غزة المسمار الأخير فى نعش نتنياهو
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
هل تشفى بحور الدماء فى غزة غليل اليهود؟ وهل يكفى استشهاد وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطينى لإشباع رغبة جيش الاحتلال فى الانتقام من أهالى القطاع؟ والسؤال الأهم هل شعرت إسرائيل بالمأزق الكبير الذى أصبحت فيه بعد اندلاع حرب غزة؟
الإجابة عن هذه التساؤلات ببساطة أن جيش الاحتلال أصبح بين أمرين كلاهما مر، الأمر الأول إما الانسحاب من غزة خاصة بعد فشله فى تحقيق أهدافه المعلنة، واستجابة للرأى العام الإسرائيلى الذى بات رافضاً بشدة للحرب نظراً لتأثيرها المدمر على الاقتصاد الإسرائيلى، ولفشل الجيش فى العودة بالرهائن، وارتفاع نسبة القتلى والمصابين بين صفوفه، وفى هذه الحالة سيخضع نتنياهو وقادة الجيش للمحاكمة وربما انتهى مستقبله السياسى للأبد.
الأمر الثانى وهو الاستمرار فى الحرب مهما كانت النتائج، وهذا الاتجاه أكثر مرارة، لأنه فى حالة استمرار الخسائر -وهذا هو المتوقع- فسوف يلقى رئيس وزراء الاحتلال نفس المصير، وربما كانت نهايته السجن قبل أن يلقى فى مزبلة التاريخ.
«نتنياهو» الذى رفض مبادرات السلام العربية الأمريكية لإنهاء الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية، بل إنه صرح فى غطرسة لم يسبق لها مثيل على المبادرة بضرورة فرض سيطرة إسرائيل على المنطقة كلها من النهر إلى البحر، الأمر الذى يكشف خبث نوايا اليهود وأنهم بهذه الطريقة ربما يفقدون جزءاً كبيراً من الدعم الأمريكى فى الحرب المشتعلة الآن.
فى الحالتين فإن نتنياهو يواجه مصيراً مظلماً مبنياً على رعبه من الفشل، ما يعنى انهيار نظريته الأمنية وفكرة الملاذ الآمن لليهود التى بنى عليها حرب الـ106 أيام على غزة حتى الآن دون تحقيق نتائج إيجابية فى هذا الملف، فبقاء المقاومة وصمودها ونجاحها بل والتفاف الأهالى حولها سيكون له انعكاس إيجابى كبير على الفلسطينيين مستقبلاً بل على المنطقة كلها.
إسرائيل التى دخلت الحرب على غزة بهذه القوة والجبروت والعدة والعتاد، لا تدرى كيف تخرج منها محتفظة بماء الوجه، لأن سقف طموحاتها كشفت الأيام أنه أقل بكثير من إمكانياتها.. بل بات الانشقاق داخل الحكومة نفسها يهدد بسقوطها فى أى لحظة.
خسائر الاحتلال مستمرة بلا توقف منذ الضربة الأولى التى وجهت له فى السابع من أكتوبر الماضى، ورغم عمليات الكتمان خوفاً من تأثيرها السلبى على الجبهة الداخلية، فهناك توقعات بزيادة الخسائر الإسرائيلية عن 50 مليار دولار أمريكى فى ظل تعطل السياحة والعديد من القطاعات الاقتصادية.
الإسرائيليون أنفسهم تعرضوا لعمليات نزوح كبيرة من مناطق غلاف غزة وشمال فلسطين المحتلة بعيداً عن خطوط المواجهة، فهناك 500 ألف مستوطن يهودى على أقل تقدير فروا وتركوا منازلهم فى رعب وخوف، الأمر الذى زاد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.
وهناك 250 ألف يهودى لم يجدوا أماناً وغادروا الدولة إلى بلدان العالم المختلفة بحثاً عن الاستقرار بعيداً عن صواريخ المقاومة وحالات الرعب والفزع التى أصابتهم وحولت ملاذهم الآمن إلى زلزال يهدد وجودهم.
باختصار.. الربيع الغزاوى أصاب تل أبيب فى مقتل وقضى على أحلام اليهود التوسعية فى المنطقة، بل إنه أنهى حلم نتنياهو السياسى إلى الأبد، وأصابت هذه الهزة السياسية الأحزاب الإسرائيلية فى مقتل خاصة حزب الليكود الحاكم القابع على رأس السلطة منذ 15 عاماً.
تبقى كلمة.. طوفان الأقصى وضع المسمار الأخير فى نعش نتنياهو أطول رؤساء وزراء إسرائيل حكماً منذ إنشاء الكيان الإسرائيلى متفوقاً على مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن جوريون.
غزة تمرض لكنها لا تموت.. فوعد الله حق والله محقق وعده لا محالة، أما نتنياهو فقد باتت أيامه معدودة وغداً ترفرف أعلام دولة فلسطين فوق المساجد والكنائس لتعيد الحياة إلى قلب العروبة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار غزة المسمار نتنياهو غزة
إقرأ أيضاً:
قرية البصيرة بالعامرية بلا خدمات
تعانى قرية البصيرة بغرب الإسكندرية من إهمال كبير فى الصرف الصحى ويبلغ عدد السكان نحو 10 آلاف نسمة على حدود المحافظة، ولا يفصلها عن حى العامرية، سوى عدة كيلومترات، هناك يتابع المواطنون بشغف أخبار مبادرة «حياة كريمة»، وينتظرون إدراجهم فى المبادرة، لتتحقق فى مناطقهم التنمية الشاملة، بالقضاء على الفقر الذى يشوه تلك القرى العريقة، ويحرمها الحق فى حياة كريمة لجميع مواطنيها، والعمل على رفع كفاءة الكثير من منازل الغلابة والفقراء، وتركيب الأسقف لتحميهم من برد الشتاء القارس وهطول الأمطار، ومد وصلات المياه وتوصيل شبكات الصرف الصحى «الذى طال انتظاره».
وكشف محارب حسين عوض، رئيس لجنة العامرية بحزب الوفد قرية البصرة الأهالى تعانى من مشكلات عديدة وأهمها الطريق غير الممهد وخاصة فى فصل الشتاء السكان يعانون من أزمة فى الوصول إلى منازلهم عقب عودتهم من العمل، لانعدام الخدمات بالقرية مما يتسبب إلى عدم استطاعة دخول سيارات الإسعاف إلى المرضى بالقرية خاصة أن القرية لم يوجد بها وحدات صحية مما يلجأ المريض إلى مستشفى العامرية، وتعانى أيضاً القرية من كثافة الفصول العالية فى جميع المراحل التعليمية، كما أنهم لم يجدوا وسائل مواصلات لنقلهم داخل المدارس وخاصة فى فصل الشتاء نظرا لغرق القرية بالأمطار، كما تعانى القرية من مشكلة النظافة وانتشار القمامة مما يتسبب فى انتشار الأمراض بين السكان، لذلك نطالب المسئولين بعمل طريق يخدم أهالى القرية وربط القرية بمنطقة العامرية.
وأشار «محارب» إلى مشكلة القرية الرئيسية، التى تهدد حياتهم هى مياه الشرب التى لا يستطيعون الاستغناء عنها، بخلاف ضعف مياه الشرب التى لا تصل إلا فى أوقات غريبة تجعلنا نضطر إلى انتظارها بعد منتصف الليل، فإنها تصل فى معظم الأيام مختلطة بمياه الصرف الصحى الذى يهددهم بالأمراض المزمنة، بسبب مرور ماسورة مياه الشرب بطول مصرف الصرف الزراعى الذى قام بعض الأهالى بصرف مخلفات منازلهم فيه.
وأضاف رئيس لجنة العامرية بحزب الوفد أن القرية لا يوجد بها وحدة صحية، الأمر الذى يجعل المريض يضطر إلى الذهاب لمستشفى العامرية المركزى لتلقى العلاج اللازم، بالإضافة إلى أن الطرق المتهالكة أدت إلى صعوبة دخول أى وسيلة مواصلات داخل القرية لخدمة الأهالى، مما زاد من معاناتهم، خاصة فى حالة تعرض أحد الأهالى لحادث.
وأضاف أن لجنة العامرية رصدت أهم المشكلات التى تواجه أهالى القرية، سواء الطرق المتهالكة أو غرق أبنائها فى الصرف الزراعى، وشكا سكان «قرية البصرة» من عدم وجود إنارة كافية بالشوارع، وتهالك الأعمدة وعدم تغييرها منذ سنوات، فضلا عن انتشار المخلفات والقمامة فى الشوارع وعدم جمعها بانتظام وتكدس مياه الصرف الصحى فى مستنقعات بسبب خلل شبكات الصرف الصحى، ما يتسبب فى كارثة ستودى بحياة أهالى القرية، الذين انتقدوا اختفاء دور الجهات المختصة لعدم إدراج القرية داخل حياة كريمة حتى الآن.