التقى الدكتور حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، اليوم، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وذلك خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى مصر .

وقال السفير إلياس شيخ عمر أبو بكر سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، في تصريح له، إن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف والصومال حيث وجه رئيس الصومال دعوة رسمية لفضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر لزيارة الصومال ،  مشيرا إلى أن رئيس الصومال ثمن خلال اللقاء الدور التنويري الذي يلعبه الأزهر الشريف لنشر قيم الإسلام الوسطي ومبادئه لمواجهة الأفكار الإرهابية والمتطرفة الهدامة التي تسعى كثير من الأطراف الإقليمية والدولية لبثها في نفوس الشباب العربي .

و أشار إلى أن رئيس الصومال أعرب عن سعادته بزيارة فضيلة الإمام الأكبر للمرة الثانية، والتواجد في الأزهر الشريف، هذا الصرح العلمي الكبير، وتقديره لما يقوم به شيخ الأزهر من جهود كبيرة لنشر ثقافة التعايش والسلام العالمي والأخوَّة الإنسانيَّة، ومجابهة الفكر المتطرف.

وقال إن الرئيس حسن شيخ محمد، قدم دعوةً رسميةً لفضيلة الإمام الأكبر لزيارة الصومال، مؤكدًا أن هذه الزيارة ستكون حدثًا تاريخيًّا مهمًّا، ورسالة تضامن مع الشعب الصومالي في مواجهة الجماعات المتطرفة؛ حيث رحَّب فضيلة الإمام الأكبر بدعوة الرئيس الصومالي، مؤكدًا أنه سيسعى لتلبية هذه الدعوة الكريمة في المستقبل القريب بمشيئةِ الله.

واضاف أن الرئيس حسن شيخ محمد استعرض لشيخ الأزهر الوضع الحالي في الصومال، مشيرًا إلى أنَّ الصومال يخوض حربًا طويلةً ضد الجماعات المتطرفة المدعومة خارجيًّا، التي تحاول تقسيم الصومال والعبث باستقراره، مضيفًا: "خلال ال ١٦ عاما الماضية سيطرت هذه الجماعات على بعض الأجزاء، وخضنا ضدهم معارك كثيرة؛ لعل أبرزها المعارك الأيدلوجية والفكريَّة التي تستهدف نشر الفكر المتطرف وبث سموم هذه الجماعات في عقول الأطفال والشباب الصومالي لاعتناق هذا الفكر الدموي المتطرف، حتى رأينا أطفالًا في سن الخامسة يحملون السلاح ويحاربون معهم".

وأكَّد السفير الصومالي أن الرئيس حسن شيخ محمود طرح خلال اللقاء حاجة الصومال الماسة للمنهج الأزهري وعلماء الأزهر ومبعوثيه، مشددًا على أن الحرب ضد هذه الأيدلوجيات المتطرفة تأتي في مرتبة أهم من الحرب العسكرية، وأنَّ الفكر الأزهري أهم من الدبابات والمؤن العسكرية التي تحارب بها الصومال هذه الجماعات؛ حيث إنَّه من خلال الفكر الأزهري الوسطي يمكن تحصين أبناء الصومال وتزويدهم بجرعة علمية وقائية من هذا الفكر المتطرف، مطالبًا شيخ الأزهر بالتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية في الصومال، وبخاصة في مراحل التَّعليم الأساسيَّة.

من جانبه رحَّب فضيلة الإمام الأكبر بالرئيس الصومالي في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا عمق العلاقة التاريخية التي تربط الصومال بالأزهر، والتي توطَّدت من خلال علماء الأزهر الشريف المبتعثين للصومال، كما كان للطلاب الصوماليين الوافدين للدراسة بالأزهر دور مهم في رسم ملامح هذه العلاقة التاريخيَّة.

وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر لن يتوانى عن دعم الشعب الصومالي، وتلبية كل احتياجاته العلمية والدعوية، موجهًا فضيلته قيادات الأزهر بدراسة إنشاء لجنة مصغرة بتمثيل أزهري وصومالي لدراسة احتياجات الصومال؛ من معاهد أزهرية، ودورات تدريبية للأئمة والدعاة الصومالين، وتوزيع المنح الأزهرية بما يناسب التحديات الداخلية للصومال؛ حيث رحَّب الرئيس الصومالي بهذا المقترح مؤكدًا أنه خطوة مهمة في تنسيق الجهود المشتركة، وأنه سيقوم بتحديد ممثل شخصي له في هذه اللجنة جنبًا إلى جنب مع مسئولي السفارة الصومالية في القاهرة.

وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر لتخصيص جزء من المنح الأزهرية المقدمة لأبناء الصومال، لدراسة العلوم والطب والصيدلة والزراعة والهندسة، جنبًا إلى جنبٍ مع دراسة العلوم الشرعيَّة والعربيَّة، وذلك تلبيةً لاحتياجات الشعب الصومالي، وتماشيًا مع أبرز التحديات الداخلية في الصومال العزيز علينا جميعًا، مشددًا على تضامن الأزهر الكامل مع الصومال في الحفاظ على وحدة أرضه، واستنكاره للمحاولات الخارجية التي تستهدف العبث باستقراره.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصومال مصر فضیلة الإمام الأکبر الرئیس حسن شیخ الأزهر الشریف رئیس الصومال شیخ الأزهر مؤکد ا ة التی

إقرأ أيضاً:

الأزهر للفتوى: عدم قراءة المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية لا يبطلها

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه إذا أنصت المأموم لقراءة الإمام للفاتحة في الصلاة الجهرية دون أن يقرأها؛ صحَّت صلاته ولا إثم عليه وقراءة الإمام له قراءة.

وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن قراءةُ الفاتحة بالنسبة للمأموم في الصلاة الجهرية مما اختلف فيها الفقهاء، فالمالكية والحنابلة على أنها لا تجب على المأموم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن كان له إمامٌ فقراءةُ الإمامِ له قراءة" [أخرجه ابن ماجه].

وتابع مركز الأزهر: وكَرِه الأحناف أن يقرأ المأموم خلف الإمام، وقد أوجب الشافعية على المأموم أن يقرأ الفاتحة مطلقًا، فمن تركها عمدًا فصلاته باطلة؛ لقوله –صلى الله عليه وسلم-: "لا صلاةَ لمن لم يَقرأ بفاتحةِ الكِتَاب" [متفق عليه]؛ ولكن مَن ذهب إلى عدم وجوبها، قال بأن النَّفي هنا نفي كمال لا نفي صحة.

وأوضح أن الأفضل أن يقرأ المأموم في الصَّلاة الفاتحة ولو كانت جهرًا، وهو الأفضل والأسلم والأحوط.

واختلف الفقهاء في قراءة المأموم للفاتحة خلف الإمام فيما يُجهَرُ به من الصلوات؛ فذهب المالكية والحنابلة إلى أنه لا يجب على المأموم قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة الجهرية؛ خلافًا للشافعية.

قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: (والمأموم إذا سمع قراءة الإمام فلا يقرأ بالحمد، ولا بغيرها، لقول الله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}، ولما روى أبو هريرة، رضي الله عنه أن النبي قال: «مالى أنازع القرآن؟»، قال: فانتهى الناس أن يقرأوا فيما جهر فيه النبي، وجملة ذلك أن المأموم إذا كان يسمع قراءة الإمام، لم تجب عليه القراءة، ولا تستحب عند إمامنا والزهرى والثورى ومالك، وابن عيينة وابن المبارك وإسحاق وأصحاب الرأي، وهذا أحد قولي الشافعي، ونحوه عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن جبير، وجماعة من السلف والقول الآخر للشافعي، قال يقرأ فيما جهر فيه الإمام). [المغني لابن قدامة]

وقال الحنفية بكراهة قراءة المأموم خلف الإمام مطلقًا؛ قال الإمام ابن الهمام رحمه الله: (ولا يقرأ المؤتم خلف الإمام سواء كان في الصلاة الجهرية أو غيرها). [العناية شرح الهداية].

وعليه؛ إذا أنصت المأموم لقراءة الإمام للفاتحة في الصلاة الجهرية دون قراءة؛ صحت صلاته ولا إثم عليه وقراءة الإمام له قراءة.

مقالات مشابهة

  • الملك فيليب السادس يلقي كلمة خلال لقائه مع الرئيس السيسي
  • الحرية المصرى يشيد بكلمة الرئيس السيسى خلال لقائه بملك إسبانيا
  • الإمام الأكبر: يجب الاعتراف بأننا نعيش أزمة يدفع ثمنها المسلمون ولا حل إلا بالاتحاد
  • خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي .. رئيس الدولة يؤكد موقف الإمارات الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي.. رئيس الدولة يؤكد موقف الإمارات الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟
  • الفناء والدمار.. شيخ الأزهر يحذر الأمة الإسلامية من مخاطر الفرقة بين أبنائها
  • شيخ الأزهر: القضية الفلسطينية تظل الشاهد الأكبر على معاناة الأمة الإسلامية
  • الأزهر: لا إثم على المأموم إذا لم يقرأ مع الإمام في الصلاة
  • الأزهر للفتوى: عدم قراءة المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية لا يبطلها