أسفرت غارة على العاصمة السورية دمشق، السبت، عن مقتل أربعة إيرانيين على الأقل وتدمير مبنى يستخدمه الحرس الثوري الإيراني، وفقا لما أفادت به وسائل إعلام رسمية سورية وإيرانية.

وأكد التلفزيون الرسمي الإيراني أن أربعة مستشارين من الحرس الثوري قتلوا في الضربة التي وقعت في دمشق، مضيفا أن إسرائيل كانت وراء الضربة.

بدوره ذكر الجيش السوري أن المبنى الواقع في حي المزة غرب دمشق ويخضع لحراسة مشددة دمر بالكامل، مضيفا أن القوات الجوية الإسرائيلية أطلقت الصواريخ أثناء تحليقها فوق مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. 

من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مرصد تابع للمعارضة يراقب الحرب، إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا – خمسة إيرانيين وسوري واحد – في الهجوم الصاروخي الذي وقع عندما كان مسؤولون من الجماعات المدعومة من إيران يعقدون اجتماعا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن ثلاثة من الإيرانيين القتلى هم من القادة، مضيفا أن أربعة آخرين ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض.

مكان الضربة

ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الضربة استهدفت مبنى سكنيا في حي المزة شديد التحصين غرب دمشق، والذي يضم العديد من البعثات الدبلوماسية.

ووفقا لوكالة أسوشيتد برس فإن الضربة كانت قريبة من سفارتي فنزويلا وجنوب أفريقيا.

ونقلت عن مسؤول مطلع على الوضع أن المبنى كان يستخدمه مسؤولون من الحرس الثوري، مضيفا أن "الصواريخ الإسرائيلية" دمرت المبنى بالكامل، وأن 10 أشخاص إما قتلوا أو أصيبوا في الهجوم.

وفقا للوكالة فإن المسؤول ينتمي إلى جماعة مدعومة من إيران، لكنه طلب عدم ذكر اسمه وانتمائه لأنه غير مخول بالتحدث علنا عن الشؤون الأمنية.

انتشرت قوات الأمن حول المبنى المدمر المكون من أربعة طوابق، فيما شوهدت سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء في المنطقة. ويجري البحث عن الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض. كما تحطمت النوافذ في المباني المجاورة.

وقال بقال بالقرب من مكان الضربة إنه سمع خمس انفجارات متتالية حوالي الساعة العاشرة و15 دقيقة صباحا، مضيفا أنه شهد لاحقا نقل جثتي رجل وامرأة، فضلا عن ثلاثة جرحى.

هويات القتلى

أفادت وكالة "مهر" الإيرانية أن الضربة الإسرائيلية أودت بحياة "مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا ونائبه وعنصرين آخرين من الحرس".

وكشف موقع "نور نيوز"، الذي يعتقد أنه قريب من جهاز المخابرات الإيراني، هوية اثنين من القتلى في دمشق وهما الجنرال صادق أوميد زاده، نائب قائد المخابرات في قوة القدس التابعة للحرس الثوري في سوريا، ونائبه، الذي يستخدم الاسم الحركي، الحاج غلام. 

أصدر الحرس في وقت لاحق بيانا حدد فيه القتلى بأنهم حجة الله أوميدفار وعلي أغازاده وحسين محمدي وسعيد كريمي من دون أن يحدد رتبهم.

ووفقا للصحافي الإيراني البارز علي هاشم فإن "صادق أوميد زاده، المعروف أيضا باسم يوسف أوميد زاده، هو في الواقع حجة الله أوميدفار".

The IRGC has announced that four of its advisers have been killed as a result of the airstrike in Syria and they are:
Hojatollah Omidvar, Ali Aqazadeh, Hossein Mohammadi, and Saeed Karimi.
Haj Sadegh, also known as Yousef Omidzadeh, is actually Hojatollah Omidvar. His name was… pic.twitter.com/4BynHyUQ23

— Ali Hashem علي هاشم (@alihashem_tv) January 20, 2024

لا تتوفر معلومات كثيرة عن أوميد زاده، لكن اسمه كان قد ورد في مقال لصحيفة "واشنطن بوست" في يونيو الماضي.

ونقلت الصحيفة في حينه عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين ووثائق سرية مسربة القول إن أوميد زاده كان يقود جهود طهران لتصعيد هجماتها ضد القوات الأميركية في سوريا، كجزء من استراتيجية أوسع مدعومة من روسيا لمواجهة الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إنها حصلت على تقارير استخباراتية سرية تؤكد أن إيران وحلفاءها في سوريا يعملون على تدريب الميليشيات الموالية لهم على استخدام عبوات ناسفة تزرع على جوانب الطرق وتكون أكثر قوة وخارقة للدروع بهدف قتل أفراد الجيش الأميركي.

ونقلت عن إحدى الوثائق المسربة أن مسؤولين في فيلق القدس، ومنهم أوميد زاده، ساعدوا في تصميم العبوات وتقديم المشورة العملياتية بشأن استخدامها. 

وأضافت الوثيقة أن أوميد زاده حدد على وجه الخصوص عربات "همفي" و"كوغار" المدرعة كأهداف معينة، وتحدث عن إرسال عناصر مجهولة لالتقاط صور استطلاعية للطرق التي تستخدمها القوات الأميركية.

وبينت الصحيفة أن المعلومات الواردة في الوثيقة استندت على اتصالات تم اعتراضها جرت بين عناصر ميليشيات سوريين ولبنانيين موالين لإيران.

إيران تتوعد

ونددت إيران بـ"الهجوم الإسرائيلي" على سوريا ووصفته بأنه "محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار في المنطقة" وقالت إنها تحتفظ بحق الرد، وفقا لما أوردته وسائل إعلام إيرانية رسمية.

ولإيران وحلفائها العسكريين وجود راسخ في مناطق واسعة بشرق سوريا وجنوبها وشمالها وفي عدة ضواح حول دمشق لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة خصومه على الساحة المحلية واستهداف إسرائيل.

ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل التي تواصل منذ فترة طويلة حملة قصف تستهدف الوجود العسكري والأمني لإيران في سوريا.

ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بأنه محاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وتحولت إسرائيل إلى شن ضربات أكثر فتكا في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس المتحالفة مع إيران في السابع من أكتوبر.

وفي ديسمبر قتلت غارة جوية إسرائيلية اثنين من أعضاء الحرس الثوري، وأدت ضربة أخرى بالقرب من دمشق في 25 من الشهر ذاته إلى مقتل رضي موسوي وهو مستشار كبير للحرس الثوري كان يشرف على التنسيق العسكري بين سوريا وإيران.

وموسوي هو أبرز قيادي في فيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري، يُقتل خارج إيران، بعد اللواء قاسم سليماني، قائد القوة آنذاك الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من يناير 2020.

وأعلنت إيران مرارا خلال السنوات الماضية مقتل أفراد من قواتها في سوريا، حيث تؤكد أنهم يتواجدون في مهام "استشارية". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحرس الثوری مضیفا أن فی سوریا

إقرأ أيضاً:

إيران ترحب باجتماعات الحوار الوطني في سوريا وتعتبره خطوة صحيحة

بغداد اليوم -  طهران

رحب المبعوث الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون سوريا، محمد رضا رؤوف شيباني، اليوم الخميس (27 شباط 2025)، ببدء اجتماعات الحوار الوطني في سوريا.

وقال شيباني، في تصريح تابعته "بغداد اليوم"، "يمثل هذا تحركاً إيجابياً في الاتجاه الصحيح"، مشدداً على أهمية هذه التطورات السياسية بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف، أن "البنود الواردة في البيان الصادر عن الاجتماعات، لا سيما التأكيد على ضرورة إنهاء احتلال الكيان الإسرائيلي في أقرب وقت ممكن، تعكس الحاجة الملحة لسوريا جديدة، مشيرا إلى أن إيران تدعم كل الجهود التي تسهم في استقرار البلاد وتعزيز سيادتها ووحدتها الوطنية".

وأوضح، "نأمل أن يتمكن نطاق هذا اللقاء من أن يشمل أطيافاً أوسع من المجتمع السوري المتنوع وأن توفر نتائج هذه المناقشات أقصى الفوائد للشعب السوري العزيز".

وفي سياق متصل، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بشدة الهجمات الجوية والبرية التي شنتها إسرائيل على مناطق في جنوب سوريا وضواحي دمشق.

وأكد بقائي في تصريح نشره موقع الخارجية "أن إيران تحذر من استمرار الأعمال التوسعية والعدوانية لإسرائيل على الأراضي السورية"، مشدداً على أن هذه الاعتداءات تشكل تهديدًا واضحًا للسلام والاستقرار في المنطقة.

ودعا المجتمع الدولي والدول الإسلامية إلى اتخاذ موقف حاسم ضد هذه الاعتداءات، مطالبا بإجراءات فورية لوقف التصعيد الإسرائيلي ومنع تفاقم الأوضاع في سوريا.

وعُقد في العاصمة السورية دمشق، الثلاثاء الماضي، مؤتمر "الحوار الوطني" بهدف توحيد البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني، شخصيات دينية، معارضين، وفنانين، وسط انتقادات من الأحزاب الكردية التي وصفت المؤتمر بأنه لا يمثل سوى "أقليات" محدودة.

وأعلن أحمد شرع الرئيس المؤقت لسوريا، خلال المؤتمر عن التزامه بتشكيل لجنة للعدالة الانتقالية لمحاسبة المسؤولين عن "الجرائم" التي ارتكبها النظام السابق. 

وأكد المشاركون في البيان الختامي إدانتهم لاحتلال إسرائيل لأجزاء من سوريا، مطالبين بانسحابها من المناطق التي استولت عليها بعد سقوط الأسد في ديسمبر الماضي.

وفي المقابل، رفضت الإدارة الذاتية الكردية نتائج المؤتمر، معتبرةً أنه لا يمثل الشعب السوري ولا الأكراد، مؤكدةً عدم التزامها بتنفيذ مخرجاته. 

وانتقدت الأحزاب الكردية عدم دعوتها إلى المؤتمر، حيث صرح صالح مسلم، أحد قياديي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أن الحكومة المؤقتة "لا تؤمن بالديمقراطية" وتسعى إلى إقامة "نظام إسلامي" في سوريا.

وبحسب التقارير، شارك نحو 600 شخص في المؤتمر لمناقشة ستة ملفات رئيسية، من بينها العدالة الانتقالية، الدستور، الحريات الشخصية، والمبادئ الاقتصادية لسوريا المستقبل. 

ومع ذلك، بقيت القوى الكردية خارج الحوار وسط تصاعد التوترات في الشمال السوري بين الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية.

مقالات مشابهة

  • مقتل عتال كوردي على الحدود مع العراق بنيران الحرس الثوري الايراني
  • هيرست: يجب على سوريا بسرعة وضع حد لاجتياحات إسرائيل
  • إيران:العراق سيحصل على إعفاء وقتي لإستيراد الغاز الإيراني!
  • هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟
  • إيران ترحب باجتماعات الحوار الوطني في سوريا وتعتبره خطوة صحيحة
  • وزير الخارجية: الموقف العراقي لا يتجاوز الموقف الإيراني بشأن سوريا
  • تحدث عن الغاز الإيراني.. فؤاد حسين يبين موقف العراق بشأن سوريا: غير مرتبط بإيران
  • إيران: احتلال أجزاء من سوريا وانتهاك سيادتها جريمة عدوان تستدعي الرد
  • إيران تندد بالهجوم الإسرائيلي على جنوب سوريا وضواحي دمشق
  • شاهد | مخطط اسرائيلي ، جنوب سوريا دون سلاح ودولة وديعة في دمشق