أكد د. طارق فهمى، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن موقف مصر الحاسم من التهجير أعاد التوازن للموقف الدولى، وهو موقف واضح وحاسم ومناهض لكافة أشكال التدويل والتسويق للفكرة، وقال «فهمى»، فى حواره لـ«الوطن»، إن الشعب الفلسطينى مُبدع فى استحداث الحلول ولن يقبل بالتهجير، مشيداً بصموده وتمسكه بوطنه ورفضه كل محاولات التهجير رغم التضييق الإسرائيلى.

استخدمت مصر على لسان الرئيس السيسى مصطلح «خط أحمر»، عند الحديث عن ملف التهجير... ما تعليقكم؟

- التهجير أو الترحيل أو الانتقال أو التسكين أو أى مصطلح جديد ممكن أن يستخدمه الغرب للدلالة عن ترك سكان غزة لأراضيهم، هو مرفوض بشكل كامل من الدولة المصرية، من كافة قطاعاتها ومؤسساتها، وهو موقف واضح مناهض لكافة أشكال التدويل والتسويق للفكرة على أى مستوى، ورغبة إسرائيل بالاستثمار فى الأزمة وراء طرحها لمثل هذه المخططات الشيطانية رغم استيعابها جيداً للموقف المصرى الحاسم، ويجب على المجتمع الدولى التحرك لإعادة سكان شمال غزة بعد إعمارها، لأن الحديث عن عودتهم الآن هو للاستهلاك الإعلامى بعد تدمير البنية التحتية ومرافق الحياة بالقطاع.

المخطط فكرة كامنة فى العقل الصهيونى منذ سنوات طويلة.. وحرب غزة أعادت طرح الفكرة وتسويقها

هل مخطط التهجير وليد اللحظة الآنية؟

- مخطط التهجير وتفريغ قطاع غزة من سكانه هى فكرة كامنة فى العقل الصهيونى منذ سنوات طويلة، وليست وليدة الأحداث، لكن إسرائيل استغلت حرب غزة، لإعادة تأكيد الفكرة وتسويقها، والقضية الفلسطينية لن تتم تصفيتها ولن تموت بوجود الشعب الفلسطينى المبدع دائماً فى استحداث الحلول، الشعب الفلسطينى صامد متمسك بوطنه ويرفض كل محاولات التهجير رغم تضييق إسرائيل عليه.

كيف وجدتم الاعتراض الأوروبى والأمريكى على دعوات الاحتلال للتهجير؟

- موقف مصر الحاسم من قضية التهجير باعتبارها دولة قوية ذات سيادة على كامل أراضيها ولديها جيش قوى، أعاد التوازن للموقف الدولى الذى أجمع على رفضه للتهجير وإفراغ قطاع غزة من السكان، لكن من الضرورى أن تتم ترجمة الأقوال إلى أفعال، خاصة مع موقف مصر الذى أوقف المخطط، لأنه إذا تم مرحلياً أو تدريجياً ستتم تصفية القضية الفلسطينية، كما أنها تقوم بدور مهم بالتنسيق مع الأردن، لتوحيد الرأى العربى بشأن مخططات التهجير.

ماذا عن الخيارات والبدائل التى تملكها إسرائيل للتعامل مع القطاع؟

- نحن أمام مرحلة انتقالية وصعبة، وترتبط بالفعل بالترتيبات الأمنية والاستراتيجية الجارى التخطيط والتنفيذ لها فى الفترة الراهنة، وتجاوز ما هو قائم من خيارات، بمعنى الانتقال من الأقوال والتصريحات إلى الأفعال، وتخطط الحكومة الإسرائيلية فى الوقت الراهن للانتقال إلى مرحلة أخرى من المواجهات فى قطاع غزة، وهو ما يشير إلى أن المرحلة الحالية سترتبط بعدة خطوات، أولاها العمل فى عمق القطاع مباشرة من خلال خط تواصل استراتيجى ممتد يستهدف تقليص مساحة القطاع من الشمال، ومن مناطق التماس، سواء من الشمال إلى شرق ووسط إلى الجنوب.

وإن كانت هناك تباينات عديدة حول مساحة هذه المنطقة المحددة، التى قد توفر الأمن الاستراتيجى المنشود لإسرائيل على الأقل فى المدى المتوسط، خاصة أن إسرائيل لا تريد أن يتكرر مشهد السابع من أكتوبر مرة أخرى، سواء من القطاع أو من الشمال، مع توجيه رسائل تطمين إلى المستوطنين الذين هددوا بإحداث قلاقل فى الساحة السياسية، ودفع الحكومة إلى تبنى إجراءات وتدابير مختلفة، وإلا فإن الأمر سيكون كارثة على إسرائيل.

فرص تنفيذ المخطط الشيطانى

إسرائيل تستخدم أدواتها الإعلامية كافة بداية من البيانات والمنشورات وحتى وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعى لدفع سكان قطاع غزة إلى التهجير القسرى أو الطوعى، حيث إن هذا المخطط يعبّر عنه التكتل اليمينى، ويصمم على تنفيذه وهو أحد مكونات الائتلاف الحاكم فى إسرائيل، كذلك فرص تنفيذ المخطط يكمن فى تنفيذ إسرائيل لعدد من أفكار المشروعات التى تخدم المخطط مثل رسم مسار لانتقال الفلسطينيين إلى أوروبا من خلال فتح منفذ بقبرص ومنه إلى اليونان ثم الوصول إلى أوروبا، إضافة لإعلان بعض الدول إمكانية استقبال سكان غزة وتسهيل دخولهم إلى أراضيها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة التهجير قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: لم تعد المشاركة في الأعمال العالمية تهمني بسبب مواقفهم من القضية الفلسطينية

أكد الفنان أحمد مالك خلال مشاركته في جلسة “ماستر كلاس” ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، أن اهتمامه بالمشاركة في الأعمال العالمية تراجع مؤخرًا بسبب المواقف السياسية من القضية الفلسطينية.

 

وقال أحمد مالك: “في السابق، كان الفنانون العرب محصورين في أدوار مرتبطة بالإرهاب، واليوم نجد أنفسنا محصورين في أدوار اللاجئين. وبعد ما يحدث في فلسطين، أصبحت غير مهتم بالمشاركة في الأعمال العالمية، نظرا لتوجهاتهم. أفضل أن أوجه طاقتي ومجهودي لدعم صناعة الفن في مصر والوطن العربي ولأسرتي”.

 

كما تطرق مالك إلى تجربته في فيلم “6 أيام”، مشيرًا إلى أن مخرج العمل كريم شعبان حرص على الاستعانة بمدرب تمثيل لمساعدة الممثلين على إتقان أدوارهم المختلفة حسب المراحل العمرية التي يجسدونها. وأوضح أن هذه التجربة كانت مفيدة له على المستوى الفني والشخصي، قائلا: “الممثل مسؤول عن دوره، وهذه الخطوة ساعدتني كثيرًا في تعميق أدائي وتطوير أدواتي”.

 

وتتواصل فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى 2 مايو المقبل، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، إلى جانب ورش عمل وندوات تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتعزيز الحوار السينمائي.

 

يُذكر أن المهرجان، الذي تأسس عام 2015، تنظمه جمعية دائرة الفن، برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وبدعم من عدة جهات منها ريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، محافظة الإسكندرية، وشركة نيو سينشري وباشون للإنتاج الفني.

احمد مالك

مقالات مشابهة

  • المجتمع الدولي يعرّي إسرائيل ويفضح جريمة التجويع والحصار
  • ممثلة مصر أمام العدل الدولية: إسرائيل تخير سكان غزة بين القصف أو التهجير
  • أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: لم تعد المشاركة في الأعمال العالمية تهمني بسبب مواقفهم من القضية الفلسطينية
  • أحمد مالك: لم أعد مهتما بالمشاركة في الأعمال العالمية لموقفهم من القضية الفلسطينية
  • رسالة إلى العالم.. طلاب بورسعيد يدعمون القضية الفلسطينية على طريقتهم
  • الأونروا: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة منذ مارس وسط تصاعد العدوان | تفاصيل
  • سفير الفاتيكان بالقاهرة: الكنيسة تشدد على موقف البابا فرنسيس تجاه القضية الفلسطينية
  • "الكوفية الفلسطينية" حاضرة بجنازة بابا الفاتيكان.. فيديو
  • عُرف بمناصرته للقضية ورفض التهجير.. «الكوفية الفلسطينية» حاضرة في جنازة البابا فرانسيس
  • عربية النواب: مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية ولن تتخلى عن دعم الأشقاء