتجلى بوضوح في الأوساط الجامعية الأميركية وفي مواقف الجناحين التقدمي والوسطي داخل الحزب الديمقراطي، الذين لم يعودوا يرون في إسرائيل الحليف الذي كان ذات يوم يحظى بإجماع يهودي أميركي واسع.
"كنز إستراتيجي" أم عدو داخلي؟ويسخر شتاينهارت من المفارقة التي تجسّدها سيرة نتنياهو السياسية، إذ قال إن الأخير الذي بنى حياته السياسية على صورته كرجل الغرب و"السيد أميركا"، هو نفسه من أجهز على أهم ركيزة في السياسة الخارجية الإسرائيلية، أي العلاقة مع واشنطن.
وذكّر بأن نتنياهو، منذ أن بدأ مسيرته الرسمية في ثمانينيات القرن الماضي عندما تم تعيينه ملحقا دبلوماسيا في واشنطن، بنى هالة إعلامية حوله بأنه خبير في فهم الأميركيين، ولكن النتيجة اليوم كارثية.
وأشار إلى أن نتنياهو، في سعيه للبقاء السياسي، حوّل العلاقة مع إسرائيل من كونها "قضية فوق حزبية" في واشنطن، إلى قضية حزبية مرتبطة بالحزب الجمهوري، الأمر الذي فاقم من تآكل الدعم الديمقراطي لها، وهو ما لم يجرؤ أي زعيم إسرائيلي سابق على فعله.
كما ينتقد الكاتب بشدة السياسة التي انتهجها نتنياهو في التعامل مع قطاع غزة، حيث اعتبر أن إستراتيجية "إبقاء حماس في الحكم" لتحويلها إلى جهة معزولة ومسيطر عليها، أدت إلى نسف أي أمل بوجود شريك فلسطيني معتدل يمكن التفاوض معه، وهو ما عزّز في المقابل صورة إسرائيل كدولة لا تريد السلام، وإنما تسعى فقط لإدارة الصراع.
إعلان "من دون أميركا نحن في خطر وجودي"في ختام مقاله، يوجه شتاينهارت نداء تحذيريا حاد اللهجة، مؤكدًا أن استمرار تجاهل هذا التحول في الموقف الأميركي سيكون ثمنه باهظا جدا. ويقول إن إسرائيل لطالما كانت معتمدة بشكل شبه مطلق على الدعم الأميركي، سواء في التسلح، أو الدفاع في المحافل الدولية، أو التمويل السنوي، وحتى في الردع غير المباشر أمام أعدائها.
ويؤكد أن انهيار هذه العلاقة سيترك إسرائيل مكشوفة في عالم متغيّر، حيث تتصاعد موجات المقاطعة والعزلة، وتفقد فيه إسرائيل تفوقها، بينما تظهر كدولة مارقة لا تحترم القانون الدولي.
ويختم بالقول: "إذا لم تدرك إسرائيل أن العلاقة مع أميركا ليست أبدية، وأنها بدأت تتفكك فعلا، فإننا سنصل في وقت قريب إلى لحظة ندرك فيها أننا فقدنا آخر حليف حقيقي لنا، ولم يتبقَّ إلا جدار من الأوهام".