بوابة الوفد:
2025-04-23@04:34:23 GMT

سعد زعيم الأمة

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

«إن اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية»، تلك حكمة سعد باشا زغلول، أحد أبرز زعماء مصر وقائد ثورة 1919، الذى حظى بشعبية لم يحظَ بها زعيم مصرى من قبله، ولُقب بزعيم الأمة وأطلق على بيته «بيت الأمة» وعلى زوجته «صفية»، «أم المصريين». 

لقد اجتمعت لـ«سعد» من مزاياه الشخصية ومن توفيقات العصر فى حياته صفة الزعامة الواجبة من المصريين، أو الزعامة الملائمة لأطوار النهضة الأخيرة فى هذه الأمة.

فهو -لأنه كان فلاحاً من أصحاب المراتب العالية- قد استطاع أن يجمع حوله السواد والعلية من أبناء الفلاحين، وهو قوام الأمة المصرية، ولأنه كان صديقاً لـ«قاسم أمين» على رأيه فى تهذيب المرأة، قد استطاع أن يقود النهضة الأولى التى اشترك فيها الرجال والنساء، وشملت الأمة كلها، ولأنها شملت البيت كله.

ولأنه كان يطلب الاستقلال من الترك كما يطلبه من الإنجليز، فقد استطاع أن يمحو الفوارق الدينية والعصبية المذهبية فى الحركة الوطنية، ولأنه حاضر الفتوة، وافر الحماسة فى الشباب والكهولة والشيخوخة، قد استطاع أن يقود الشبان الملتهبين كما يقود الشيوخ المحنكون، أو استطاع أن يجمع الجيلين فى ثورة واحدة.

احتفظ سعد زغلول بنشاطه الغزير إلى النهاية على عكس ما عهد فى الزعماء الشرقيين أنهم يعتزلون العمل قبل زملائهم الغربيين، وليس من بين الثائر فى التاريخ إلا عدد قليل بقيت له عقيدته السياسية على شدتها وعنفوانها بعد الخمسين ولكن «سعد» بلغ أقوى ما بلغ من السلطان على الجماهير عندما ناهز الستين، وكأنما كان تقدمه فى السن يزيد حماسة الشباب ونزواته! على أن مفاجآت طبيعية وأطوار حياته وتقلبه فى تحصيل العلم بين الفقهاء العرب والأساتذة الفرنسيين، ومضاء عزيمته وفصاحته وما كان من الأثر على تربية ذهنه لأناس بينهم من الاختلاف مثل ما بين «جمال الدين» داعية الجامعة الإسلامية واللورد «كرومر» كل هذا لا يكفى لتفسير قبضته على شعب كثير التحول.

فهو فى طبيعة العملية، وفصاحته المقنعة، وفكاهته المرتجلة، وعزيمته الماضية، وسماته المهيبة ومنزلته الرقيقة، خير من ترشحه مصر لزعامتها من صميم تكوينها، وإنه لأصل فى زعامة الشعوب ليس بعده رسوخ ولأعمق فى الأصول.

هذه الزعامة هى التى التقى حولها المصريون فعلموا أنهم أمة، وعلموا أنهم مسلمون ومسيحيون ولكنهم أمة، وأنهم رجال ونساء ولكنهم أمة، وأنهم شيب وشباب ولكنهم أمة، وأنهم حضريون وريفيون ولكنهم أمة، فانبعث للأمة حياة ماثلة إلى جانب حياة فرد وكل طبق وكل طائفة وكل جنس وكل دين.

ورأينا الأيام التى نسى فيها اللص أنه سارق ولم يذكر إلا أنه مصرى من المصريين ونسيت فيها البائسة الموصومة أنها متاع مهنياً ولم تذكر إلا أنها مصرية تطالب بقضية، ومنهم حتى هؤلاء أم هنالك معنى من معانى الرفعة الإنسانية يسمى الشرف ويسمى الحياء، بل رأينا السنين التى لبث فيها المئات والآلاف يسامون الخسار، فيغلبون الخسار ولا يقبلون المراء فى العقيدة، ويخيرون بين منفعة النفس ومنفعة الأمة ولا يحفلون بمنفعة النفس ولا بمنافع المال والبنين، وتلك غنيمة قومية لا تدخل فى حساب الأرقام، ولكن الأمة التى تهملها وتبخس قدرها لا تدخل هى نفسها فى حساب.

ولو لم يكن حب الزعيم للحرية مصلحة عامة وعقيدة راسخة، لكان مصلحة خاصة تقوم عنده مقام العقيدة، فهو يذود عن كبريائه حتى يقضى للفلاح بحق الحرية، ولا يرى فيه رأى الزملاء من حكم الترك الذين يقضون عليه بالخضوع، ويقضون لنفسهم بالسيادة، ومن اتفقت له كراهة الاستبداد والقدرة على دفعة، واستنهاض الشعب إلى صريح قيوده، والشعور مع الشعب بعزته وهواته، فقد رشحته إرادة الغيب، ولم ترسخه إرادة الناس للزعامة والاضطلاع بهذه الأمانة، واصطلحت هداية الإلهام وهداية التفكير على تقديمه لهذا الأمر الكبير.

إنه سعد زغلول زعيم الأمة الذى كان الشعب يؤلف الأناشيد باسمه، فضلاً عن أن المواليد من الفترة 1919، حتى 1927، كان يحملون اسم «سعد» سواء مسلمين أو مسيحيين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن سعد زعيم الأمة زعماء مصر استطاع أن

إقرأ أيضاً:

"رئيس الشاباك هو الأكثر تهديدا".. زعيم المعارضة الإسرائيلية يحذر من اغتيالات سياسية

أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد مساء الأحد، أن إسرائيل، ستشهد اغتيالات وقتلا على خلفية سياسية، مشيرا إلى أن رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، هو الأكثر تهديدا.

وشدد رئيس المعارضة الإسرائيلية على الوصول إلى "مستويات تحريض غير مسبوقة"، مؤكدا أن تصريحاته هذه تأتي بناء على "معلومات استخباراتية لا لبس فيها".

وقال لابيد: "حزب الليكود، الحاكم في إسرائيل، أصدر بيانا رسميا جاء فيه، أن رونين بار يحول أجزاء من جهاز الشاباك إلى ميليشيا خاصة للدولة العميقة"، مشيرا إلى أن "مثل هذا البيان له عواقب.. إنهم يعرفون تماما ما يفعله هذا الأمر ببعض مؤيديهم".

وطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بوقف هذا الأمر، مضيفا أن "الأمر متروك لك، أسكِتوا وزراءكم وابنكم في ميامي، وبدلا من دعم التحريض، ادعموا الشاباك وقوات الأمن، والأنظمة التي تحافظ على بقاء البلاد".

وتابع: "لن تتمكن من قول ’لم أكن أعلم’ لاحقا"، مشيرا إلى أن "هذه المرة لن ينجح الأمر معك. أنت تعلم أنك جزء من هذا، ويتوجب عليك إيقافه".

وقال لابيد: "قبل أسبوعين من فشل السابع من أكتوبر، عقدت مؤتمرا صحفيا حذرت فيه من أننا على الطريق إلى حرب، وكارثة أمنية، ورفضت الحكومة الاستماع، وأود الآن أن أحذر مرة أخرى، وهذه المرة استنادا إلى معلومات استخباراتية، لا لبس فيها: نحن في طريقنا إلى كارثة أخرى".

وأضاف أن ذلك "سوف يأتي هذه المرة من الداخل، مستويات التحريض والجنون غير مسبوقة. لقد تم تجاوز الخط الأحمر"، مشددا على أنه "إذا لم نوقف هذا، فسوف يكون هناك قتل سياسي هنا، وربما أكثر من واحد؛ يهود يقتلون يهودا".

وشدد رئيس المعارضة الإسرائيلية على أن "التهديدات الأكثر عددا موجهة إلى رئيس جهاز الشاباك رونين بار"، وذكر أنه "كان ينبغي على رونين بار أن يستقيل من منصبه، بعد تنصيبه في أكتوبر، ويحق للحكومة إقالته ما دام تم ذلك من خلال الإجراءات الصحيحة، وموافقة المحكمة، دون أن يؤثر ذلك على تحقيقات قطرغيت".

وأضاف أن بار "فشل، لكنه وطني إسرائيلي ومقاتل كرس حياته لأمن إسرائيل، وقد نشأ في قيادة العمليات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، ووحدة العمليات في جهاز الأمن العام (الشاباك)؛ وقد نجح جهاز الأمن العام تحت قيادته في إحباط أكثر من 1200 عملية ضد مواطنين إسرائيليين، خلال العام الماضي".

واعتبر لابيد أن بار "كان جزءا كبيرا من النجاحات العملياتية التي تحققت خلال الحرب بفضل عمل جهاز الشاباك، بالتعاون مع قوات الأمن، ورغم ذلك فإن معظم التهديدات الموجهة لرئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي لا تأتي من العرب، وليست من حماس أو حزب الله، بل من اليهود".

ومن جانبه، قال حزب الليكود الذي يترأسه نتنياهو، في بيان أصدره مساء الأحد، تعقيبا على تصريحات لابيد، إن "رئيس المعارضة ومنذ سنوات، لم يرفع صوته ضد التحريض الجامح والخطير، الموجه ضد رئيس الحكومة، بل إنه يشارك فيه بشكل نشط".

وأضاف أن "لابيد يملأ فمه بالماء (أي أنه لا يتلفظ بأي شيء ويلتزم الصمت)، عندما يتم وصف رئيس الحكومة بالخائن، ويتم توجيه عدد لا يحصى من التهديدات بالقتل إليه"، واعتبر بيان الليكود أنه "كلما زاد الانخفاض في استطلاعات الرأي (بالنسبة لرئيس المعارضة الذي يترأس "ييش عتيد")، زاد تحريض لابيد".

مقالات مشابهة

  • زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يدعو لوقف الحرب فورًا وإعادة المخطوفين
  • ما فحوى تحذير زعيم المعارضة من اغتيال سياسي محتمل في إسرائيل؟
  • د. فرانسيس دينق، ذكر أن والده زعيم أحد مجموعات الدينكا، كان له مئات الزوجات
  • سلاح المقاومة.. شرف الأمة
  • زعيم الشيوعيين بأميركا.. مصالح واشنطن في إسرائيل تقوّض العدالة والسلام
  • الفاتيكان يودع البابا فرنسيس.. رحيل زعيم كاثوليكي استثنائي في زمن الأزمات
  • زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ يطالب بإقالة هيغسيث
  • زعيم حزب بلجيكي: مغاربة يملكون منازل في بلدهم ويستفيدون هنا من الشوماج
  • "رئيس الشاباك هو الأكثر تهديدا".. زعيم المعارضة الإسرائيلية يحذر من اغتيالات سياسية
  • عاجل. "هذه المرة ستكون من الداخل".. زعيم المعارضة الإسرائيلية يحذر من كارثة ويطالب نتنياهو بإسكات وزرائه