الإمارات تحث الولايات المتحدة على التحرك بسرعة لمنع التصعيد في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة الولايات المتحدة إلى دعم وقف فوري لإطلاق النار في الصراع المستمر بين إسرائيل وغزة، محذرة من تصاعد خطر حدوث أزمة إقليمية أوسع نطاقا. وفي مقابلة عبر الإنترنت من نيويورك، أكدت لانا نسيبة، سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، على ضرورة وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، قائلة بحسب بلومبرج: "لا يمكننا الانتظار 100 يوم أخرى".
ويشير هذا التحذير الصادر عن حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى تزايد المخاوف بشأن الأعمال العدائية المتزايدة التي تشمل إسرائيل وإيران ووكلائهما. وقد أدى الصراع، الذي استمر لمدة ثلاثة أشهر، إلى دمار واسع النطاق وعدد كبير من القتلى المدنيين.
أدى الهجوم الإسرائيلي إلى تهجير جزء كبير من سكان غزة ووقوع عدد كبير من الضحايا. قدر البنك الدولي أن أكثر من 60% من البنية التحتية في غزة قد تضررت أو دمرت بسبب القصف الإسرائيلي.
امتنعت إدارة بايدن عن المطالبة بوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الذي اقترحته الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر. وقد ساهم التزام إسرائيل بمواصلة هجومها ورفضها لمقترح إعادة إعمار غزة الذي تدعمه الولايات المتحدة، والمشروط بدعم إقامة دولة فلسطينية، في تفاقم التوترات الإقليمية.
أدى الصراع أيضًا إلى مناوشات يومية على حدود إسرائيل مع لبنان، شاركت فيها القوات الإسرائيلية وحزب الله المدعومة من إيران. وأدى اغتيال إسرائيل لحماس وحزب الله والقادة الإيرانيين، إلى جانب الأعمال الهجومية التي قامت بها إيران في حربها بالوكالة مع إسرائيل، إلى تصعيد التوترات.
اتهمت إيران إسرائيل بشن هجوم صاروخي مميت على مقر إقامة المستشارين العسكريين الإيرانيين في دمشق، سوريا، وردت بهجوم على ما زعمت أنها قاعدة تجسس إسرائيلية في العراق.
وفي الوقت نفسه، يواصل الحوثيون في اليمن، الذين تسلحهم إيران، تعطيل التجارة العالمية من خلال استهداف سفن الشحن في البحر الأحمر. كما تتزايد الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا من قبل الجماعات المرتبطة بإيران.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
بدر بن علي الهادي
الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.
لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.
منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.
تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:
1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.
2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.
3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.
4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.
إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.
وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.
ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.
وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.
الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.
لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.
الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!