موقع النيلين:
2025-02-22@10:37:20 GMT

الخيارات المختلفة للتعامل مع الكوب

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT


جرت العادة على إطلاق لفظ نصف الكوب؛ والنظر إليه إحدى النظرتين؛ إما المتفائلة بالنظر لنصفه الممتلئ؛ أو المتشائمة بالنظر لنصفه الفارغ؛ وكان الحض على النظر للنصف الممتلئ؛ كنوع من الحث على العمل وإطلاق الحوافز لإنجاز الأعمال بشكل أفضل.

إلا أنه في الحقيقة هناك بعد ثالث للتعامل مع الكوب في ذات السياق؛ بُعد لم يتم التطرق إليه بشكل يبرز جانبه الأفضل؛ ويُخرج منه الحوافز الإيجابية.

ولكي نصل لهذا البعد الثالث؛ أجد أنه من المناسب أن أبدأ مع البعد الأول التشاؤمي؛ لأنه أكثر شيوعًا بشكل واضح؛ وبين حين وآخر يكثر الحديث عنه.

فقد أصبحنا نستهلك كل ما هو ممكن استهلاكه من الكوب؛ أحيانا دون دراية أننا بتلك الكيفية من الاستهلاك؛ نزيد الجزء الفارغ بشكل كبير؛ وبطريقة باتت مستفزة؛ لأننا نلوم كل الظروف إلى أدت لوجود الجزء الفارغ من الكوب؛ ولا يمكن أبدًا أن نلوم أنفسنا باعتبارنا السبب الرئيسي في ذلك.

أعطي مثالا عله يكون مفيدًا؛ مؤخرًا بتنا جميعًا نلاحظ الزيادات المطردة في الأسعار؛ بشكل قد يكون خانقًا؛ وأُلاحظ أن هناك عددًا أدمن تبرير كل شيء و أي شيء.

قياسًا على السعر الحقيقي للجنيه مقابل الدولار؛ وبات هناك مئات بل آلاف الخبراء؛ يسوقون زيادات الأسعار؛ لأنها مرتبطة بالقيمة الحقيقية للجنيه؛ والتي يبدو أنها آخذة في النزول، وما كان يمكن أن تشتريه بعشرة جنيهات من 10 سنوات؛ بات يكفي بالكاد ثمن بضعة أرغفة من الخبز! وكانت وقتها تشتري 40 رغيفًا من الخبز!

لا يمكن استثناء أي سلعة من زيادات الأسعار؛ كبيرة أو صغيرة؛ مهمة أو غير ذات قيمة؛ الزيادات مستمرة؛ وأيضًا المبررات مستمرة؛ هنا نلاحظ تغافل تام لقدرات الناس التي خارت تمامًا.

أما الأكثر سوءً فهو تقليل الكمية؛ مع زيادة السعر؛ وأيضًا مع تقليل الجودة؛ وتلك كارثة بكل المعايير؛ فلم يكتف التجار بزيادة السعر؛ بل زادوا الطين بلة؛ بتخفيض الكمية لزيادة المكسب؛ والأسوأ كما ذكرت هو تخفيض جودة المنتجات، فماذا ننتظر بعد ذلك؟

مثال آخر يبين بوضوح ما نفعله في أنفسنا؛ يتعلق بسلوكيات الناس في الشارع؛ هناك فئة يتزايد عددها يومًا بعد يوم؛ تستبيح الشارع؛ تعتبره مشاعًا لابد من إهدار قيمته؛ والشاطر من يستبيحه بشكل أكبر؛ كأنه استعراض لمدى القوة المملوكة للشخص الذي يفرض سطوته بشكل أكبر؛ يظهر ذلك بجلاء في ركنات السيارات؛ خاصة الصف الثاني؛ وأحيانًا الثالث؛ يترك صاحب سيارة الصف الثالث سيارته لوقت غير معلوم؛ وعندما يعود ويجد صاحب سيارة الصف الأسبق متوترًا بسبب انتظاره للخروج بسيارته؛ يحركها ويبتعد دون أن يكلف نفسه مجرد بضع كلمات تحمل في سياقها مفهوم الاعتذار وليس الاعتذار المباشر.

قد يكون المثل السابق بسيطًا؛ ولكنه يحمل في طياته دلالات غاية في الخطورة؛ لأننا هكذا دون مبرر مفهوم؛ نهدر قيمنا وطاقاتنا ومخزوننا من كل الأعراف والتقاليد التي نشأنا عليها؛ لنهيل عليها التراب؛ ثم ننشئ قيمًا أخرى سيئة لأقصى الدرجات؛ لتصبح واقعًا مفروضًا على الناس، عليهم التعامل بقيمه البغيضة!

نعم الجزء الفارغ من الكوب أكثر من الجزء الممتلئ؛ ولكننا بأيدينا فعلنا ذلك؛ ومن لم يفعل؛ تغاضى عن عمل فعل جيد يوقف تلك الأفعال البغيضة، والتي بدورها أدت لزيادة الجزء الفارغ.

لقد بات هناك حالات من التباعد بين الناس؛ قد تكون بسبب الانشغال بأمور الحياة؛ أو لأسباب أخرى متفرقة؛ لكن الثابت أنه لا يوجد حرص من أي طرف على وقف ذلك التباعد؛ وهذا من شأنه أن يكون معيارًا مهمًا يفسر سبب زيادة الجزء الفارغ من الكوب.

عماد رحيم – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

معهد البحوث يقدم توصيات لمزارعي الشعير بمطروح للتعامل مع التغيرات المناخية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 واصل معهد بحوث المحاصيل الحقلية متمثلا في قسم بحوث الشعير دعم المزارعين في المناطق الحدودية بمحافظة مطروح للتخفيف من تأثير التغيرات المناخية.
حيث تم تزويد المزارعين بتقاوي الأصناف المعتمدة، وهي جيزة 138، جيزة 134، جيزة 123، وجيزة 126، إلى جانب زراعة التجارب التأكيدية. كما تضمنت الزراعات المطرية تجربة الكفاءة العربية (أكساد).

وفي إطار المتابعة الميدانية، قام الفريق البحثي بقسم بحوث الشعير، بالمرور على الحقول الإرشادية والتجارب البحثية، تحت إشراف الدكتور شريف إسماعيل، المسؤول العلمي للحملة القومية بمحافظة مطروح.

 وخلال الزيارة تنفيذ أربع مدارس حقلية في منطقتي شرق ووسط مطروح، حيث أشاد المزارعون بالأصناف المعتمدة نظرًا لنسبة إنباتها الجيدة ومعدل تفريعها العالي مقارنة بالأصناف البلدية.

كما شملت الجولة المرور على الحقول الإرشادية في مدينة الحمام، حيث تتم زراعة الشعير تحت ظروف الرى التكميلى حيث  تم ريّها مرة واحدة فقط عند الزراعة.

وأشارت الدكتورة هبة جمعة أنه بدعم من الحملة القومية للنهوض بمحصول الشعير الممولة من ADP تم  تعريف المزارعين بالأصناف عالية الإنتاجية المقاومة للأمراض وإمداد تلك المناطق بالتقاوى المحسنة لإحلالها محل الأصناف المحلية منخفضة الإنتاجية حيث إن تنمية المحافظات الحدودية خاصة المناطق المطرية في محافظتي مرسى مطروح وسيناء والأراضي الجديدة حديثة الإستصلاح الصحراوية تحظى باهتمام الدولة.

وأضافت، أن محصول الشعير يلعب دورا أساسيا كونه ملائم لظروف تلك المناطق الهامشية لتوفير مصدر للحبوب وعلف للأغنام والماعز وكذلك الحفاظ على البيئة الصحراوية من حيث حماية الحشائش الطبيعية الرعوية، والتي تنمو طبيعيا مع محصول الشعير، من الرعي الجائر والتي تعتبر مصدر رعوي مهم كما تسهم في الحفاظ على التربة من التدهور.

1000165858 1000165855 1000165861 1000165852

مقالات مشابهة

  • رفع حالة الطوارئ والاستعدادات القصوى للتعامل مع آثار الطقس في بورسعيد
  • روبيو : لن يكون هناك سلام طالما بقيت حماس في غزة
  • ترامب: سنمتلك غزة حسب خطتي ولن يكون هناك حماس
  • روبيو: لن يكون هناك سلام ببقاء حماس في غزة وخطة ترامب لم تعجب الشركاء
  • تعرف على شخصيتك من طريقة ابتسامتك والسر فى " لغة الجسد "
  • معهد البحوث يقدم توصيات لمزارعي الشعير بمطروح للتعامل مع التغيرات المناخية
  • الداخل السوداني الآن معبّأ تماماً خلف جيشه للتعامل مع إعلان حرب صريح ضد السودان
  • أستاذ علاقات دولية فلسطيني: التهجير مخطط إسرائيلي أمريكي قديم.. ورفض مصر والأردن مهم.. ويجب أن يكون هناك تحرك موحد
  • أمانة عمان تستعد للثلوج
  • قطع المياه اليوم عن مناطق في المرج.. ونصائح للتعامل مع فترة الانقطاع