أكثر من 70 فناناً من المملكة والعالم.. "بلد بيست" يختتم حفلاته بعروض مبهرة أضاءت الليل والمباني والشجر في وسط جدة التاريخي
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
اختتم مهرجان "بلد بيست" الموسيقي، حفلاته في حي البلد التاريخي في وسط جدة، والتي حولت المنطقة إلى ساحة عالمية للفن والموسيقى استضافت عروضاً على أربعة مسارح لأكثر من 70 فناناً من ألمع نجوم الموسيقى السعودية والعربية والعالمية، مع عروض فيديو ضوئية مبهرة نقلت وقائع الحفلات على مباني وأشجار الحي التاريخي، بدرجة سطوع هائلة تزيد عن 2 مليون لومن، لتقدم للجمهور تجربة استثنائية لاكتشاف العلاقات الفريدة بين العناصر الإبداعية للمزج بين الأماكن والعروض الفنية.
وفي الأمسية الثانية والختامية للمهرجان، تألق على المسرح الرئيسي "ساحة باب"، الذي يرمز إلى أبواب جدة القديمة، نجوم قدموا توليفة عالمية مع فقرات من مغنية الراب البريطانية اللبنانية "لافتا"، ومنسقة الأغاني السعودية المقيمة في لندن "نوريه"، وفرقة كايروكي المصرية، ومغنية البوب الأمريكية بيب ريكسا، وفرقة الهيب هوب الأمريكي "وو تانج كلان"، ومغني الراب ومنسق الأغاني الفرنسي دي جي سنيك.
وعلى مسرح "عمدة"، الذي يرمز إلى كبير الحي الذي يجمع أهل البلد بحكمته وحسه المجتمعي ومشاركتهم أفراحهم، قدمت الفنانة السعودية الكندية "دي جي فيفا" عدداً من أغانيها التي أظهرت براعتها في اثارة حماس الجمهور، واستعرض ثنائي "دي جي دش داش" براعتهما في المزج بين الموسيقى الغربية والعربية في مجموعات رائعة وراقصة، وأضافت منسقة الأغاني السويدية "لا فلور" لمساتها الابداعية مع نغمات موسيقى الدانس.
وعلى مسرح "روشان" الذي يرمز إلى شبابيك البلد التي طالما تغنت بطرازها الفريد، استمتع الجمهور بإطلالة على عروض متنوعة من منسق الأغاني السعودي الشاب "ثيرتي ثري"، وزينة، ومنسق الأغاني النيجيري المقيم في بريطانيا "عباس"، وفيزار انسمبل، وأبدع أندري بوشكاريف وايلي فرفين، ثنائي "امونج تريز"، بمجموعات من موسيقى الديب والتكنو.
وعلى مسرح "سوق"، الذي يرمز إلى مساحة تخطت مفهوم البيع والشراء لتجمع أهل البلد بشكل يومي وبطاقة متجددة، أثارت منسقة الأغاني السعودية "سولسكين" تفاعل الجمهور مع نغماتها المميزة لموسيقى الهاوس والديسكو، واستعرض منسق الأغاني السعودي "فاروو" مواهبه في عالم الموسيقى الالكترونية باختياراته المميزة من موسيقى الهاوس، وقدم منسق الأغاني الأرجنتيني "جوتي" ختاماً مميزاً للأمسية بمجموعات من موسيقى الدانس والبوب والهيب هوب والراب.
وكشف أحمد العماري، المدير التنفيذي الإبداعي في شركة مدل بيست أن العمل على نسخة الحالية من مهرجان بلد بيست بدأت بمجرد الانتهاء من النسخة الأولى العام الماضي، واكتملت قائمة الفنانين المشاركين بها قبل شهرين، وأضاف " حرصنا على الانتباه إلى أدق التفاصيل في هذا المهرجان الذي يجمع بين الموسيقى الرائعة والأجواء المميزة لمنطقة البلد التاريخية في مدينة جدة".
وجاءت حفلات بلد بيست في قلب جدة التاريخية امتداداً لجهود مدل بيست، شركة الترفيه الموسيقي السعودية الرائدة، في اختيار مواقع فريدة لحفلاتها تضفي عليها مزيدا من أجواء الإثارة ومتعة الاكتشاف، حيث تتمازج مسارح المهرجان مع الطراز المعماري الفريد للبلد لتصنع جواً فنياً فريداً.
الجدير بالذكر أن مدل بيست هي شركة ترفيه موسيقي رائدة في المملكة العربية السعودية، وتعنى بتقديم المواهب المحلية، والإقليمية والعالمية الراسخة والناشئة. ومن خلال تجارب ترفيهية حية مبتكرة، تهدف الشركة إلى ربط الجماهير الإقليمية بكبار الفنانين من مختلف أنحاء العالم، ومع التركيز على الفعاليات والموسيقى والمواقع، تعمل مدل بيست على إحداث تغيير في المشهد الموسيقي ليس فقط في المملكة العربية السعودية، ولكن في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: جدة الفن والموسيقى نجوم الفن بلد بيست مدل بیست بلد بیست
إقرأ أيضاً:
20 فنانا فوتوغرافيا يصورون آخر فلسفة لأديب نوبل.. أحلام «محفوظ» في «فترة النقاهة»
على بُعد خطوات من حىّ الجمالية العريق الذى وُلد به نجيب محفوظ فى قلب القاهرة القديمة، اجتمع 20 فناناً بلوحاتهم الفوتوغرافية التى تجسد تفاصيل آخر أعمال الأديب الراحل فى متحف يحمل اسمه، مكان ضخم يسع الكثير من الأعمال المدهشة التى تسرق الزائر إلى عوالم أخرى صنعها الخيال الفنى، ومستوحاة من سطور وتفاصيل حكاياته، وكل فنان يقدم رؤيته التى استغرقت شهوراً حتى تكتمل عن «أحلام فترة النقاهة».
أحلام «محفوظ» فى «فترة النقاهة»الكاتب والفنان أحمد داود مشرف المعرض، يحكى فى حديثه لـ«الوطن» أن سبب اختيار المعرض تحت عنوان «أحلام فترة النقاهة» وتحويل القصة الشهيرة إلى لوحات فنية فوتوغرافية، لأنها آخر إبداعات أديب نوبل، وتتميّز أحلام محفوظ بأسلوب فريد يجمع بين التأملات الفلسفية والرمزية العميقة، كما أنها مجموعة رؤى قصيرة تجسّد حياة «النجيب» كاملةً وتمثّل حصاد عمره، وتعكس شوقه إلى عصرٍ مضى لا أمل فى استعادته، ومن خلال تفاصيل الرواية التى عبّر فيها «محفوظ»، بأسلوب تلغرافىّ ولغة موحية، عن تأملاته فى الحياة والموت والحب والسلطة والزمن والإنسان، إضافةً إلى الأوجاع والأوهام والمرأة، استلهم الفنانون لوحاتهم التى استغرقت قرابة 8 شهور حتى تكتمل، موضحاً: «قبل المعرض كان فيه 8 شهور استعداد بين ورش وقراءات تحليلية لنصوص الكتاب، ومعايشة لحى الجمالية حيث ولد نجيب محفوظ وورش فى وسط البلد، ونقد فنى، ولأ دى مش معبرة ونرجع نعمل لوحات من تانى علشان تظهر اللوحات بشكل احترافى».
وأضاف «داود» أنه فى المعرض الفوتوغرافى، حاول الفنانون استلهام هذه الأحلام والتحليق فى فضاءاتها المفتوحة، بعد قراءتها بعمق، وفكّ رموزها، والتفاعل مع نصّها الأدبىّ بلغته الموجزة والمحيّرة، ثمّ تحويل الانفعالات والأحاسيس إلى تكوينات بصرية وصورٍ فنية ذات دلالات مرئية، تعكس الأجواء النفسية الغامضة للأحلام المشحونة بالرموز والفلسفة العميقة، وذلك برؤية خاصة ولمسة إبداعية لكلّ مصوّر، ويستمر المتحف فى عرض اللوحات حتى يوم 27 فبراير الجارى.
ربط الأدب بالفوتوغرافياالفنانة هبة عاطف، إحدى المشاركات فى معرض «أحلام فترة النقاهة» داخل متحف نجيب محفوظ، قالت إنها المرة الأولى التى تشارك فيها بمعرض خاص بنجيب محفوظ، وأبدت إعجابها بفكرة ربط الأدب بالفوتوغرافيا: «فكرة لطيفة جداً لأنها محاولة لربط كل الفنون ببعضها وتجبر الفوتوغرافى على الاطلاع والمعرفة لصقل موهبته».
.تأثرت «عاطف» بكتاب «أحلام فترة النقاهة» لأنها ليست مجرد أحلام أو أضغاث فى تعبيرها، لكنها حرّكت بداخل كل فنان نوعاً من المشاعر أو لمست فيه شيئاً: «بالنسبة لى كل الأحلام التى لها علاقة بالذكريات والمسكن القديم هى ما أثرت فيا وطلعت العملين اللى شاركت بيهم، لأن الإنسان لما بيرتبط بأشخاص كانوا معه فى ذكرياته ويُخذل بسببهم تتشوه ذكرياته وتقل ثقته فيمن حوله ويضطر للانعزال والوحدة والأفضل محاولة الخروج من هذه الوحدة وخلق مجتمع جديد».
وفى ركن آخر أعمال الفنانة حنان مأمون، خريجة الفنون الجميلة قسم ديكور سينما ومسرح، التى سعدت بمشاركتها الأولى فى عمل مستوحى من كتب نجيب محفوظ، لكن سبق أن قدمت عملاً مستوحى من لوحة عبدالهادى الجزار، وفيما يخص اختيار الموضوع ومدى قراءتها لنجيب محفوظ قالت إن له أسلوباً فريداً، ورغم قِصَر كتاب «أحلام فترة النقاهة»، فقد احتوى على أفكار فلسفية عميقة عن الزمن، والهوية، والذكريات، ما يجعله مصدراً غنياً يمكن ترجمته إلى رؤية فوتوغرافية.
وتحكى «مأمون» عن تأثير الكتاب وكيف عبّرت عنه من خلال صور، أنها عند قراءة الكتاب فكرت فى كيفية تجسيد فلسفته بصرياً، ومن هنا وُلدت فكرة تطور الزمن على الإنسان وذكرياته، ثم جاءت فكرة الاسم «بقايا من الماضى»، ويجسد العمل الفنى أشخاصاً تحركهم مشاعر الحنين، بين الأزقة القديمة والبيوت التى احتضنت لحظاتهم الأولى بين طفولة تلهو، وقلب يخفق بحب قديم لا يزال نابضاً، وبين شباب وشيخوخة تراكمت فيها ذكريات لا تزول.
وعبّرت «مأمون» عن رأيها فى فكرة المعارض المستلهمة من أعمال أدبية، قائلة إنها منذ أيام دراستها فى الكلية وهى تحلل السيناريو والنصوص الأدبية إلى ديكور وأزياء للمسرح أو السينما، لكن التحدى هذه المرة هو كيف تقتبس فكرة أو إحساساً من نص أدبى، وتحوله إلى عمل فنى يعتمد على الفوتوغرافيا.