ماذا تفعل الملائكة مع الإنسان عند الاحتضار؟إذا حضر الموت: فإن كان العبد من المؤمنين الصالحين، نزلت عليه ملائكة الرحمة تبشره برحمة الله، وإن كان من الكافرين العاصين، نزلت عليه ملائكة العذاب، تبشره بعذاب الله، فيراهم المؤمن والكافر جميعًا، قال تعالى: «يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا» (الفرقان/ 22)

 

ماذا تفعل الملائكة عند المحتضر؟

 

تنزل الملائكة على المحتضر، وتجلس قريبا منه، ويشاهدهم عيانا، ويتحدثون عنده، ومعهم الأكفان والحنوط، إما من الجنة، وإما من النار، ويؤمنون على دعاء الحاضرين بالخير والشر، وقد يسلِّمون على المحتضر، ويرد عليهم، تارة بلفظه، تارة بإشارته، وتارة بقلبه، حي لا يتمكن من نطق ولا إشارة.


وذكر ابن أبى الدنيا أن عمر بن عبد العزيز لما كان في يومه الذي مات فيه قال : أجلسوني . فأجلسوه فقال : أنا الذي أمرتني فقصرت ، ونهيتني فعصيت . ثلاث مرات . ولكن لا إله إلا الله . ثم رفع رأسه فأحد النظر . فقالوا : إنك لتنظر نظرا شديدا يا أمير المؤمنين . فقال : إني أرى حضرة ما هم بإنس ولا جن ، ثم قُبض.


وقال فضالة بن دينار : حضرت محمد بن واسع وقد سجي للموت ، فجعل يقول : مرحبا بملائكة ربي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وشممت رائحة طيب لم أشم قط أطيب منها . ثم شخص ببصره فمات .

 

ما هو حال الكافر والصالح عند الموت ؟

 

 أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن حال الكفار عند خروج أرواحهم، وذلك بأن الملائكة يضربون وجوه الكفار وأدبارهم، ويبشرونهم بعذاب الحريق، قال تعالى: «وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ» (الأنفال: 50، 51).

 

وقال تعالى: «الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ» (النحل: 28، 29)، فالله سبحانه وتعالى يخبر في هذه الآية أن المشركين الظالمين لأنفسهم عند احتضارهم ومجيء الملائكة إليهم لقبض أرواحهم الخبيثة يظهرون السمع والطاعة قائلين «مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ فقال الله مكذباً لهم بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ» أي بئس المقيل والمقام من دار هوان لمن كان متكبراً عن آيات الله واتباع رسله، وهم يدخلون جهنم من يوم مماتهم بأرواحهم، وينال أجسادهم في قبورها من حرها وسمومها؛ فإذا كان يوم القيامة سلكت أرواحهم في أجسادهم وخلدت في نار جهنم.

 

تصليها في أي وقت.. 4 ركعات تغفر ذنوبك لو كانت كالجبال كم يوما صلى النبي تجاه المسجد الأقصى والحكمة من تحويل القبلة؟ معلومات تهمك


فقوله تعالى: «فَأَلْقَوُا السَّلَمَ» أي: الاستسلام والخضوع، والمعنى أنهم أظهروا الطاعة والانقياد، وتركوا ما كانوا عليه من الشقاق، فالمشركون في الدنيا يشاقون الرسل ويخالفونهم ويعادونهم؛ فإذا عاينوا الحقيقة ألقوا السلم وخضعوا وانقادوا، وذلك عندما يعاينون الموت أو يوم القيامة، ولكن لا ينفعهم ذلك؛ لأن الانقياد عند معاينة الموت لا ينفع.

 

صنف من الناس تضربهم الملائكة على الوجه

 

قال الدكتور مبروك عطية، العالم الأزهري، إنه يوجد صنفان من البشر عند خروج الروح منهم، الأول تخرج أرواحهم بشكل طيب كما في قوله تعالى في سورة النحل:«الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (الآية: 32)، والصنف الآخر تخرج بالضرب على الوجه وعلى الدبر.

 

وأورد «عطية»، الدليل على كيفية موت هذا الصنف، مستسدلاً بقول الله -تعالى-، في سورة محمد «فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ».

 

وأبان أنه توجد آية أخرى مرعبة، ذكرت في سورة، الأنعام «أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ».

 

وواصل: «لو أحد الأشخاص قال لشخص انا هطلع روحك فهذا يحصل له أرق لمدة أسبوع أو سنة، فترك الذكر والعبادات وأكل أموال الناس بالباطل يكون هذا مآله، فلا شىء يساوى الضرب عند الموت، فلو يعلم الإنسان كيف تكون نهايته بهذه الطريقة للعن الأموال الظالمة والتكاسل عن الأخذ بالأسباب، ولكان انشغل بعبادة الله حق عبادته ولا كان هذا الشخص سخر و"لا اتريق ولا كان ضحك أحد على أحد، ولكن كان انشغل بحال غيره».

 

الموت وخروج الروح

قال الدكتور مبروك عطية، العالم الأزهري، إن خروج الروح من جسد الإنسان ليس أمرًا هينًا إلا على من يسر الله تعالى له.



واستشهد «عطية»، بقول الله تعالى: «وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ» (سورة ق: 19).


وتابع: إن الموت نهاية العهد بهذه الحياة الدنيا، والانتقال إلى حياة حقيقية سماها ربنا «الحيوان» أي الحياة الحقيقية، فالموت يأتي فى أي مكان إذا كان فى الحمام أو الكعبة المشرفة.

 

ولفت إلى أن البرزخ هو المكان الذي تتلاقي فيه الأرواح قبل البعث، وأهل الجنة يمكثون فيه مع بعضهم بعضًا، وأهل النار يكونون مع بعضهم أيضًا.ونصح الدكتور مبروك عطية، من يفكرون كثيرًا في الذي يحدث بعد الموت من أمور غيبية، قائلًا: «كلما يزداد تفكيرك في الموت يجب أن تتعمق في الحياة».ونوه بأنه على الإنسان الذي يفكر فيما يحدث له بعد الموت  أن يقدم في الحياة الدنيا كل إبداع، مشيرًا إلى أن مرحلة ما بعد الموت هي حصاد لما قبله، والإنسان يجازي على أعماله التي فعلها في الحياة الدنيا.

 


وواصل: «رسالة الموت إلينا إلى كل حي هي: اعلم أني آتيك»، مؤكدًا أن البرزخ هو أني آتيك»، مُستشهدًا بقول الله تعالى: «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»

 

حال الصالح عند الاحتضار

 الإنسان الصالح يخفف عليه عند سكرات الموت، فالمحتضِر يرى ملك الموت يقف أمامه فإذا كان من أهل الإيمان، فإنه يرى هذا المَلَك بأحسن صورةٍ، كما يرى الملائكةَ يحملون أكفانًا من الجنة، فيقترب مَلَك الموت منه ويجلس عند رأسه ويقول له: يا فلان أبشر برضى الله عليك، فيرى منزلته في الجنة، فيقول مَلَك الموت مخاطبًا روح المحتضِر: يا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوانٍ.

 

لحظة الاحتضارحال العاصي عند الاحتضار

 أما إذا كان المحتضِر من أهل الشقاء فإنه يرى مَلَك الموت بصورةٍ مفزعةٍ مخيفةٍ ويرى ملائكةً من حوله يحملون أكفانًا من نارٍ فيقترب مَلَك الموت منه ويجلس فوق رأسه ويبشره بسخط الله فيرى منزلته من النار، ويقول مَلَك الموت مخاطبًا روحه: اخرجي أيتها الروح الخبيثة أبشري بسخط الله وغضبه.

 

وروي عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحًا قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيبة، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرجإذن الكلام بالبشارة مستمر طيلة خروج الروح، من وقت ابتداء خروج الروح إلى الانتهاء والبشارة تعمل من الملائكة، أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، وإذا كان الرجل السوء، والحديث صحيح أخرجه أحمد وابن ماجة، وإذا كان الرجل السوء قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، تبشر بألوان العذاب».

 

مكفرات الذنوب 

 أولًا: الحرص على أداء الصلاة في وقتها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ». متفق عليه.

ثانيًا الوضوء من مكفرات الذنوب العشرة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهَ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إلَى المسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ». أخرجه مسلم.

مكفرات الذنوب 


 ثانيًا: الاستغفار من مكفرات الذنوب  قال الله عز وجل: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» (سورة آل عمران، الآية: 135)، وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في كتاب الله عز وجل آيتان ما أذنب عبد ذنبًا فقرأها واستغفر الله عز وجل إلا غفر الله تعالى له ثم ذكر الآية السابقة، ومن الآيات الدالة على فضل الله عز وجل وتكرمه بغفران الذنوب، وتكفير السيئات قوله عز وجل: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا» (سورة النساء، الآية: 110).

عن علي - رضي الله عنه - قال: كنت رجلًا إذا سمعت من رسول الله حديثا نفعني الله عزّ وجلّ بما شاء أن ينفعني به، وإذا حدّثني أحد من أصحابه استحلفته؛ فإذا حلف صدّقته قال : وحدّثني أبو بكر وصدق أبوبكر –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله يقول: «ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له» ثم تلا قوله تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» (سورة آل عمران، الآية: 135) (أخرجه أصحاب السنن وحسنه الترمذي).

 

ثالثًا الصدقة من مكفرات الذنوب أحيانًا تُخَلّصُ صَاحبَها من دخُولِ النّار إنْ كانَ مِن أهلِ الكبائر، أليسَ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة» رواه البخاري وغيره، وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الصَّلاةُ نُورٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ».

رابعًا الصيام من مكفرات الذنوب العشرة سواء كان صوم تطوع، أو رمضان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري 38 ومسلم 760)، وفي الحديث الآخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» (رواه مسلم 233)، وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

الأمر الخامس هو التسامح والعفو من مكفرات الذنوب العشرة ، فقال تعالى: «وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (التغابن: 14)، والعفو والصفح سبب للتقوى قال تعالى: «وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم» [البقرة من الآية:237]، والعفو والصفح من صفات المتقين، قال تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ». [آل عمران:133-134].

الحج من مكفرات الذنوب

الأمر السادس هو الحج من مكفرات الذنوب  فروى البخاري (1521) ومسلم (1350) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

الأمر السابع من مكفرات الذنوب  هو تفريج كربة عن مؤمن، وعون الضعيف لها أجر كبير عند الله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» (رواه مسلم).

الأمر الثامن من مكفرات الذنوب  هو الصبر على الشدائد عنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فقال تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الزمر 10)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».

الأمر التاسع من مكفرات الذنوب  هو كفالة اليتيم: فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى» البخاري (10/365).

الأمر العاشر من مكفرات الذنوب  هو الوضوء والحادي عشر بر الوالدين: فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ» (رواه مسلم 245)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ».

الأمر الثاني عشر: صلاة التسابيح من مكفرات الذنوب والمعاصي، التي أرشدنا إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم- وجمهور العلماء يرى أن صلاة التسابيح من الصلوات المستحبة، وينبغي للمسلم ألا يترك العام يمضي إلا ويؤدي صلاة التسابيح.

مكفرات الذنوب أذكار تغفر الذنوب .. مكفرات الذنوب

أولًا:- ورد من الأذكار التي تغفر الذنوب دعاء يقال عند الأذان حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ»، واختلف العلماء في الموضع الذي يقال فيه هذا الذكر، فمنهم من رجح أنه يقال بعد فراغ المؤذن من التأذين، ومنهم من رجح كونه يقال عند تشهد المؤذن لما وقع في بعض روايات الحديث بلفظ، وأنا أشهد.

ثانيًا:- أن الأذكار عقب الصلاب تغفر الذنوب روى مسلم (597) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».

ثالثًا:- وورد دعاء يقال قبل النوم يغفر الذنوب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر - غُفِرت له ذنوبُه أو خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر» أخرجه ابن حبان في صحيحه.

رابعًا: في صحيح البخاري ما يقرب منه، وهو قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ».

خامسًا:  عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر». رواه الترمذي.

سادسًا: ثبت أن من ردد سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ 100 مرة تغفر لها ذنوبه، روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله: :« مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر»، رواه البخاري ومسلم.

 الأمر الثالث عشر: التوبة من مكفرات الذنوب

الله تعالى يأمر عباده بـ التوبة ويتقبلها منهم بل ويفرح بها، قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (النور:31)، وقال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ» (الشورى:25)، و التوبة مقبولة من الإنسان قبل حصول ما يمنع قبولها، وكلما صدرت من الإنسان معصية أو ذنب فعليه المبادرة بالتوبة الصادقة والإكثار من الاستغفار ولو تكرر ذلك مرارًا، المهم عدم العزم على الرجوع لتلك المعصية، قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ» (آل عمران:135-136). 

 شروط التوبة

ذكر العلماء شروط للتوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي:

1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه.

2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا.

3- الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل.

4-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت.

5- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلًا فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعبًا فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات.


 

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الملائكة الموت صلى الله علیه وسلم لا إله إلا الله مکفرات الذنوب رضی الله عنه الله عز وجل الله تعالى م ل ک الموت رسول الله قال تعالى ت غ ف ر وا ا ف ع ل وا قال الله آل عمران ى الله ع ول الله إذا کان ر الله ا الله لا الل ال الل إن کان

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم: يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط بالكامل وعلى الدولة مسؤولية إعادة الإعمار

اعتبر الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى "الشهداء القادة"، أنه "عندما يُستشهد القادة فهناك تطوّر من دمائهم وعطاءاتهم لمصلحة المسيرة، فالقادة الشهداء لهم مسيرة واحدة وهي مسيرة المقاومة الاسلامية". وقال: "قبل أيام في 11 شباط ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة محيي هذا الدين وملهم الأمة، الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، وبمتابعة الولي الفقيه الإمام الخامنئي دام ظله، مع هذا الشعب الإيراني الأبي، هذه الثورة الإسلامية المباركة هي أنموذج للحياة الحقيقية في طاعة الله تعالى وهي التي قلبت المعادلة في المنطقة في سنة 1979 ودعمت مسيرة المقاومة في لبنان وفي فلسطين والمنطقة ووقفت إلى جانب الشعوب المستضعفة. التهنئة كل التهنئة للقائد الإمام الخامنئي دام ظله على هذا الانتظار العظيم، للشعب الإيراني بكل أطيافه، بحكومته، بحرسه، بجيشه، بكل القوى الموجودة هناك، والحمد لله تعالى الذي متّع هذه الأمة بهذه الثورة الإسلامية المباركة".

أضاف: "في 14 شباط، الذكرى العشرين لشهادة الرئيس رفيق الحريري، نُعزّي عائلته وتياره السياسي والشعب اللبناني ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لنستلهم الدروس والعبر في أن نكون دائمًا مُوحّدين متعاونين وأن تتحول دماء الشهادة إلى قوة لمصلحة لبنان ومصلحة مسيرتنا".

وتابع: "أبدأ بالقادة الشهداء، هذه الذكرى اخترناها في 16 شباط ذكرى شهادة الشهيد الشيخ راغب حرب والشهيد السيد عباس الموسوي، وقبلهما في 12 شباط كانت شهادة الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه. في ذكرى القادة نتذكر الآية الكريمة "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا". أين استشهدوا؟ ولماذا استشهدوا؟ أين كانوا في مواقع الجهاد والمواجهة والتضحية؟ الكل يعلم أنّه سنة 1982 حصل اجتياح إسرائيلي للبنان وكان الهدف اقتلاع المقاومة الفلسطينية من لبنان وذهب المسلحون الفلسطينيون المقاومون مع قيادتهم إلى تونس وأصبح لبنان بلا مقاومة على قاعدة أن تُنهى المقاومة كليًا من لبنان وبالتالي من المنطقة من فلسطين. في هذه الفترة الزمنية بالذات نشأ حزب الله، وخلال سنتين تقريبًا، في فترة 16 شباط سنة 1984 جاء العملاء إلى بلدة جبشيت وقتلوا الشهيد الشيخ راغب حرب، ماذا كان يفعل هذا الشهيد؟ الشهيد الشيخ راغب كان شعبيًا، جماهيريًا، يصلي صلاة الجمعة في المسجد، يجتمع الناس من حوله من كل القرى المحيطة، يقف بشجاعة أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، كانت جبشيت في قلب الاحتلال الإسرائيلي وكل المحيط الجنوبي، لم يكن يخشاهم وكان يتحدث ضدّهم وكان يُعبئ الناس بمواجهة العدو الإسرائيلي، وفي هذه المرحلة كانت المقاومة في بداياتها، المقاومة الإسلامية، بالتعاون مع المقاومة الوطنية، وهذه المقاومة التي كانت في بدايتها كانت تُقلق العدو وتعتبر أنّ حركة الشهيد الشيخ راغب حرب هي حركة مؤذية لهم لأنها تفضحهم. برز الشيخ راغب كإنسان شعبي، جماهيري، ودود، خلوق، إنسان ترابي، هو بعمّته يقف أمام العدو الإسرائيلي ويُرعب هذا العدو، قتلوه ظنًّا منهم أنهم سيتخلصوا منه. الشهيد الشيخ راغب مواليد العام 1952 واستشهد سنة 1984، أي عند شهادته كان عمره 32 سنة، هو صاحب الكلمة المشهورة "المصافحة اعتراف والموقف سلاح"، رفض أن يُصافح الإسرائيلي عندما أتى إليه، وهو القائل: "لن تطفئوا شعلتنا ولن تسقطوا رايتنا"، هذا عنوان من عناوين الجهاد.

الشهيد الثاني، هو سماحة السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، الأمين العام لحزب الله، تسلم الأمانة سنة 1991 وبعد عدة أشهر في 16 شباط سنة 1992 استشهد بطائرة إسرائيلية ألقت عليه صاروخًا في قرية تفاحتا، هذا الشهيد كان نموذجًا للمجاهدين، كان معهم دائمًا، كان يحضر في مراسم توديعهم للذهاب إلى الخطوط الأمامية وللمقاومة ويأكل معهم، ينام معهم، كُنّا نُسمّيه السيد الذي يبقى في سيارته دائمًا، ينام ويأكل ويتنقل لأنّه يكون تارة في البقاع وأخرى في الضاحية وثالثة في الجنوب في يوم واحد من أجل أن يبقى إلى جانب المجاهدين. حتى مع الناس قال لهم سنخدمكم بأشفار عيوننا، وبالحقيقة هو كان من هذا النموذج الذي يُحب الناس ويتعاطى مع الناس.

برز كأمين عام مُؤثّر، فاعل، شخصية صلبة، كانت دائمًا الكلمات منه تخرج بصيغة الانتصار، لم تُغادر لغة الوعد بالانتصار شفتاه ولسانه لحظة واحدة على الإطلاق، أي كل خطبة كان يخطبها كان يقول نحن منتصرون، اقتلونا فإنّ شعبنا سيعي أكثر فأكثر، وكان دائمًا في حالة واثقة، مؤمنة، قابلة لأن تصنع المستقبل.  من كلماته، "الوصية هي حفظ المقاومة الإسلامية"، من كلماته "سنخدم الناس بأشفار عيوننا"، هذا الإنسان العظيم هو من ولادة سنة 1952 واستشهد في سنة 1992 أي استشهد وكان عمره 40 سنة. لاحظوا الفرق بين شهادة الشهيد الشيخ راغب حرب سنة 1984 والشهيد السيد عباس الموسوي سنة 1992، الفترة الزمنية كانت ثماني سنوات، لكن المقاومة تقدّمت بشكل كبير وأصبح لها مكانة مهمة، كانت في البداية مجموعات صغيرة مُنتشرة هنا وهناك، لكن أصبح للمقاومة دور وموقع وحضور سياسي مؤثر من خلال حزب الله.

الشهيد الثالث هو الحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه (الحاج رضوان)، الحاج عماد هو أمني، عسكري، مُبدع، هو مُربّي للكثير من المجاهدين والقادة، وأنتم تسمعون منهم كيف يذكرون ذلك، هو في الظل، لأنّ العمل الأمني والعمل العسكري ليس عملًا إعلاميًا، لكن في جلساته، في لقاءاته مع القادة، مع المسؤولين، مع الشباب، مع المجاهدين، كانت دائمًا الروحية الإيمانية طاغية في عملية التوجيه، لأنّه يعلم أنّ الإيمان أولًا وهذا هو الذي يصنع المجاهدين ويصنع الشهداء ويصنع العطاءات المختلفة. هو من عائله مجاهدة بحق، استشهد ولده جهاد بعده واستشهد أخواه جهاد وفؤاد قبله، والعائلة جميعها عائلة مجاهدة، وعلى كل حال ترك الحاج عماد آثارًا عظيمة في الوضع الأمني والسياسي والعسكري. من كلماته، "إنّ هدفنا الأساس الحفاظ على هذا الوجود"، أي على الوجود المقاوم، وهو حسب ما عرّفه سيد شهداء الأمه السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، كان يقول عنه: "هو قائد الانتصارين"، أي انتصار سنة 2000 بالانسحاب الإسرائيلي، وانتصار عدوان تموز سنة 2006. هذا الشهيد كان من مواليد سنة 1962، استشهد في سنة 2008، أي كان عمره 46 سنة. بين شهادة السيد عباس 1992 وشهاده الحاج عماد 2008، هناك 16 سنة، 16 سنة تقدّم الحزب كثيرًا وأصبح قوة حقيقية وأصبح بموقع مختلف، هذا يدل أنّه عندما يُستشهد القادة، عندما يُقتل القادة فهناك تطور من دمائهم، من عطاءاتهم، لمصلحة المسيرة ولمصلحة الأمة، يعني الذي يظن أنّه إذا قُتل القائد معنى ذلك أنّ المسيرة اندحرت أو انكسرت أو لا أدري ماذا حصل لها، لا، لا، المسيرة تتقدّم بدماء القيادة لأنّه تصبح المسؤولية أعظم، وأيضًا القيادة ربّت معها من يعمل من أجل هذا المستقبل.

هذه المسيرة مسيرة واحدة، مسيرة القادة الشهداء واحدة، هي مسيرة حزب الله، مسيرة المقاومة الإسلامية. أذكر ثلاثة أمور مشتركة:

أولًا، لهم خط حياة واحد، هو الإسلام المحمدي الأصيل، وهم ملتزمون بقيادة الإمام الخميني قدس سره والإمام الخامنئي دام ظله كجزء لا يتجزّأ من منظومة الإيمان بالإسلام المحمدي الأصيل، أي الهدف هو إقامة الحق، الهدف هو عودة الإنسان إلى طاعة الله تعالى، الهدف هو أن نبني مسيرتنا ونُربّي أطفالنا بعزة وكرامة، أن نمنع أعداءنا من أن يتحكموا بمسارنا، أن نمنع من أن يُخطّط لنا أحد حياتنا وأن يحرفنا عن مسيرة الحق.

الأمر الثاني، جهاد العدو الإسرائيلي كان لهم أولوية كتطبيق عملي في سبيل الله تعالى، لأنّه لا تستطيع أن تعمل في طاعة الله ويتركوك الأعداء خاصة عندما يحتلون الأرض وعندما يأتي المستبد، هذا كله يحتاج لمواجهة حتى تقدر أن تحمي وتحصن وطنك وجماعتك، هذا أمر طبيعي في هذه الحياة، دائمًا الصراع بين الحق والباطل. إذًا كيف نُواجه الباطل؟ لا بدّ من الجهاد حتى نتمكن من أن نكسره، لأنّ الباطل عادة يستعمل القوة حتى يُلزمنا، حتى نستسلم، نحن لا نستسلم، نحن لا نُلزم، نحن لا نقبل بأن يكون الباطل فوق رؤوسنا، لا، نحن سنواجه التحدي بشكل مباشر. قال تعالى في كتابه العزيز "الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا"، لا أحد يظن أنّ الشيطان وأولياؤه هم قادرون على تغيير المعادلة، لا، يكون لهم جولة، يكون لهم جولتان، لكن بالنهاية الحق كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.

الأمر الثالث، ميزة هؤلاء القادة، ميزة هذه المسيرة أنها تمزج بشكل كبير بين البُعد المعنوي الإيماني والبُعد الجهادي العملي، أي نحن ليس عندنا قتال من أجل القتال، مع أنّ القتال من أجل الوطن ومن أجل الأرض بمعزل عن الارتباط الله تعالى والإيمان بالله تعالى، يعني الإيمان بالله تعالى أولًا، الإيمان بالحق أولًا، الإيمان بمسيرة محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أولًا، هم الذين علّمونا وربّونا كيف نكون مقاومين، كيف نكون مجاهدين، كيف نُغيّر المعادلة لمصلحة الحق، كيف نحمي وطننا، كيف نسترجع أرضنا، كيف نواجه عدونا، هذا كلّه من مصدر الإيمان، لذلك المقاومة فرع الإيمان وهي نتيجة لهذا الإيمان.

نحن نُعزّي عوائل الشهداء القادة، نُعزّي بالسيدة الجليلة أم ياسر التي استشهدت مع سماحة السيد عباس، الأمين العام رضوان الله تعالى عليه، واستشهد معهما طفلهما، حسين، نُعزّي العائلة الكريمة لكل القادة الشهداء ولكل الشهداء الذين ساروا على الخط من القادة والمجاهدين وكلهم قادة لأنّه في الحقيقة هم يربّوننا و يعلموننا كيف نصنع المستقبل".

التطورات السياسية

في التطورات السياسية قال: "سأتحدث عن ثلاثة أمور، أولًا مواقف ترامب من القضية الفلسطينية ومن فلسطين، هي مواقف خطيرة جدًا، هي مواقف تريد إنهاء فلسطين والشعب الفلسطيني، هي عملية إبادة سياسية بعد أن عجز نتنياهو وعجزت أمريكا من أن تُحقّق الإبادة البشرية المباشرة من خلال العدوان الإسرائيلي الأخير في مواجهة طوفان الأقصى والذي أدى إلى 160 ألف شهيد وجريح وشهيدة وجريحة وعدد كبير من الأسرى إضافة إلى الدمار الهائل الذي حصل في قطاع غزة. ترامب يُحاول أن يتحكّم بالعالم وليس فقط في فلسطين، لكن ما يهمّنا أنّ هذه الإبادة السياسية التي يريدها ترامب بالتعاون مع نتنياهو الذي كان يريد الإبادة البشرية ولم يتمكن من ذلك ليس لها قابلية للتطبيق أبدًا مع هذا الشعب الفلسطيني الأبي الصامد الأسطوري الذي قدّم كل هذه التضحيات، هي أحلام بالنسبة إليه، لكن هذا يُبيّن الموقف الدولي السيء والمهين الذي تتّخذه أمريكا. اليوم ثبت أكثر من أي وقت آخر أنّ كل ما تفعله إسرائيل هو بإدارة أمريكية وتوجيه أمريكي ودعم أمريكي وتسليح أمريكي وإعلام أمريكي وقيادة أمريكية، وأنّ إسرائيل لها وظيفة في هذه المنطقة، وظيفتها أن تُخرّب علينا، وظيفتها أن تنتشر في المنطقة، وظيفتها أن تزيد من احتلالها، أن تُحقّق أهداف أمريكا التوسعية، وهذا لن يحصل إن شاء الله تعالى. هذا المشروع الأمريكي خطر، خطر على الجميع، خطر على الدول العربية، خطر على الدول الإسلامية. لا تقولوا أنّه عندنا مشكلة اسمها قضية فلسطين، عندنا مشكلة اسمها الاحتلال الإسرائيلي بإدارة أمريكية لاقتلاع فلسطين والمنطقة العربية والتحكم بكل العالم، صار لازمًا أن نرى بهذا المنظار، ليس بالمنظار الضيق".

أضاف: "الصمت العربي والدولي الذي حصل خلال العدوان في مواجهة طوفان الأقصى هو الذي ساعد للوصول إلى هذا الموقف الأميركي، ماذا كانت تخسر بعض الدول العربية لو قاطعت يا أخي على الأقل، لو منعت أن تُستخدم موانئها أو أن تُستخدم طرقها أو طائراتها، على الأقل لو كل واحد عمل منع بحدود معينة، تصريحات، لم نكن نسمع تصريحات قوية، شديدة، بالتأكيد كانت تغيرت المعادلة، لكن ها أنتم تشاهدون، كُنّا بحال أنهم يواجهون فلسطين الآن ترامب يواجه كل المنطقة، يريد أن يُهجّر الفلسطينيين إلى مصر والأردن والسعودية وبلدان أخرى.

نحن ندين ونرفض بشدة أي تهجير للفلسطينيين إلى أي مكان، ونرفض التهجير إلى مصر والأردن وإلى السعودية، كل هذه البلدان يجب أن تكون محمية وحاضرة ومتعاونة وترفض هذا الأمر كرمى لفلسطين أولًا وكرمى لها ولشعوبها. كما أيضًا نرفض التهجير إلى لبنان وإلى غيره. نحن نعتبر أنّ فلسطين هي من البحر إلى النهر، صرّحوا بهذا حتى تصلوا إلى حل معين، هذه الدولة أو الكيان الإسرائيلي واضح أنّه كيان طارئ خطير وهذا الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه إن شاء الله تعالى. نحن ندعو إلى التعامل مع هذا الشعب، إلى دعم هذا الشعب بكل أشكال الدعم، يا أخي لا تريدون أن تدعموه عسكريًا، ادعموه بالإعمار، بالبناء، بالإغاثة، حتى يثبت في أرضه، هو حاضر أن يثبت في أرضه، ولكن أدنى مُقوّمات الحياة يجب أن تحضر، يجب أن تكون الدول العربية والإسلامية حاضرة لمنع التهجير. وأنا أقترح عليكم اقتراحًا، إذا يخرج معكم في اجتماعات محدودة أو واسعه للدول العربية والإسلامية أن تكون هناك خطط وبرامج تُوزّع عليكم أنا أقول لكم باسم حزب الله حاضرين أن نكون جزءًا من خططكم في منع التهجير، إذا مطلوب منا شيء نحن حاضرون أن نُساهم وأعتقد كل فصائل المقاومة وكل الدول حاضرة أن تساعد، لكن تحتاج إلى جرأة أن ضع أحد مشاريع يكون فيها تعاون بين الجميع. لا تعتبروا أنّ لبنان ليس في دائرة الخطر، أريد أن أذكركم أنّه عندما إسرائيل بقيت سنة 1982 لسنة 2000، 18 سنة وأنشأت جيش لحد وعملت هذه الخصوصية أنّه في لبنان الجنوبي وهناك تركيبة معينة، كانت تستهدف أن تقتطع جزء من الأرض اللبنانية من أجل أن تكون مستوطنات إسرائيلية، لكن لم تنجح لأنّه كان هناك مقاومة إسلامية، كان هناك حزب الله، كان هناك مقاومة وطنية، كان هناك حزب الله وحركة أمل في كل المقاومين الذين واجهوا، كان هناك تكامل بين الجيش والشعب والمقاومة، لذلك لم تستطع إسرائيل، أتظنون أنّ إسرائيل أقلعت عن المشروع؟ لا، لم تُقلع، لكن لم تستطع وكل مرة تقدر ستحاول من أجل أن تصل إلى نتيجة".

وتابع: "الأمر الثاني، نحن سعينا من أجل أن تنتظم المؤسسات، والكل يعلم ويشهد بأنّ الثنائي الشيعي الوطني هو الذي كمّل انتخاب الرئاسة، فاختير العماد فخامة الرئيس جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي أكملنا الوفاق الوطني، أي كنّا جزء لا يتجزأ من صناعة الوفاق الوطني، من إطلاق المؤسسات، وكُنّا نقول دائمًا 9 كانون الثاني يجب أن يكون يوم الانتخاب، أما بعض الغير كان يقول لا ونريد أن نجي نقاشات، نحن رجّحنا التوافق والحمد لله كانت هذه النتيجة. اختيرت الحكومة اللبنانية ونحن كُنّا جزءًا مُسهّلًا، وأنا قلت من فترة عندما كانوا يقولون أنّ الثنائي عنده مشكلة وأنه هو الذي يُعيق وعندما كانوا يركبون أفلامًا علينا ويقولون أنه لن ندعهم يشاركون وليكونوا خارج الحكومة ونريد أن نعزل، كان عندهم أحلام يحاولون العمل عليها، وأنا وقتها قلت: يا جماعة نحن متفاهمون على خطوات الحكومة لكن تحتاج بعض التفاصيل، والحمد لله الآن الحكومة أُنجزت، نحن مرتاحون لإنجاز الحكومة لأنه استحقاق دستوري ضروري ولأنه هو الذي يساعد في تقليعة البلد والتعيينات والقيام بالمهمّات المختلفة.

أهنئ اللبنانيين بتشكيل الحكومة ودور حزب الله وحركة أمل كان دور أساسي في عملية التسهيل، أنا سأقول لكم أنه كل محطّة من المحطات سوف تسمعون تشويش من بعض الفئات اللبنانيّة التي تريد وضع المشكلة عندنا، يعني تقول دائمًا أنّ هؤلاء هم الذين يعطّلون ويخرّبون ولكن نحن حققنا أبرز إنجازين في وقت تعرف فيه كل العالم من كان يعطّل ومن كان يضع عراقيل، حتى لاحقًا سيضعون لنا مشكلة تحت عنوان البيان الوزاري وماذا سيتضمّن. لماذا تعتبرون أنّه ليس من الممكن الوصول إلى حلول أو إلى نتيجة، بالنهاية هناك حق للشعب اللبناني أن يدافع وأن يواجه العدو الإسرائيلي ولا أحد يستطيع منع هذا الحق وهذا حقٌّ مُكرّس بالدستور والبيانات الوزاريّة والطائف وحتى بالأمم المتحدة هذا مكرّس. إن شاء الله نصل إلى نتيجة في هذا الأمر، وبالتالي المفروض الدولة تقلّع وتعمل بالطريقة التي تُراعي وتحاسب أو تحاكم المُفسدين والفاسدين وتنتقل إلى العمل الحيوي".

ورأى "اننا  اليوم أمام استحقاق، هذا الاستحقاق بوجه الحكومة اللبنانية، في 18 شباط يجب أن تنسحب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانيّة التي احتلّتها أثناء عدوانها، والجيش اللبناني بالمقابل انتشر وينتشر وهو حاضر، يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط بالكامل، ليس لها ذريعة، لا نقاط خمسة ولا تفاصيل أخرى تحت أي ذريعة وتحت أي عنوان، هذا هو الاتفاق. مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة أساسًا وحصرًا في هذه المرحلة أن تعمل بكل جهد، بالضغوطات السياسيّة، بعلاقاتها، بأيّ عمل من الأعمال من أجل أن تجعل إسرائيل تنسحب في 18 شباط وأن لا تقبل هذه الدولة مع الكيان الإسرائيلي ولا مع أمريكا أن تعطي فرصة لا لنقاط ولا لقطعة أرض ولا نقطة واحدة، فلتتخذ الدولة اللبنانيّة هذا الموقف وتقول لا، عندها إذا بقي الإسرائيلي في مكان ما هو مُحتل في هذا المكان الذي بقي فيه بعد أن لم يُنفّذ الاتفاق. الآن كيف يتم التعامل مع المُحتل فلا يجب أن نقول له كيف سنتعامل معك كاحتلال، لكن الكل يعلم كيف يتم التعامل مع الاحتلال، الدولة اللبنانيّة تحتاج ألا تتجاوب ويكون عندها موقف صلب وتستطيع أن تقف بشكل مباشر، فهذا استحقاق مهم جدًا".

وقال: "من الاستحقاقات التي من المتوجّب أن تقوم بها الحكومة بعد تأمين هذا الانسحاب الإسرائيلي كنقطة أولى، والنقطة الثانية هي موضوع إعادة الإعمار، فواجب الدولة أن تعمل على إعادة الإعمار، تأتي بتبرّعات أو تدعو لمؤتمرات أو تستعين بدول، فنحن حاضرين أنّ نتعاون نحن والدولة كي نستطيع تحقيق عمليّة الإعمار التي هي مسؤوليّة الدولة. ما هدمته إسرائيل هدمته في الدولة اللبنانيّة وعلى الدولة اللبنانيّة أن تتحمّل مسؤوليّة ما هُدم لمواطنيها يعني هذه هي المعادلة، نحن الآن نجري مساعدة بالإيواء وبترميم يعني نحل المشكلة بشكل مُؤقّت إلى أن يبدأ الإعمار الذي هو مسؤولية الدولة ونحن نتعاون مع مسؤوليّة الدولة، فنحن لا نتنصّل أبدًا، بل نحن نساعد ونتصدّى لشيء قبل ما تتصدّى الدولة كي لا نجعل الناس في حالة صعبة رغم كل الضغوطات وكل الصعوبات. نحن مع الناس ومع الإعمار وسنبقى معهم لآخر لحظة مهما كان هناك من صعوبات وتعقيدات، لن نترك الناس لا بالإيواء ولا بالترميم ولا بالإعمار وإن شاء الله سوف تعود البيوت أحسن ممّا كانت فهذه مسؤوليّة ونحن ملتزمين فيها، نريد التعاون نحن والناس وأيضًا مع الدولة والدولة هي تتحمّل هذه المسؤوليّة.

 أيضًا نحن في النقطة الثالثة في موضوع الحكومة نحن أصلًا من بُنات الدولة، راقبوا تجربتنا كلّها عندما كُنّا بالحكومة من سنة 2005 حتى الآن، نحن دائمًا كنّا الطرف الذي يُعطي ويُقدّم، الطرف الذي يعمل بكف نظيف، الطرف الذي يساعد في بناء الدولة، ونحن الآن سوف نعمل مع حركة أمل وكل القوى السياسيّة الفاعلة التي لديها همّة للنهوض بالبلد سنكون شركاء وسنمد يدنا لبعضنا لأنّ البلد لا يتعمّر ويبنى ويصبح  بلد عنده قدرة اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة إلّا بتعاون الأطراف، فنحن حاضرين للتعاون مع الجميع ونُقر الإصلاحات الضروريّة ونعمل على رد أموال المودعين ونحارب الفساد ويعمل الجسم القضائي من أجل العدالة في البلد وتُحسم القضايا العالقة ويصير هناك تعيينات إداريّة.

 أنا هنا أقترح على الحكومة لماذا لا تجرون التعيينات الإداريّة وفق مباراة، هكذا ننتهي من المُحاصصة وبنفس الوقت بالمباراة يأتي الأكفأ، وتكونون تعبّرون بشكل مباشر عن اختيار الشخص الأفضل للإدارة، لأنّه لدينا حملة كبيرة في هذا الأمر وعندنا مواقع كثيرة بحاجة تعيينات، فأنا أنصح بهذا يوم من الأيّام الحكومة أخذت بقرار الأخ الوزير الحاج محمد فنيش وقتها وأجرت مباراة كانت تختار ثلاثة الأوائل بالمباراة والحكومة تختار واحد من الثلاثة، هذه طريقة يمكن تكون هي ويمكن أن تكون غيرها لكن أجروا مباراة أحسن من اختيار واحد من 1000 وضمن الحسابات الطائفيّة والسياسيّة والمعادلات الموجودة في البلد، دعوا صاحب الكفاءة يأتي وبالتالي هكذا يكون عدالة بالتوظيف ونستطيع الحفاظ على البلد بشكل أفضل".

وتطرق الى "موضوع طارئ هو في الحقيقة موضوع الطيران الإيراني أن يحط في مطار بيروت مطار رفيق الحريري الدولي، ما هي المبرّرات؟ دعونا الآن نتحدث معلومات لا نريد كلام مُنمّق، حصل اتصال برئاسة الحكومة بإعلام هذه الرئاسة أن إسرائيل ستضرب مدرج مطار بيروت إذا نزلت الطائرة الإيرانيّة في مطار رفيق الحريري الدولي، اتخذ رئيس الحكومة القرار بأن يمنع تحت عنوان سلامة الطيران وسلامة المدنيّين، هي المشكلة ليس أن شخص يؤمّن سلامة مدنيّين في وقت صعب، المشكلة أنّ هذا التنفيذ لأمر إسرائيلي. نحن في مشكلة حقيقيّة أين السيادة الوطنيّة؟ فلتنزل الطائرة ونرى ماذا ستفعل إسرائيل، لا يصح أن نسمع، الآن صارت إسرائيل ممكن أن تقول لكل شيء ممنوع أن تصل هذه الباخرة وممنوع أن تصل هذه الطائرة وممنوع أن تبنوا هذه العمارة، وممنوع أن تقيموا هذه المظاهرة ممنوع أن يمشي أحد بمنطقة الحدود، وبهذه الحلة نكون نحن موظفين عند إسرائيل ونكون نحن نطبّق الاستماع إلى مطالب الاحتلال".

ودعا "الحكومة اللبنانية الى أن تعيد النظر بهذا القرار وأن تعبّر عن موقفها السيادي، هي حُرّة الحكومة اللبنانية أن تقبل أي طيران في العالم، وليس لها علاقة إسرائيل أن تتحكم وبالتالي هناك مصالح بين إيران وبين لبنان كثيرة سواء من الشعب اللبناني أو الشعب الإيراني. والآن عندنا تشييع سماحة السيدين (رضوان الله تعالى عليهما) يعني هذا كلّه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار. حصلت تظاهرة بالأمس يوم السبت، تظاهرة دعا إليها حزب الله وتظاهرة سلمية هو اعتصام فجأةً تُلقى القنابل المسيّلة للدموع، طيب لماذا؟ إذا كان هناك أي إشكال، التظاهرة أو الاعتصام عنده لجنة منظّمة يستطيع الواحد أن يتعاطى مع اللجنة المنظمة ويحل المشكلة، ليس هناك لزوم أن نعمل إشكال داخلي أو أحد يدخل على الخط بطريقة مُعيّنة يورّطنا بمشاكل بين الجيش والشعب ليس هناك لزوم أبدًا. نحن والجيش إخوة وأحبّة، نحن بالحكومة ونعتبر أننا نعمل حتّى تتكامل الأمور مع بعض، ليس هناك لزوم لهذه الأعمال، قبل بيوم صار هناك اعتداء على اليونيفيل فنحن ضد الاعتداء على اليونيفيل ولم يكن هناك جهة داعية له، فإذًا أنا أدعو إلى أن نتعامل بحكمة مع هذه الأمور وأن نعيد الطيران الإيراني إلى لبنان كجزء من سيادة البلد وأيضًا خدمات الناس الذين يعيشون فيه".

23 شباط

وعن تشييع الأمينين العامين ل"حزب الله" الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، قال: "في 23 شباط عندنا التشييع الكبير العظيم لسيّد شهداء المقاومة السيّد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) والسيّد الهاشمي (رضوان الله تعالى عليه)، سنشيّع أمينين عامين، هذا التشييع هو في الحقيقة استثنائي بسبب استثنائيّة الرجلين وبسبب الخصوصيّة التي يتميّز بها سيّد شهداء الأمّة وطنيًا وقوميًا وعالميًا وإسلاميًا وعلى مستوى البشريّة. أنتم مدعوّون للتعبير عن الحزن والوفاء يعني نحن لسنا فقط حزينين لا بل نحن نريد تجديد البيعة، نحن نقول إنّا على العهد نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط والمنهج ونحن مرفوعو الرأس، هذا هو التشييع الذي نريده وطبعًا سوف يشارك ناس من دول عربية وإسلاميّة وعالميّة من المحبّين من طوائف مختلفة، من جهات مختلفة كذلك في لبنان كل الأحبّة، أنا دائمًا أقول أنّ جمهور المقاومة هو ليس فقط المنتسبين من البيئة لا بل هم  كل واحد يحب المقاومة ويؤيّد المقاومة، ويدعم سياستها العامة من كل الطوائف ومن كل اللبنانيين من سياسيّين و رسميّين وإلى آخره. طبعًا أنا أدعو جماهيرنا بشكل مباشر إلى أوسع مشاركة، دعوا أن تكون الصورة والمشهد والعنوان هو أن حزب الله والمقاومة الإسلاميّة حاضرون في الساحة أقوياء لهم امتداد، من يفكّر أن يضغط عليهم أو أن يأخذهم إلى مؤامرات من أجل إضعافهم لن يتمكّن من ذلك، لأنّه عندنا شعب أبي ومضحّي وأسطوري، هذا الشعب لا يوجد مع جماعة أو في مكان إلا وتكون له الغلبة والوصول إلى الحقيقة".

وختم قاسم: "هذه المسيرة التي يدعمها الشهداء وقادتها شهداء وجهادها شهداء وجرحى وأسرى لا يمكن إلا أن تبقى مرفوعة الرأس وعالية إن شاء الله، أنا أدعو إلى أوسع مشاركة وأدعو في الوقت نفسه إلى أعلى درجات الانضباط في المسيرة لأنّ سوف تكون مسيرة ضخمة جدًا، وأتمنّى على المشاركين أن يلتفتوا لتوجيهات المنظّمين في المسيرة وغني عن القول ممنوع إطلاق النار وممنوع القيام بأي أعمال يمكن أن تؤثّر على رصانة وهيبة الموقف وقوّة المسيرة وقوّة المشهد فنحن معوّدين عليكم. أيّها الشعب الطيب الذي كان يحبّه سماحة السيّد الأمين العام (قدّس الله روحه الشريفة)، أيّها الشعب الطيّب، أيّها المشاركون دعونا نرى هذا المشهد الذي يرفع الرأس، أنتم دائمًا ترفعون الرأس أنا متأكّد أنكم سوف ترفعون رأسنا وتكون رؤوسكم مرفوعة بتأييد ودعم ومشاركة هذا التشييع المهيب للأمينين العامّين".

 

مقالات مشابهة

  • أمريكا وَديمقراطيتُها الزائفة
  • نعيم قاسم: يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط بالكامل وعلى الدولة مسؤولية إعادة الإعمار
  • علي جمعة: إذا فاتتك ليلة النصف من شعبان فعليك بهذ الوقت كل يوم
  • أمطار غزيرة على منطقة الباحة
  • علامات قبول الطاعة.. أمور تؤكد أنك في الطريق الصحيح
  • حكم الإكثار من الحلف دون داعٍ وهل له كفارة ؟ الإفتاء توضح
  • دعاء النصف الثاني من شعبان.. 3 كلمات تغفر الذنوب مثل زبد البحر
  • لماذا تُمهل الملائكة العاصي 6 ساعات قبل كتابة السيئات ؟.. اعرف السر
  • خطيب المسجد النبوي: الاستغفار هو أكبر الطاعات وأصل أسباب المغفرة
  • المفتي قبلان: ما يجري في المطار خطير ولن نقبل بلعبة إعدام تطال وجودنا