قال د. أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، القيادى بحركة فتح، إن مصر أصّلت للموقف الغربى الرافض لتهجير الفلسطينيين، وقدمت أول 50 شاحنة مساعدات لقطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلى، وأوضح فى حواره لـ«الوطن» أن مخطط التهجير باء بالفشل بعد 100 يوم من حرب غزة، لافتاً إلى أن أطماع الاحتلال فى أراضى القطاع اقتصادية.

بعد 100 يوم حرب.. إلى أين وصل ملف التهجير؟

- باء مشروع التهجير الذى طرحه «نتنياهو وسموتريتش وبن غفير» بالفشل، كما حدث فى سبعينات القرن الماضى، والشعب الفلسطينى تصدى لمخططات الاحتلال، وكسرها على صخرة صموده، وتمسكه بالأرض.

ما الانتهاكات التى يقدم عليها الاحتلال لتهجير الفلسطينيين من أرضهم؟

- الاحتلال يدفع المواطنين للتهجير الطوعى من خلال تضييق الحصار عليهم على مدار الأعوام العشرة الماضية، بعدما استهدفت قوات الاحتلال خلال الحروب المتواصلة منذ عام 2008 وحتى عام 2021 تدمير مصانع القطاع الخاص، لتصل نسبة البطالة بالقطاع إلى ما يقرب من 60% إلى 70%، خاصة مع محدودية الأراضى الزراعية فى القطاع، التى تبلغ مساحتها 350 كيلومتراً يعيش عليها مليونان و300 ألف مواطن، وهو ما يجعلها من أعلى المدن اكتظاظاً بالسكان.

كما أن ضيق الرزق بالقطاع خلال الـ3 سنوات الأخيرة دفع ما يقرب من 105 آلاف شاب إلى العمل بمدن الاحتلال، وتمت الموافقة على 13 ألفاً فقط عبر منصات التشغيل بالمدن الإسرائيلية.

بم تفسر إصرار الفلسطينيين على التمسك بالأرض رغم انعدام مقومات الحياة؟

- 70% من منازل قطاع غزة دمرت كلياً وجزئياً، كما تم تدمير جميع مقومات الحياة والمرافق من شبكات المياه والاتصالات والصرف الصحى، ومبانى المؤسسات والهيئات تمت مساواتها بالأرض، كما تم نسف القطاع الطبى بأكمله وهدم المدارس والجامعات، وهو ما يعنى تدمير المستقبل، إضافة لهدم المساجد والكنائس، ومع ذلك بلغ عدد النازحين من قطاع غزة من 30% إلى 40%، وظل بالقطاع قرابة 70% رغم ضراوة قصف طيران الاحتلال.

إلى أى مدى يتمسك الفلسطينيون بوطنهم مع تزايد ضغط الاحتلال على مدار 100 يوم؟

نجلى رفض السفر للدراسة والعمل فى الخارج بعد هدم منزلنا.. وقال لى «سأبنى مستقبلى هنا»

- 90% من سكان قطاع غزة إذا فتحت لهم فرص الهجرة لن يهاجروا، والـ10% المتبقية لا يمكن توجيه اللوم لهم لأن الطبيعة البشرية تضع الأمن والأمان فى أعلى قائمة أولوياتها، فهم يهربون من الموت وفقدان الأمل، كل بيت فلسطينى فيه شباب يرفضون التهجير وترك أوطانهم، ولدىّ ابن خريج كلية الهندسة رفض جميع الفرص التى قدمت له للعمل والدراسة بالخارج وفضل العيش فى غزة، وعندما سألته كيف تعيش بعد هدم منزلنا أجابنى: سأبنى منزلنا الجديد وسأبنى مستقبلى فى غزة.

عشرات الآلاف يغادرون غزة إلى الهجرة بأوروبا للبحث عن مصدر رزق والأمان وحياة جديدة لكنهم خرجوا بلا روح، وهو ما دفع أعداداً كبيرة للعودة، والجزء الآخر عاد بعد سنوات بعد تعاظم شعور الاغتراب لديهم.

كيف وجدتم الغطاء الدولى الرافض للتهجير فى مواجهة المخطط الإسرائيلى؟

- مصر هى من أصلت لرفض التهجير، فالقرار المصرى الحاسم والحازم الرافض للتهجير على لسان الرئيس المصرى وقيادات مصرية مختلفة، وضع الغرب أمام مسئولياتهم برفض التهجير القسرى والطوعى لأى مكان، فمصر كانت صاحبة رؤية استشرفت من خلالها المستقبل، بأنه فى اللحظة التى يتم فيها السماح بتهجير سكان غزة سيتم لاحقاً تهجير سكان الضفة الغربية والقدس، وبالتالى انتهت القضية الفلسطينية. ومصر، حكومة وشعباً، وفرت المساعدات لقطاع غزة، إذ إن أول 50 شاحنة على حدود قطاع غزة هى شاحنات مصرية، تبعها عدد من الدول، وهى صاحبة أول تأكيد على رفض التهجير قبل أن تلحق بها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وعدد من الدول الأخرى.

ملف إعمار غزة

الاستخبارات الإسرائيلية استنكرت الدعوات بإعادة إعمار غزة، معترفة بأن القطاع لم يعد مؤهلاً للحياة، وتساءلت لماذا يتم صرف ملايين الدولارات على إعادة البناء، ويمكن انتقال الفلسطينيين وتوزيعهم على دول العالم، وتوفير هذه الأموال لتطويرهم؟، لكن الشعب الفلسطينى يؤمن بأن تركه الأرض لن يعزز كرامتهم فى أى مكان بالعالم، وهو ما يفسر عدم اجتياز الفلسطينيين للحدود المصرية هرباً من الموت، رغم بقاء ما يزيد على مليون و300 ألف فلسطينى فضلوا العيش فى خيام رفح الفلسطينية على مساحة 64 كيلومتراً مربعاً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة التهجير قطاع غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

متحدث حركة فتح : الموقف المصري داعم كبير لفلسطين وحقوق شعبها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور ماهر النمورة، المتحدث باسم حركة فتح، إن مصر كانت وستظل أرض كنانة، مشيدًا بالمواقف الوطنية الثابتة التي عبرت عنها دائمًا في دعم القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

واضافً أن مصر لعبت دورًا محوريًا في التصدي لخطط الاحتلال، التي كانت تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى مصر والأردن.

وأكد النمورة، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الموقف العربي الوطني، بقيادة الرئيس السيسي والحكومة المصرية، كان له تأثير كبير في فضح خطط الاحتلال الرامية إلى تهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هذا الموقف ليس غريبًا على مصر التي لطالما وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المستمر ضد الاحتلال، ولفت الى أن هذه المواقف تؤكد استمرار الدعم المصري للفلسطينيين وتحقيق تطلعاتهم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وفيما يخص معبر رفح، أشار النمورة إلى أن هذا المعبر يخص الفلسطينيين والمصريين فقط، ولا يحق لأي طرف التدخل فيه إلا من خلال التعاون بين الجانبين المصري والفلسطيني، مؤكدًا أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي الوحيدة المخولة بتنظيم العمل فيه، كما دعا إلى التسهيل على المواطنين الفلسطينيين في التنقل بين غزة ومصر خاصة بعد توقف العدوان الإسرائيلي.

اختتم النمورة بالحديث عن أهمية دعم مصر في نقل الآلاف من الجرحى والمرضى الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية، مؤكدًا أن هذه المواقف المصرية تُنقذ حياة الفلسطينيين وتخفف من معاناتهم.

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«التنسيقية»: مصر تصدت لمخطط مريب لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين
  • قيادي في حركة فتح: لم ولن ننسى ما فعله الشعب المصري والرئيس السيسي لمنع تهجير الفلسطينيين «فيديو»
  • متحدث حركة فتح : الموقف المصري داعم كبير لفلسطين وحقوق شعبها
  • مخطط التهجير.. عضو بمجلس الشيوخ: مصر صخرة تتحطم عليها أطماع الطغاة
  • قيادي بـ«الحرية المصري»: الشعب أعلن أمام معبر رفح رفضه لتهجير الفلسطينيين
  • الفنانة عبير عيسى ترد على ترامب ومخطط التهجير / فيديو
  • «التنسيقية»: تظاهرات رفض التهجير تعكس أصالة الموقف المصري التاريخي الداعم للقضية
  • قيادي بـ«الحرية المصري»: احتشاد المصريين أمام معبر رفح موقف مشرف
  • ترامب ومخطط التهجير والتحدي الفلسطيني
  • قيادي بحركة تحرير السودان يدعو لحماية المدنيين في الفاشر وسط تصاعد الهجمات