الحوار الوطنى وخريطة طريق جديدة للبلاد
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
بعد النجاح الباهر الذى حققه الحوار الوطنى فى نسخته الأولى، وتنفيذ مائة وثلاثة وثلاثين بنداً خرجت بها التوصيات للحوار ما بين قرارات تنفيذية وأخرى تشريعية، كان لا بد من إطلاق النسخة الثانية من الحوار لاستكمال ما لم يتم فى المرحلة الأولى. ولا سيما أن الأكاديمية الوطنية للتدريب التى تم إسناد إدارة الحوار لها، كانت على مسافة واحدة من كل الأحزاب السياسية والقوى الوطنية التى شاركت فى النسخة الأولى.
والمعروف أن الدعوة للنسخة الثانية من الحوار لها العديد من الدلالات والمفاهيم، فمصر التى أجرت انتخابات رئاسية شارك فيها أربعة مرشحين من تيارات مختلفة، وطبقت الديمقراطية بشكل صحيح طبقاً للدستور ومصر التى تؤدى أدواراً سياسية مهمة فى محيطها العربى والإفريقى والإقليمى والدولى، كان من المهم أن تجرى هذا الحوار الوطنى فى نسخته الثانية بعد نجاح النسخة الأولى. فهناك إصرار وإرادة سياسية كبيرة للتشاور بين كل الفصائل والتيارات السياسية بالبلاد سواء كانت أحزاباً أو قوى وطنية من أجل رسم خريطة طريق جديدة للمستقبل خلال السنوات القادمة. وهذا فى حد ذاته رد مهم على كل الذين كانوا يعيبون على الدولة المصرية أنها لا تجرى مثل هذه الحوارات.
الرائع فى الحوار الوطنى أن كل الأطياف السياسية والاقتصادية والقوى الوطنية والمفكرين والكُتاب الذين يملكون رؤية فى هذا الصدد، يشاركون فى الحوار سواء فى نسخته الأولى أو الثانية، ولهذا نجح الحوار فى النسخة الأولى ومن المنتظر أن يحقق نجاحاً باهراً فى الثانية. وبالطبع لن يشارك فصيل جماعة الإخوان الإرهابية التى تلطخت أياديها بدماء المصريين والتى غارت إلى غير رجعة ولن تعود مرة أخرى.. والحوار فى نسخته الثانية لن يقتصر على قضية دون الأخرى، وإنما سيناقش كل ملفات المستقبل فى ظل الجمهورية الجديدة التى تعد البوابة الحقيقية للعالمية.. مصر لم تعد دولة صغيرة وإنما باتت من كبريات الدول الكبرى التى يعمل لها ألف حساب وحساب، ويشار إليها بأنها دولة محورية فى كل السياسات العالمية من خلال المشروع الوطنى الموضوع للبلاد منذ ثورة 30 يونيو 2013 ويرعاه الرئيس السيسى بنفسه، وينفذ خطواته بكل جدية ويحالفه النجاح بشكل ظاهر وواضح.
الحوار الوطنى فى نسخته الثانية يعنى فتح كل الملفات التى تتعلق بالمستقبل فى ظل الحياة الكريمة التى تنشدها القيادة السياسية للأسرة المصرية. ولذلك جاء فى توقيته وحينه، فقبل ذلك كان من الصعب فتح الحوار، لأن مصر كانت تعيش فى خراب شديد أثناء وبعد حكم جماعة الإخوان، ولم تكن هناك دولة بالمفهوم الطبيعى للدولة. وكان المهم أولاً هو تثبيت أركان الدولة قبل كل شىء، وهذا ما حدث بالفعل مؤخراً.. والنسخة الثانية من الحوار بمثابة فرصة ذهبية لجميع الأحزاب السياسية لتعبر عن برامجها والاندماج وسط الجماهير العريضة للمصريين.. إن هدف الدولة المصرية من هذا الحوار هو خلق جبهة قوية داخلية تشارك فى مواجهة كل التحديات التى تتعرض لها مصر فى كافة المجالات والأصعدة. وبالتالى هى فرصة عظيمة لوضع الحلول لكثير من المشكلات المتراكمة عبر عقود من الزمن، إضافة إلى أن الحوار سيضع أولويات للعمل الوطنى خلال المرحلة القادمة.
«وللحديث بقية»
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحوار الوطني للبلاد الحوار الوطنى فى نسخته
إقرأ أيضاً:
كتلة الحوار: المنتدى الحضري العالمي فرصة أمام مصر لتكوين شراكات جديدة
قال الدكتور محمد عبد المجيد، نائب رئيس كتلة الحوار، إن انعقاد المنتدى الحضري العالمي في القاهرة، يمثل فرصة مهمة لمصر ليس فقط للاستفادة من الأفكار المبتكرة، لكن أيضًا لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية كدولة ملتزمة بقضايا التنمية الحضرية المتكاملة، وحريصة على توسيع آفاق التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف دول العالم مما يضمن الخروج بنتائج مبهرة تستطيع الحفاظ على المظهر الحضري وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد عبد المجيد، في بيان له، أن المشاركة الواسعة لدول من مختلف أنحاء العالم، في المنتدى يعد فرصة ثمينة لتبادل الخبرات وتكوين شراكات جديدة تسهم في تعزيز قدراتها التنموية، مشيرا إلى أن الحضور الدولي الكثيف في المنتدى يفتح الباب أمام مصر لتبني تجارب رائدة في قطاعات حيوية مثل الإسكان والنقل والطاقة، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التحديات الحضرية القائمة.
ولفت عبد المجيد، أنه من خلال التعاون مع الحكومات الأجنبية والخبراء، سيكون للمنتدى مردود في توجيه المزيد من الاستثمارات نحو مشاريع بنية تحتية مستدامة، تُسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتلبي احتياجات النمو السكاني المتزايد.
وأضاف نائب رئيس كتلة الحوار، "الجميع يأمل الخروج من هذا المنتدى بتوصيات عملية تسهم في دعم خططها التنموية ومواءمتها مع التوجهات العالمية نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات".