دعت دولة الإمارات العربية المتحدة الولايات المتحدة إلى دعم وقف فوري لإطلاق النار في الصراع المستمر بين إسرائيل وغزة، محذرة من تصاعد خطر حدوث أزمة إقليمية أوسع نطاقا. وفي مقابلة عبر الإنترنت من نيويورك، أكدت لانا نسيبة، سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، على ضرورة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، قائلة بحسب بلومبرج: "لا يمكننا الانتظار 100 يوم أخرى".

وأعربت عن قلقها بشأن التأثير المزعزع للاستقرار لحرب غزة على المنطقة، وسلطت الضوء على الدور المحتمل للولايات المتحدة في تخفيف التوترات.

 

ويشير هذا التحذير الصادر عن حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى تزايد المخاوف بشأن الأعمال العدائية المتزايدة التي تشمل إسرائيل وإيران ووكلائهما. وقد أدى الصراع، الذي استمر لمدة ثلاثة أشهر، إلى دمار واسع النطاق وعدد كبير من القتلى المدنيين.

 

أدى الهجوم الإسرائيلي إلى تهجير جزء كبير من سكان غزة ووقوع عدد كبير من الضحايا. قدر البنك الدولي أن أكثر من 60% من البنية التحتية في غزة قد تضررت أو دمرت بسبب القصف الإسرائيلي.

 

امتنعت إدارة بايدن عن المطالبة بوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الذي اقترحته الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر. وقد ساهم التزام إسرائيل بمواصلة هجومها ورفضها لمقترح إعادة إعمار غزة الذي تدعمه الولايات المتحدة، والمشروط بدعم إقامة دولة فلسطينية، في تفاقم التوترات الإقليمية.

 

أدى الصراع أيضًا إلى مناوشات يومية على حدود إسرائيل مع لبنان، شاركت فيها القوات الإسرائيلية وحزب الله المدعومة من إيران. وأدى اغتيال إسرائيل لحماس وحزب الله والقادة الإيرانيين، إلى جانب الأعمال الهجومية التي قامت بها إيران في حربها بالوكالة مع إسرائيل، إلى تصعيد التوترات.

 

اتهمت إيران إسرائيل بشن هجوم صاروخي مميت على مقر إقامة المستشارين العسكريين الإيرانيين في دمشق، سوريا، وردت بهجوم على ما زعمت أنها قاعدة تجسس إسرائيلية في العراق.

 

وفي الوقت نفسه، يواصل الحوثيون في اليمن، الذين تسلحهم إيران، تعطيل التجارة العالمية من خلال استهداف سفن الشحن في البحر الأحمر. كما تتزايد الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا من قبل الجماعات المرتبطة بإيران.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: بايدن على الهامش بينما تعيد إسرائيل تشكيل الشرق الأوسط

أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجد نفسها مهمشة في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل للرد على إيران حسب ما تقرره بشكل مستقل، مما يظهر تضاءل تأثير الولايات المتحدة على عملية صنع القرار الإسرائيلي على الرغم من ادعاء البيت الأبيض عكس ذلك.

ونسب التقرير الذي أعدته محررتا قضايا الأمن القومي في الصحيفة لارا سليغمان وفيرا بيرغنغروين لجون ألترمان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بأن القيادة الإسرائيلية تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها "مستشار كثير التذمر أو مجرد مراقب ليس له تأثير حقيقي على القرارات".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عائلة من غزة تسترجع ذكريات عام من الفقد والنزوحlist 2 of 2كاتب بصحيفة معاريف: وضع إسرائيل يشبه سفينة تايتنكend of list

وعلى الرغم من إصرار بايدن على قوة العلاقات بين البلدين منذ بداية الحرب على غزة فإن علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المستمرة منذ نحو 50 عاما ما فتئت تتدهور خلال السنة الماضية.

ويعود ذلك -وفق الصحيفة- إلى البون الشاسع بين أجندتيهما السياسية وأهدافهما الحربية في الشرق الأوسط، وهو ما يعكسه الجفاء بينهما، إذ لم يتحدث بايدن إلى نتنياهو منذ 21 أغسطس/آب الماضي.

ووفق التقرير، فإن للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة أثرا كبيرا على نهج بايدن تجاه إسرائيل، فإدارته متوجسة من مآلات الضغط على نتنياهو وما قد ينتج عنها من رد فعل سياسي عنيف قد ينفر الناخبين المؤيدين لإسرائيل.

وبدوره -وفقا للصحيفة- فإن نتنياهو مدرك لهذه التوترات السياسية تماما، بل إنه يستغلها لصالحه، فهي تخوله التصرف باستقلالية أكبر وتضبط التدخل الأميركي في شؤونه، خاصة فيما يتعلق بالأعمال العسكرية التصعيدية.

ومن الملحوظ أن الولايات المتحدة لا تعارض بالضرورة هجمات إسرائيل على حزب الله، ولكنها تفضل عدم الانجرار إلى حرب أخرى، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".

وأوردت الصحيفة تعليق المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية آرون ديفيد ميلر على ذلك قائلا إنه "لن تجد سياسيا أميركيا يضغط على الإسرائيليين قبل أسابيع من أحد أهم الانتخابات في التاريخ الأميركي الحديث، ولا سيما فيما يتعلق بجبهة تضم إيران".

وأكد التقرير أن الجهود المبذولة لكبح جماح إسرائيل -خصوصا في غزة- لم تحقق تأثيرا كبيرا حتى الآن، وأظهرت تصرفات نتنياهو في لبنان تزايد عدم مبالاته برغبات حلفائه الأميركيين في المنطقة على الرغم من تخوفهم من زيادة التصعيد.

واستدل التقرير باغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مشيرا إلى أن نتنياهو أمر بتنفيذ الضربة من فندق في نيويورك دون إبلاغ البيت الأبيض.

وقد حدث ذلك في الوقت الذي كان فيه الدبلوماسيون الأميركيون يعملون جاهدين في الأمم المتحدة لمنع نشوب صراع أوسع، مما يدل على تزايد استقلالية إسرائيل باتخاذ قراراتها العسكرية، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".

وبالمثل -تقول الصحيفة- جاءت هجمات "البيجر" الإسرائيلية غير المسبوقة بعد فترة وجيزة من زيارة للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل حث فيها على ضبط الأعمال العدائية في لبنان، وقد صرح مسؤولون أميركيون بأنهم لم يكن لديهم علم مسبق بالعملية.

وخلصت الكاتبتان إلى أن قرارات إسرائيل الأحادية الجانب ومحدودية القدرة الأميركية على التأثير عليها تؤكد تزايد الخلاف بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • داليا عبدالرحيم: الجماعات الإرهابية تجد في الصراع الإيراني الإسرائيلي فرصة لتوسيع نفوذها.. خبير: فرص التصعيد بالمنطقة أكبر من التسوية.. ونتنياهو يسعى لتغيير الشرق الأوسط
  • هاريس: الولايات المتحدة ستواصل الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تقصف شمال غزة وجنوب بيروت وتكثف هجماتها على وكلاء إيران.. “بولتيكو": الصراع يمكنه جذب الولايات المتحدة لصراع كبير
  • وول ستريت جورنال: بايدن على الهامش بينما تعيد إسرائيل تشكيل الشرق الأوسط
  • كيف ينعكس التوتر في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات؟
  • كيف تنعكس التوترات في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات؟
  • تهديدات بضرب منشآت نفطية.. تبعات التوترات في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة في عام الانتخابات
  • ما الذي تنوي الولايات المتحدة فعله في الشرق الأوسط مع زيادة التوتر؟
  • رد وشيك على إيران.. قائد القيادة المركزية الأمريكية يصل إسرائيل
  • هل يشهد الشرق الأوسط حربا شاملة؟.. جوتيريش يحذر من التصعيد.. ومركز بحثي بباريس: لا خيار أمام إسرائيل سوى الرد على إيران