"تيم" ومحكمة العدل الدولية!
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
دخل من باب المستشفى إلى عيادة الرمد، طفل فلسطيني يدعي "تيم" بخطوات ثقيلة ووجه لا يحمل أي تعبيرات حزن أو فرح، قصير القامة مرفوع الهامة، أبيض الوجه ملون العينين، لا يزيد عن عشر سنوات وبصمت شديد جلس على كرسي الفحص لقياس النظر، وبدون أي تعليق سلبي أو ايجابي، قال لي:
سآخذ تلك النظارة والتي هي نظارة فحص وليس للاستعمال وبالفعل انتزعها من يدي!، فاستنكرت هذا الفعل واعتقدت أنه فعل طفولى! ولكن حينئذ همست أمه في أذني معتذرة، أنه منذ مائة يوم لم يرتدِ نظارته والتي بدونها لا يرى جيدًا لأنه يعانى من قصر نظر شديد، أي منذ بداية الحرب في غزة.
أي مأساة تلك وأى صراع ذلك الذي يحرم طفل جميل من نظارته؟ بل تحول الظروف عن إجراء ذلك الفحص لمدة مائة يوم! حتى يأتي إلى مصر لكي يستطيع إجراء نظارة في خمسة دقائق!
هل يستحق ذلك الموقف أن تٌحل كل منظمات حقوق الإنسان؟ أم تُكهن مواثيقها؟ أي منظمات حقوق إنسان تلك التي نمتلكها في العالم التي تنادى بحرية الرأي وتلك المواقف تقف شاهدة أنه هناك خطأ ما في النظام البشرى؟
ربما تكون الدعوة التي قامت بها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية والتي هي واحدة من أجنحة الأمم المتحدة والتي تتحكم في كثير من الأمور الدولية، ستصل بالأمر إلى نقطة جيدة؟ هل على الأقل ستستطيع فضح النفاق الدولي؟ فبالفعل بدأت بعض الدول تنحاز لتجريم فكرة الإبادة الجماعية في فلسطين وبعضها عرض عنها ورفضها.
ولكن نفاق بعض من المجتمع الدولي لم يكن وليد تلك القضية، بل عانينا من تلك الازدواجية لقرون عدة، وكانت مصر أول من هاجمت منظمات حقوق الإنسان التي اختزلت كل حقوق البشر في حرية الرأي ولازالت كلمات الرئيس تترد على أذني في مؤتمر صحفي مع ماكرون منذ سنوات عندما قال: كلمونا عن حقوق الإنسان في حق التعليم والصحة الجيدة وحق العيش في دولة أمنة بدون إرهاب وفى دولة تنعم بالاستقرار.
إن لم تنجح دعوة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، فأقل المكاسب من تلك المبادرة الجريئة هي فضح المعايير الأخلاقية المزدوجة الغربية التي تنادي بحقوق الإنسان ولكن ربما تقصد أنُاسًا غير الذين يعانون ويستحقون الحق والعدل ولذا تستحق تلك المبادرة أو الدعوة كل التقدير والاحترام لمهنيتها ولاستخدامها لأدوات السياسية الخارجية بشكل جيد وفاضح أمام العالم أجمع إلى أن يحصل "تيم" على نظارته على أرضه!.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طفل فلسطيني حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
راشيل كوري: الناشطة الأمريكية التي ضحت بحياتها دفاعا عن منزل فلسطيني
في 16 مارس 2003، شهد العالم واحدة من أكثر الجرائم المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، حيث قتلت الناشطة الأمريكية راشيل كوري بعد أن دهستها جرافة عسكرية إسرائيلية أثناء محاولتها منع هدم منازل الفلسطينيين في مدينة رفح بقطاع غزة، أثارت الحادثة ردود فعل دولية واسعة، وظلت قصة راشيل رمزًا للنضال من أجل حقوق الإنسان.
من هي راشيل كوري؟راشيل كوري، ناشطة سلام أمريكية من مواليد عام 1979، كانت عضوة في حركة التضامن الدولي (ISM)، وهي منظمة حقوقية تدعو لحماية المدنيين الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية.
جاءت راشيل إلى غزة في إطار جهودها لدعم الفلسطينيين، حيث شاركت في مظاهرات سلمية ووقفات احتجاجية ضد ممارسات الاحتلال.
تفاصيل الجريمة:في ذلك اليوم، كانت راشيل تقف أمام أحد المنازل الفلسطينية في رفح، محاولة منع القوات الإسرائيلية من هدمه بالجرافات العسكرية.
ارتدت سترة برتقالية اللون، وحاولت التحدث مع الجنود، لكن جرافة عسكرية إسرائيلية تجاهلت وجودها ودهستها مرتين، ما أدى إلى مقتلها على الفور.
ورغم أن شهود العيان أكدوا أن السائق تعمد دهسها، ادعى الجيش الإسرائيلي أن الحادث كان “غير مقصود”.
ردود الفعل الدولية:أثارت الجريمة غضبًا عالميًا، وطالبت منظمات حقوق الإنسان بتحقيق مستقل في مقتل راشيل.
خرجت مظاهرات في الولايات المتحدة وأوروبا، ووجهت عائلتها اتهامات للحكومة الإسرائيلية بالمسؤولية عن مقتلها.
وعلى الرغم من المطالبات بمحاكمة المسؤولين، أغلقت إسرائيل القضية دون توجيه أي اتهامات، زاعمة أن الجيش لم يكن “يرى” راشيل لحظة دهسها.
الإرث الذي تركته راشيل كوري:أصبحت راشيل رمزًا عالمياً للنضال من أجل العدالة، وألفتت ومسرحيات وأفلام وثائقية عن قصتها، أبرزها “اسمي راشيل كوري”، وهو عمل مسرحي يستند إلى يومياتها ورسائلها.
كما أُطلقت مبادرات إنسانية تحمل اسمها، مثل “مؤسسة راشيل كوري من أجل العدالة والسلام”، التي تدعم حقوق الفلسطينيين وتسعى لنشر الوعي بقضيتهم