حكم تفسير الأحلام والرؤى والمنامات.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الشرع في القيام بتعبير الرؤى والمنامات أو ما يسمى بتفسير الأحلام؟ وهل هذا الأمر يجوز شرعًا؟
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها عن السؤال، إن الأصل في تعبير الرؤيا أنه ملكة كملكة الفقه بالنسبة للفقيه؛ فتفسير الرؤيا مشروع لمن يُحسنه؛ لأن الله تعالى أوجد الرؤيا ليستفيد منها الناس عن طريق من يعلم تأويلها منهم، كما هو الحال في القرآن والسنة.
كما قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 83]، وقال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأنبياء: 7]. فمن لم يكن من أهل الذكر في هذا الشأن فلا يحلّ له أن يتكلم فيه، بل هو مقصور على أهل العلم به.
قال العلامة ابن عبد البر في "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" (1/ 288، ط. وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية-المغرب): [قيل لمالك رحمه الله: أيعبر الرؤيا كلُّ أحدٍ؟ فقال: أبالنبوة يُلعب؟ وقال مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيرًا أخبر به، وإن رأى مكروهًا فليقل خيرًا أو ليصمت. قيل: فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه؛ لقول من قال إنها على ما أُوِّلت عليه؟ فقال: لا. ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة، فلا يتلاعب بالنبوة] اهـ.
وقال العلامة أبو الوليد الباجي في "المنتقى شرح الموطأ" (7/ 278، ط. مطبعة السعادة): [ولا يعبر الرؤيا إلا مَن يحسنها، وأمَّا من لا يعلم ذلك ولا يحسنها فليترك] اهـ.
وقد جوَّز النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر رضي الله عنه أن يعبر الرؤيا، وأخبره بأنه أصاب وأخطأ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يحدث أن رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني أرى الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها بأيديهم، فالمستكثر والمستقل، وأرى سببًا وَاصِلًا من السماء إلى الأرض، فأراك أخذت به فَعَلَوْتَ، ثم أخذ به رجل من بعدك فَعَلَا، ثم أخذ به رجل آخر فَعَلَا، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به، ثم وُصِلَ له فَعَلَا.
قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، بأبي أنت، والله لتدعني فلأعبرنها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اعْبُرْهَا»، قال أبو بكر رضي الله عنه: أما الظلة؛ فظلة الإسلام، وأما الذي ينطف من السمن والعسل؛ فالقرآن حلاوته ولينه، وأما ما يتكفف الناس من ذلك؛ فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض؛ فالحق الذي أنت عليه، تأخذ به فيُعليك الله به، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله، بأبي أنت، أصبتُ أم أخطأتُ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا»، قال: فوالله يا رسول الله لتحدثني ما الذي أخطأتُ؟ قال «لَا تُقْسِمْ». متفق عليه واللفظ لمسلم.
وبناءً على ما سبق ذكره وبيانه: فتأويل الرؤى المنامية جائز شرعًا لمن يحسنه؛ وهو مستمدٌ من الكتاب والسنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الأحلام تفسير الأحلام صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله رجل آخر ف رضی الله
إقرأ أيضاً:
أفضل الأعمال المستحبة يوم الجمعة.. اغتنمها
يوم الجمعة من أفضل الأيام عند الله، حيث يُضاعف فيه الأجر وتُستجاب الدعوات، ومع حلول شهر شعبان، تزداد أهمية اغتنامه بالأعمال الصالحة، خاصة أنه من الأشهر التي تُرفع فيها الأعمال إلى الله.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن هناك العديد من الأعمال المستحبة في يوم الجمعة بشهر شعبان، والتي يمكن للمسلم الحرص عليها لنيل الأجر والثواب، ومنها مايلي:
أفضل الأعمال يوم الجمعة1- الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ
أكدت دار الإفتاء أن الصلاة على النبي من أفضل الأعمال يوم الجمعة، لقوله ﷺ: «أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليّ».
2- قراءة سورة الكهف
يستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، كما ورد في الحديث الشريف: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين».
3- الإكثار من الدعاء والاستغفار
يُستحب الدعاء في يوم الجمعة، خاصة في ساعة الاستجابة، وطلب المغفرة والتوفيق لاستقبال شهر رمضان بنقاء القلب والعمل الصالح.
4- الصيام في يوم الجمعة بشهر شعبان
أوضحت دار الإفتاء أنه من المستحب صيام يوم الجمعة في شعبان، بشرط أن يصوم المسلم يومًا قبله أو بعده، لقول النبي ﷺ: «لا يصومنّ أحدكم يوم الجمعة، إلا أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده».
5- أداء صلاة الجمعة بخشوع
حضور صلاة الجمعة والاستماع للخطبة بخشوع من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، وخاصة في شهر شعبان استعدادًا لشهر رمضان.
فضل يوم الجمعةيوم الجمعة في شعبان فرصة عظيمة لمضاعفة الأجر والتقرب إلى الله، فاحرص على الإكثار من العبادات والطاعات، واستعد لاستقبال رمضان بروح مليئة بالإيمان.