القطيعة مع “إيغاد” تمهد لعزلة إقليمية أمام قائد الجيش السوداني
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
عزلة قائد الجيش السوداني تتسع دبلوماسيا مع خسارة قواته ميدانيا أمام تقدم قوات الدعم السريع في أغلب الولايات.
الجزيرة (السودان) - قرر قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان السبت تجميد عضوية البلاد بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، في وقت يقول فيه مراقبون إن القطيعة مع "إيغاد" ستؤسس لعزلة طويلة المدى للبرهان وتجعل خيار السلام صعبا في البلاد.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية السودانية أن البرهان أرسل رسالة إلى رئيس جيبوتي ورئيس "إيغاد" إسماعيل عمر غيله "أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها في المنظمة"، نتيجة "تجاهل المنظمة لقرار السودان الذي نقل إليها رسميا بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخصه"، وهو ما لم يحدث في قمة المنظمة الاستثنائية التي عقدت بأوغندا الخميس.
ويرى متابعون أن القرار كان متوقعا وسبق وأن جرى التلميح إليه حينما أعلن مجلس السيادة برئاسة البرهان رفض دعوة هيئة "إيغاد" إلى المشاركة في قمة أوغندا. وتعزز الخطوة القراءة التي تتحدث عن مسعى للجيش ومن خلفه أنصار نظام الرئيس السابق عمر حسن البشير لإضعاف دور الهيئة التي كان يراهن عليها السودانيون للعب دور متقدم في إحلال السلام في البلاد.
وشارك في قمة "إيغاد" كل من رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو فيما الحرب السودانية مستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر بين الجيش والدعم السريع.
وكتب دقلو الخميس عبر حسابه الرسمي على منصة إكس "سعدت اليوم بالمشاركة في القمة الاستثنائية الثانية والأربعين لرؤساء دول وحكومات منظمة 'إيغاد' (..) أكدت خلال الاجتماع على رغبتنا الصادقة في تحقيق الأمن والاستقرار في بلادنا لرفع المعاناة الإنسانية عن شعبنا".
وأفاد بيان لحمدوك عن مشاركته في القمة لعرض "تقييم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية لجذور الأزمة السودانية ورؤيتها لوقف الحرب المدمرة كأولوية قصوى ومعالجة آثار الكارثة الإنسانية". وفي قمة الخميس، أفادت "إيغاد" في بيان ختامي عن تكرار دعوتها طرفي النزاع في السودان إلى “وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وكذلك وقف الأعمال القتالية لإنهاء هذه الحرب”.
وكانت وزارة خارجية السودان أعلنت الثلاثاء "تجميد التعامل" مع "إيغاد" على خلفية "انتهاك سيادة" السودان بعد أن دعت حمدان دقلو لحضور قمتها في أوغندا. وسعت الهيئة الأفريقية، توازيا مع جهود الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى التوسط مرات عدة بين الجنرالين المتحاربين، لكن من دون جدوى.
ودعت القمة السابقة لـ"إيغاد" إلى اجتماع فوري بين فرقاء السودان، يهدف إلى دمج مقترحات منبر جدة والخارطة الأفريقية لحل الأزمة المستعرة منذ أبريل الماضي. وكان من المفترض أن يعقد لقاء بين حميدتي والبرهان في ديسمبر الماضي تنفيذا لمخرجات قمة "إيغاد"، لكن اللقاء تعثر لأسباب فنية، ليشكل ذلك ذريعة للبرهان للتملص من اللقاء. وسبق أن اتهم السودان "إيغاد" بإضفاء الشرعية على "ميليشيا" دقلو من خلال دعوته إلى اجتماع يحضره رؤساء الدول والحكومات الأعضاء، كما اتهمها البرهان بالتحيّز والسعي إلى التدخل في "شأن داخلي".
ويقول محللون إن عزلة قائد الجيش دبلوماسيا تتعزز مع خسارة قواته ميدانياً أمام تقدم قوات الدعم السريع. وأبدى البرهان استياء من دور دقلو الدبلوماسي المتزايد، واتهم الزعماء الأفارقة الذين استقبلوه بالتواطؤ في الجرائم المرتكبة في حق السودانيين. و"إيغاد" منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969، وتتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم كلا من إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وإريتريا والسودان وجنوب السودان.
وفي سياق الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع ومخاطره على دارفور، أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أنه لا مزايدة في وحدة السودان وسيادته ومواجهة التدخل الأجنبي، مشيرا إلى أن قوات جيش حركة تحرير السودان المتواجدة بالولاية الشمالية تعمل بتنسيق تام مع القوات المسلحة وهي جزء من القوات المسلحة.
وأشار إلى "وجود أياد خارجية في إشعال حرب 15 أبريل الماضي لأهداف وأغراض سياسية واقتصادية كانت نتيجتها تدمير البنى التحتية للدولة السودانية ومحو تراث السودان وثقافته وهويته". وتتزايد سخونة الأوضاع في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور مع حدوث جملة من التطورات السياسية التي قد تكون لها انعكاسات عسكرية بعد أن أقال قائد الجيش السوداني قبل أيام والي شمال دارفور نمر عبدالرحمن الذي لم يعترف بقرار إقالته.
ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) السبت عن مناوي قوله، خلال اجتماعه بحكومة ولجنة أمن الولاية الشمالية برئاسة الوالي عابدين عوض الله، إن "من أشعلوا الحرب أشعلوها من أجل الوصول إلى السلطة واستخدموا في ذلك كافة الوسائل غير الإنسانية". وأشار إلى "العلاقات الوطيدة بين مجتمع الولاية ومجتمع دارفور وتشابه الثقافة بين الشعبين” ، مؤكدا رغبة المكونات الشعبية في التواصل والتمازج وفتح آفاق اوسع في التعاون الثقافي والتجاري بين ولايات شمال دارفور والشمالية وشمال كردفان .
وقال إن ولايات دارفور أحوج ما تكون للولاية الشمالية في توفير القوت والغذاء لدارفور والاستفادة من منتجات دارفور، موضحا أن متطلبات المرحلة المقبلة هي تأمين الطرق الرابطة بين الشمالية ودارفور والحدود الليبية . وأكد انتهاء الحرب والأزمة عاجلا أو آجلا وأن التاريخ سيظل شاهدا على ما اقترفه مشعلو الحرب الذين استعانوا بأياد أجنبية وغير سودانية مستهدفين ولايات اتسمت بالأمن والاستقرار.
وكشف مناوي عن ترتيبات لتكامل اقتصادي بين دارفور والشمالية وعدد من الولايات ليعود نفعه على الولايات المذكورة والسودان عامة، مؤكدا أن المرحلة المقبلة تتطلب الوحدة والتماسك للحفاظ على أمن السودان واستقراره. وقال إنهم على قلب رجل واحد في كل ما يخص وحدة السودان وسيادته، مؤكدا أنهم "يعملون على الحفاظ على الاستقلال وأن المؤامرات مهما بلغت لن تستطيع كسر دولة السودان".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع قائد الجیش فی قمة
إقرأ أيضاً:
السفينة الطبية الصينية “HEPINGFANGZHOU 866” ترسو بميناء الجزائر
رست اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024 بميناء الجزائر السفينة الطبية “HEPINGFANGZHOU 866” التابعة للأسطول العسكري الصيني في إطار تنفيذ برنامج التعاون الثنائي العسكري المشترك “الجزائري-الصيني”.
وستتوقف السفينة لمدة خمسة أيام. وخلال هذا التوقف، قام قائد المهمة والوفد المرافق له، بزيارة مجاملة للعميد قائد الواجهة البحرية الوسطى بالناحية العسكرية الأولى. بمقر القاعدة البحرية بالجزائر، كما ستنظم نشاطات لفائدة أفراد طاقم السفينة.